الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعادة الإعتبار لمفاهيم الماركسية(2)

هيفاء حيدر

2010 / 9 / 19
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


قوانين التطور
ماذا نعني بالتطور:
نتحدث عن التطور الذي ينشأ عن الحركة الغير ثابتة بطبيعتها و التي تعيش تغيرات وتفاعل مستمر عبر التقدم من أجل نشوء واقع جديد بمعطيات جديدة عبر تفاعل وتغير القديم أثناء صيرورة الحركة وصولا" الى نشوء شيء واقع جديد صاعد متقدم للأمام نحو النضوج يتغير القديم يتحلل ويفنى تاركا" للجديد استمرار ومواصلة التطور و التغير بذاته من جديد عبر مرحلة وخطوات تلو الأخرى وبتناسق مستمر ومتقدم.

فروقات توسم التغير عن التقدم عن النمو
كل مرحلة بما تملك وتحتوي من عناصر تمر بسلسلة متواصلة من التطور الذي يختص بتغير يأخذ مسار التقدم وفقا" لمعطيات ظروفه الداخلية و الموضوعية الذي يتفاعل عبرها والتي تحكمه قوانينه الداخلية الخاصة به في كل مرحلة من المراحل التي تتغير هي الأخرى قوانينها و معطياتها وفقا" لعملية التقدم و التغير الحاصلة .

أما حينما نتحدث عن عملية النمو نعني بذلك التغير الكمي الذي يحدث للشيء أو يصاحب عملية التغير الناجمة عن التقدم وبهذا لا نعني به تغير نوعي إذ أن التغير النوعي يأتي نتيجة تراكمات كمية يظهر من خلالها نتائج عملية النمو بشكلها الكمي ضمن نفس حركة المرحلة ذاتها وليس أثناء الإنتقال من مرحلة الى أخرى كما يحدث ويظهر في عملية التطور التي تعكس خصائص التغير النوعي للأشياء.


القانون الأول:الكم و الكيف:
القانون الناظم لمجمل عمليات التغيرات التي تحدث في مرحلة التقدم و التطور من الخاصية الكمية الى الخاصية النوعية أي قانون تحول التغيرات من حيث الكم الى حيث النوع قانون تحول التغيرات الكمية إل تغيرات كيفية.
إذا ما أخذنا مفهوم التغير بحد ذاته لرئينا إنه ينطوي على تغير في الجانب الكمي أي زيادة على أو نقصان من , والتغير يحدث في الجانبين الأثنين لماهية الأشياء و لا يمس التغير هنا الجانب النوعي أي لا يمس بالأقتراب من نوع أي الطبيعة المكونة للشيء لا تتغير حيث لا يتم تغيير في جوهر نوعية الشيء الخاضع لعمية التغير سوى في الجانب الكمي له.
وهذه العملية سوف لن تستمر الى ما لا نهاية حيث تبقى تمس زيادة أو نقصان حسب طبيعة المادة أو الشيء الى مرحلة معينة تتفق وخصائصها الخاضعة للتغيير وملائمة لظروفها الداخلية و الخارجية بحيث تبقى تتفاعل في الجانت الكمي الى أن تصل الى مرحلة التغير النوعي أو ما نسميه مرحلة الذروة أو المرحلة الحرجة أو نقطة التحول في المسار من مرحلة معينة كانت قائمة بحد ذاتها الى مرحلة أخرى وهذه مرحلة أجريت حولها العديد من الدراسات حول كيف تأتي هذه النقطة او المرحلة الحرجة كيف تشكل الذروة وهل هناك من مقدمات لا تتعلق بماهية التحول الداخل ضمن إطار الزيادة و النقصان أم أن هناك مقدمات للقفزة هذه وهل هي فترة زمنية لها مقوماتها وعناصرها المكونة أم إنها تنفرد بخصائص أخرى تحتوي الزيادة و النقصان وتدفع بإتجاه التغير نحو النوع كطفرة في عملية التفاعل الخاصة بالشيء .

قانون وحدة و صراع الأضداد:
في داخل كل عملية تطور وتغير تحدث العديد العديد من التغيرات في أثناء عملية التحول من الكم الى النوع حيث تلتقي و تتنافر وتتناقض الى درجة الصراع مجموعات من المكونات بحيث تشكل عملية لتصارع هذه الأضداد بإتجاهاتها المتعددة و المتناقضة بين مجمل النسيج الداخلي وبكل تلاوين المادة المكونة إنه صراع القوى المضادة التي تعيش وتتفاعل وتتغير ضمن الوحدة و الصراع بين كافة الجزئيات .



حيث نواجه إتحاد لجزئيات أو لقوى أو عناصر حسب المكونات وإنفكاك لأخرى وإنطلاق نحو إتجاهات متعددة في وجه جزئيات و عناصر وكله ضمن صيرورة الوحدة و التناقض في مرحلة التحول الذي تحتويه المادة و الأشياء بطبيعة مكوناتها وعناصرها الإعتيادية التي تشكلها بحيث يمكننا ن القول إن هذا التناقض المتفاعل ما هو سوى وحدة لهذه الأضداد .والصراع يصبح ضرورة ملازمة لا يمكن القفز عنها أو الإنفكاك من مرحلتها .أما حل التناقضات فنعود مرة أخرى الى التأكيد أن التطور ونتائج ما حصل ونفي مرحلة لأخرى وبزوغ حالة المرحلة الجديدة لم تكن لتكون لو لا ما كان قائم قديما حيث تكونت في رحمه وإنطلقت منه وتفاعلت ضمن ظروفه وتقدمت للأمام على أرضية التطور و النمو من القديم وحل التناقض الذي يحدث يكون بمثابة القوة الدافعة لهذا التغير ولو لا وجود التناقض لما كان هناك من موجب للتغير أو ضرورة له .

قانون النفي و نفي النفي:
النفي لا يعني الرفض أو الإجابة ب لا ,يجب النظر الى الحالة القديمة التي شكلت الأرضية لبزوغ الحالة الجديدة وهيئات لتطور إيجابي عبر التغير و النمو الذي حدث و تصارع لما كان قائم من أضداد وصولا" الى تشكيل المرحلة الجديدة, التي لم تكن تستطيع أن تولد إلا مما كان قائما" في الحالة القديمة ومن منطلق معارضتها مبدئيا" ,فظروف وجود الجديد قد نشأت و نضجت داخل القديم,فالنفي تقدم ايجابياً ينتج بتغير وبتطور المنفي .
يتبع.......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المفاهيم الإقتصادية أولا
جلال البحراني ( 2010 / 9 / 19 - 13:51 )
من المتابعين لسلسلة مقالاتك الجميلة. سيدتي
و لكني أعتقد بأن إعادة الإعتبار للمفاهيم الماركسية يجب أن تنطلق مما أسس ماركس نفسه و ميزه عن بقية الفلاسفة و العلماء، الإقتصاد!
إن المفاهيم الإقتصادية الماركسية لم تحظى بالشرح مطلقا في عالم العرب لهذا لم نفهم الماركسية كعلم، فهناك آلاف الكتب التي تشرح الماركسية من وجهة النظر الفلسفية أو الأدبية أو الفنية، أما ماركس الإقتصادي و هذا هو ماركس الحقيقي، فليست فقط نادرة بل تكاد تكون منعدمة!
إليك مثل، هنا في موقع الحوار مئات المقالات و الكتب عن الفلسفة الماركسية، أما المقالات التي تحلل الظواهر من منظور إقتصادي ماركسي فهي نادرة! إلا من القلة مثل الأستاذ النمري، أو سمير أمين إلخ، و الردود التي تأتي على مقالاتهم تنم عن فقر فاقع بأبسط مفاهيم ماركس، مثل قوى الإنتاج، علاقات الإنتاج، فائض القيمة إلخ. بل الردود أحيانا مضحكة جدا!!
تجربة شخصية، ما الذي حولني للماركسية.
في الحقيقة كنت خمينيا بمراهقتي، ثم قبل إلتحاقي بالجامعة تحولت للبعث من كتب أحد أبناء العم، و في بغداد كنت صداميا منتميا بشراسة حتى بمناقشاتي مع طلاب الحوزة الشيعية البحارنة بالنجف فكنت أسفه بالخ


2 - تكملة
جلال البحراني ( 2010 / 9 / 19 - 13:53 )
أسفه بالخميني، مدعيا أن نظام البعث، هو نظام شعبي يقوم على التوزيع العادل للثروة، بعكس الخمينية التي لا منهج إقتصادي لها، لم أكن أعلم أن النظامين هما برجوازيين!!
قدم لي أحد الأصدقاء الكربلائيين، قصة جاك لندن، العقب الحديدية، قرأت شرحه عن فائض القيمة عشرات المرات و هضمته، بدت لي الحياة بعد فهم هذا المفهوم الماركسي البسيط، مختلفة تماما!! فكنت أذهب لشارع المتنبي أبحث عن الكتب الماركسية بالأخص في الإقتصاد، ( لا أتكلم بالعراقية مع الباعة بل بالبحرانية من شدة الخوف) و من خلال صديق حياتي الكربلائي تعرفت على الشيوعيين! و إستعرت كل ما أمكنني من الكتب الإقتصادية الماركسية، التي لا يمكن العثور عليها بالبحرين. هضمتها تماما و هنا عرفت أن نظام العبث هو نظام برجوازي!
قبيل تخرجي من الجامعة، كنت في نقاش مع مسؤولنا الحزبي، فلسطيني من أساطين البعث، في القيادة القومية ، كان بمثابة أبي، قال: أنت شيوعي و لست بعثي!!!
أسف للاطالة، فقط رغبت أن أبين ما هو المهم و ما الذي ينقصنا و يجعلنا ماركسيين حقيقيين.


3 - استعراض جميل
سالم قبيلات ( 2010 / 9 / 19 - 15:30 )
شكرا للاستاذة هيفاء حيدر على هذا الاستعراض الجميل لمفاهيم الماركسية.


4 - شكرا- أستاذ جلال البحراني
من هيفاء حيدر ( 2010 / 9 / 19 - 20:35 )
أتفق معك صحيح ما تفضلت به وكم نحن بحاجة الى المزيد من التعلم وقراءة الجانب الإقتصادي بعمق وبشكل اكاديمي بحت بداية وهذا ما أطرح حاجتنا له ليس فقط المفاهيم بل النظرية بكاملها بسياقها التاريخي نحن كم إفتقرنا في عالمنا العربي للأطلاع على الفكر الغربي وعلى كل جوانب الماركسية وحتى مرحلة اللينينية كذلك .تاريخك جميل هذا الذي أوردته كم أضعنا من الوقت سابقا- .ونحن في رحلة البحث عن حقيقة ذاتنا التي نلقاها حتى ولو متأخرا- .
أنا جد شاكرة لك أستاذي الكريم


5 - أشكرك أستاذ سالم
من هيفاء حيدر ( 2010 / 9 / 19 - 20:38 )
أشكرك على التعليق وأتمنى أن أوفق ولو في القليل في تناول المفاهيم
لك الشكر من جديد


6 - مستقبل الماركسية
رعد الحافظ ( 2010 / 9 / 20 - 14:32 )
في ظنّي , دعوتكِ لإعادة الإعتبار لمفاهيم الماركسية , سواءً من خلال إعادة قرائتها بطريقة
أكثر واقعية تؤمن بالتفاعل مع متغيّرات العالم ( وليس فقط من خلال فكر ماركس نفسه) كما يطالب الأستاذ البحراني , هي دعوة محترمة ستلاقي صدى كبير
***
ولو عدتُ للقوانين الثلاثة الواردة ونقاشها مع الإنسان وليس المادة فقط لأقترحتُ التالي
بالنسبة لقانون / الكم والنوع , تقليل عدد البشر الى النصف في الدول الفقيرة عن طريق السيطرة على الولادات وليس الحروب ( تجربة الصين مثلاً ) ,ا
بالنسبة لقانون صراع الأضداد / تحّل كل المشاكل الطارئة عن طريق الديمقراطية والحوار
مع ملاحظة مشاكل وعُقد النفس البشرية عموماً ( لن تنتهي كلياً ) , ا
بالنسبة لقانون النفي / نعم الظروف والأفكار الجديدة تنشأ, داخل القديم نفسهُ
لكن المعالجة يجب أن تتم أيضاً بالمشاورة والحوار أي الديمقراطية
الوضع يشبه أفلام الخيال العلمي في الذهاب الى المستقبل , لكن هنا معكوس وأسهل بكثير
نحتاج العودة لعرض المشاكل الناتجة عملياً في طريق تطبيق النظرية الماركسية ,لأجل تجاوزها مستقبلاً خدمةً للبشرية جمعاء
تحياتي لجهودكِ المخلصة
***


7 - أستاذ رعد
من هيفاء حيدر ( 2010 / 9 / 20 - 20:02 )
أشكرك أستاذي رعد على التعليق وبالمناسبة بإمكاننا فتح حوار حول ما طرحت
لك كل التقدير والمودة


8 - لماذا اعادة الاعتبار للما ركسية بل قراءةجديد
فؤاد محمد ( 2010 / 9 / 20 - 22:04 )
شكرا استاذه هيفاء
نعم انها قراءه رائعة وجديده متحرره من من كل السلبيات
اشدعلى يديك
تحياتب


9 - أستاذ فؤاد
من هيفاء حيدر ( 2010 / 9 / 21 - 05:59 )
أشكرك جزيل الشكر على التعليق

اخر الافلام

.. الجزيرة ترصد مطالب متظاهرين مؤيدين لفلسطين في العاصمة البريط


.. آلاف المتظاهرين في مدريد يطالبون رئيس الوزراء الإسباني بمواص




.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية