الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نادر قريط في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الديني والدنيوي والنهضة العربية المبتورة

نادر قريط

2010 / 9 / 19
مقابلات و حوارات


أجرى الحوار : حميد كشكولي

من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا – 6 - سيكون مع الأستاذ نادر قريط حول : الديني والدنيوي والنهضة العربية المبتورة.

 

1- كيف يمكن التمييز بين السياسي والديني في الإسلام؟ وقد اعتدنا أن نسمع أن دولة الرسول في يثرب كانت دينية ودنيوية، فهل تعني (( الدنيوية) الإسلام السياسي؟


من البداهة القول بأن السياسي والديني إختلطا في العالم الإسلامي، فالشريعة كانت عنوان الحاكم لتحديد المرجعية القانونية والتشريعية .. هذا كلام نسبي وعام؟ لكن الأهم وضعه في سياقه التاريخي، فدولة ما قبل الحداثة كانت تقوم جوهريا على حكم السلالات، التي تؤسس شرعيتها وسلطانها على الغلبة والعصبية ..هذا ما حدث لكل الشعوب القديمة وبضمنها منطقتنا، ففي القرن السابع م ظهرت سلالة (أموية) ورثت فارس وبيزنطا (آنذاك إنتهت فارس بمقتل يزدجرد الثالث حوالي 650م، وبتسليم ورثة هرقل ممتلكات بيزنطا التي ضمت سورية ومصر وشمال أفريقيا) ثم جاءت سلالة عباسية فسلجوقية..ثم أيوبية وصولا إلى سلالة آل عثمان). والإسلام كدين ومكوّن أساسي للتراث عاش بظلال تلك السلالات بشكل براغماتي نفعي تبادلي، من خلال حضور فقهائه وسدنته ووعاظه، وهيمنته على التراث الكتابي. ودارس التاريخ يجد أن الإسلام لم يبلور طبقة كهنوتية فعلية ذات مركز (بابوي) مستقل كالكاثوليكية التي مارست سلطتها بالتوازي مع سلطة الملوك والنبلاء الإقطاعيين.. فالعلاقة داخل الإسلام ظلّت هلامية يطبعها ميل للنفعية
أما ما نسمعه عن دينية ودنيوية دولة يثرب فهذا جزء من تاريخ مُتخيّل، فما وصلنا عن تلك الدولة (عبر السير والمغازي) ينتمي برأيي لأدب ديني أكثر من تاريخ فعلي. أدب صاغته الرواية القصصية بعد مرور أكثر من قرن على نهاية الأحداث المبكرة [ سيرة إبن هشام (توفي عام 768م). مغازي الواقدي (توفي عام 822م.) طبقات إبن سعد (توفي 845م.) وتاريخ الطبري (توفي 922م.)] حيث تمت نمذجة شخصية المؤسسين بما يوافق الظروف السيا ـ دينية للعصور اللاحقة، إضافة إلى أن القرآن نفسه (بدون تفاسيره وتأويله، والقواميس التي فُصّلت على مقاسه) لا يمنحنا تفاصيل كثيرة، بإستثناء ورود بعض الأسماء بينها إسم محمد وزيد وبكة والمسجد الحرام أو الأقصى وضرار. وهذه المُسمّيات يمكن أن تكون تأويلا متأخرا إرتآه سباكو التاريخ في أزمنة لاحقة. الأمر الذي دفع المرحوم سليمان بشير في "التاريخ الآخر" إلى التخمين بأن دولة يثرب لم تكن سوى ولاية تابعة لدمشق (وعثمان واليا لمعاوية) وحروب الردة وموقعة الحرة صدى لحملات تأديبية (غائرة في النسيان) شنها أمراء (أمويون) على الجزيرة؟! عليه فإن التمييز بين ما هو ديني وسياسي في تلك العصور يستلزم معرفة بالدولة القديمة والشرعية الدولية آنذاك ويتطلب نفض الغبار الأسطوري والتقديسي عن المدوّنة التاريخية، وتعميق دراسات المقارنة وفلسفة التاريخ ومناهج الفحص الأركيولوجي
وبنفس السياق أجد أن إحالة الدنيوية إلى الإسلام السياسي تتسم بالضبابية وتخلو من إطار نظري، فالمعروف أن الأخوان المسلمين الممثل التقليدي للحراك السياسي الإسلامي لم يتحدثوا عن مشروع دنيوي محض، بل عن "حاكمية الله" المرادفة للدستور. لكني أميل إلى أن الدولة الإسلامية منذ نشأتها، وحتى إنتهاء الخلافة العثمانية كانت دولة (علمانية) براغماتية [دخول الأعراب الإسلام أفواجا، مع ضعف إيمانهم، إنشاء (لاهوت) وعلوم كلام تبريرية، تقوم على مساحة ضيقة من التأمل الميتافيزيقي، وفتح الشريعة لسد الذرائع وتبرير المتع المادية للنظام الأبوي ( كالغزو ـ العبيد .. والمال والتجارة) والوعد بغفران الذنوب. وصولا للجنّة التي تم علمنتها لتصبح ملاذا للمشتهيات واللذائذ الحسّية] والسؤال المهم هل بإمكان أي مشروع سياسي، أن يكون لاهوتيا بالمطلق..هذا مستحيل طبعا؟ حتى الحكم (الديني) في إيران هو حكم دنيوي براغماتي (يصنع الصواريخ ولا ينتظر مدد الملائكة)

 

2- نلاحظ أن الأنظمة العربية تمالئ وأحياناً تتنافس مع قوى الإسلام السياسي ، كل نظام بطريقته، و في نفس الوقت تحاول ترضية القوى والشخصيات العلمانية ؟ كيف تفسرون هذه الحالة؟ وما هي عواقبها؟ وكيف تحسم هذه اللعبة في نهاية المطاف؟

ما ورد أعلاه يقودنا أولا إلى السؤال عن طبيعة الأنظمة العربية والظروف الدولية التي أتاحت ولادتها بعد إنهيار الدولة العثمانية ونهاية حقبة الإنتداب الأجنبي. ثم السؤال عن وظيفة دولة الحداثة الموسومة بالعقد الإجتماعي والمواطنة (وتتلخص واجباتها في حفظ الأمن الداخلي، والحدود، والسيطرة على الثروة وتوزيعها بما يضمن كرامة الآدمي، وإحتكار العنف، وتسيير دفة الثقافة) هنا يمكننا أن نتحدث عن غياب الدولة الحديثة في منطقتنا، فدولنا لازالت تحتكم لمبدأ الغلبة والولاءات والعصبيات، وتستمد ديمومتها من لعبة توزانات داخلية (قبلية جهوية مذهبية) وخارجية (مساعدات، إتفاقيات قواعد..إلخ) لذا تجد الحاكم يتحالف مع قوى التراث تقديرا لما تمثله من زخم وثقل (شعبي) وسلطة معنوية، وبنفس الوقت يفتح خطوطه مع شخصيات حداثية علمانية لتلميع صورته أمام السفارات الأجنبية. فأولياته هي إحتكار الثروة والسلطة
ولعل إنكفاء المد الأممي (الذي يتجاوز صيغة الأمة القومية ذات اللغة، والعرق، والدين الواحد) وخصخصة الدول لصالح نيوليبرالية ربحية (ترتبط جوهريا ببروتستانتية مستحدثة لفكرة أرض الميعاد) قد إنعكس سلبا وساهم في ترسيخ حالة مسخة. وجعل الحاكم (بأمره) يستمرئ اللعبة ويستمر بها.. أما عاقبة الأمور فلا شك ستكون وخيمة. لأن إستمرار تكريس الفساد والفشل والنهب والتهميش وفقدان القدرة على تداول السلطة هو إيدز يفقد المجتمعات مناعتها ثم يفتك بها. فهل لك أن تتخيّل سقوط بغداد (بدبابتين) لو أن العراق قام على عقد إجتماعي متين؟! .



3- كانت حملة نابليون على مصر في القرن الثامن عشر صدمة للنخب العربية و تحولا نوعيا و كميا في الفكر و التنوير ودفعة قوية لنهضة عربية واعدة ، لكننا نعيش اليوم تراجعا خطيرا في كل الميادين المدنية و في كل المجالات الإنسانية ، و اشتدادا في القوى الظلامية والرجعية ، وخصوصا بعد احتلال العراق وأفغانستان, وقبل ذاك, انهيار الاتحاد السوفييتي، رغم ادعاءات الغرب بأن قواته احتلت مناطق في العالم الإسلامي بهدف نشر الحرية والديموقراطية ومبادئ حقوق الإنسان. ترى كيف تنظرون إلى اختلاف الظروف بين الغزوتين الأولى والأخيرة ونتائجهما؟

صحيح أن صهيل خيول نابليون في باحات الأزهر عام 1798م كان صدمة لأنها حسب التأويل الأرثودكسي إستئناف للحروب الصليبية على دار الإسلام بعد إنقطاع، مع أنها في الجوهر هزيمة لسيوف المماليك القروسطيين أمام مدافع الحداثة، بيد أنها تظل حدثا محمّلا بالرمزية. ولاشك فقد إحتاجت الحداثة لقرن إضافي كي تطرق أبوابنا بجدية، فهي عملية تنال البنى الفوقية (الفكر) وتختلف نسبيا عن تحديث الدول وتطوير إداراتها وعتادها، الذي بدأ مع أسرة محمد علي ومع دخول المطبعة الإنجيلية بيروت في الربع الأول من القرن19 وتدفق الإرساليات التبشيرية إلى الشام، ثم إستمراره نهاية القرن 19 عبر إصلاح الدولة العثمانية وتجديد شبابها وإعلان الدستور وبناء سكك الحديد العملاقة.. عليه تكون غزوة نابليون فألا حسنا على المنطقة، وصدمتها لاتزال تذكرنا بالمطبعة وشامبليون والبعثة العلمية التي رافقته .. لكن صدمة السابع من أبريل 2003 كانت من نوع مختلف، فبلادنا التي عاشت إرهاصات النهضة وصدمة الحداثة والإنبهار بحضارة الغرب وآلاته وعلومه، سرعان ما شعرت بالإحباط والخذلان جراء السياسات الإستعمارية الإحتقارية والعدوانية الظالمة التي مورست في المنطقة (تحالف آيزنهاور آل سعود وسيطرة آرامكو، وإحباط ثورة مصدق وتمويل الإنقلابات العسكرية، ودعم إسرائيل على حساب الحق العربي، وأخيرا دعم الأصولية وحركات المجاهدين) هذه الأمور جعلت مشهد الدبابتين على جسر الشهداء تراجيديا، فالسيد بوش وعصبة محافظيه الجدد لم ينقلوا معهم المطبعة ولا بعثات علمية بل دمروا دولة قائمة وتركوا مرافقها ومتاحفها نهبا للسراق وطعما للنيران، ثم أدخلوا العراق في لعبة التشظية والتفتيت وحروب المخابرات الخفية (التي اصطلح عليها تسميتها: الإرهاب) وإشعال حرب أهلية وتهجير وتطهير طال ملايين السكان.. إذن فالمقارنة بين الغزوتين لا تخلو من السخرية فلكل غزوة سياقها وأهدافها وآثارها، ولا أظن أن هيغل الذي وصف نابليون ب "روح العالم على حصان" سيرى في بوش أكثر من "كاوبوي أرعن على حصان"


4- بعد 9 سنوات من إعلان الحرب على الإرهاب تقوم أمريكا و دول الناتو بمفاوضة طالبان والقوى المتطرفة بل إعادة مواقعهم السياسية التي فقدوها, فهل أن أمريكا و الغرب جادون في محاربة الإرهاب؟ وهل أن هدفهم هو نشر الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي؟

من المعروف أن حركة طالبان هي من بركات الحرب على السوفييت في أفغانستان، وقد أنشأتها المخابرات الباكستانية في كتاتيب بيشاور، ورعتها الأموال الوهابية، وأمريكا والناتو على علم يقين بأنهم يخوضون حربا عبثية على البشتون الذين يتم إختصارهم بمسمى "طالبان" فقصة الإرهاب من بدايتها نكتة سمجة، وطالبان أنفسهم لم يكونوا ضالعين بأحداث سبتمبر ولا علم لهم بها.. وكلّ جريمتهم تمثلت في إستضافة بن لادن حليفهم السابق في الجهاد، وهذه قضية ذات طابع قبلي ترتبط بتقاليد الضيافة البشتونية وحماية الدخيل، علاوة عليه فإن أحداث 11 سبتمبر الرهيبة ووفق مقاربة سوسيولوجية، تبدو لي أشبه بتصفية حسابات بين عصابات المافيا وحلفاء الماضي؟! وطبعا ذات طابع ثأري مغلف بهلوسة دينية. فمن تابع الحدث في لحظاته الأولى الطازجة، لابد يكتشف روحا من التشفي والشماتة بسياسة أمريكا، تجاوزت الإسلاميين لتغطي عموم اليسار العلماني (خصوصا الأوروبي) الذي نظر للحدث (وبرغم المشهد المروّع للضحايا) كواقعة ضد عولمة متوحشة، أي ضد رموز الرأسمالية التي تمثلت في البرجين، لذا فإن هذه الجريمة ليست صدام حضارات فعلي، لعدم وجود تناظر في القوة بين المتصادمين، فالغرب فعليا وعمليا يسيطر على منطقتنا ويملي عليها ما يريد، ويحرك خيوط الدمى فيها.
وإسمح لي أستاذ حميد أن أقول لك رأيا غريبا، فمنطقتنا لا تعاني من الإرهاب بل من قلة الإرهاب. العرب يعانون من الإستكانة والخنوع وإستباحة بلادهم منذ قرون، ويساقون بالعصا من أتفه جنرال أو شرطي، دون أن يرفعوا عقيرتهم، وأظن أن بن نبي لم يكن مخطئا عندما تحدث عن قابلية العرب للإستعمار (لاحظ أن فلسطيني غزة والضفة لم يلقوا حجرا واحدا على جنود الإحتلال الإسرائيلي إلا بعد مرور 20 عاما على الإحتلال فيما سُمي بالإنتفاضة الأولى، وهذا مثل أضربه للبعض لعلهم يتقون)
ما نعاني منه هو عنف داخلي عشوائي يُعبّر عن طبيعة المجتمع الأبوي، ويسري داخل هرم المجتمع بدء من الطفل إلى الأم التي تضربه إلى الأب الذي يضربها إلى الشرطي، المدير، الوزير. وصولا إلى قمة هرم الدولة الذي يعيد توزيع العنف نحو الأسفل. أما الإرهاب (الذي لا تعريف له في القانون الدولي) فقد أريد له أن يكون غطاء تبريريا لحروب الهيمنة، وأريد له حسب رؤية المفكر الفرنسي إ.تود أن يكون بلا عنوان لتبرير الحروب في أي مكان. أما دريدا فقد شكك أصلا بمصطلح الإرهاب وقال:“كلما إزداد المصطلح غموضا، أصبح عرضة للتطويع الإنتهازي" وكل لبيب يعلم أن كثيرا من ذلك الإرهاب هو فبركة مخابراتية في أقبية مظلمة (مع إستثناءات قليلة في العراق والجزائر وغيرها)
فلا غرابة إذن أن يتفاوض الناتو مع طالبان، فهم يعلمون ما خفي من المستور، ويعلمون أن الديمقراطية وحقوق الإنسان لا تُصدّر بالدبابات ورشاشات بلاك ووتر .. إنها أساسا سلعة غير قابلة للتصدير.


5- حقق الغرب نجاحاً في عملية التنوير الديني في الديانة المسيحية وفصل الدين عن الدولة, فهل يمكن تحقيق مثل هذه العملية الحضارية في الدول ذات الأغلبية الإسلامية؟ وما هي مستلزمات ذلك؟

بادئ ذي بدء أسجل ملاحظة على صيغة وردت في السؤال "التنوير الديني" فهذه جملة لا محل لها من الإعراب، لأن إقتران الدين بالتنوير (مصادرة على المطلوب) ربما كان المقصود "الإصلاح الديني أو لاهوت الحداثة" لهذا تذكرت كانط الذي إرتبط إسمه بمصطلح "التنوير" وبالضبط في رسالة دبجها لأحد اللاهوتيين بعنوان: الإجابة على سؤال: ما هو التنوير عام1784م، وفيها يقول: "بأن التنوير هو خروج الإنسان من حالة العجز وبلوغ الرشد من خلال إعتماده على عقله دون الخضوع لأقوال الآخرين، ويختصر مفهوم التنوير: بالقدرة على التفكير المستقل عبر الممارسة النقدية المتواصلة" وبهذا فإن شرط التنوير هو تحرير الإنسان من هيمنة المقدس، أما خطوته الثانية فكانت بوضع أسس "الأخلاق" وتحريرها من وصاية الدين..وهذان المبدأن أصبحا فيما بعد أساس الحداثة..إلا أن كلّ ما قاله كان سيبقى محض كلام (وثرثرة) لولا وجود الطبقة البرجوازية، التي كانت رحم الحداثة أو الحامل الإجتماعي لمشروع التغيير. ولاشك فإن الكاثوليكية نفسها ساهمت أيضا في هذا الحسم، كونها سلطة موازية ذات عنوان معروف (الفاتيكان) يسهل الوصول إليه. في المقابل فإن حالتنا مختلفة تماما .. فالإسلام لا عنوان له (كل شيخ هو فاتيكان خليوي) من ناحية أخرى فإن طبيعة إقتصاد الكفاف وعدم الوفرة في المشرق وحضور القبيلة (العصبية) في النسيج الإجتماعي، لم يتح بلورة حقيقية للطبقات..فما لدينا هو هلام متداخل من الشرائح الإجتماعية التي تتوزع بين أغلبية من المساكين (بروليتاريا رثة: حسب المصطلح الماركسي) وأقلية من السلاطين وحاشيتهم وعسسهم. ومع إزدهار الريع البترولي وتآكل مفهوم العمل والإنتاج أصبح لدينا في بعض الدول طبقة وحيدة متخمة (مهنتها متابعة مسلسلات التلفزيون) وعندما لا يتوفر الحامل الإجتماعي للنهضة، يصبح النقد الديني عبثا وصراخا في برية؟ فالحاكم يحتاج الدين لإكتساب بعض الشرعية، والغني يحتاجه أيضا لمزيد من الربح (مادام الله يعطي من يشاء بدون حساب) والفقير يحتاجه أيضا؟ فعندما تكون الدنيا بؤسا وخرابا ويبابا فعليه بالآخرة وحسن المآل.
وبالعودة إلى جوهر السؤال يمكن القول بأن ما حدث في أوروبا لم يكن قطيعة بين الدين والدولة (التعبير يحتوي شيئا من الإعتباطية) بل فصل بين سلطة الكنيسة والدولة، مما أتاح للدولة إعتماد مرجعيات وضعية في التشريع والقانون وإستبعاد ما هو إلهي، لكن علينا الإعتراف بأن "القاعدة القانونية" التي تحكم المشرّع ترتبط جوهريا بمفهوم "ضمير الأمة" وعلى هذه المساحة من الضمير يمكن أن يلتقي الديني باللاديني.. أما في عالمنا العرب ـ إسلامي فإن سلطة المسجد هلامية، فالإسلام سلطة لغوية سيوسيو ـ تاريخية إمتازت بشريعة تحكمت في مفاصل الحياة وضبطت نظام رؤية العالم، لهذا يجب أن تكون العلمنة مبادرة ذاتية وصيرورة داخلية ضمن سياق وأفق مجتمعاتنا، وسعي وكدح بإتجاه إصلاح ديني يتزامن مع خفض شديد في التكائر الأرنبي للسكان وإصلاح التعليم، وتحفيز قوة الإنتاج لتحقيق أمن ووفرة غذائية (تقلل من زوار موائد الرحمن) ومزيد من الدراسات العلمية والنقدية الرصينة.. فكثير مما يُنشر هو خواطر ورؤى منفعلة أو جلد للذات أو هروب وتعليق لمشاكلنا على مشجب الماضي المُتخيّل، وهكذا ننأى بأنفسنا من مواجهة الحاضر وهراواته الغليظة


6 - لقد قام كثيرون من المهتمين العرب, وأنتم من بينهم, بترجمة مقولة كارل ماركس " الدين أفيون الشعب". لكن نادرا ما علم الناس بالجملة التي سبقتها ، وهي " الدين هو تنهيدة المضطهد، هو قلب عالم لا قلب له، مثلما هو روح ظروف لا روح لها" ..ألا تحسون من المقولة المبتورة ( عن قصد غالبا) بتعاطف ماركس مع مؤمنين مضطهدين أصابهم اليأس من نيل السعادة في هذه الدنيا؟ وهل تعتقدون أن للدين دور تخديري اليوم في ظل سيادة أنظمة استبدادية تستند في دساتيرها بشكل كبير إلى الشريعة الإسلامية, وقوى الإسلام السياسية؟

أعترف لك وللقارئ بأن هذا النص سحرني بلغته وبلاغته، ومرد الدهشة أن كاتبه كان في الرابعة والعشرين من عمره، ولعل إختصار النص في عبارة "الدين أفيون الشعب" جاء بسبب هيمنة الشحنة البلاغية لهذه العبارة، لكن الواضح أن ماركس كان قريبا من خلجات الناس ودقات قلوبهم وأنّاتهم، حتى بدا لي شخصا رومانسيا رقيقا (هذا تلمسه أيضا في رسائله لزوجته جيني) ولا تنسى أنه عانى الفاقة والألم ودفن أطفاله بسبب العوز.. لذلك لم يكن عدوانيا تجاه الناس ومعتقداتهم، مقارنة بالماديين الفرنسيين ويعاقبة روبسبير، الذين عاشوا قبله بعقود، وطالبوا بإجتثاث المسيحية ولو بحد المقصلة. وعندما تعقد مقارنة في سياق تاريخي ما يمكنك أن تقدّر شروط تلك اللحظة، فالنص كان حميما دافئا دافقا إنسانيا، لكن صعوبة نقله لفضائنا اللغوي تعود أيضا إلى عدم إلمام بسياق الفلسفة الألمانية، ومصطلحاتها المعقدة، فكثير من مقولات ماركس إعتمدت نحوتا فلسفية لهيغل وكانط يصعب هضمها بمعدة الصحفي. ولو أن لينين وخلفاءه إستلهموا هذا النص جيدا، وأتاحوا الحريات الدينية لما سقط الإتحاد السوفيتي سقوطا مروعا ولما قُرعت أجراس الكنائس بشماتة، لأن البطش والترويع لا يكفيان لإبادة ضمير ووجدان الناس.
أما الشطر الثاني من السؤال: بكل تأكيد فالدين يمارس دورا تخديريا، ويعد المؤمن بدار باقية وقطوف دانية، بيد أن القضية مبالغ بها، وتصوير الدين بأنه كليّ القدرة ومهيمن على لحظات الحياة مبالغة شعرية، فالمسلمون عبر التاريخ تسللوا دائما عبر الشريعة وتمتعوا ببحبوحة من الحياة. ومن يقرأ شعر الخمريات والأغاني وغيرها سيعلم أن الناس عاشت حياة مليئة ولم تقتصر على السجود وتطبيق الحدود، وقبل مئات السنين قالت ولادة بنت المستكفي:
أمكّن عاشقي من صحن خدي ــــــ وأعطي قبلتي من يشتهيها؟!
وفالت عن إبن زيدون:
إبن زيدون على فضله ــــــــ يعشق قضبان السراويل
لو أبصر الأيّر على نخلة ـــــــ صار من الطير الأبابيل
لهذا يبدو لي أن الإسلام السياسي، وشيوخ الميديا يحصرون التاريخ والتراث والدين في زواياها الميتة والمتخيّلة. فالإعتقاد هو ظنيّ (لغويا) والناس حملت دائما بذور الشك، رغم أنها رضخت بالنهاية لمنظار عصرها. قبل أيام أعرب صديق (شديد التديّن) عن خشيته ركوب الطائرة. فقلت له (بخبث): لو كنت مكانك لما خشيت الموت وملاقاة وجه ربي، والتمتع بجنان خلده! فقال مبتسما: ما هو الضمان لوجودها؟!

7- لم يركز اليسار العربي على انتقاد الأديان بشكل جذري, واقتصر أحياناً في نقده على الفكر الديني, وإلى الآن الكثير من قواه وأحزابه لا تطرح العلمانية بشكل صريح في برامجها, فما هو برأيكم الموقف الأمثل تجاه الأديان؟ وما رأيكم بضرورة تبني الأحزاب اليسارية والتقدمية في العالم العربي العلمانية باعتبارها تؤكد أهمية فصل الدين عن الدولة؟

عموما يبدو هذا السؤال مركبا وعويصا، وعليه أستسمح ببعض المجاز الأدبي والمبالغة، فاللغة الكتابية عموما تظلّ أداة للتمويه وحجب الوقع.. شخصيا لدي مشكلة مع مفاهيم: مثل القومية والأحزاب واليمين واليسار..إلخ وأعتقد بعبثية هذه المسميات في واقعنا العربي. لكونها إسقاطات ثقافوية مترجمة على واقع لا يستطيع إحتضان دلالاتها. فمفهوم "الحزب" بوصفه إنتماء لفعل إجتماعي ذي بنية طبقية فكرية، غير موجود في واقعنا. بسبب هيمنة قانون العصبية الذي يصيغ شبكة العلاقة داخل الجماعة. حتى على المستوى اللساني أرى أن اللفظ العربي "حزب" مشتق من قصة "أحزاب" الخندق ونزاع القبائل، وربما يكون الإسلاميون حاليا، هم الحزب الوحيد الذي يتجاوز هذا المعنى إلى عصبية أخرى ترتبط بالأممية الإسلامية..وما عداهم أشبه بنوادي ثقافية؟! لا بل أزعم بأن يسارنا العربي (القومي والماركسي) قد جعل من ماركس شيخ قبيلة، أكثر منه فيلسوفا للجدل والصراع الطبقي، وجعل الإنتماء الحزبي ولاءا لرومانسية طبعت الحداثة وليس للحداثة ذاتها..من هنا أتفهم موقف اليسار العربي (الموجود لفظا والمنسوخ دلالة) من مسائل الدين والهوية، حيث أن نكوصه وضعفه يعود لتردي ونكوص ثقافتنا عموما..مع أنه والحق يقال قد ساهم جديا في صياغة روح العصرنة التي تجلّت في إبداعات أدبية وشعرية وفنية وأعمال مسرحية، بعكس فشله السياسي الذريع، لهذا فإن تبني فصل الدين عن الدولة لن يبرح مكانه الشعاراتي، فالواقع تقرره صيرورة وفعل إجتماعي.. وللأسف فإن واقعنا يشبه مرآة شوبنهاور المتشائم.. آنذاك أعاد له الناشر رزم كتابه المعروف "العالم كإرادة.." فأوروبا الغارقة حينها في الحروب، لم يكن لديها وقت للقراءة، فعلق وقال للناشر: "كتابي كالمرآة فلا تنتظرن من القرد أن يرى نفسه فيه ملاكا" بمعنى آخر علينا أن نرى ذاتنا كما هي في واقعنا، فالحقيقة هي فيما يقوله العقل عن العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل تؤيد المقاومة العراقية البطلة
ايمان رعد ( 2010 / 9 / 19 - 10:53 )
استاذ قريط
هل تؤيد المقاومة العراقية البطلة؟
تحياتي


2 - رد الى: ايمان رعد
نادر قريط ( 2010 / 9 / 19 - 14:33 )

شكرا على جس النبض؟! ..بالطبع تدعوني مبادئ الضمير لتأييد المقاومة وحق الشعوب في تقرير المصير.. لكن المقاومة العراقية ليست واضحة المعالم..كنت أتمنى للعراق أبا وطنيا مقاوما مثل هوشي منه وليس أمراء طوائف وكنت أتمنى أن يخرج الأمريكان من بغداد كما خرجوا من سايغون


3 - تحيه للاخ قريط
موسى محمد يسوع الله المترصد ( 2010 / 9 / 19 - 12:39 )
تحياتي اخي قريط وشكرا لك على التواصل واود ان انوه باننا لم نكن يوما مبدعين او مشاركين في الحضارة دائما نستورد الافكار الخارجيه وتجارب الغير ثم ندخل في جدل بيزنطي عن صلاحيتها في منطقتنا وتكون النتيجه هجوم الدين بتراثه المتهالك بيننا لندخل في دوامة الارتداد الحضاري والتدين المزيف والتقوقع وتبني الموقف الدفاعي والنتيجه عقول متحجرة لا تتزحزح ولا تعترف بالتغيير والحداثه بل تصر على الجمود والتخلف والتغني بخرافة عصرنا الذهبي هناك اسباب عدة لتخلفنا اهمها طبعا الاديان وبالذات الاسلام وكرد فعل لاضهادهم فان المسيحيين اصبحوا متعصبين ايضا ومتقوقعين ومنغلقين على ذاتهم ولا الومهم وهناك اسباب اخرى للتخلف وهي الطائفيه والعنصريه والفقر والجهل وارتفاع نسبة الاميه وانخفاض نسبة المثقفين حتى بين المتعلمين بيننا فهل ستنتج بلادنا فلاسفه من العيار الثقيل؟؟تخيل اخي قريط لو ان الحريه متوفره هنا تخيل لو ان هناك برامج تلفزيونيه علنيه تناقش وجود الله من عدمه بحريه تامه تخيل ان الفلاسفه والكتاب اصبحوا يكتبون مقالات انتقاديه للاديان في الصحف والجرايد العامه تخيل ان القوانين اصبحت قوانين مدنيه متحرره من تسلط رجال الدين والاديان عندها فقط سنرى التغيير في العقليه وسيبدأ الناس يتسائلون ويتاملون ويفكرون تخيل وتخيل وتخيل شكرا لك


4 - رد الى: موسى محمد يسوع الله المترصد
نادر قريط ( 2010 / 9 / 19 - 15:04 )

أخي الكريم موسى المترصد: أتفق مع توصيفك لواقع التخلف والتردي والفقر والجهل لكني لست متأكدا من أن المقالات والبرامج التلفزية ومناقشة وجود الله وعدم وجوده تغير كثيرا،، فنقض ما في عقول الناس من مسلمات وعقائد، أصعب من زحزحة الجبال وتخضع لصيرورة إجتماعية تفرضها الحاجة، والحرية لا تمنح بل تُنتزع.إن الأمور تحتاج إلى تهيئة بنية تحتية (إقتصادية تربوية) قادرة على إستيعاب الجديد


5 - مواصلة للمحاورة
حميد كشكولي ( 2010 / 9 / 19 - 13:29 )

تعقيبا على اجابة السؤال الأول:

1..ا) استشهادك بالمرحوم سليمان بشير في -التاريخ الآخر- إلى التخمين بأن دولة يثرب لم تكن سوى ولاية تابعة لدمشق (وعثمان واليا لمعاوية) وحروب الردة وموقعة الحرة صدى لحملات تأديبية (غائرة في النسيان) شنها أمراء أمويون على الجزيرة؟
أوقعني في نوع من المتاهة إذ أنني قلت دولة يثرب في عهد الرسول حين كان هو القائد الديني والدنيوي لها، و ليس دولة المدينة بعد وفاته و تعيين معاوية واليا على الشام ، ولاية أصبحت هي تتحكم بالمركز ( دولة المدينة) وذلك لأسباب موضوعية ، أهمها أن هذه الولاية قامت على جزء من إمبراطورية متطورة مدنيا و عسكريا و حضاريا.
أنا أتفق معك أن الإسلام قائم منذ الهجرة الأولى على مساحة أوسع من المادية والموضوعية ، رغم التغطية الميتافيزيقية. فمن يعتقد حين يفكر و يحلل وفق المنهج العلمي أن نصر المسلمين غي غزوة بدر تم بإمدادات إلهية و مشاركة الملائكة إلى جانب المسلمين في قتال قريش. إذ أن الواضح والمؤكد أن سر انتصارهم كان يكمن في دقة الخطط العسكرية و التكنيك الحربي لمحمد و أصحابه.
كنا نسمع أيضا من الإذاعة الإيرانية عن الإمدادات الغيبية في تحرير خرمشهر واحتلال الفاو (إنتهى


استدراك للسؤال الثالث

ا) أنا اعتقد أن ثمة سبب أهم وراء هذه الظاهرة وهي أن الرأسمالية في عهد غزوة نابليون كانت تقدمية ، و كانت مضطرة لمحاربة الإقطاع والرجعية و سحقه لتثبيت نظامها الصاعد ، و تآزرت انتصار البرجوازية بمنجزات كبيرة علمية سياسية اجتماعية كبيرة لصالح تقدم المجتمع و رفاهه ما انعكس أيضا على أطراف المركز أو المستعمرات بإشعاعاتها و أنوارها. لكن في عصر العولمة الراهنة تفسخت البرجوازية و أصبحت رجعية و عاجزة عن تقديم أي منجز إنساني ، بل أصبحت تتراجع عن المكتسبات التي تحققت في ظل سيادتها للبشرية ، من حقوق الإنسان ودولة الرفاه والضمان
الاجتماعي و الخ

تعقيبا على اجابة السؤال السادس

ا) لقد استغلت القوى الرجعية هذه المقولة لماركس أشد استغلال لمحاربة الشيوعية والتقدميين محاربة لا أخلاقية..ولكننا لم نسمع منهم كلمة بحق مفكرين ملحدين رأسماليين. كانت المسألة ولا تزال خبث و دناءة منقطعة النظير انطلاقا من الدفاع عن مصالحهم الطبقية، و إطالة عمر الاستغلال
والظلم بحق الجماهير المحرومة


6 - رد الى: حميد كشكولي
نادر قريط ( 2010 / 9 / 19 - 14:44 )
شكر للأستاذ حميد كشكولي على تساؤلاته المهمة، وتعقيبا عليها بما يُغني الموضوع:

المداخلة الأولى

الحقيقة أن الكشوف الكبرى للغات الشرق القديم قد كشفت منذ القرن 19 منابع ديانات التوحيد وساهمت المناهج المقارنة وآركيولوجيا أرض الكتاب المقدس في فضح لا تاريخية الأحداث المبكرة وأزمنتها وجغرافيتها، خصوصا أننا أمام تراث منقول شفهيا، إذ إن الفجوة الزمنية بين أحداث عصر الآباء (إبراهيم، وموسى) وعصر كتابة أسفار التوراة (في الزمن الهليني أو الفارسي) تبلغ حوالي عشرة قرون. أما في المسيحية والإسلام فتبلغ الفجوة حوالي 150 سنة (للمتفائلين .
فالتشكيك بدولة يثرب يتضمن أحداث الحقبة كاملة بما فيها الفترة التي تسمى نبوية. لأن نفس الموروث الذي نقل لنا سيرة الخلفاء الأربعة هو نفسه الذي ترك لنا السير النبوية .. وهو موروث شفهي تم تدوينه بعض مضي أكثر من قرن من الأحداث المبكرة وهذا فراغ مهم وملفت، سيما وأنه يفتقد لشواهد أكيدة (مسكوكات، عمارة،مخطوطات..فأول أثر إسلامي حقيقي هو نقش باليونانية يؤرخ لمعاوية)
وهذا الفراغ التدويني يكفي بنظر هؤلاء الباحثين لنمذجة تلك الشخصيات المؤسسة وتلقيمها أقوالا وأفعالا وإختلاق أحداث تناسب أدوارها (لابل إختلاقها أحيانا)
إن مصدر الثقة العمياء بتلك الحقبة حسبما يزعم (علماء) الجرح والتعديل، يعود إلى روايات منقولة عن رجال ثقاة عدول مشهود بصدقهم. وهذه المسألة حسب مفاهيم العلوم الحديثة غير مقنعة: ومنذ أمد أعلن بعض الدارسين رفضهم لكامل السير والمغازي ومنظومة الحديث (أمثال الألماني شاخت)
وفي هذا السياق يُشهد للمرحوم بشير أنه أول من أشار إلى المتوازيات التاريخية وإمكانية تكرار الحقب، عندما عقد مقارنة بين أحداث أحاطت -بمحمد- وأخرى مشابهة دارت حول -محمد إبن الحنفية- وبهذا فهو يسبق فومنكو عالم الإحصاء الروسي الذي إشتهر بحساباته التاريخية وكشفه لتهافت الكرنولوجيا وحقبها..والآن هناك عديد من البحوث الجادة التي بدأت تنظر لدولة يثرب كنتاج لآليات السرد الأسطوري والقصصي من أهمها بحوث مجموعة جامعة سارلاند في ألمانيا، التي يقودها غرت بوين (الرئيس السابق لفريق البحث في مخطوطات جامع صنعاء الكبير)
وتعقيبا على ما سمعته عن إمدادات غيبية في تحرير خرمشهر .. فهذا أمر طبيعي إنما يعكس إيضا إيمان الناس بهذه العقائد وتغلغلها في التدين الشعبي وإستغلالها وترويجها عبر السلطة

المداخلة الثانية
أتفق مع هذه الملاحظة النبيهة (لعل ذكر الرأسمالية في صدر السؤال ورد سهوا، لأنها كانت أيام نابليون ماتزال رضيعة أو حديثة الولادة) بالتأكيد كانت البرجوازية حاملة مشعل التقدم ولعبت دورا رائعا وعكست روح عصرها الذي دشنته حقبة التنوير وأعقبته مباشرة ثورة في العلوم النظرية والتطبيقية والفلسفة الوضعية، هذا على صعيد أوروبا؟ لكن هذه الفترة كانت أيضا زمن التوسع الإستعماري والنهب العظيم للقارات (من أفريقيا إلى الهند إلى معسكرات العبودية في مزارع قصب السكر في أمريكا اللاتينية) وبنفس الوقت كانت فرصة للقاء الشعوب، الأهم أن هذه الملاحظة تقود للنظر في سياق ذلك العصر (المشتعل والمفعم بالحركة والديناميكية والطموح) والذي يجعل من المقارنة
بين حملة نابليون على مصر وغزوة بوش للعراق مفيدا ..
الطريف في هذه المقارنة، أن نابليون كان مثقفا وماكرا ..فمخطوطات فتوته تشير إلى أنه درس كتبا مهمة عن تاريخ العرب والإسلام وتعمق في فهم الشرق، وكان يحلم أن يصبح إسكندرا جديدا، ولما بلغ الإسكندرية بدأ بتملق رجال الدين وجعلهم وسيطا مع الأهلين وأخذ يزاود عليهم في تقديره للإسلام .. أما بوش فلم يك مثقفا ولا ماكرا ولم يُطالع في حياته (كما أشيع عنه) إلا الكتاب المقدس .. وهذه دلالة تعكس على المستوى الرمزي البون بين الحملتين )

المداخلة الثالثة
معك حق لقد استغلت هذه المقولة بعدما قطعت من سياقها المعرفي والتاريخي وإستخدمت للطعن بماركس علما أنه كان أقرب للدين من أمثال دولباخ أو برتراندرسل .. وقد أتت هذه الحملة أكلها خصوصا في الأرياف ومناطق هيمنة التراث، وأصبحت مقتلا وتهمة لنعت الماركسين بالإنحلال الخلقي .. أجل هذه حقيقة مؤلمة


7 - نقد المقدس
فؤاد احمد ( 2010 / 9 / 19 - 13:38 )
السيد قريط
ماهو رأيك بعملية نقد الكتب المقدسه وغربلة مفاهيمها وافكارها وثقافتها وكذلك نقد الفكر والتاريخ الديني الذي يؤمن به الملايين بغض النظر من حقيقتها
او طريقة تفسيرها بصوره اخرى كيف نتحاور مع حراس ومعتنقي المقدس وبمختلف مستوياتهم
شكرا


8 - رد الى: فؤاد احمد
نادر قريط ( 2010 / 9 / 19 - 16:03 )
برأيي ان ثقافة النقد غريبة عن حياتنا وسرعان ما يتحول نقد الأديان إلى تجريح، وصراع دوغمائيات بين مجاهدين دينيين..وقد تم للأسف توظيف هذا مثل هذا النقد (الشتائمي) لمصلحة إرادات الهيمنة (خصوصا بعد 11 سبتمبر) مما أفقد النقد دوره التنويري النهضوي، ليصبح إستفزازا رخيصا..إلا أن النقد بذاته وغربلة التاريخ المقدس وكتبه، هو ضرورة ومصلحة عامة تتصل بأسس العمران


9 - من وجهة نظركم كيف يمكن الإنتصار علي الأصولية
عدلي جندي ( 2010 / 9 / 19 - 13:53 )
صحيح أن صهيل خيول نابليون في باحات الأزهر عام 1798م كان صدمة لأنها حسب التأويل الأرثودكسي إستئناف للحروب الصليبية وهذا قولك واليوم يحسب للحملة الفرنسية بدايات النهضة والتحضر ومداخلتي هي أننا ننظر إلي الحملة الأمريكية علي العراق نفس نظرتنا لحملة نابليون في زمنها انها دنست المقدس وتريد محو الهوية و من وجهة نظر تتفق مع كثير من الكتاب والمفكريين العراقيين وأبرزهم الدكتور عبد الخالق أنه علينا الحكم علي غزوة بوش وعلي الأقل بعد مرور فترة زمنية لا تقل عن عشرين عام كي نحكم علي تأثيرها ليس علي العراق فقط ولكن علي منطقة الشرق بكاملها هذا من ناحية ومن ناحية اخري قد أخطأ الغرب في دعمه الحركات الأصولية الإسلامية لمحاربة المد الشيوعي واليوم يبحث في تصحيح الخطأ حتي وإن كان الثمن أكبر مما كانوا يتوقعونه سيان علي جنودهم أو إقتصادهم أو من ضحايا لا ذنب ولا جريرة لهم سوي ميلادهم أو تواجدهم في مناطق الحدث بوجهة نظركم كيف وبأي طريقة ووسيلة كان يمكن للغرب من تصحيح أخطاءه في دعم مجرمي الأصولية؟وعموما اليوم قرأت بجرية إيطالية موضوع كتبه كاتب إفغانستاني يعيش في الخارج وبالموضوع صور من الشارع الأفغانستاني المراة في الصور تماثل في ملبسها المرأة بأوروبا والسينما علي شباك التذاكر طابور وفي التقرير يشرح الكاتب بداية صحوة صناعية أفغانية فما هو كان الحل الأمثل من وجهة نظركم لتلك المأساة الإنسانية والتي سببتها التعاليم والحركات الأصوليةفي العودة بشعوب العالم الإسلامي إلي عصر المعيز مع وافر الشكر لمجهوداتكم التنويرية


10 - رد الى: عدلي جندي
نادر قريط ( 2010 / 9 / 19 - 16:37 )
أستاذ عادل يقال أن المكتوب يُقرأ من عنوانه ولسنا بحاجة للإنتظار عشرين سنة لنفهم أبعاد غزوة السيد بوش (العبقرية) لقد مرت سبع سنين وهي كافية لتقدير ما تركته من آثار.. فالجرائم لا تبرر بجرائم أخرى . أما أن يصحو الغرب فجأة ليحارب الأصولية الإسلامية تكفيرا لذنوب قديمة ويدفع التضحيات الباهضة فهذا أمر يتناقض مع ما جرى؟ فالعراق لم يكن موطن السلفية الجهادية، وأظن أننا نعرف عنوانها وموطنها وشيوخها.. أخيرا بودي ألا نُخدع بصورة تنقلها الميديا عن المرأة الأفغانية الحديثة .. فالتغير يا أخي يحدث في بنية العقل والوعي وليس في الملابس. لقد عشنا فترة ليست بالقصيرة إرتدت فيها طالبات الجامعة الميني جيب، ودخلن السينما .. لكن الردة كانت عنيفة لأن التغيير كان مظهريا ولم يطل البنى العميقة تحياتي


11 - أسئلة حول المنهج واللغة؟
محمد أبو هزاع هواش ( 2010 / 9 / 19 - 13:55 )
أستاذ نادر نشكرك على هذا الحوار الذي ننتظره منذ زمن من مفكر متنور مجدد مثلك. بعد هذه المقدمة والديباجة لدي بضعة أسئلة لحضرتك سأختصرها بسؤالين:

الأول: بعدما رأينا أن معظم المصادر حول الحقبة الإسلامية الأولى ضعيفة، هل ستكون الأركيولوجيا والإرشيف، إن وجد، الطريق لتتريخ صحيح ودقيق لتلك المرحلة؟ وهل من الضروري جداً أن نعرف لغات المنطقة كلها لنحلل النصوص؟

السؤال الثاني: هل سنعود ونرى السيد قريط الناقد لفكر الآخرين المعاصرين وذلك لأن ساحة الحوار راكدة وتريد من يرمي بعض الأفكار الجديدة الناقدة؟


12 - رد الى: محمد أبو هزاع هواش
نادر قريط ( 2010 / 9 / 19 - 17:37 )

الأستاذ العزيز أبو هزاع: أشكرك على وصفي بعبارة -مفكر متنور مجدد- وإسمح لي أن لا أمررها جزافا

أولا لا أدري إن كان من حسن أو سوء الطالع أن يكون حضوري في هذا المنبر، بعد المثقفة والمناضلة بلا هوادة والأديبة نوال السعداوي. لهذا رأيت من باب التأدب الإقرار الخطي بأني لست مثقفا ولست مفكرا بل قارئ يقترف فعل الكتابة.
أقول لست مثقفا لأني أفهم الثقافة ليس بدلالتها العربية (من ثقيف صقيل) بل بمعنى -كلتشر- (من زراعة) وهي كل إضافة بشرية للطبيعة الصمّاء (سواء كانت فكرا أو فنا أو أدبا ..) فالمثقف هو من يُنتج معرفة وإبداعا .. وهذا للأسف ما لم أفعله بعد.

أما بالنسبة للسؤال الأول: فالأمر معقد لأن الآركيولوجيا تدور أحيانا داخل حلقة تأولية مغلقة، وعادة ما تستنجد بالتاريخ المؤسطر لتفسير نفسها، هذا إذا أسقطنا الغائية التي تدفع الباحثين.. فمنذ منتصف القرن 18 وإكتشاف اللغة السنسكرتية (النصوص الزردشتية)، مرورا بالهيروغليفية والمسمارية لم تكن هناك عقبات تأويلية مهمة لأننا أمام ديانات آثرية دارسة، وهي تختلف عن الديانات الحية التي تختبئ خلفها إرادات وهويات ومصالح .. لذا لاتزال السعودية تمنع البحث التنقيبي العلمي وتتكتم على ما يُعثر عليه (إن وجد)
وبالتأكيد فالأركيولوجيا عامل مساند ومساعد، لكن الجوهر يرتبط بتفكيك النصوص بآليات المعرفة الحديثة
أما التساؤل عن غيابي وبعدي عن -ساحات الوغى- الكتابية فسببه الحذر من الكتابة وعشق القراءة


13 - تحية ... وتقديرا على هذه المساهمة الرصينة
حميد خنجي ( 2010 / 9 / 19 - 14:16 )
أخي وزميلي نادر قريط المحترم
تحية أولية.. وتقديرا على مساهمتك العميقة-غير النمطية- في مسحك الرائع والعميق لتاريخنا وواقعنا! .. حقا لقد رسمتَ المشهد بعين فنان ماهر وبفرشاة آسرة!..لكن ..ما أن أنهيتُ قراءة ردودك المركزة والجميلة على أسئلة الزميل القدير حميد كشكولي، حتى لمحتُ المضحك المبكي : عبر السؤال الأول المفاجئ -كأنه خارج من دهاليز الكهوف المظلمة والأزمان الغابرة-.. تلقائيا .. وفي ظهرية هذا الأحد الرمادي الكئيب.. جاءتني قهقهات من الأعماق لم أقهقه مثلها من زمان!!... ولعل المثل البليغ الذي تذكرته مباشرة هو المثل العراقي السياسي المشهور..: عرب وين وطمبورة وين


14 - رد الى: حميد خنجي
نادر قريط ( 2010 / 9 / 19 - 18:32 )

أخي وزميلي حميد خنجي: شكرا على الإطراء والثناء، لكن أقسم لك بأني لم أفهم تماما السر وراء عبارة : -كأنه خارج من دهاليز الكهوف المظلمة والأزمان الغابرة-
ورغم ذلك سأقتسم معك بهجة القضاء على هذا اليوم الرمادي تحياتي


15 - للتاريخ فقط
Yousef Rofa ( 2010 / 9 / 19 - 16:25 )
استاذ نادر قريط/ انت قلت(تحالف آيزنهاور آل سعود ) للتاريخ فقط. التحالف كان بين الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت وليس آيزنهاور، روزفلت التقى سنة ١٩٤٥ مع عبد العزيز آل سعود في البحيرة المرة الكبرى على طول قناة سـويس مصر،آيزنهاور كان البطل ايام الهجوم الثلاثي على مصرعبدالناصر سنة ١٩٥٦،فرنسا،بريطانيا،اسرائيل عندما اجبرهم على انهاء الحرب والخروج من مصر وأذيالهم بين رجليهم. سؤال افتراضي سيد قريط؟ لـ غزوة نيويورك ~هل أمريكا كانت على الاستعدادات للحرب على السـعودية بدل العراق لو لا المعاهدة بينهم؟ ولم تمضي على قدم وساق في إزاحة صدام حسين ؟ لماذا الولايات المتحدة الأمريكية ... ألم تكن واشنطن في الحقيقة راغبة في أن تغزو العراق لتسلمه للإيرانيين لكنها مع عصابة المحافظين الجدد غزو العراق إنتقاماً من صدام لضرب اسرائيل ايام إحتلال الكويت ...تفضيل الأم امريكالأحد أطفالها ،اسرائيل!تحياتي وشكراً


16 - رد الى: Yousef Rofa
نادر قريط ( 2010 / 9 / 19 - 19:34 )

أستاذ Yousef Rofa: آسف للسهو وشكرا للفت الإنتباه، فقد سبق أن كتبت مقالا بعنوان:
-عبيد الدولار- تناولت فيه لقاء روزفلت ومؤسس السعودية على متن الباخرة كوينزي عام
1945 مع ذلك سهوت هذه المرة
ولعل هذا التصويب يساعد في تقصي سؤالك الإفتراضي ..فهذه الإتفاقية برأيي ذات أثر إستراتيجي مهم جدا يتجاوز مفهوم العلاقات التقليدية بين الدول.. لأنها كانت بمثابة غرفة عمليات مشتركة، للهيمنة على المنطقة. ففي دهاليزيها شنت الحرب على الناصرية والوطنيين العرب واليسار عموما وفيها ولد البترودولار (أي فرض مبيعات البترول لقاء عملة ورقية غير محددة القيمة) وأمور كثيرة لا مجال للخوض فيها..ولا شك بأن هذا الحلف عميق وأهم بكثير من أرواح (سكان منتهاتن) لأنه يقوم على مصالح حيوية بالغة الأهمية.
،ومع أن إهتمامي ليس منصبا على السياسة وإستراتيجيات القوة والنزاع الدولي إنما لا أظن أن إزاحة صدام حسين جاءت لغرض تسليم العراق لإيران، لاعتقداي بوجود تناقض إستراتيجي بين مصالح الطرفين، فإيران خصم حقيقي.. كل ما في الأمر أن إحتلال العراق كان مشروعا ورقيا أجيز في عهد كلينتون وتم تنفيذه بعهد بوش الإبن، لخلق معادلات دولية جديدة. أيضا لا تستبعد دور لوبيات المال والسلاح والبورصة فهي أيضا بحاجة لحروب دورية لتنشيط آلة المال وجني الحصاد ..تحياتي


17 - الماركسية و عهد النظام البعثي
نديم فارس ( 2010 / 9 / 19 - 18:34 )
هل يعتبر السيد نارد قريط نفسه ماركسيا؟
وهل نشط في احد الاحزاب السياسية؟
ولماذا كان في العراق في عهد النظام البعثي؟


18 - رد الى: نديم فارس
نادر قريط ( 2010 / 9 / 19 - 20:11 )

رغم أن السؤال شخصي ولا يتناول الأفكار المدرجة، وربما يُخفي صيغة إتهامية مهذبة، إلا أني سأجيب عنه بشيئ من البحبوحة: وقبل ذلك ليسمح لي السائل أن أستأنس بمقولة لعالم النفس الشهير إيريك فروم الذي يقول: بعد فرويد لم يعد المرء مسؤولا عمّا يقوله فقط، بل عمّا يخبّؤه في ثنايا
لاوعيه. فسلوكه ودوافعه ليست مجرّد كلمات تُقال. الكلمات قد لا تقول شيئاً(إنتهى)

وبما أن الكلمات لاتقول شيئا فأنا ماركسي وبعثي ولاديني وليبرالي ويميني ويساري .. وبنفس الوقت لست أحدا منهم و لم أقدر على مقايضة الحرية بأي سجن أيديولوجي أو عقائدي..
درست في العراق لأنه منحني فرصة للتعليم المجاني(وثلاثين دينارا شهريا)
أما عن( لوثة) الماركسية فقد أصبت بها أسوة بأبناء جيلي
فجنحت لليسار عبر الوسائط الرومانسية (مظفر النواب،شيخ إمام..إلخ) وبرغم إطلاعي في زواياها النظرية فلا أزال أجد في الجدل المادي مرحلة مهمة من تاريخ الفكر (يجب نقده وعدم تقديسه) ويمكنني أن ألخصها لك بمسيحية مقلوبة .. فالمسيح الذي نسب إليه مقولة : طوبى لفقراء الروح فإنّ لهم ملكوت السموات، قلبها ماركس إلى: طوبى لسواعد الناس فإنهم يرثون ملكوت الأرض .. وهؤلاء هم: الأرملة التي تربي أيتاما والفقيرة التي يطحنها العسر والضيق إنهم سواد البشر من سكان هذه المعمورة


19 - المضحك المبكي كان بسبب السائل رقم 1
حميد خنجي ( 2010 / 9 / 19 - 20:14 )
لا يا زميلي العزيز!.. المقصود بالعبارة صاحب السؤال رقم 1 الذي حاول أن يحشرك في متاهة انتَ في غنى عنها... أعد قراءة العبارة مرة أخري من فضلك!...على كل بالمناسبة: لا أعتقد أن مثقفا في مستواك المعرفي والمنهجي سوف يقف مع فلول البعثفاشى والقاعدة في العراق الجريح؟! او أن هذا الاحتمال وارد في عالم اليوم الملتبس؟! حينئذ سيكون خطأ الشاطر بألف


20 - رد الى: حميد خنجي
نادر قريط ( 2010 / 9 / 19 - 22:42 )

لم يسترعني أنك قصدت السؤال 1؟! المهم أن تتمة الحديث وقولك-لا أعتقد أن مثقفا في مستواك المعرفي والمنهجي سوف يقف مع فلول البعثفاشى والقاعدة في العراق الجريح؟...(إنتهى)!
يتطلب وقفة قصيرة لرفع مستوى الخطاب، فقد وضّحت في متن النص الرئيسي (الفقرة السابعة)بأني أشكك بالظاهرة الحزبية في بيئتنا ووصفت الأحزاب بأنها مسميات لفظية منسوخة الدلالة والآحزاب تخضع لنظام العصبية الحاكم الأول للجماعة، وهذا ينطبق على عبارتك عن فلول البعثفاشية والقاعدة .. فهذه مجرد ألفاظ يستخدمها المرء لأغراض التصنيف والجدولة والتبسيط وربما للتمييز بين أطراف متباينة تضاربت مصالحها جراء عملية الإحتلال.. وبعيدا عن التموضع السياسي حول قضية العراق والإحتلال تحديدا وتوخيا للفائدة سأحاول الإطلال على البعد الثقافي لهذه الإشكالية لتتوضح الصورة:

فقد عرفت الأنتربولوجيا (علم الإناسة) بأن العلوم التي تدور حول االإنسان (الإجتماع وعلم النفس السياسة التاريخ الأديان) ليست معادلات تقريرية كالرياضيات تُحسب بمقياس صح أو خطأ، بل تخضع لدوافع وميول غامضة، وعادة ما تسبب الحيرة والتشتت ، فيلجأ العقل إلى الجدولة والتصنيف والفرز لتسهيل مهمته والحد من تدفق العشواء .. وهذه الذهنية تفعل فعلها وتؤثر على أحكامنا لأن هذه التصنيفات لا تخلو من التعسف واللاعقلانية، فينعكس الأمر على حكمنا. وعادة ما نسبغ معاني على الأشياء (جغرافيا أزمنة أحداث) وهي بالحقيقة بدون معنى إلا في سياقها ولا نعرفها إلا من من خلال تحديد البشر لقيمة وفاعلية تلك المعاني.. أردت القول بأن كثيرا من الأمور التصنيفية هي نتاج لذهنية الإنسان، حتى وإن تبدت له موضوعية فهي مجرد أوهام.. فأرجو يا صديقي أن نختصر تلك المسميات بشيئ مفيد: في العراق من تضرر وهُجّر ومات جراء الإحتلال وهناك من إنتفع


21 - المدارس الاسلامية المتشددة
عايض السراجي ( 2010 / 9 / 19 - 20:50 )
هل تري ان المدارس المتشددة الممتدة من اليمن مرورا بالسعودية وانتها بباكستان التي ترا مشكلتها الاولى هي امريكا ويجب قتل كل من هو امريكي كيف يتم التعائش بين الاسلام والمسيحية في ظل تلك الكراهية الشديدة التي ترفع شعاراتها تلك المدارس


22 - رد الى: عايض السراجي
نادر قريط ( 2010 / 9 / 19 - 23:04 )

أظن أستاذ عايض أن تلك المدارس المتشددة التي ذكرتها تقع في دول معظمها صديق وحليف للولايات المتحدة ومعظهما دول تمتلك من وسائل العنف ما يكفي لردع تلك المدارس المتشددة، بإستثناء منطقة وزيرستان في الباكستان فهي لاتزال متمردة على جبروت الدولة لأسباب الطبيعة القبلية والوعرة للمنطقة .. وكل تلك المناطق من اليمن السعودية لوزيرستان تكاد تخلو من المسيحيين.. والمفترض أن المحيط الأطلسي يفصلهم عن أمريكا فأين المشكلة بالضبط؟


23 - دكتاتورية البروليتاريا
عمار احمد الياسري ( 2010 / 9 / 19 - 21:43 )
الاستاذ نادر قريط
احيي الحوار المتمدن على اختياره مفكرا وكاتبا من طراز مختلف، اقول من طراز مختلف لان الاستاذ قريط ليس كاتبا نمطيا ولا مفكرا مؤطرا بالايدلوجيات السياسية، وهو يكتب شعرا حين يتحدث عن الفلسفة والتاريخ.
لي اولا ملاحظة على ردك على ابو هزاع هواش.
فقد نفيت ان تكون مثقفا او مفكرا وانما قاريء يقترف الكتابة. فليت ان مثقفينا ومفكرينا يقترفون هذا النوع من الكتابة.
ومن يقرأ حوارك مع كشكولي ومع القراء يجد انك تحمل من الفكر والثقافة ما يعجز عن حمله الكثيرون ممن يعدون انفسهم قادة الفكر التنويري.
وسؤالي هو: لقد تحدث ماركس عن البروليتاريا وعن دكتاتورية البروليتاريا، فهل تعتقد ان هذا المصطلح ما زال صالحا في الغرب، وان كان الجواب بلا، فما هو البديل؟


24 - رد الى: عمار احمد الياسري
نادر قريط ( 2010 / 9 / 20 - 07:48 )

الأستاذ عمار: شكرا على الإطراء والتقدير، وسأغفر لك إتهامي بالتفكير. فهذه قضية خطيرة يحاسب عليها القانون في بلادنا ..
على كل أجد أن تساؤلك في محله ويحتاج إلى رقبة طويلة وكثير من التأمل. فقد سال فيه حبر وكلام كثير، لأنه أحد المعضلات الأساسية التي تركها الجدل الماركسي، لذلك تعمدت (في تعقيب سابق) الحديث عن -أرملة وفقيرة وسواد أعظم وسواعد- وتجنبت عمدا لفظ -الشغيلة: البروليتاريا- مع ذلك علينا فهم ماركس في سياقه.
فبعد فشل كومونة باريس بعقود، ووسط لندن حيث يتكدس عمال مسلوبو الحقوق وعاطلون وعجزة ومن يبيع عرقه اليومي مقابل رغيف خبز، وحيث تكفهر المدينة تحت وطأة أدخنة المصانع والتلوث والمرض والفقر.. كان لابد لأي مفكر يؤمن بمبادئ العدالة والمساواة أن ينحاز لمفهوم ديكتاتورية البروليتارية وهي مرادفة لديكتاتورية السواد الأعظم، أصحاب الحق في إدارة وتوزيع الثروة (لا ننسى أن مبادئ الثورة الفرنسية كانت طازجة وتحكم المزاج العام) وهذا يتحقق عبر وعي طبقي وثورة إجتماعية حسب المصطلح الماركسي .. لكن الحقيقة تعثرت فيما بعد ونُسخت ديكتاتورية البروليتاريا بآيات الحزب والمكتب السياسي واللجنة المركزية..

أظن أن الغرب الحالي الذي تجاوز الثورة الصناعية (الميكانيكية) وبلغ الثورة الإلكترونية، قد غيّر جذريا مفهوم الشغيلة فقد قلل عددهم بسبب تطور تقنيات الإنتاج الروبوتي الآلي وإزدياد الفئة العمرية للمتقاعدين بسبب التقدم في متوسط العمر، وأصبح جزء من الشغيلة جزء من نظام الخدمات والبيروقراطية والأهم من ذلك أن رأس المال وفائض قيمته لم يعد مرئيا تماما، فهذا العصر الإلكتروني النيوليبرالي، أتاح له أن يرتدي قبعة إخفاء ويرحل في ثوان إلى مستقرات مجهولة في العالم أو إلى أرقام إفتراضية في سوق البورصة (التي يبلغ حجم مبادلاتها اليومي أضعاف التبادل السلعي بين القارات) وكأننا أصبحنا نعيش في كنف حكومة سرية شبحية يديرها كبار الأغنياء والمضاربين.هذا ما تؤكده أيضا التحولات في توزيع هرم الثروة..وزيادة تمركزها بأيد قليلة.
والآن لا يوجد تموضع فعلي لبتروليتاريا الغرب إلا ضمن النقابات وتشكيلات المجتمع المدني وشكرا


25 - مع مودتي
afteem delavega ( 2010 / 9 / 19 - 21:58 )
الاستاذ الرائع نادر قريط دائما ماتفتح لنا افاقا رحبه للتفكير ولايسع اي واحد منا الا ان يبدي شديد اعجابه لما تكتبون فانت حقا مناره علميه وفكريه واود ان اسالكم مارايكم بالنص الوارد بالحوليات المارونيه (وهو اول مصدر غير عربي عن فترة حكم الامويين في الشام ) انه في عام 660م اجتمع العرب بالشام ونصبوا معاويه ملكا عليهم وبعد ذلك زار معاويه الجلجله وقبر مريم وصلى وشكر الرب على النصر ولم يزر عرش محمد ..هل كان معاويه مسيحيا؟؟وهل كانت معركة صفين (بين علي ومعاويه ) هي معركه بين الامبراطوريه الرومانيه والساسانيه وبها انتصرت بيزنطه ..لكم كل مودتي واسمى اعتباري


26 - رد الى: afteem delavega
نادر قريط ( 2010 / 9 / 20 - 08:40 )

أجل أستاذ أفتيم لقد وردت معلومات عن زيارة معاوية لجبل الجلجلة وحضوره إحتفالات مسيحية، سبق أن ذكرها الباحثان كوك وكرونا مما ترك الإنطباع لدى آخرين من أمثال فولكر بوب ومحمد كاليش بأن معاوية قد يكون مسيحيا (لا بل الحقبة الأموية كاملة) وأيضا أشير إلى أن أحد المسكوكين الذين يؤرخا فعليا لمعاوية كان يحمل إشارة الصليب.. وقضية ضرب العملة للحاكم كانت من معايير الشرعية الدولية آنذاك وهي مهمة جدا لكل حاكم جديد لإثبات شرعية حكمه، فما معنى الصليب على ذلك المسكوك؟!
شخصيا أرى أن النزاهة العلمية تقضي نظرة نقدية غير منحازة، فعندما نشكك بالتراث الكتابي الإسلامي ونتهمه بالسرد الأسطوري علينا أن نستخدم نفس الحجة على المصادر الأخرى .. فقد تكون أيضا إختلاقات لأسباب دوغمائية.. الموضوع يحتاج لمزيد من البحث المقارن للإقتراب من الحقائق ..والشكوك حول معاوية تظل قائمة سيما وأن جل المصادر الإسلامية تتهمه بالمروق والمكر..
معركة صفين بين معاوية وعلي لايوجد دليل عليها إلا ما ورد في الأدب الديني الإسلامي ومعظمها قصص (نسبت لراوي إسمه سيف على ما أذكر، يطعن البعض بمصداقيته) وتفاصيل المعركة ذات إيقاع أسطوري ومن يقرؤها لا يرى معارك حقيقية بل كلامية، فكل يوم كان يلتقي الجيشان ولأسابيع ويتبارى الشعراء بالهجاء ..ثم يتقدم فارسان من الجيشين ويتبارزان قليلا ثم يعود القوم إلى معسكراتهم ومجالس شعرهم .. أركيولوجيا لا وجود لأثر أو كسرة سيف من تلك المعارك..أما قولك بإحتمال أن تكون الموقعة ذاكرة لحرب بين بيزنطا وفارس فهذا مجرد تأويل إفتراضي .. فالحقيقة تحتاج لمزيد من البراهين ..
الآن لدينا ضريحان لعلي والحسين.. وكثير من المراقد الأخرى لأقرباء مفترضين. ماذا لو أثبت المستقبل البعيد (وتحليل الحمض النووي) زيف تلك الروابط؟ سؤال سنجد إجابته في الألفية الرابعة إنشاءالله


27 - الاسلام والتنوير
محمد بن احمد المكي ( 2010 / 9 / 20 - 00:26 )
استاذي الكريم :الا ترى معي ان الاسلام جاء لاخراج الناس من الظلمات الى النوراليس هذا فكرا تنويريا ؟؟اليس المعاهدة النبوية مع نصارى نجران تعتبر من اسمى الحريات التي عرفها التاريخ ؟اليس ابقاء المسلمين الاوائل لمعابد اليهود وكنائس النصارى ومعابد المجوس الوثنية دليل للتنوير الديني ؟الاتعتقد استادي الكريم ان الخطاء في فهم المنهج عند المسلمين الان وليس في المنهج نفسه وهو الاسلام ؟


28 - رد الى: محمد بن احمد المكي
نادر قريط ( 2010 / 9 / 20 - 09:23 )
أستاذي الكريم: أرى الإسلام كحركة خرجت من فرق يهوـ مسحية متصارعة لاهوتيا..وأراه ملء لفراغ أحدثه الإنهيار البيزنطي الفارسي.. وأراه تمددا للغة العربية القوية في جسد سكاني عربي (وقريبه الآرامي) ..فالعرب ليسوا سكان الحجاز فقط، بل كامل الجسد السكاني بين فارس ومصر. وأعتقد أنه نشأ دولة قبل أن يكون دينا ..فالدين (العقيدة) صيرورة لا يقيمها فرد أو نص بل أجيال من الفقهاء ..لذلك أفرق بين البحث العلمي في نصوص الإسلام المبكرة وآثاره وبين الإسلام التاريخي الذي ورث حضارات عظيمة. وكان جسرا حقيقيا بين عصر الأنتيكا وعصر النهضة.. يكفي يا صديقي أن ترصد مواقف نيتشه وغوته وكثير من الأوروبين ويكفي أن تقرأ
The Ornament of the World لأستاذة إسبانية (في أمريكا) لتعرف أن العصر الأندلسي كان ذهبيا بكل ما تعنيه الكلمة. وهذا لا يمنع أننا الآن نرى جهلا مقدسا إسلاميا (حسب مقولة المرحوم آركون) ونكوصا وتخلفا وتشددا دوغمائيا..فأرجو أن نرى اللوحة كبانوروما كاملة قبل أن تأسرنا إحدى زواياها الميتة


29 - تعقيب وسؤال؟
رشدي علي ( 2010 / 9 / 20 - 00:33 )
وكل لبيب يعلم أن كثيرا من ذلك الإرهاب هو فبركة مخابراتية في أقبية مظلمة. لماذا يفبركون وهم قادرين على احتلالنا بدبابتين؟ مع الاشارة ان الفبركة في الغرب تكلف اضعاف المرات مما تكلفه الدبابة؟
هيغل غربي ونظرته لنابليون ربما كان لها مناسبة مختلفة, وعلى ما اذكر فأن ادوارد سعيد ( وهو يمتاز عن هيغل هنا بأنه شرقي عاش في الغرب) لا يميز بين نابليون وبوش.
هل تعتقد ان ترجمة للتراث العربي والقرآن الى اللغة العربية الحديثة سيهيء مناخا اوفر حظا من الحالي للتخلص من تحكم الماضي فينا, اي ان نقرئه بلغتنا لا ان يقرأنا بلغته؟


30 - رد الى: رشدي علي
نادر قريط ( 2010 / 9 / 20 - 10:30 )

صحيح أن سؤالك نبيه ويعتمد مسلمات غير قابلة للنقض..-لماذا يفبركون وهم قادرين على احتلالنا بدبابتين؟-
يفبركون ليس خجلا مني ومنك بل بسبب وجود رأي عام عالمي وقوى ضمير حيّ، فأمريكا والغرب ليس أقبية سرية (فقط) بل قوى مجتمعية مؤنسنة، لذلك إذا رغبوا بتعذيب متهم يضطرون لإرساله لأقبية عربية.
أما جملتك عن هيغل وإدوارد سعيد فليست واضحة ما يكفي.
السؤال عن ترجمة التراث العربي إلى -فصحى حديثة- أمر لا جدال في أهميته، فقراءة الفصحى القديمة تحتاج قاموسا كما لو كنا نقرأ لغة أعجمية، كل الأمم قامت بتحديث تراثها وآدابها


31 - شئ عن المفاهيم المجردة 3
حميد خنجي ( 2010 / 9 / 20 - 02:29 )
أتذكر أني قد قرأتُ في الزمن الأغر- فترة الفتوة- شيئا عن المفارقة بين الالمان والفرنسيين من أن احدهما ( لا اتذكر ايهما) يبسط المعقد والآخر يعقد البسيط. واذا صح ضنى فانك قد تأثرت بالسجية الالمانية (اوعكسها) نتيجة ظرفك الحياتي، من مغبة تعقيد البسيط... فإن شرحك الطويل والعويص حول تساؤل بسيط، تلخص فيما إذا كنتَ متخندقا مع النظام الصدامي البائد أو ورثته -المقاومين-.. أم لا ؟!؟ .. والنتيجة أن دورانك حول المعنى وسقوطك في تيه التجريد والمجرد من المعانى الوهمية – حسب ادعائك- الامر الذي قربك او وضعك بمحاذاة-فحسب- الاسقف الإيرلندي الشهير،الفيلسوف الميتافيزيقي:-بيركيلي-( مثالي ذاتي)، صاحب مقولة عدم الوجود الموضوعي للأشياء، عدا أنها تصورات من بنات المخيال البشري! (أكيد قرأتَ نقد ناظم حكمت له في قصيدة). أعرف يا أخي أنك لم تقل ذلك بالضبط ولا أحملك او أحمل المسألة بأكثر مما تحتمل! ولكن تفسيراتك للتجريدات من المفاهيم ( أوهام بلا معنى حسب وصفك) كنتَ في الواقع تأخذ ذاك المنحى وتتأبط المنحنى تلك!.. أحولك إلى استاذك واستاذي (لا نختلف في استاذينه) : - ماركس- نفسه! ... يقول في كتابه الموسوم - مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي- : ....- .... حتى أكثر المصنفات من المفاهيم تجريدا، ورغم أنها تواجدت في كل العصور-بالأخص كونها معانٍ مجردة- فهي لا تعدو في النهاية إلا ان تكون ناتج –منتوج- ظرف شروط تاريخية.. وعلى ذلك فإنها تحافظ على صدقيتها- معانيها الاصطلاحية- بسبب وضمن الاطار المحدد لتلك الظروف.-! الآن أيها الزميل العزيز عليك بالشرح بعد أن تراجع-بالطبع- الاصل الالماني! وأنا بدوري قد أعد رد الرد إن دعت الحاجة!


32 - رد الى: حميد خنجي
نادر قريط ( 2010 / 9 / 20 - 12:17 )

زميلي: ربما فشلت في رسم الصورة لك .. كل ما أردته أن الإنسان وعلومه (دين إجتماع سياسة..إلخ) معقدة وليس بوسع اللغة إختزالها في كلمات (أبيض أسود) ولا يمكن سبر الكائن البشري وتراثه وأفعاله بمقولة أو إختزال الدين بآية. هذه من بديهيات المعرفة الحديثة، فاللغة الكتابية محاولة تمثيلية لمحسوسات ومُدركات
وبما أن الموضوع دار حول الوضع العراقي تحديدا .. أجد أني قد إستوفيت الكلام في هذا المحور. وذلك لتقدير ضمني بتعقيدات هذا الوضع وظروفه التاريخية والمذهبية والقومية وحقب الإستبداد وظروف النخب السياسية.. ناهيك عن أن السياسة والأخبار والتلفزة ليست من صلب إهتمامي إلا بمقدار لزوم ما يلزم


33 - العرب أسرى أوهام الماضي
محمود الفضلي ( 2010 / 9 / 20 - 06:25 )
أولا اشكر الأستاذين مادر قريط وحميد كشكولي وكذلك الحوار المتمدن الأغز على هذه المحاورة الرائعة
إنني أتساءل لماذا هذا التقديس عند العرب للماضي الميت وعظام الموتى و بطولاتهم الوهمية
ألا يرى معي الاخ نادر انه بات ضروريا للمثقفين العرب ان يبنوا ارسخ العلاقات مع مثقفي اسرائيل لكي يتعلموا منهم كيف العيش كبشر اسوياء اسوة بالاتراك و الايرانيين ؟
ان مسألة فاسطين تستنزف العقول العربية و بل قتلتها و لكي يشرع العرب باستخدام العقل عليهم انهاء هذه المسألة المكلفة


34 - رد الى: محمود الفضلي
نادر قريط ( 2010 / 9 / 20 - 13:00 )

أيضا الشكر للأستاذ محمود الفضلي .. وسأبدأ الإجابة على سؤاله عن سر تقديس العرب للماضي وعظام الموتى
لكن ليسمح لي أن أغيّر بعض مفرداته وأسأله: عن سر تقديس اليهود للماضي ولماذا ينبشون أرض فلسطين منذ قرن بحثا عن كسرة فخار تُثبت ماضيهم وممالكهم (الأسطورية)؟!ولماذا أنشؤوا دولتهم بمقتضى مزاعم أسطورية مضحكة على حساب تشريد شعب آخر؟!
من هنا أستطيع الإنطلاق إلى المحور الثاني وأخبر الأخ محمود بأن كاتب السطور لا يملك حساسية تجاه العلاقة مع مثقفين إسرائيليين أو يهود .. فحسقيل قوجمان والمرحوم سمير النقاش والعشرات غيرهم من أمثال أميرة هاس وشلومو ساند هم أقرب لي من كثير من العرب وأمرائهم
أما دعاة نهج الأبارتهايد من متطرفي الصهاينة فهم أعداء حقيقيون، ليس لأسباب قومية بل لأنهم أعداء لقيم الضمير.. فعندما يعلن أحدهم (مؤرخ وللأسف يساري سابق) من مدارج جامعة فيينا، ويطالب بقصف إيران بقنابل النووية ..لا أجد إلا مزيدا من الإحتقار ..


35 - تعليق بسيط
غسان المفلح ( 2010 / 9 / 20 - 09:18 )
سلامات صديقي.. لفت نظري فهمكم لموضوعة العصبية، في حديثكم عن واقع اليسار والأحزاب..الخ ولكن ألا تعتقد أن الأحزاب في الغرب والتجمعات السياسية فيه مبنية أيضا على شيء من العصبية، ؟ كيف يمكن قيام تجمع عابر للأديان والطوائف والعوائل..دون عصبية مدنية؟
أعتقد انه تأويل متسرع في فهم الحالة الحزبية اليسارية، واعتبار هذه العصبية سببا لفشل اليسار ..في تلك الأثناء لم تكن الأحزاب الشيوعية في العالم الغربي أقل عصبية مع حفظ الفارق بين بنيتين مجتمعيتين..؟ ثم أريد أن أعرج قليلا على مفهوم الحقيقة والعقل لديك مفهومان تأويليان فالحقيقة هي فيما يقوله العقل عن العالم هذا ما قلته أنت حرفيا أية حقيقة وأي عقل؟..أسمح لي في النهاية أن أعبر عن عمق احترامي لموسوعيتك وعدميتك الخصبة أيضا -


36 - رد الى: غسان المفلح
نادر قريط ( 2010 / 9 / 20 - 13:58 )

سلامات لإبن بلدي غسان المفلح وشريكي في الغربة.. أما بعد:
فموضوع العصبيات ويسمى بمنهج فيلهاوزن -قانون الدم أو حق الدم- فهو مميز لمجتمعات ذات أصول قبلية، حيث تنظم العلاقة بين أفرادها وفق شبكة من الولاءات (قبلية عائلية مذهبية) وهذا النمط ساد العالم القديم، وهو برأي فيلهاوزن مناقض للمدنية بعكس ليفي شتراوس الذي يجد فيه خصائص إيجابية .. لكن الحقيقة أن القومية (لغةـ عرق ـ دين ـ على جغرافية موحدة) هي شكل لعصبية أخرى أيضا كرة القدم تخلق عصبية (وأحيانا يتخللها نزاعات دموية) إلا أنها تختلف نوعيا عن القديمة..
المشكلة برأيي أن العرب لم يشكّلوا قط قومية حسب المفهوم الآنف الذكر بل -أمة-تختلط فيها الأعراق واللغات وأحيانا الأديان فأهل الذمة مثلا كانوا ضمن مفهوم الأمة (حسب تقسيم الشهرستاني في الملل والنحل) أي أنهم شكل لعصبية إختصارها -دار الإسلام-
معك حق هناك عصبيات مابعد قومية وحداثية لكنها مختلفة المضمون

سؤالك الثاني: عن مفهوم العقل والحقيقة ردا على ما أوردته في النص - فالحقيقة هي فيما يقوله العقل عن العالم. (إنتهى) فهذا جزء مبتور من نقد كانط لجون لوك وردت في كتابه -نقد العقل المحض- ولأهميتها سأعيد صياغتها كاملة
الحقيقةهي فيما يقوله العقل عن العالم، لأنه المقياس الأول لكل معرفة، فالأفكار بدون محتوى خواء، والمرئيات بدون مفاهيم عماء (ترجمة بتصرف)
مع التحية


37 - سؤال
فؤاد احمد ( 2010 / 9 / 20 - 09:32 )
السيد قريط
شكرا على الاجابه ولكن يبقى سؤالي قائما كيف نتحاور مع ملايين البسطاء من حاملي المقدس على ظهورهم ومايسببه ذلك من ظلم وقهر وتغييب انا اعرف انك تكتب الى النخبه وهذا ما تستطرد به بدايات مقالاتك دائما ولكن ياسيدي العالم العربي والاسلامي نسبة الاميه به مخيفه كيف يفهمون المسكوكات والربط الاركيولوجي بالتاريخ والمقدس؟
كتاب نقد المقدس وعلى رأسهم النجار يتعاملون مع النص الموجود وتاريخه بعيدا عن حقيقته واسطوريته او اثباتاته فهذا هم النخبه على الاقل في الوقت الحاضر
سؤالي ماهي المنهجيه النقديه لغير النخبه هل نسكت حتى لانجرح مشاعرهم وكبريائهم ونترك الامر الى الوقت الذي يكون فيه الجميع من النخبه؟
شكرا


38 - رد الى: فؤاد احمد
نادر قريط ( 2010 / 9 / 20 - 14:53 )

شكرا أستاذ فؤاد على السؤال وعلى ما فيه من حصافة. فعلا إن الخطاب الثقافي العربي كان وما يزال نخبويا وحبيسا للصالونات والحلقات ومقطوعا عن العامة .. لهذا ولدت النهضة العربية مطلع القرن 20 عرجاء، ولم تواصل مسيرها.. وهنا أرصد أسبابا كثيرة لهذا العوق.منها يتعلق مباشرة بالنخب نفسها، والبيئة الثقافية والمحيط الدولي والنفط والحرب الباردة ..إلخ وحقيقة لا أملك وصفة جاهزة إلا بالتعويل على النخب لإصلاح ما أفسده الدهر، وخلق مناخ تربوي إقتصادي ملائم يفرض قيّمه تدريجيا على الذائقة العامة للجمهور، فالنخب السياسة اليوم تتفاعل مع الشارع بمبدأ -الجمهور عايز كده- وتحاول إسترضاءه بزيادة جرعة الأفيون الديني، ولا أخفيك بأنني أشعر بتناقض وتشرذم داخلي وكأن قدرنا أن نختار بين أمرين أحلاهما مرّ -إما إستبداد علماني لصوصي أو غوغاء دينية لا عقلانية


39 - الاتحاد الافريقي
نورالدين مفتاح الافريقي ( 2010 / 9 / 20 - 10:23 )
انا باحث قانوني في الشؤون الافريقية
اود ان اطرح عليك سؤال؟
هل في استطاعة السياسيين الافارقة تجاوز عقبة قيام اتحاد افريقي مركزي ؟ وخاصتا ان القارة الافريقية في أمس الحاجة لمثل هدا الاتحاد ؟ للتغلب علي المشكل المزمنه التي تواجهها القارة والتي اتقلت كاهل القاره لمايقارب عقد من الزمن؟
في حين ان الجماهير الافريقية تلتف وراء موحد القارة القدائد معمر القذافي وتضغط معة من أقل قيام اتحاد فدرالي مركزي ؟


40 - رد الى: نورالدين مفتاح الافريقي
نادر قريط ( 2010 / 9 / 20 - 15:28 )
أستاذ نورالدين: أرجو ألا تعتب عليّ إذا أخبرتك بنقص الإطلاع على الشأن الإفريقي وعدم معرفته بعمق وهذه خصوصية مشرقية بإمتياز (أقصد الجهل) إلا أن المعرفة المتواضعة تتيح لي القول بأن أزمات أفريقيا العميقة وتناقض المصالح بين الدول ووقوعها في دوائر جذب مختلفة وحروب الإثنيات ..إلخ تجعل من الوحدة مطلبا عبثيا وإن كان مشروعا.. فالأصل هو تهيئة بنية تحتية وشبكات مواصلات وتنمية وكهرباء وتبادل سلعي بيني ...إلخ يتجاوز الأطر الوطنية الضيقة.. أما الشعارات والإستعراضات وإلتفاف الجماهير ورفع القبضات في الهواء .. فهذا كله لا يسمن ولا يُشبع وأرجو أن لا أكون قد ذكّرتك بالمثل الجزائري الذي يقول: لا تعلم اليتيم البكاء


41 - مع ذلك بلد
غسان المفلح ( 2010 / 9 / 20 - 15:56 )
هل فعلا الأحزاب الشيوعية كانت تقوم على عصبية الدم،أو يمكن اعتبارها نسقا جديدا في أنظمة القرابة؟ لا أظن ذلك..لا نريد عطف شترواس لكي نبقى في قوقعتنا القرابية المؤسطرة هذه..ومع ذلك أسمح لي أن أعود إلى السؤال الأهم حول الحقيقة والعقل، أي رؤية لهما هي في النهاية تأويل والتأويل لا يمكن أنجاز نصه دون سلطة ما، سواء كانت لاهوتية أو دنيوية وفي كلا الحالتين نحن أمام تأويل والتأويل هو دوما مهما كان خصبا عودة للماضي أو انشدادا له أو لنصه، بينما أجد أننا يجب الخروج من ربقة سلطة التأويل هذه، وننظر للمفاهيم نظرة أخرى، قضية المعرفة في الحقل الإنساني وعلاقاته تبقى نسبية وكل مفاهيمها نسبية...كيف يمكن الخروج من التأويل؟ وتسلم يا بلد ذكرتني مع أنني لم أنسى رائحة الطين الأحمر ...


42 - رد الى: غسان المفلح
نادر قريط ( 2010 / 9 / 20 - 18:48 )

أولا أستسمحك ببعض الكلمات تدرأ عن كلينا سوء الفهم، فاللغة كما أراها تسقطنا للأسف بالتعميم والإختزال مهما تظاهرنا الموضوعية. فليس من الإنصاف القول بأن -الأحزاب الشيوعية كانت تقوم على عصبية الدم -
كل ما قصدته أنها خضعت لهيمنة تظام العصبيات المتحكم بالمجتمع (والفرق كبير بين الدلالتين) فالشيوعيون العرب كانوا من الشرائح المثقفة نسبيا، ورغم ذلك فالإنسان أسير النظام المعرفي (الأبستمي) الذي يعيشه والشروط السائدة في مجتمعه..وليس غريبا أن ترى شيوعيا في أفكاره، ثم تراه شيخ قبيلة في بيته وسلوكه.
أتفق معك بأن مفاهيم العقل والحقيقة هي تأويلات تخضع لسلطة ما (جاسبر يقول:الحقيقة كذبة تخترعها عقول حادة) ومن منظار أبستمة ما بعد الحداثة فإنها تخضع لسلطة اللغة (أو المعرفة). والعقل كما يعرفه المتفلسفون هو شبكة لعلاقات منطقية تتموضع داخل اللغة (كما هو معروف في الجدلية المادية)
وأظن أن الخروج من تأويل سلطة ما (كما تقول) يشترط الإنعتاق من لغتها وخلق لغة جديدة ولن يكون ذلك إلا بإزاحة في داخل البنية العقلية.


43 - مداخلة أولى
رعد الحافظ ( 2010 / 9 / 20 - 17:12 )
أستاذ نادر مساء الخير
مداخلتي الاولى بعد قراءة نصف المقابلة تتلخص بهذهِ الأسئلة
أولاً / قولكَ عن التأريخ الإسلامي القديم بأنّهُ متخيّل وينتمي لأدب ديني غالباً , هل يعززهُ إيمانكَ بأنّ النبوة كانت مدخل رئيس للمُلك للطامحين جداً ؟
ثانياً / سؤالك عن تخيل سقوط بغداد بدبابتين وعن ضعف العقد الإجتماعي في العراق أصلاً
هو إعتراف بما كان , وليس بما فعلهُ أو صنعهُ الأميركان حسب ما جاء لاحقاً في كلامك , أحتاج توضيح , هل تُقّر بغرابة الشخصية العراقية وطبيعتها وتعقيداتها الشديدة , كما درسها وحللها العلامة الوردي ؟ ألم يكن ذلك سبب مهم في أن العراق لم يسير في طريق اليابان وألمانيا بعد الحرب الكونية الثانية ؟
ثالثاً / أعجبتني عبارة تعريفك للإرهاب بأنّه حرب المخابرات الخفية , على الأقل صياغة وبلاغة , لكن واقعياً يواجهني السؤال التالي
ألم يكتشف الغرب أنّ كلفة الإرهاب مرتفعة جداً على الأقل إقتصادياً ؟
بحيث يستهلك الإرهاب تريليونات من إقتصاد الغرب سنوياً , بدءً بمراقبة المطارات وإنتهاءً بالدخول في مصاريين الإرهابي
والسؤال إذن : هل الغرب من الغباء , بحيث لا يُنهي تلك اللعبة السمجة المُكلفة للأموال والأرواح ؟ ولو إفترضنا , أنّ الغرب فعلاً ساعد وشجع الارهاب الاسلامي وإستعاض عن الحرب الباردة لايجاد عدو لتسويق أغراضه كما يقول البعض ؟
لكن الغرب عموماً معروف بديناميكيته وتقلباته فلماذا يبقي على الارهاب يستنزفهُ هكذا بحيث كانت الازمة المالية العالمية خطرة بتلك الصورة التي رأيناها ؟
تحياتي لكَ وسأكمل لاحقاً للتحاور فيما تبقى
إسلوبك البلاغي رائع كالعادة ويحتاج المرء للإسترخاء والقراءة الهادئة كل مرّة


44 - رد الى: رعد الحافظ
نادر قريط ( 2010 / 9 / 20 - 20:00 )

أستاذ رعد مساء الخيرات
سأورد بعجالة ردودا قصيرة على تساؤلاتك حسب الترتيب
أولا: هناك كثير من الإشارات تؤيد ضعف الرواية الإسلامية المبكرة، خصوصا أنها شفهية ومؤسطرة وبدون توثيق، ولغياب القرائن في تواريخ الشعوب المجاورة والصمت المفاجئ في التراث البيزنطي والسرياني والقبطي وعدم تناول الإسلام وفتوحاته إلا بفتات من الوثائق الهزيلة، ولا شك أن السلطة كانت هدفا وكما أسلفت سابقا أظن أن الإسلام بدأ دولة (مع بني أمية) ثم طوّر لاحقا منظومة عقيدته
ثانيا: بالتأكيد إن غياب عقد إجتماعي متين وهيمنة الإستبداد ساهم بسقوط بغداد بدبابتين، وبما أني أغلقت محور العراق كما أوردت في التعقيب 32 على الزميل خنجي. سأترك كلمة تليق بمقام العلامة علي الوردي الذي قرأته بشغف منقطع النظير. وهنا لن أتفق مع رؤاه في تفسير المجتمع العراقي وحسب بل أعلن عن إنضمامي لأية حملة ترمي لتشييد نصب تذكاري يليق بدوره العلمي الرفيع.
ثالثا:أتمسك بمقولة أن الإرهاب -حرب مخابرات خفية- لأسباب واقعية، لست بصددها الآن، لكن سأمر على المقولة الشائعة بأن الحرب على الإرهاب كلّفت الغرب مزيدا من التريليونات، فهي مقولة، صحيحة وخاظئة بآن معا. ولفهمها يتوجب أن نضعها داخل نسق معرفي
لأن هذه المليارات التي موّلها أساسا دافع الضرائب، ثم تحولت إلى قذائف ومعدات وآلات ووقود وحركة..إلخ هي أموال دخل معظمها جيوب شركات السلاح والمال.. لإدامة تشغيلها.. بكلمات أخرى فإن هذه المليارات إنتقلت من جيوب الناس إلى جيوب اللوبيات لتخلق مزيدا من سوء التوزيع داخل هرم الثروة.. وأظن أن الحروب جزء من طبيعة النظامالسائد، ولو أنهم لم يعثروا على فكرة الإرهاب، لاختلقوا أخرى مع التحية


45 - العلمانية والدين
الناصر الجزائري ( 2010 / 9 / 20 - 18:34 )
سيدي إسمح لي أن أختلف معك كما اختلف مع معظم العلمانيين العرب الذين يحاولون تصوير العلمانية على أساس أنها ليست على النقيض مع الدين وأن الدولة الإسلامية تاريخيا ركيزتها سياسية وما الدين إلا وسيلة تبريرية وهذا ما لاحظناه منذ العشرينات مع علي عبد الرازق إلى
محمد عابد الجابري .في نظري لم ينفصل الدين عن السياسة في الدولة الإسلامية منذ نشأتها فلقد كان التشريع منظم الحياة اليومية والفقهاء بمذاهبهم مثل الإيكلروس.أما حجتكم أن الحكام كانوا يعيشون هم ومثقفيهم خارج الحياة الدينية .حجة تنطبق على رجال الدين في الكنيسة.ملاحظة ثانية تقولون أن معادة الدين في الاتحاد السفييتي أدى إلى انهياره رغم أن ماركس لم يكن كذلك.إذا لماذا نجحت الثورة الفرنسية رغم العداوة والهجومات الشرسة لفلاسفة الأنوار الذين مهدوا الطريق لروبسبير ويعاقبته ولانتصار الثورة .فالدين الآن في أوربا في تنهيداته الأخيرة.العلمانية كما أرى أن تكون ضد العلم أو لاتكون.


46 - العلمانية والدين
الناصر الجزائري ( 2010 / 9 / 20 - 19:55 )
في ىخر التعليق رقم44 جاء العمانية إما أن نكون ضد العلم أو لا تكون.التصحيح العلمانية هي أن تكون ضد الدين أو لاتكون


47 - رد الى: الناصر الجزائري
نادر قريط ( 2010 / 9 / 20 - 21:15 )
أستاذ الناصر شكرا على المداخلة والإختلاف.. ولعدم وجود سؤال مباشر إسمح لي أن أترك على هذه المساحة مفهومي للعلمانية:

العلمانية (أو سمّها ما تشاء) أراها نظاما لرؤية العالم خارج وصاية الدين. وفي الفكر السياسي أراها تحريرا للدولة من التراث الكلي (الدين والتقاليد) لتشييد عقد إجتماعي بين أفراد مختلفين في الرؤى والمصالح .. وهي ليست غاية وهدفا أو أيديولوجيا بل نظام فعال يضمن لهؤلاء حقهم في العدالة والمساواة..فالدولة الحديثة يجب أن تكون كيانا محايدا يضمن حرية الإعتقاد وعدمه.


48 - عكس نظيرة أفلاطون تعليق وأسئلة تحت
Pythagoras plato ( 2010 / 9 / 20 - 20:38 )
ثالوث الدولة المثالية:1 فلاسفة تحكم 2 شعب يملك الدولة 3 جيش قوي يحمي
الدولة المثالية فصحاري الشرق الأوسط ذات جغرافيات فقيرة بسطحها الأرضي الصحراوي الرملي الجاف هذه ديكتاتورية طبيعية لا أمل بإصلاحِها والتي أفقدت المنطقة خصوبة أبدية للعقل والعقلانية وعناصر المادية الوجودية العلمانية الصناعية لأن التصنيع والصناعة تخلق إصلاحات ذات طابع إستمراري والديكتاتورية الأبدية الثانية هي إستبدادية ال كن فيكون لتراب أدم السومري فشعوب المنطقة كانت بدايتها أمر إستبدادي لذلك هم أستبداديون في البيت حتى المعبد والقصر ومكتبهِ السياسي والفروع الأخرى فقدر المنطقة هو الإستبداد الأبدي الذي ما إستشعرهُ عميد الأنسنه الحديثة لهذه الصحاري الراحل أركون وإسكندر الكبير كان معجب بهذا الإستبداد فنقلهُ إلى إيجه الديموقراطية فلعن على فعلتهِ هذه لذلك أثار هذه اللعنة ملموسة بالعلاقات المتوترة ما بين اليونان ومكدونيا حتى اليوم والإستبداد الثالث هو إستبداد عضوي آناتومي إبهامي صاحبهُ هو الذي يحمل هذا الأبهام العظيم وجيرانهِ الأصابع الخلاقة الجالسين على أعظم معصم عضوي أناتومي ميكانيكي فصاحب هذه الأيدي البارعتين على صحاري الشرق الأوسط كانت بداية وجودهِ استبدادية أمرية أي كن فيكون
فهل يمكن بناء نهضة بوجود:1د
هذه الديكتاتورية الجغرافية الفقيرة بالماء والمراعي وبوجود التكاثر الأرنبي 2 استبدادية كن فيكون السومرية لتراب أدم فكانوا
إستبداديون 3 جفاف صحاري خلقت عقول جافة غير خصبه لهذه الطوائف والقبائل والأقليات الأبهامية الأدمية 4 فهل يمكن بناء نهضة بوجود الإستبداديون العسكريون حاملي الأبتدائية أو الثانوية العامة في صحاري الشرق أوسطية


49 - رد الى: Pythagoras plato
نادر قريط ( 2010 / 9 / 20 - 21:24 )
أستاذ Pythagoras plato حللت أهلا ونزلت سهلا وتقبل مني هذه الإجابة المختصرة:
أولا: لتحقيق نهضة إقتصادية يحتاج المجتمع (برأي الخبراء) إلى 3% نمو إقتصادي سنوي (على الأقل) و 1,5% نمو سكاني فقط وعلى مدى بضعة عقود .. في بلادنا الآية معكوسة أي أن هناك تآكل وإفقار مستمر للثروة الوطنية
ثانيا : أحيانا لا يتعارض الإستبداد مع النهضة والعمران.. لنتذكر أن النازية حققت أفضل نظام تشغيل في ألمانيا خلال مدة قصيرة..يبدو أننا كعرب نختلف مع العالم في كل شيئ حتى في الإستبداد ( أرجو إعتبار هذه الفقرة إجابة على سؤالك الأخير) تحياتي


50 - تحليل رائع ياعزيزى واعجبنى كثيرآ...
مـينا الطـيبى ( 2010 / 9 / 20 - 23:11 )
اعجبنى ياعزيزى تحليلك الرائع بالموضوع وقد كانت البداية منذ ان نشأ الأسلام حتى العصور الوسطى ثم الحديثة فكان تسلسل رائع لوضوح فكرتك للقارىء ايضآ لسهولة استيعاب الموضوع وتعليقى الصغير هذا يؤكد كلاماتك الرائعة.
انة من الصعب والصعب جدآ تحويل مسار امه بأكملها سواء فكرآ وتفكيرآ منذ 1400عام قضتها بفكر ثابت منذ ان بدأ الأسلام حتى يومنا هذا لأن الأسلام
خرج من شبة الجزيرة العربية بفكرة سياسية وهى غزو البلاد المتوفر فيها الماء (بلاد الرفدين ومصر وغيرها ) الذى كانت تفتقر منة شبة الجزيرة العربية وكان الماء هو السبب الوحيد فى الحروب تقريبآ بين القبائل وكانت القبيلة القوية تعيش على نهب وسبى النساء للقبائل الضعيفة الأخرى وهذا ماقاموا بة اثناء غزواهم لهذه البلاد وانهم خرجوا من شبة الجزيرة العربية وهم يعرفون لاعودة لها مرة اخرى فأذا استشهد كانت الجنة نصيبة واذا عاش كانت الغنائم والنساء والجزية فى انتظارة وهذا المبداْ هو اقتصادى وعسكرى وسياسى معآ وهنا ربط الغزو بالجهاد من اجل الدين وليس بالدفاع عن الوطن كما هو معرف الآن اقصد هنا من البداية كان خروج المسلمين من بلادهم ليس لنشر الدعوة الأسلامية بل لغزو هذه البلاد بدليل انهم بعد ان نشروا الأسلام فى كل البلاد التى غزوها مازالوا موجدين فيها حتى الآن لتكتمل الفكرة
( ان الأسلام ربط الجهاد اى الدين بتحقيق اهداف سياسية واقتصادية ) فهذة هى البداية ومازالت الى اليوم سارية رجال الدين يتسيسون من اجل الوصول الى الحكم والسلطة التى تجزى عليهم بالمال والغنائم ايضآ وهم يتمسكون بهذة الأفكار رغم صعوبة تحقيقها عمليآ ولكنهم يستمدون قوتهم من تلك الأمة الجاهلة ويستمدون منهم قواهم وهم الفئة الكبرى من الشعوب العربية رغم انهم يقتلون المسلم قبل الآخر فى افغانستان وباكستان والعراق وفلسطين ( حماس ) ولبنان ( حزب اللة ) والجزائر وكل مكان يحف بهم فى صراع شرس للوصول الى السلطة ورغم فهم هذه الفئة الكبرى التى تؤيدهم الاانهم من كثرة البؤس والجوع والقهر الذى يعيشونة يتطلعون الى حكم جديد ربما ينقذهم وان لم ينقذهم فهم ليسوا بخسارة او بجديد مما كانوا علية . اما الحل فهو بسيط جدآ ننظر ماذا فعلت اوربا وخرجت الى كامل الحرية اولآ ثم انطلقت الى العلم على ان تكون سياستها مبنية على اساس ماتفرضة الأنسانية علينا جميعآ.....وبعيدآ عن الدين ولكن
فى مجتمعنا الحالى بفئاتة الكبيرة التى تعانى من الجهل والفقر والجوع الذى يجعله يفكر فى اشباع بطنة وبطون اسرتة قبل كل شىء يجعلة هزيلآ فى تفكيرة ولم يأت بجديد الى منتهى الأعوام واننى غير متفائل اطلاقآ ليأتى اليوم الذى يتنازل هؤلاء الطامعين فى السلطة او القضاء على الجهل المتفشى بين تلك الشعوب العظيمة عددآ الا بتدخل الهى فقط وفقط وكان اللة فى عون هذه الأمة المقهورة الجائعة.رحمنا اللة جميعآ ويمرر هذه الأيام على خير بدون هؤلاء الذين يريدون اخذ الطعام الباقى لنا ولأولادنا .


51 - رد الى: مـينا الطـيبى
نادر قريط ( 2010 / 9 / 21 - 07:37 )

أستاذ(ة) الطيبي:
شكرا على المداخلة، ونظرا لغياب سؤال مباشر إسمح (ي) لي بتسجيل وجهة نظر حول الموضوع، إذ أعتقد جازما بأن كثيرا من التاريخ ضرب من القصص التي نقلها الرواة، وهذا يؤكده الفحص العلمي. ولا يجب أن نحاكم الأجيال القديمة بمنطق اليوم ولا نسقط عليها أخلاقياتنا .. فالغزو سمة عامة عبر التاريخ (الإله دفع موسى ويشوع كي يغزوا كنعان ويسبوا ويُهلكوا المدن) وكل الحضارات القديمة بدأت بأقوام بدوية متنقلة، إستوطنت وإقتبست عمن سبقها ثم أسست المدن والحضارات. هذا ينطبق على الدولة البابلية الأولى (حمورابي) وعلى الآراميين والعرب..وغيرهم ..حتى أهل السويد والنرويج كانوا غزاة (فايكينغ) والسكان الحاليين لأمريكا وإستراليا هم أحفاد غزاة.
فمن الظلم إتهام العرب لوحدهم .. فهم ليسوا سكان جزيرة العرب فقط ، بل كانوا موجودين وأنشؤوا دولا عديدة قبل الإسلام بمئات السنين ..كالغساسنة والمناذرة والأنباط وتدمر وشرق الدلتا، وملك الحضر (شمال العراق) كان لقبه في القرن الثالث م: -ملك حضر وكل العرب- وهناك مؤرخون بيزنطيون يطلقون على الجزيرة السورية (بين دجلة والفرات) إسم جزيرة العرب (من هنا تم خلطها مع المصطلح الحالي: آرابيا). فخروجهم فجأة من الحجاز وإستيلائهم على المنطقة أسطورة مضحكة، لأنهم ليسوا بحاجة لغزو وفتح بلادهم. هناك دراسات ومسح آركيولوجي تشير إلى أن الحصون على خط اليرموك قد سحبها الروم (بيزنطة) قبل قدوم المسلمين بقرن وأكثر .. والحقيقة لا يوجد آثر واحد يدل على معركة اليرموك وفتح الشام (باستثناء المعارك الكلامية التي لا تتذكر إسم القائد البيزنطي الذي هزم في المعركة)

معارفنا الحالية عن الغزوات تقوم على روايات نقلها أمثال الواقدي (الذي يزعم أيضا بأن النبي محمد تكلم وهو إبن شهر، وركض وهو إبن ثلاثة أشهر، ورمى السهام وعمره ستة أشهر)
قبل مدة إطلعت على أوراق من مخطوط يتحدث عن أمور من القرن الرابع هجري، ويصف إستعادة الحجر الأسود من القرامطة. يقول (ما معناه): بأن الحجر كان ثقيلا جدا ولم ينهض بحمله إلا سبعون
.جملا ولشدة وطأته كانت الجمال تئن (وحرفيا يقول) وتض...ط .
شخصيا أجد الكلمة الأخيرة مناسبة لوصف التاريخ وشكرا
تحياتي


52 - عقول الناس تحتَ أقلامها
الحكيم البابلي ( 2010 / 9 / 20 - 23:43 )
الصديق العزيز نادر قريط
أرسلتُ لك تعليقاً البارحة ، ولسبب من الأسباب لم يظهر ، وعليه أرسل تعليقاً مُغايراً لكنه يحمل نفس الفكرة ، وهو لا يخص الموضوع المطروح إلا بالقليل ، وسأرسل لك اسئلتي في تعليق آخر
قد تكون هذه المقابلة من أثمن وأنفع وأجمل ما قرأتُ في موقع الحوار المتمدن ، فكل شيئ يبدو راقياً ومتمدناً ومتكاملاً في الصورة المقدمة ، والشكر لك وللسيد حميد كشكولي الذي أحترم فكره وقلمه ، ولكل طاقم موقع الحوار ومن شارك في خلق هذه اللوحة الجميلة التي دعتني لحفظها في مفضلتي ، لأنها حملت هواجسنا وهمومنا وتساؤلاتنا الشرقية المشتركة ، وقُدمت بإسلوب فذ وبلغة راقية وإحترام للقارئ
كذلك لاحظتُ أن المقابلة جلبت إهتمام قراء ومثقفين معرفيين لم نكن نعرفهم من قبل ، وهذا دليل عافية خلق أسبابها الكاتب والمفكر الفذ ، وأود بهذه المناسبة التركيز على نوعية المعلقين وليس كميتهم ، وكما تقول الحكمة : راي واحد شجاع وعاقل هو أغلبية
وهذا ما عجزت عن تحقيقه مقابلات سبقت هذه بلغ عدد المعلقين عليها أكثر من 250 أحياناً ، ولكن مردود المقابلة المعرفي ربما كان صفراً بالنسبة لبعض المثقفين ، كون المقابلة إعتمدت التظليل والتدليس والكذب الذي لا يُقنع إلا المتقولبين
أثارتني - إيجابياً - كلمة ( حسن الطالع ) في ردك # 12 على الصديق العزيز محمد هواش في تعليقه # 11 ، وهو حسن طالعنا أن يكون حضورك على هذا المنبر مباشرةً بعد السيدة التي وصفتَها ( المثقفة والمناضلة بلا هوادة ، والأديبة نوال السعداوي ) !!! وحسن الطالع هنا في جانبنا لنميز بوضوح وشجاعة وبلا ملق ونفاق شرقي ، الفارق بين مثقفينا ومفكرينا ، وبين فكرهم الحالي ( الأن ) وليس في الماضي لأن الأعمال دائماً بخواتمها
يعز عليَ أن أقول بأن المقابلة مع السيدة الفاضلة نوال السعداوي كانت كارثية بالنسبة لبعضنا ولهذا خلت ساحة التعليق من أسماء الكثيرين من كتاب ومعلقي الحوار المتمدن
ولمن يريد التدقيق في إجابات السيدة نوال على القراء ، سيجد إجابات تهربية قصيرة ومبتورة ولا تُعطي المعلق جواباً واضحاً وشافياً ، وإن الكثير من الأجوبة كانت مقننة ومُظللة معرفياً ومطروحة بصورة إعتباطية ربما تستند على شهرة الكاتبة ، وهذه عملية خطرة جداً بالنسبة للمتلقي وأغلبهم من بسطاء الفكر الذين يتبعون وبصورة عشوائية أي أسم لامع من مثقفينا حتى لو قادهم لخراب النفس والبيت والوطن
بعض القراء يعتمد بصورة عمياء على تأريخ المثقف وماضيه ، وما عرفوا بأن المثقف الشرقي يمكن أن ينقلب على مبادئه وشعاراته في أية لحظة يتجلى فيها ( الجني البدوي الإسلامي ) في دواخله وكيانه المشبع منذ الصغر بالخوف من مخالب وأنياب ناكر ونكير
ملاحظة : الجني البدوي هو إقتباس من الصديق نضال نعيسة
مقابلتك هذه أعتبرها دعوة مخلصة وصادقة وأخوية لبعض المثقفين وغير المثقفين ليتعلموا فن وأدب ورقي التخاطب والحوار الخالي من المكابرة والعنجهية والإستعلاء وتهميش المعلق والإستخفاف بقدراته الفكرية والقول له بطريقة غير مباشرة : من أنت وماذا تعرف وكيف تتجرأ وتتطاول !!؟
بعض المثقفين العرب يفهمون أي نقدٍ موجه لهم ولأفكارهم على أنه شتيمة وإعلان حرب ، ويعتقدون أن علمهم وثقافتهم وعلو مكانتهم وإشتهار اٍسماءهم سينجيهم من النقد والحساب والمسائلة والنقاش ، ويعتقدون أن النجومية هي نهاية المطاف ، وكم هو بائس هذا التفكير ؟
وتراهم يعجبون ويتصارخون ويحزنون لو حاول أي كائن أن يحاججهم ، وربما يتصورون بأن من الذوق والأخلاق والأصول أن نبجلهم ونحترمهم ونركع لما يقولون حتى لو أنكروا وجود الشمس
من كل هذا الحطام والهشيم والحريق والتخاذل والإنبطاح والتشظي الشرقي ، هناك الكثيرين ممن لا زالوا يؤمنون بقول جبران خليل جبران
وعظتني نفسي فعلمتني بأنني لستُ بأرفع من الصعاليك ، ولا أدنى من الجبابرة
وكم هو جميل ومُعبر وصادق المثل العراقي الدارج
ما تكبر إلا المزبلة
تحياتي ، وإلى تعليق آخر ، وسيكون في صميم الموضوع


53 - رد الى: الحكيم البابلي
نادر قريط ( 2010 / 9 / 21 - 08:38 )

عزيزي الحكيم:
أشكرك على الثقة الكبيرة وأحب أن أعرج قليلا على محورك الرئيسي، فما أوردته في ردي على الصديق أبو هزاع كان يعبر عن مشاعر صادقة تجاه الدكتورة نوال السعداوي.. وحسب إطلاع سريع على حوارها مع القراء، أدركت أن الإجابة التفصيلية على مئات الرسائل غير ممكنة، وعملية مرهقة حتى للشبان فما بالك إذا كانت سيدة كبيرة (أطالت الآلهة عمرها)
ولا ننسى أن هذه الأم الكبيرة قد شقت طريقا لجيل كامل، وأنجزت ما عجز عنه عشرات الرجال.. ..قبل مدة قرأت تقريرا محزنا يصف أحد (الإعلامين في مقابلة تلفزية) وهو يستهزئ من موقفها تجاه مسألة الإيمان بالغيب والمقدس، ويعتذر للجمهور عما بدر منها وكأنها (إرتكبت جرما) والمضحك أن هذا التلفزيوني من أصول أرمنية. فهذه السيدة مقاتلة بإمتياز

أخيرا وتقديرا مني لذائقتك الأدبية العالية، وحسك الرفيع في إختيار مقولة جبران الرائعة. سأورد لك .بيت شعر أندلسي يطاردني منذ شهرين
جراحُ السيف تؤلم ثم تبرا ــــــ ولا برءٌ إذا جرحَ اللسانُ
وأقسم لك أن هذا البيت علمني درسا بليغا. تحياتي وتقديري


54 - تحياتي
د.لمى محمد ( 2010 / 9 / 21 - 07:10 )
الأستاذ نادر قريط

مما لا شك فيه أنّ الدين بشكله الموّرث المتنوع يلعب دورا تخديريا، لكننا و في عالم الطب( مثلا )لا نستطيع معالجة الإدمان بإيقاف المخدّر (مرة واحدة) .. أي أن السحب التدريجي للمواد المخدرة ضروري للعلاج و للمريض..هل تعتقد أنّ المفاهيم الدينيّة التي تتعدد كبصمات الأصابع تحتاج للعلاج التدريجي ذاته، أم أنّ الأمر فيها يختلف!


و أخيرا تمنحني مقالاتك أملا بغد أجمل..شكرا لك

لمى


55 - رد الى: د.لمى محمد
نادر قريط ( 2010 / 9 / 21 - 09:19 )

الشكر للأديبة المتميزة د. لمى على السؤال المهم.. فالمقارنة بين المجتمع وجسم الإنسان ممكنة جزئيا وبالفعل هنالك حالات كالإدمان تحتاج علاجا تدريجيا، وفي حالات أخرى تحتاج علاجا بالصدمة (كتوقف القلب) وهذا الرأي تبناه في مفاله الأخير أستاذنا هاشم صالح في إشارته إلى حملة القس جونز، و ضمنيا إلى محاولات غربية لتفكيك الخطاب القرآني وكشف تاريخيته، ويعتقد صالح بأن الغرب منذ صدمة 11 سبتمبر بدأ يعتمد معنا أسلوب الصدمة

في الحقيقة وجدت أنه تسرع قليلا وأغفل الجوانب السوسيو ـ تاريخية .. فتفكيك النصوص لن يقلب الأمور بين ليلة وضحاها، لأن الأديان ليست نصوصا فقط بل تاريخ وهوية ووعي جمعي ونظام شمولي لرؤية العالم. وهذه ترتبط ببنية لغويةـ عقلية وبنى إجتماعية إقتصادية. ولا أدري كيف تنفع الصدمة إذا كان القلب (النخبة) عاطلا عن العمل والجسد يفتك به إيدز الفساد والإستبداد ؟؟ فالعلاج وبدون أدنى شك يجب أن ينطلق من إستعداد ذاتي للجسم ورغبة بالتشافي وعدم رفضه (للمضاد الحيوي) تحياتي


56 - قد يكون حوار مع معلق.
فاديا سعد ( 2010 / 9 / 21 - 10:52 )

قد يكون من الحكمة أن يؤخذ كل مفكر في منظومته الخاصة، فهذا يمنح سعة في الصدر والفكر، وإذ لا يمكنني أن أضع مفكرا ما في سلة مفكر آخر لعدة أسباب:

- المفكر لوحده بعيدا عن التنظيمات التقليدية هو مجموعة من الرؤى.
- كل مفكر لوحده بعيدا عن الرؤية الواحدة هو رؤية فكرية بذاته.
- المفكر إذ لا ينقل بشكل أوتوماتيكي دهاليز فكر مخلّد بعينه هو ندرة من نوع معين.

وإذ ذاك يمكننا الاستجابة لمن يكتب بأنه يصب في صالح مجرى رؤية نهضوية.

هذا ما يجب أن يحصل لكي نقرا لكل الأقلام المفكرة بلا مقارنة بين واحد وآخر فنحن لسنا في سباق للتسلح مع مفكر ضد آخر.

أليس هذا هو التعدد في الرؤى؟

ولهذا لكل من الكاتب نادر ومن سبقوه في الحوار قيمة من نوع مختلف


57 - رد الى: فاديا سعد
نادر قريط ( 2010 / 9 / 21 - 13:05 )
أتفق معك أستاذة فاديا فتعدد الرؤى ثراء لأنه يمنحنا إطلالة واسعة. فالضمائر المستترة يصعب تقديرها بعين واحدة. لك التقدير


58 - الأستاذ نادر قريط المحترم
أحمد أبو أحمد ( 2010 / 9 / 21 - 11:29 )
لسان القرآن العربي أو ما يسمى لغة القرآن ،
هل لغة القرآن هي لغة أهل الجزيرة ؟ أم أن أهل الجزيرة قاموا بتقليد لغة القرآن المنقوطة والمشكلة بعلامتها الفريدة ؟ هل يوجد قبل القرآن نقش أو صحيفة أو حتى جملة واحدة كُتبت بنفس خطه ورسمه وعلاماته ؟
هذه الأسئلة ليست لتأكيد قدسية القرآن فالقرآن عندي هو كتاب البشرية الدراسي وموضوعه هو الكون كله و صائغه يعلم السر في السموات والأرض وهو ليس بكتاب ديني عقائدي أو تشرييعي مذهبي وأرى أن البشرية لم تدخل بعد على القرآن لبحثه ودراسته من داخله وأكتفوا بالنقل والشروحات فهندسة خط القرآن ورسمه أو هيليغروفيته إن جاز التعبير مازالت لم تُكتشف بعد لذالك أعتبر أن القرآن نبت بغير سبق وإلا أين صحيفة واحدة مثبته بالدليل الحقيقي قبله بنفس خطه وعلاماته ( الرحمن علم القرآن ) فابلرحمة تمت علامات القرآن لهدينا لإكتشاف الكون ومكنوناته فالقرآن هو إسقاط الكون في صحيفة والعلم في الآية ليس معناه التلقين بل وضع علامات للهدي أي ما نُطلق عليه التشكيل وربما هذه أكبر إشكالية أقصد تحديد المفاهيم القرآنية من داخل القرآن نفسه بعيدا عن اي مؤثرات خارجية ويكفي الإنسان الباحث المحايد أن يلقي نظرة على طريقة نسخ القرآن وحروفه وإختلافاتها في رسمها وهندستها وعلاماتها ليدرك إستحالة بشرية هذه الرسومات التى تشبه الألغاز لو جاز التعبير أيضا لا أريد أن أطيل في هذا المقام فربما بعد معرفة رأيك الذي أحترمه دائما يكون لنا تحاورات أخرى .
شكرا


59 - رد الى: أحمد أبو أحمد
نادر قريط ( 2010 / 9 / 21 - 14:03 )

أستاذ أحمد: حبذت عدم الخوض طويلا في تفاصيل تعقيبك، لخلوّه من سؤال محدد ومباشر، أتفق معك بأن الخط العربي رسما وتنقيطا وتشكيلا كما نعرفه الآن قد جاء مع كتابة القرآن
أما النقوش التي سبقته فكانت بالخط النبطي الشمالي المتأخر (متطور عن الحروف الهجائية الفينيقية وعددها22) وهذه النقوش تكاد تكون معروفة للجميع مثل نقش أم الجمال قرن 6 ونقش النمارة328م (جنوب سوريا) ونقش زبد(حلب) 512 وهذه شكّلت المرحلة الممهدة لرسوم الحرف العربي.. فما المشكلة؟ ..
حتى الحروف اليونانية (واللاتينية، والهندية) إنبثقت من حروف الهجاء الفينيقية..
وشخصيا أقدر وأتفهم نظرتك التقديسية للقرآن، إلا أن العلوم الحديثة تعتبر المقدس مادة ضمن حقل الإنسانيات ودراسة الميثولوجية.. ولا شأن للعلوم بالجن وخلق الإنسان من طين، فهذا خارج إختصاصها، واللغة برأي علماء اللسانيات لا تنزل من السماء بل هي صيرورة أو سلسلة من المفاهيم والتعريفات والعلامات التي ترتبط بنماذج مجازية يخزنها العقل، فعندما نشخبط بالقلم على الورقة نعرف أن تلك الشخبطة تعني صورة أو حرفا بسبب وجود صورة مجازية (متعالية) في عقلنا تتوسط بين المُدرك وموضوع الإدراك (وبين المرئي ومفهومه) وعادة ما نستحضر هذا النموذج (المخزون) بقوة المخيّلة لنطابق ما إذا كانت الصورة تعود لشجرة أو لجملة -الرحمن علم القرآن-
بإختصار أردت القول بأن أية لغة أو نص أو كتاب مقدس لا معنى له بذاته ولذاته، ولابد لأية لغة يفهمها البشر أن تكون ضمن التاريخ وليس فوقه


60 - مستحيل بدون البنية التحتية الطبيعية والإنسنة
Pythagoras plato ( 2010 / 9 / 21 - 11:45 )
مستحيل بناء نهضة بدون البنية التحتية الطبيعية والإنسانية

عوامل النهضة كثيرة وإهمهما:ا
أولاً العامل التضارسي الطبيعي و الجغرافية الغنية بالماء والمراعي بجانب البرد الفصلي

وثانياً العامل الإنساني بصفاتهِ الخارجية الإيجابية التي تطورت والداخليةالتي ما زالت بحالة التطور التدجيني

بدون هذان العامِلان إنسوا منطقة الشرق الأوسط بصحاريها الأمازيغية والمصرية والأشورية البابلية الآرامية والصحراء العربية هذه الصحاري خلقت عامل إنساني يعبد ويقدس ذاتهُ والكسل أي لا عمل لأن النهضة يلزمها رجال أعمال يقدسون وطنهم وليس ذاتهم الداخلية النهضة الأوروبية كان أحد مفاصلها رجال أعمال صنعتهم أحزاب سياسية وطنية حملت سلم الإصلاح النهضوي على كتفها
هناك أمم تقدس العمل وكنظام خلية النحل لذلك هتلر الأستبداي قدس العمل والإنتاج بينما الصحاري أوجدت بشر يكرهون العمل إلى حد إستئجار خادمة شهرية لكي تحمل لهم كيس الخبز و أبريق الماء

السؤال كيف تستطيع منطقة الشرق الأوسط بصحاريها وعاملها الأنساني الغير موجود من إنشاء سلالم النهضه لكي نادر وغيرهِ يبدأ بالصعود عليها


61 - رد الى: Pythagoras plato
نادر قريط ( 2010 / 9 / 21 - 15:00 )
سيدي الكريم أولا: تسألني حرفيا - كيف تستطيع منطقة الشرق الأوسط بصحاريها وعاملها الإنساني غير الموجود من إنشاء سلالم النهضة-(إنتهى)
لاحظت أننا نتحدث بالجملة ونقول: عرب، إسلام، شرق أوسط.. وكأن هذه المفاهيم دولة واحدة موحدة ذات سيادة ومطالبة بتحقيق التنمية والرخاء، والحقيقة أننا نرواغ عندما لا نقرّ ونعترف بأننا دول لها أسماء وحدود ونشيد وطني.. فدبي تختلف عن طنطا ومقديشو ليست بيروت .. والشرق الأوسط متنوع ولكل منطقة همومها
. وبما أنك تحدثت عن عقم الصحراء دعني أذكرك بأن السودان قارة من المراعي والأراضي الخصبة والمياه؟! .. عليه فالنهضة ترتبط قطعا بالعامل الإنساني فهو ثروة قد تفوق ما شحت به الطبيعة..ومن المفيد أن نميز بين -نهضة- محض إقتصادية ونهضة تشمل الإنسان وفنونه ومعارفه وإنسانيته


62 - أستاذنا العزيز نادر قريط
أحمد أبو أحمد ( 2010 / 9 / 21 - 15:45 )
أستاذنا العزيز ليس لدي نظرة تقديسية لشىء البته ونظرتي للقرآن بحثية أما عن سؤالي المباشر فهو :
هل كان يوجد قبل القرآن لغة أو جنس يُطلق عليه عربي ؟؟
شكرا


63 - رد الى: أحمد أبو أحمد
نادر قريط ( 2010 / 9 / 21 - 16:41 )
بالطبع فالعرب ولغتهم موجودون قبل القرآن، فقد ورد ذكرهم في الوثائق الأشورية، وكانوا ضمن الحلف الذي واجهه شلمنصر الثالث أثناء عبوره الفرات ومحاربته لآرام دمشق قبل القرآن ب 1500 سنة، ووردوا في التواراة بإسم الإسماعليين والقيدارين، وهم الجسد السكاني للحضر وتدمر ولدولة الأنباط التي يرجع إليها الخط العربي.. وإذا كنت تريد نصا عربيا بالكامل وبالخط العربي المبكر سأنقل لك نص جبل أسيس لعام 528م نقشه في حوران أحد رجال الحارث بن جبلة الغساني بعد نصره على مناذرة الحيرة في عهد الإمبراطور جستنيان:
ان هـ؟ قثم بن مغيرة ال اوس أرسلني الحارث الملك إلى اسيس ملحه سنت (السنة يصعب كتابتها فهي 4 100 20 3 وتساوي 423 تاريخ بصرى وتعادل 528 م)


64 - شكرا لأستاذنا نادر قريط
أحمد أبو أحمد ( 2010 / 9 / 21 - 18:12 )
لا أريد أخذ أكثر من غيري في النقاش وخاصة أن هذا الموضوع ليس بالقصير .
فسؤالي كان هو : هل كان يوجد قبل القرآن لغة أو جنس يُطلق عليه عربي ؟؟
وأنت أجبت بنعم وأن العرب كان يُطلق عليهم الإسماعليين .. هذا هو القصد أنا لم أنفي وجود من يُسمون بالعرب كجنس بشري قبل القرآن لكن أنفي عنهم تسمية عرب قبل القرآن وكذالك اللسان أو اللغة العربية لم تكن بهذا الأسم ولا الشكل قبل القرآن وكان خط هؤلاء القوم مفروقا ( المسند الشمالي أو النبطي ) وبدون علامات التشكيل أو النقاط وما حدث أن قام هؤلاء الأقوام بتقليد لغة القرآن من حيث أنها موصولة ومنقوطة ومشكلة مع إحتفاظ كثير من علامات القرآن بعدم التقليد حتى الآن وكذالك إختلاف كثير من شكل ورسم الحروف من موضوع لآخر لما له من دلالات بنوية في هندسة الخط القرآني بل أدعي أنه لم يكن هناك خط موصول في أي لغة بالعالم قبل القرآن لذالك أجد أن إجابة حضرتك تصب في موضع آخر فقد قصدت من سؤالي بدفة : هل هناك على وجه الأرض من لديه صحيفة أو نقش أو حتى جملة واحدة بنفس رسم وشكل خط القرآن الموصول والمشكل والمنقط قبل القرآن وأين هي ؟؟
أعتقد جازما أن لسان القرآن العربي هو خاص بالقرآن دون سواه وهذا اللسان له بنية ومقابل كوني تعجز عن الأتيان بمثله أي من لغات البشر ويتماثل لسان التوراة مع القرآن من حيث البناء والمصدر أيضا .
هذا وأرجو ألا أكون أضيع وقتك ولنا حوارات أخرى لو أردت وشكرأ


65 - رد الى: أحمد أبو أحمد
نادر قريط ( 2010 / 9 / 21 - 19:10 )
بإختصار:الإسماعيليون تسمية توراتية للعرب؟ العرب في الوثائق الأخرى إسمهم (( عرب )) ففي معركة قرقرة بين شلمنصر الأشوري وهدد الآرامي حوالي 850 ق.م ورد في قائمة الجيوش حسب الوثيقة الآشورية (( جنديبو العربي)) وهناك وثائق كثيرة بابلية وغيرها تذكر العرب إسما..وفي نقش النمارة 328م/ يقول: ت ي نفس مر القيس بن عمر ملك العرب كلهم ..وفي الحضر : ملك حضر وكل العرب. وبالإمكان العودة إلى عديد من الوثائق عند جواد على أو دراسات غروهمان للنقوش القديمة.
أما النسخ المبكرة للقرآن، فلم تكن منقطة أو مشكلة وكانت قريبة من الخط النبطي وإستمر بعضها بدون تنقيط وتشكيل حتى القرن الرابع هـ. وهاك نسخة من القرن الأول هـ من جامع صنعاء:
http://www.islamic-awareness.org/Quran/Text/Mss/yem1a.html


66 - استاذ نارد
عايض السراجي ( 2010 / 9 / 21 - 19:55 )
ياقال ان اسرائل تنفق على البحث العلمي 16%من ميزانيتها السنوية بينما جيرانها العرب ينقون ثروات وطانهم على بناء القصور والحفلات الباذخة اليوم بمكان اسرائل تكرار حرب الايام الستة لورادة لجتياح الوطن العربي ولدليل على دلك التكنلوجيا المقدمة في التسليح الاسرائلي اشكرك


67 - رد الى: عايض السراجي
نادر قريط ( 2010 / 9 / 21 - 20:40 )
لا أشك أن إسرائيل دولة متقدمة فهي تتكون من مهاجرين من أوروبا وأمريكا وباقي العالم. وهؤلاء نقلوا ثقافات وعلوم بلادهم الأصلية، ولو أنها إقتصرت على اليهود العرب والفلاشا الأثيوبيين لكان حالها أمرّ من حالنا، مع ذلك أشك بأنها تنفق على البحث العلمي 16% من ميزانيتها؟! ربما قصدت ما تنفقه على التعليم! وكذلك فإني أصدقك فإسرائيل ليست بحاجة لأيام ستة كي تجتاح العرب، فلديها قنابل نووية تمحو العرب بست دقائق؟!(وبهذا تمحو نفسها)


68 - الأستاذ المحترم نادر قريط
أحمد أبو أحمد ( 2010 / 9 / 21 - 19:56 )
كل ما أوردته نقل مرسل ليس عليه دليل قطعي كما يمكنني الإستدلال من القرآن على أن لسان القرآن هو الوحيد العربي حسب مفهوم اللفظ في القرآن وما عداه من ألسنة البشر أعجمية وكذالك رسم وشكل النص القرآني الذي بين أيدينا هو هكذا من أول نسخة خطها النبي محمد بيده جبرا ، لكن أعلم أن هذه الأمور لا تعنيك ومن منطلق إستدلالك هناك بردية أهناسية وتعود للعام 22 هجري وفيها نقاط على الحروف وغيرها ...:
http://manhajqrn.com/files/mushaf_2.pdf
لذالك كل صحائف القرآن الغير منقوطة كانت بدايات التقليد والدليل أكثر أنه لا يوجد صحيفة واحدة قبل القرآن موصولة الحروف . شكرا


69 - رد الى: أحمد أبو أحمد
نادر قريط ( 2010 / 9 / 21 - 21:14 )
عذرا لم أفهم تماما؟ كيف تكون النصوص الآشورية نقلا مرسلا؟ [أستطيع أن أورد لك عشرة نصوص أخرى تذكر صدامات الآشورين مع العرب أيام شلمنصر وأسرحدون وتغلات بلاصر وغيرهم وأسماء ملكات عربيات (بالضبط: عريبي) تذكرهن النصوص بالإسم مثل : زبيبة وشمسي..إلخ] أيضا لم أفهم معنى قولك -شكل النص القرآني الذي بين أيدينا هو هكذا من أول نسخة خطها النبي محمد بيده جبرا -(إنتهى)

نعم أعرف أن التنقيط ورد في بردية الفيوم (العربية اليونانية) عام 22 هـ ولعلمك ورد أيضا في نقش لمعاوية.. لكن هذا لا يغير كثيرا سوى أنه يدحض الروايات التي تحدثت عن أن التنقيط بدأ في زمن متأخر
يؤسفني حقا فقد أسهبت في موضوع ثانوي وشكرا


70 - وفاء سلطان والف رجل
نادية حسن ( 2010 / 9 / 21 - 20:07 )
استاذ قريط
الا ترى ان وفاء سلطان بمكانة الف رجل علماني لجرأتها؟
ارجو النشر والرد


71 - رد الى: نادية حسن
نادر قريط ( 2010 / 9 / 21 - 22:25 )
سيدة نادية: أعتقد أن هذا المنبر مكان لنشر الرؤى والأفكار، وليس مكانا لتناول الأشخاص ووضعهم في الميزان أو إصدار أحكام قيمة تمس كرامتهم وآدميهم، فالسيدة سلطان كاتبة سبق أن إنتقدت أفكارها.. وإذا أردت رأيا بكاتب السطور أقول: بأن ممارسته النقدية من مدن أوروبا المترفة جبن كبير، فالبطولة الحقيقية هي ممارسة النقد البناء والحر من داخل بلادنا، فألف تحية لكل أحرار الكلمة الذين قبضوا على الجمر وقالوا كلمة ماضية بحق الظلم، وتحية لهم إن كانوا وراء القضبان، وألف وردة على روح البطل زردشت عثمان


72 - استاذ نادر ماذا قدمت منضمة الشباب الاسلامية
عايض السراجي ( 2010 / 9 / 21 - 20:40 )
هل ترى ان منضمة الشباب الاسلامي قدمت لهؤلاء الشبان المنتمين اليها دروس في حب اوطانهم كان لي لقاء مع ستة شبان من استراليا وميركا وكندا وبلدان اسلامية خرى ووجد هؤلاء الشبان ينعتون بلدانهم بالبلدان الكافرة ويجب الجهاد في تلك البلدان حتى يدخلو اهلها في الاسلام احداث لندن التي حصلت كان خلفيها الكثير من ابناء الجاليات الاسوية المنتمين الى تلك المنضمة وكذلك الحال في جنوب الفلبيين وتايلند اشكرك


73 - رد الى: عايض السراجي
نادر قريط ( 2010 / 9 / 21 - 22:44 )
أعذرني أستاذ عايض ليس لدي إطلاع على منظمة الشباب الإسلامي، ولم أسمع بها سابقا ولا أعرف برامجها، فكل ما أعرفه أن المنظمات الدعوية تكره الخمر والموبقات وتدعو للموعظة الحسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (ولدي قائمة طويلة من هذه الكلمات الإستهلاكية أدخرها للأسئلة القادمة)


74 - هل بحاجة لهيجل جديد
Pythagoras plato ( 2010 / 9 / 21 - 20:42 )
عقل عقول مايند القبائل و الطوائف للصحاري الأمازيغية القبطية المصرية الآرامية الأشورية البابلية والكنعانية والنبطية وصحراء العرب وأكراد بادية الشام قد أصيبت بحالة ركود تاريخية لم يتعافوا منها حتى الآن، وهي بحالة الشلل العقلي الذي أدخله للجهل المقدس حسب الأمازيغي أركون ، ليدخل في جدل سفلي يؤثر كل طرف على الآخر سلباً، بين العطالة العقلية والجمود الحضاري
إن الفوضى الاجتماعية في العالم الأسلامي هي فوضى عقلية قبل كل شيء، وإن التنظيم الألماني الصارم المدهش هو عقل هيجل وكذلك النظام الصارم الياباني للعمل وإدارته كلها عوامل إيجابية للتطور، لذا فإن أعظم عمل يمكن أن ندشنه هو تفكييك عقل هذه القبائل والطوائف المودونه أعلى لمعرفة الآليات المسيطرة عليها، والتي أعطبتها العطالة وعطالة العمل الإنتاجي لذلك أمرهم ب إعملوا لن لا تطور بدون عمل عقلي وعضلي يومي مستمر
السؤال هل هذه الطوائف والقبائل بحاجة لهيجل جديد لتفكيك عقول الأمازيغ والأقباط والعرب والأشوريين والبابليين والكنعانيين والآراميون والأكراد والأريوسيين الإثناثيون أسف لعدم إستعمال مصطلح العالم العربي إحتراماً للصهاينة وشعور أتباعهم القومية الذين يحاربون اللغة العربية وكل ما يتعلق بها


75 - رد الى: Pythagoras plato
نادر قريط ( 2010 / 9 / 21 - 23:04 )
أخي Pythagoras plato
أعتقد أن ألف هيغل جديد لن يغيروا مثقال ذرة في بلادنا. الأغلب أنهم سيصبحون عبئا ثقيلا على الجامعات، وستقذفهم البطالة على قارعة الطريق أو سيلجؤون للحصول على رخصة قيادة تاكسي، أو يفترشون أرصفة التسول (لله يا محسنين) والطامة الكبرى أن دول الخليج تمنع الفلسفة بموجب فتوى الغزالي (من تمنطق تزندق) لذا فإن فرصهم في الحياة شبه معدومة، فالأرجح أنهم سيلجؤون لإنتحار الجماعي.


76 - البوذيّة في العصر الحاضر
سامي مراد ( 2010 / 9 / 22 - 07:21 )
ضيف الحوار المتمدّن الأستاذ نادر
مرحباً بك وشكراً لاستضافتك
سؤالي : ماهو تقييمك للبوذيّة في عصرنا اليوم ؟ يقال أنّ أهمّ أهدافها التّفكير المستنير المعتمد على العقل والمنطق الإنساني وبعكس الدّيانات الأخرى لا يهمّها الإله وهي تستقطب أعداداً من النّاس في الغرب بشقّيه الأوروبّي والأميركي أكثر من استقطاب أيّة ديانة أخرى لهم ، والشّاعر والرّوائي اليوناني نيكوس كازانتزاكيس ( 1883 ـ1957 ) فيلسوف القرن العشرين يقول بأنّ مؤسّس البوذيّة كان ينظر إلى الكون والحياة بنظرة ثاقبة وعميقة على عكس المسيح الّذي كان ينظر إليهما نظرة سطحيّة مبسّطة ، وأنّ بوذا كان المرشد له وأعطاه الرّحة النّفسيّة والهدوء والسّلام الدّاخليّين بتنظيم فوضى أسئلته .


77 - رد الى: سامي مراد
نادر قريط ( 2010 / 9 / 22 - 16:38 )

أستاذ سامي:
بداية دعني أقتسم معك الإعجاب بالأديب الرائع كازانتزاكي، فرحليه بدون جائزة نوبل للآداب كان غبنا وظلما مبينا. رغم ذلك أعترف لك بجهل متقع وعدم إلمام بديانات شرق آسيا إلا من خلال قراءات عابرة.. وأحيانا يخيّل لي أن شرق آسيا كوكب آخر، وهذا ناجم عن أمرين: غياب تثقيف عمومي بالشرق الأقصى، وهيمنة اورومركزية على النشاط الثقافي.. فحتى لو رغبنا أن نتعرف على البودية فإننا نراها بعيون الإستشراق وما كتبه عنها.
عموما سأعطيك رأيا نقديا متواضعا .. إذ لا يكفي معرفة الدين في نسقه الميتافيزيقي فقط بل عليك أن تتمثله كثقافة وتاريخ..فالبودية متنوعة وهي ملل ونحل.. صحيح أنها ربطت بشخص المستنير (بودا) بإعتبارها نظرة عميقة في شروط الحياة للعبور بالكينونة المعذبة للإنسان إلى شاطئ الخلاص والسلام الأزلي (النيرفانا) من خلال ممارسة الزهد التصوفي وتطبيقات المستنير. لكنها تظل في العمق إنعكاسا لثقافة شعوب أثارت بعض الرومانسية في أوروبا..
وأرجو ألا تنزعج إن قلت بأن هذه الثقافة ليست سلمية، فالأحزاب الفاشية في أوروبا إلتقطت منها فكرة النقاء الروحي وحولته إلى نقاء عرقي (أيضا أخذ عنها الصليب المعقوف لهتلر) ولا تنسى أن بوذية الداي لاما 14 توتاليتارية أبوية مقيتة (رغم إبتساماته وسماحة وجهه) ويكفي أن تراقب الوحشية الشديدة غير المألوفه للجيوش اليابانية في الحرب الثانية (وإرتكابهم لجرائم فظيعة في جنوب آسيا والصين، وأكلهم لحوم البشر) لتعرف أن الأجدى هو معرفة ثقافة الشعوب وليس دينها معزولا عن شروطه التاريخية
مع التقدير


78 - هل هناك أمل؟؟
حسني الملكة ( 2010 / 9 / 22 - 09:20 )
لو لم نفصل الدين عن الدولة بل قمنا بإلغاء الدين من أساسه، فهل ترى أن أوضاعنا ستستقيم وسنلحق بكل ما فاتنا خلال ألف وأربعمائة عام؟ لدينا تجربة حديثة نوعا ما تمت في إقامة حكم يساري ماركسي متحرر في اليمن الجنوبي انتهى باقتتال ضار بين الرفاق وتقويض الدولة التي لم تحقق من الإنجازات غير بث شعارات الولاء للماركسية. يبدو أن سكان هذه المنطقة من العالم، من موريتانيا حتى عمان، يحملون خللا جينيا لا علاقة له لا بالدين ولا باليسار، وهو ليس قابلا للإصلاح بأية طريقة من الطرق المكتوبة. ما رأيكم؟


79 - رد الى: حسني الملكة
نادر قريط ( 2010 / 9 / 22 - 17:09 )

أستاذ حسني:دعني أختلف معك في أطروحة الإختلاف الجيني لشعوبنا عن غيرها. حتى لو قصدت بها مجازا وبلاغة، فهي خطأ جسيم يقودنا حتما للفكر العنصري المقيت، فالبشر عموما يمتلكون تقريبا نفس الخارطة الجينية والفرق بينهم هو ثقافي فقط. وما نملكه من عقل يرتبط بكينونتنا الجمعية وتشكله داخل اللغة، ولولا ذلك لبقينا في طور الحيوانية.أما مثلك عن تجربة اليمن الجنوبي فهو دليل بأن الأمم لاتتغير بالشعارات البراقة والفرمانات بل داخل بنائها ونسقها الثقافي وشكرا


80 - هل آن للمسيحي واليزيدي ...ان ينام بملئ جفنيه
فيصل حرسان ( 2010 / 9 / 22 - 09:27 )
هناك تجربة فيدرالية في اقليم كردستان , تحتضن كافة الاديان والمتطهدين واللاجيئين الهاربين من الموت وكونك درست في العراق ومطلع وملم وذو نفس سياسي ...فما رأيك بهذه التجربة وهذا


81 - رد الى: فيصل حرسان
نادر قريط ( 2010 / 9 / 22 - 18:34 )

أستاذ فيصل:
قولك بأني ذو نفس سياسي، تأويل منك، فهذا النفس مقطوع تقريبا. وإذا أردت رأيا بتجربة كردستان، فعليك أولا أن تبتعد عن كتّاب السلطة وصحفها وتذهب وتستمع لأصوات المهمشين والمعذبين (في الأرض) ولو سمحت لي أن أكون مثقفا لبضع دقائق، سأخبرك بأن دور المثقف هو النقد، وليس لعق أقدام السلطة.
عموما أرى الحالة الكردية معقدة كأختها العربية، ومرتبطة بظروف وضغوط ماضية وحاضرة، إلا أن جوهر التجربة يظل محط الريبة، فكراسي البرلمانات اللامعة لا تخدع العين البصيرة..لأن عمق هذه التجربة رهين بشبكة العصبية القبلية الأبوية، والقومية الفاقعة


82 - شكر وتقدير
فؤاد احمد ( 2010 / 9 / 22 - 09:39 )
السيد قريط
اشكرك مره اخرى على التواصل اذن انت تؤمن بالعلاج التدريجي ذو النفس الطويل بما فيه من مساوئ واحباطات ولاسيما ان تأخرنا اصبح في وضع لا يحسد عليه وغيرك يؤمن بعلاج الصدمه والذي تسميه استبداد علماني لصوصي
والذي هو الاخر مساوئه لاتسر لا عدو ولاحبيب ولاسيما ان صدمة بوش ورامسفيلد قد هدت المعبد على من فيه
حقيقة سيدي حضرت ورقة اتهامك بسياسة مسك العصا من الوسط والجلوس على الجبل طلبا للسلامه ولكني تراجعت مقتنعا بعد ردودك على المعلقين جميعا ووجدتك تحمل هما صادقا لارياء فيه وتتسائل معنا وتشاركنا بالبحث عن الاجوبه
شكر وتقدير للحوار المتمدن وللسيد حميد كشكولي ولك على اتاحة هذا الوقت
والفرصه للاجابه
تقبل احترامي


83 - رد الى: فؤاد احمد
نادر قريط ( 2010 / 9 / 22 - 18:40 )
الشكر موصول لك. تحياتي


84 - إننا لم نفهم بعد أن الإسلام لا يحتاج للسياسة
حيلوط باسكال ( 2010 / 9 / 22 - 10:01 )
وإن كانت تحليلات الأستاذ قريط تقدمية إلا أنها نمطية أكل الدهر عليها وشرب ولم تأت أي أكل يغني من جوع. لماذا يا ترى؟
لأن الإسلام، كيفما كان تاريخه، دين يستحوذ على الأذهان وعلى الأجساد ويحول الناس إلى عيون إلاهية تضغط على من حولها
فالإسلام اليومي بمحرماته الجنسية والغذائية والجمالية والنقدية يحول الناس إلى كتلة مكبلة لحرية الأفراد ولا يبقى لأهله إلا أن يثوروا ضده وليس ضد حكامهم الذين هم براءة من الإسلام : يتوجب عليهم أن يتعايشوا مع مقدراته على تكبيل كل الأفراد ابتداء من أبي وأمي ووصولا إلى حامي الحرمين

أفلا تعقلون ؟؟


85 - رد الى: حيلوط باسكال
نادر قريط ( 2010 / 9 / 22 - 18:53 )
الإسلام صور عديدة يعكس مجتمعاته وتعددها. فإسلام تركيا أو ماليزيا أو البوسنيا يختلف عن إسلام السعودية، والإسلام الصوفي في أفريقيا يختلف عن الأخريات، كذلك المسيحية تختلف من بيئة لأخرى، وأظن أن المسيحي النيجيري والسوداني هو أقرب لمحيطه وبيئته من المسيحي السويسري..على كل أحترم وجهة نظرك ولا أقتسمها تحياتي


86 - إلا التكاثر الأرنبي
مصطفى حقي ( 2010 / 9 / 22 - 13:11 )
أخي نادر في ردك تؤكد الواقع غير المريح لحقيقة شعوبنا وخاصة وأنت تقول :يجب أن تكون العلمنة مبادرة ذاتية وصيرورة داخلية ضمن سياق وأفق مجتمعاتنا، وسعي وكدح بإتجاه إصلاح ديني يتزامن مع خفض شديد في التكائر الأرنبي للسكان وإصلاح التعليم، .وبالأخص ذلك الأرنبي الذي ان استمر سنتبوأ وبفخر المركز الأول في الشحادة العالمية . وبالمناسبة يهديك ابن مدينتك الشاعر سليمان السلمان تحياته والذي شاركني في إحياء أمسية ثقافية في المركز الثقافي في حمص يوم952010 وأخيراً ما رأيك بالإسلام السياسي ومتى عرف الإسلام كلمة سياسي ...؟


87 - رد الى: مصطفى حقي
نادر قريط ( 2010 / 9 / 22 - 20:11 )

الشكر لك أخي مصطفى حقي وتحية لإبن البلد الشاعر سليمان السلمان.
أما عن سؤالك: متى عرف الإسلام كلمة سياسي. وأحسبك تقصد زج الإسلام بالسياسة فبرأيي المتواضع ، إرتبط بنهاية الدولة العثمانية، وغياب مؤسسة الخلافة، كمرجعية وحيدة، وممثل لما يُسمى „السيادة العليا“. وهذا الأمر لا يمكن فصله عن الوضع الدولي بعد الحرب الأولى، وإقتسام التركة العثمانية، وتقسيمها عشوائيا وتشكيل كيانات سياسية (ملغومة بالمشاكل) وتنصيب أنظمة فوقية من الإقطاع السياسي، في ظل غياب عقد إجتماعي حقيقي بين الناس..
وقد ساعد التغريب لقوى التراث (دين، تقليد) إلى تململها ودخولها على خط السياسة (حركة البنا) لكن هذا الدخول أصبح قويا مع الطفرة النفطية وظهور البترودولار وهزيمة الناصرية وتطوّر أدوات الإتصال الجماهيري (التلفزة). الأمر الذي قاد لمرحلة إسلام الميديا (الدعاة) وهذه الحالة تعبر فعليا عن نكوص مشروع الدولة الحديثة وإرتداده، لأن تسيير دفة الثقافة والوعي والتربية في المجتمع، من صلب وظائف الدولة.

بعد هذا المختصر الوصفي أجد أن نقد الإسلام السياسي، غير مثمر دون فتح حوار معه. وتدجينه داخل مشروع وطني لصياغة عقد إجتماعي حقيقي، فالتجربة التركية تبدو لي إيجابية وفيها مصالحة مع الهوية وبنفس الوقت محافظة على قيم العلمانية، وضمان للشرعية وحق الأغلبية في الحكم، بعيدا عن أحذية الجيش تحياتي


88 - التغيير
رزكار نوري شاويس كوردستان العراق ( 2010 / 9 / 22 - 13:42 )
استاذنا الفاضل نادر قريط .. تحية ود و تقدير
في المجتمعات المتخلفة و ليس المجتمع العربي وحده .. عندما يتلكأ الدين و تعجز السلطة الدنيوية الحاكمة و يتأكد عقم الشعارات القومية الطنانة وشلل ثقافة المباديء المتزمتة و المتعصبة التي لا تقبل رأيا .. عندما تتراكم هذه المسائل و تشكل حاجزا امام مسيرة الانسان ( فردا و مجموعا)و تمنع عنه توفير الحاجات الاساسية لتحقيق سعادته .. ماهي برايكم افضل السبل للخلاص من هذا الواقع المر و احداث تغيير من حال الاحباط و الجمود و التخلف الى حال نشط منتج تتوفر فيه وسائل و ادواة تقدم الفرد و المجتمع ( واستمرارية هذا التقدم ) نحو حالات افضل ؟


89 - رد الى: رزكار نوري شاويس كوردستان العراق
نادر قريط ( 2010 / 9 / 22 - 21:44 )

أستاذ رزكار نوري تحية وتقدير:
سؤالك عن أفضل السبل للخلاص من الواقع المرّ والمُحبط، سؤال مابرح يطوف على الألسنة منذ أيام رفاعة الطهطاوي، وأحسبك تطلب مني رأيا عمليا على طريقة: أريد حلا، بعيدا عن (ترهات وسقط الكلام)
عليه لا أجد مخرجا إلا بتفعيل لغة الأرقام:
أولا: منطقتنا تعيش إزدحاما مهلكا (بلاد الشام كانت في إحصاء 1908 ثلاثة ونصف مليون الأن أكثر من35 مليون، العراق كان مطلع القرن20 حوالي 2 مليون الآن 30 مليونا، ..إلخ) بمعنى أخر فقد تضاعف السكان أكثر من عشر مرات في قرن واحد، في منطقة هي الأشح مياها في العالم، والأكثر تصحرا؟ لقد هزمنا جنرال -البنسلين- حين تركنا نتكاثر بدون حساب
ثأنيا: العيش من ريع ثروة ناضبة هو عبث إقتصادي .. خذ العراق مثلا: دخله السنوي من النفط حوالي 60 مليار $ ..لو قسمتها على السكان سيكون حصة الفرد (2000$ سنويا) أي ضمن المستويات الدنيا لمتوسط الدخول في العالم.. فالعراق عندما يكون معتاشا على البترول فقط فإنه بلد فقير.

فطريق العمران والنهضة لابد يبدأ بتحقيق الأمن الإجتماعي والغذائي، وهكذا يمكن أن نصل بيت القصيد وفيه نرد على مقولة عالم الإجتماع الفرنسي بورديو الذي يقول:
(المجتمعات الما قبل رأسمالية، ترتبط عضويا وبشدة برأسمال رمزي، وهذه اللحمة تكاد تكون -حياة أو موت- لهذه المجتمعات، وستبقى كذلك مادامت تفتقر لرأسمال مادي يقيها شر الجوع والفقر ومادامت تتهددها الحروب والويلات )


90 - سيطرة الطّقوس الدّينيّة
سامي مراد ( 2010 / 9 / 22 - 17:27 )
الأستاذ نادر قريط : مزيداً من الشّكر والامتنان
برأيك كيف يستطيع الفرد التّخلّص من سيطرة طقوس الدّين وقيمه على حياته اليوميّة في المجتمعات العربيّة والإسلاميّة وسطوتهما بتدخّلهما في كلّ شأن من شؤون حياته منذ ولادته وحتّى مماته .
مع تقديري واحترامي


91 - رد الى: سامي مراد
نادر قريط ( 2010 / 9 / 22 - 22:32 )
أستاذ سامي:
تسألني عن أهم وظيفة سوسيولوجية في الأديان ألا وهي الطقوس، فهذه هي الطريقة والواسطة لخلق روابط سوسيو ـ نفسية وصهر المجموع وتمرير اللامنطق الديني.. وأعرف كم هي ضاغطة على الأفراد. مع ذلك تتحول إلى شيئ من النفاق الجماعي والتقية وتمرير المصالح .. وهكذا يمكن للأفراد الإفلات من أصابعها ..قبل ألف عام أفلت منها المعري وقال:

هفت الحنيفة، والنصارى ما اهتدت
ويهود حارت، والمجوس مضلله

اثنان أهل الأرض، ذو عقل بلا
دين، وآخر دين لا عقل له

وكما ترى فقد عاش المعري ومات غيره


92 - مارايك في المقاومة العرقية
عايض السراجي ( 2010 / 9 / 22 - 22:05 )
هل ترى ان المقاوية العراقية مقاومة شرعية ام هي شرذمة ارهابية تسربت عبر حدود بلدان الجوار وهل ترى ان الانتخابات الراقية التي صوت فيها 75% من الشعب العراقي هي بادرة خير لم يسبق لهاغ مثيل في الاوطان العربية وهل ترى ان شروق شمس الدمقراطية على الاوطان العربية سيكو من العراق لو استطاع العراق القضاء على الارهاب الحاصل الان في العراق اشكرك


93 - رد الى: عايض السراجي
نادر قريط ( 2010 / 9 / 22 - 22:39 )
سبق وأجبت عن هذه المسألة في الرد رقم 1 وغيره. أرجو قراءة الموضوع ففيه رأي صريح بمسألة الأرهاب


94 - الأستاذ نادر قريط علم من أعلام الثقافة الحرة
نادر علاوي ( 2010 / 9 / 22 - 23:26 )
الأستاذ نادر قريط
كنتُ عازماًعلى طرح حزمة من الأسئلة ، متوخياً ومنشداً إجابتكَ عليها ، الا انني أثرتُ أن أتريَّث بدافعٍ من الرغبة في مواصلة قراءة ومتابعة تعقيباتكَ
الرائعة والناضجة ؛ وأقول الحق فقد إنشغلتُ طيلة الأربعة أيام المُنصرِمة
في مطالعة تعقيباتكَ وردودكَ على التعليقات والتساؤلات ، ومن خلال ذلكَ
الكم الوافر ، وجدتُ بأن الإجابة على تساؤلاتي قد وردت بكثيرٍ من التفصيل
والإفاضة في مجمل ردودكَ العميقة والرصينة ـ
أنا متأكد بأن تواضعكَ وحسن سجيتكَ هما وراء عدم تقبُّلكَ لِتعبير الكاتب الكبير
لذا سوف لن أستخدم مثل تلك التوصيفات ، رغم اني على يقين بأنكَ أهل لها وتستحقها بِجدارة ـ
شكري وتقديري لِمؤسسة الحوار المتمدن على إتاحة فرصة الإغتراف والإستزادة من الكنوز المعرفية التي يتحلَّى بها الأستاذ نادر قريط ، فهو علم من أعلام الثقافة الحرة المعاصرة كما أود أن أسجل أسمى آيات التقدير والإعتزاز به
مع فائق الإمتنان لِلأستاذ حميد كشكولي على جهده الطيب والرفيع ، من أجلِ
تسليط الضوء على مكامن الصروح الثقافية والفكرية . تحياتي وإحترامي

نادر علاوي


95 - رد الى: نادر علاوي
نادر قريط ( 2010 / 9 / 23 - 17:20 )
أستاذ علاوي:
شكرا لتفضلك بمتابعة هذا الحوار، وأشاركك أيضا بتقديم الشكر والتقدير لأسرة الحوار المتمدن والأستاذ حميد كشكولي، الذي ساهمت أسئلته في توجيه دفة الحوار بإتجاه مثمر، وغطت مساحة واسعة للرؤية. فكاتب السطور ليس سياسيا ولا مناضلا (ولا يشاهد التلفزيون) بل ينتمي إلى فضاء رحب من الأفكار، قد يسميها البعض يسارية. أفكار تفسح المجال للنقد وللجاحظ والمعري وماركس ( وصديقه اللدود الفوضوي باكونين) وصولا إلى يومنا هذا. إنها مجرد رؤية من خارج ثنائيات الدوغما وأطر الأيديولوجيا الخانقة تحياتي


96 - لا يوجد تنوير رجال دين
Pythagoras plato ( 2010 / 9 / 22 - 23:30 )

السؤال الخامس
حقق الغرب نجاحاً في عملية التنوير الديني في الديانة المسيحية وفصل الدين عن الدولة, فهل يمكن تحقيق مثل هذه العملية الحضارية في الدول ذات الأغلبية الإسلامية؟ وما هي مستلزمات ذلك؟

يوجد تنوير فلاسفة سياسيون

لا توجد عملية تنوير ديني مسيحي في العالم الشمالي لأن هذا يعني بأن هذا التنوير قام بهِ الكهنة الصليبيون وهذا مخالف للحقيقة لأن البابا الحالي يريد تحطيم الإتحاد الأوروبي العظيم لأن دستورهُ خالي من بند أن اوروبة قارة مسيحية هذا يعني للمُعَمَدون المؤمِنين ونورهم الأرضي والبقية سافلين كفار أنجاس فأين هذا التنوير الفاتيكاني في بداية الألفية الثالثة و الحقيقة هي أن هذا التنوير قادهِ فلاسفة سياسيون حسب أفلاطون من الأحزاب الديمقراطية المسيحية فحولوا معبدهم من معبد للبكاء على دم المسيح والشحادة وشتم ولعن الكفار الأنجاس الغير معمدين والغناء للمخلص وتضيع الوقت مع الروح القدس المتافيزكية إلى دولة مواطنة إجتماعية معبدها سلالم صاعدة على برنامج الدولة المثالية بحياتها اليومية الأسبوعية الشهرية السنوية


السؤال هل يستطيع سياسيكم البدو في الصحراء الأشورية البابلية التي حكومتها الأن منهاره و الصحراء القبطية المصرية والصحاري الأمازيغية والعربية والآرامية وغيرها بتحويل معابدكم وكما فعلوا سياسيو ألمانيا النمسا سويسرا وبلجيكا


97 - رد الى: Pythagoras plato
نادر قريط ( 2010 / 9 / 23 - 17:22 )

أستاذ فيثاغور : حاولت أن أتفنن قليلا، لأفهم سؤالك دون الوقوع في شرك تأويل خاطئ، فحضرتك تتحدث عن صحاري لأمم كثيرة (بعضها قضى نحبه وبعضها ينتظر) وأظن أنك تقصد: شعوب ما يُسمى الشرق الآوسط بملله ونحله،
وسؤالك : هل يستطيع الساسة البدو (حسب قولك) أن يفعلوا ما فعل ساسة أوروبا؟
الإجابة في علم الغيب، فالساسة في أي مكان هم صورة عن مجتمعاتهم (أو إنعكاس لمرآة محدبة)، ولم يهبطوا من كواكب أخرى


98 - تحية وارتياب
سعد كموني ( 2010 / 9 / 22 - 23:41 )
ألف تحيّةٍ وسلام: لقد ألقيت بي في بحر لجّيّ لا قبل لي بمثله، فلم يكن قد خطر ببالي مرّةً أنْ يكونَ ذاك النضالُ والكفاحُ من أجلِ بناء الإنسان بناءً حرّاً ، مجرّدَ خيالٍ، قد نختلفُ مع الإسلاميين في قراءة النصوص وفهمها، قد نختلف معهم في رصد دلالتها،فهذا ممكنٌ ومشروع. أمّا أنْ نختلف على أحداثٍ جرت البارحة! من ألف سنة! فهذا لم يخطر ببالي ، ولا قدرةَ لديّ على مناقشتك حوله، لأنه ليس من اختصاصي.أما في ما رددت به على - رشدي علي- إذْ سألك في جدوى يفترضها لنقل التراث العربيّ والقرآن الكريم إلى الفصحى الحديثة؛ فقد فاجأتني بما يخرجك من العلميّة إذْ وافقته رأيه في ذلك! ومع احترامي الشديد لراييكما، فإني أحيلكما على اعتبار الألفاظِ علاماتٍ سيميائيّةٍ دالّة على المعاني ، وليس بوسعك أن تدلّ على معنى واحد بطريقتين مختلفتين كما سبق وأشار إلى ذلك العلامة عبد القاهر الجرجاني، وبالتالي ليس بإمكانك أن تفهم دلالةَ مفردة إلا من خلال سياقها الثقافي في ذهن مبدعها ومتلقيها وفي كل ملفوظيتها. أرجو المعذرة إن ساء أدبي ، فقد ألفيت عندك ثغرةً ينبغي تداركها، ولكما الشكر كلّ الشكر لسعة صدريكما.


99 - رد الى: سعد كموني
نادر قريط ( 2010 / 9 / 23 - 20:21 )

أستاذ سعد كموني:
بداية أشكرك على التحية والريبة المهذبة..وبغض النظر عن مقولة الجرجاني دعنا نتفق على أن اللغة الكتابية هي صور لتمثيل الواقع وليست الواقع في ذاته. وهي نظام من علامات ورموز لشرح أشياء (موضوعية) أو هكذا تبدو لنا. عليه فإن كل النصوص هي محاولات لتمثيل أشياء وليست أشياء بعينها..
وقراءة النصوص التراثية المبكرة هي محاولة دائمة لتأويلها، فكل قارئ يُسقط عليها ظرفه ووعيه وخياله..علاوة عليه فنحن لا نعرف تلك النصوص إلا من خلال من فسّرها لنا، لأننا لا نمتلك مادة قاموسية تسبقها. ولا توجد علوم تؤهلنا لإكتشاف الشروط النفسية والتاريخية التي أنتجتها، عدا تلك التي نقلها لنا بشر فانون يصيبون ويخطئون، ناهيك عن علاقتهم بالسلطة التي إختبأت وراء تلك النصوص
ثانيا))
ألف سنة يا سيدي ليست البارحة، ونقل قصص شفهية من عصور كانت تشكّل الأسطورة والخرافة عمودها الفقري ونسيجها العقلي (المعرفي) تجعل من هذه الألف سنة زمنا طويلا
هذا لا يعني أن التدوين الذي يعاصر الحدث صادق، وغير خاضع لشروط سيا ـ سلطوية، فالتجربة الأوروبية كشفت أن تاريخ المسيحية في القرون الوسطى العليا، إحتوى على مزوّرات لا حدود لها (تم توثيقها في ستة مجلدات أثناء مؤتمر خاص لمؤرخي القرون الوسطى عام 1986 )
بعكس المدوّنة العربية التي لم يبدأ فعلا غربلتها ونقدها. فهذه المدوّنة لم تكتف بالنقل الشفهي عن عصور بعيدة عنها، بل إعتمدت شيئا غريبا. يُسمى -التهذيب- فسيرة إبن هشام مثلا هي تهذيب -لإبن إسحق- والأغرب أن هنالك من هذبها ثانية في القرن العشرين، ولا ندري كم مرة تهذبت عبر الأيام والعصور.. والتهذيب بالحقيقة هو إسم أدبي للنحل وطمس الحقيقة
شكرا لك ثانية


100 - انا آسف ياسيدي ....لقد اخفيت الحقيقة
فيصل حرسان ( 2010 / 9 / 23 - 00:00 )
المسلم والمسيحسي واليزيدي والشبكي و 7000000من البشريعيشون بأمان ولا تدري ...وتخفي التجربة عن القراء ة و البشر والاعين و في كردستان عشرون قنصلية للسوق الاوربية وكوريا وامريكاوو وعشرات المنظمات الانسانية و الامم المتحدة وتكلمني عن العشيرة والقبيلة . ونسيت الف واربعمائة سنة من الاحتلال ...واربعة الاف قرية دمرت وغازات وانفال وتهجير ... ياسيدي ان صدام حسين مات....فمما انت خائف...ام هو الالتزام وعمى الالوان.....على كل كانت فرصة لك لتتحرر ومحاولة من جانبي لمعرفة الحقيق مع بالغ تحياتي والنجاح في كتاباتك........


101 - رد الى: فيصل حرسان
نادر قريط ( 2010 / 9 / 23 - 17:25 )

أستاذ فيصل: أستغرب طريقتك في الحوار؟ ففي سؤالك رقم 80 طلبت رأيي في التجربة الكردية، وأعطيتك ردا مختصرا، يعبّر عمّا أعتقد أنه صواب. أما أن تكون وصيا على الحقيقة فهذه مسألة أخرى.
وبكل الآحوال أعجبني قولك: ياسيدي ان صدام حسين مات....فمما انت خائف (إنتهى الإقتباس
بالفعل فكرت بالأمر ووجدت أني أخشى الموتى أكثر من الأحياء؟! أنظر حولك وسترى كيف تحكمنا أكفان الموتى؟!
وكي لا تذهب أفكارك بعيدا أقول لك بالفم الملأن، بأن إغفال الحقوق الكردية من قبل الحلفاء بعد الحرب العالمية الأولى ومنعهم من تشكيل وطن قومي، جريمة إستعمارية، كما أن إنتهاك حقوقهم الثقافية والقومية والإنسانية في كل الدول والعهود اللاحقة، جريمة مضافة. لكن كل ذلك لا يبيح لأي كان المتاجرة بالمظلومية لظلم الآخر.


102 - التنمية المستدامة
د. شاكر عبد اللطيف ( 2010 / 9 / 23 - 17:47 )
التنوير نتيجة حتمية تخضع لقانون التطور . المهم ماهي الفترة الزمينة التى يتطلبها الانتقال من مرحلة الى أخرى . فشدة الصراع تتناسب عكسيا مع الزمن . وكلما قصر وقت الصراع كانت التضحيات والمعانات كبيرة. لذلك يتطلب فهم والتحديد وتفعيل العوامل الفاعلة في التغير وتهيئة الظروف المادية لها , واساسها توفير البيئة للتنمية المستدامة للمجتمع التى تقوم على البناء الرصين للبنى التحتية الذى ينعكس الى البنية الفوقية.


103 - رد الى: د. شاكر عبد اللطيف
نادر قريط ( 2010 / 9 / 23 - 21:49 )
شكرا د. شاكر عبداللطيف على الإضافة القيمة


104 - النص بين المبدع والواقع
سعد كموني ( 2010 / 9 / 23 - 22:27 )
أخي العزيز نادر:
أشكرك أنّك وجدت في ما أقوله ما يستحقّ الردّ، وبعد، فإني إذْ قلت بأنّ النص نسيج من العلامات السيميائيّة ، لا يعني أنّه ليس صوراً لتمثيل الواقع،وهذا ما يؤكّد الذي ذهبت إليه جوليا كريستيفا في أنّ النصّ يشفّ عن المبدع والواقع معاً.وإذا أردت أن تعرفَ البيئة الثقافيّة والنفسية التي أُنتِجَ النصُّ بين ظهرانيها، ما عليك إلا أن تعمدَ بذكاءٍ ومهارة ودربة إلى معاينة النصّ تفكيكاً وتعليلاً وتفسيراً وتقويما.... وصحيحٌ أن الخلاصةَ التي تبلغها هي وجهة نظر، فإنّ النصوص هكذا لا يمكن الركون في معاينتها إلى نتيجةٍ نهائيّة ، وبخاصّةٍ النصوص الأدبيّة ، ولا يعيبُ النصَّ أن يكثرَ قرّاؤه ، فهذا دليل غنى وقدرة إبداعية كامنة في النص مردّها إلى الأسلوبيّة التي جعلته على هذا النحو دون سواه ليؤدي ما يؤدي وفق قدرة المتلقّي أو القارئ على التحليل والتعليل. ليس هناك معنى نهائي لنصّ إبداعيّ محكم الإبداع. أمّا أننا لا نمتلك مادةً قاموسية تسبق النصوص التراثية وتقصد بذلك القرآن الكريم؛ فإنني لا أعرف ماذا تقول بما صح من الشعر الجاهلي والأمثال الجاهليّة ، وهل ابتعدنا كثيراً نحن العربَ عن الجاهليّة؟ حتى نفقد البوصلة؟!
هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ما قلتَه أنت ، وما قلته أنا يؤكّد عدم صوابية نقل التراث المكتوب إلى الفصحى الحديثة، فالفصحى الحديثة ابنة الواقع الحديث يمكن أن ننسج منها نصوصاً تشفُ عن الواقع وأشيائه الموضوعيّة الحديثة ، ولا يمكن أن ننسجَ بها نصاً يشفُّ عن الواقع القديم وأشيئه الموضوعيّة القديمة.
أجدد شكري لك وتحياتي المباركات.


105 - رد الى: سعد كموني
نادر قريط ( 2010 / 9 / 24 - 20:48 )

أولا:في لغتك أقرأ محاورا كثيف العبارة، يمنح الحوار طعما آخرا..
وتفاعلا مع ما ذكرت أجد أننا قد إتفقنا على المبدأ فالخطاب المكتوب عن الإنسان من تاريخ ودين وسياسة ..إلخ يستمد معناه ودلالته وقيمته مما يخلعه البشر على ذلك المكتوب (في كل عصر) إذ لا قيمة له بذاته. وكرؤية شخصية أجد أن تسامي أي نص فوق التاريخ هو مجرد هراء.[تماما كالموضة التي لا قيمة لها إلا في سياق وعصر ما. ونفس الشيئ ينطبق على مضامين الأفكار..فربط البوم بالشؤم أو بالحكمة.هو معنى لا معنى له، إلا في سياق ثقافة ما) .
ثانيا: ما تقوله عن كشف بيئة الخطاب ( بالتفكيك ومهارة القراءة) صحيح عموما .. لكن قصدي كان آخرا، فإستقبال النصوص (الأدبية والرمزية) يرتبط بالشروط الموضوعية للوعي، فكل ثقافة عبر التاريخ لها مسلماتها. ونحن أيضا أسرى لمسلمات وفرضيات عصرنا، فخطأ التأويل مزدوج لأنه محكوم بوجود قطائع معرفية (هذه العقبة لا تخص العقل الدوغمائي البسيط، لأنه يخلط الأسطورة بالتاريخ بدون مشاكل)
ثالثا)
قصة طه حسين مع الشعر الجاهلي أشهر من نار علم، ومنذ زمن بعيد لاحظ الدارس أن ما يُسمى شعر جاهلي قد كتب بلغة قريش مع أن الشعراء لم يكونوا قرشيين؟!
فإما أن تكون قصة لغة قريش والألسن التي نزل بها القرآن أسطورة، وإما أن يكون الشعر الجاهلي إسقاط للغة قرشية في عصور التدوين؟

رابعا) كثير من الشعوب حولت أدبها القديم إلى جديد كي تفهمه (حتى نص كلكامش السومري تحوّل إلى الأكدية ثم إلى الآشورية) أيضا يمكنك النظر إلى أوروبا فالألماني أوالإنكليزي ليس بإستطاعته فهم نصوص لغته التي تعود للقرن 12 و14، أو حتى 17 لذلك قام بتيسير قراءتها.. فما معنى أن أحتفظ بطلاسم تحتاج لجيوش المفسرين؟ ولماذا أرهق الطالب بأمور قلّ نفعها. مع التحية


106 - تحية لك
سيمون خوري ( 2010 / 9 / 23 - 23:28 )
أخي العزيز نادر المحترم ، لأيام وأنا أحاول سرقة الوقت لقراءةهذه المادة الجميلة ، أسئلة وإجابة وحواراً ممتعاً مع قراء يبعث على الإرتياح بأن دور هذا المنبر التنويري في حالة تمدد أفقي وشاقولي على رأي المهندسين . عموماً إجاباتك غلبت عليها حالة من الغموض وذكرتني بالكتابات الغنوصية أو كتابة المتصوفين فعليك أن تقرأ ما بين وخلف السطور لكي تشعر بقيمة الفكرة كيف تتجلى في العقل المبدع في طريقة إيصاله للفكرة دون فوقية ولا تعالي ولا نرجسية على أحد . لذا أشكرك على ذلك . فقط كان بودي طرح المزيد من التفاصيل لبعض المعلقين حول موضوع - العرب - سواء تلك الإشارات التي وردت في سفر أراميا -2.3 - الذي يعود الى القرن السادس عشرقبل الميلاد أو في سفر أشعيا-20 .13 - .في القرن الخامس عشر قبل الميلاد كذلك الى ملاحظات المؤرخ إبن خلدون في القرن الرابع عشر م في تعريفة - للعربي - وأعتقد أن لديك الكثير مما تود قوله ، لكنك لسبب ما إختصرت العديد من الإجابات . وعلى كل حال ردودك جميلة وعلمية أشكرك كما أشكر العزيز حميد كشكولي على إختياره لهذه الأسئلة الهامة وكذلك لأسرة الحوار جميعاً


107 - رد الى: سيمون خوري
نادر قريط ( 2010 / 9 / 24 - 20:27 )

الأخ سيمون:
أشكرك على إهتمامك بالحوار وعلى التهمة بعرفانية الغنوصيين، (ربما ترجع لمرحلة ما قبل العصيان على الشعر).. أيضا أثمن إشارتك عن ورود لفظي (عرب وأعراب) في سفري إشعيا وأرميا (هناك سهو بسيط ورد في التعقيب عن زمن أشعيا وأرميا، فالمعروف أنهما عاشا في القرنين السابع والثامن ق.م)
في الحقيقة لم أذهب بعيدا في الحوار مع السيد أبو أحمد .. فأطروحته عن ربط لفظ (أو مفهوم) العرب مع مجيئ القرآن، ليست محور الموضوع، لذلك إكتفيت بتقديم النص الأشوري الأقدم لإثبات وجود العرب في القرن 9 ق.م.
وأعترف بأني أخفيت عنه الموقف النقدي الذي يتوجب عليه التشكيك بقراءة الأركيولوجيا، فكثير من الباحثين الأوائل كانوا واقعين تحت سطوة التوراة بإعتبارها تاريخا حقيقيا ..فإستندوا إليها لتفسير النقوش الأركيولوجية وبالتالي ربطوا تواريخ الشرق القديم بأحداث التوراة (دوائر تأويل مغلقة) وبرأيي المتواضع (وحسب كثير من الدراسات الحديثة) فقد أصبح من الضروري للبحث الجاد أن ينأى بنفسه عن تلك التواريخ، ويقتصر عليها كأدب ديني مهم وكبير أنتجته الذاكرة الجمعية لشعوب الشرق القديم.
مع التحية والتقدير


108 - سؤال شخصي
نبيل السوري ( 2010 / 9 / 24 - 08:03 )
اعذرني أن أسألك سؤالاً شخصياً
هل أنت تنتمي بالأصل لأسرة مسلمة أو مسيحية؟
معلوماتي أن أسرة قريط هي مسيحية من حوران
سبب سؤالي هو أنني قرأت لك الكثير من قبل ولاحظت أنك وبحق ورغم علمانيتك ولادينيتك الواضحة تأنف مهاجمة الإسلام بطرق مبتذلة عشوائية لاتؤدي لأي غرض إيجابي ودهشت لتعليقات جاءت على كتاباتك تتهمك بأنك إسلامي أو أنك متأثر بأصولك الإسلامية، فقط لرفضك الدخول بمهاترات وعراضات مسبات الإسلام التي يقوم بها بعض الكتّاب والمعلقين
وفي أكثر من مناسبة قمت أنا بالتعليق أن الأستاذ نادر هو لاديني من أصول مسيحية واتهامات البعض له بالتأسلم لشخص ليس له صلة ما بالإسلام كالمولد مثلاً، هي سخيفة للغاية

وأود بسؤالي قطع الشك باليقين
ولاغاية أخرى لي
علماً أنني متأكد تماماً من أن دينك بالمولد لا يؤئر بشيء على أفكارك

وتقبل فائق تحياتي أيها الإنساني المبدع


109 - رد الى: نبيل السوري
نادر قريط ( 2010 / 9 / 24 - 20:29 )
الأستاذ نبيل:
لا أرى في السؤال تجاوزا على حدود الشخصية، فمن حق القارئ أن يعرف الكاتب. وما ورد في تخمينك عن عائلة قريط في سورية صحيح، وحسب معرفتي فقد إستوطنوا حوران (بلدة خبب) منتصف القرن 18 بعد نزوحهم من جبل العرب (الدروز) إثر نزاعات قبلية. وبالتأكيد عاشوا حياة العشائر العربية وإنتقلوا من تخوم البداوة لمرحلة الإستيطان الزراعي، الذي تأسس فعليا مع قانون توزيع الأراضي أيام الدولة العثمانية (الطابو). وبالطبع فالعشائر المسيحية في جنوب سوريا تدعي النسب للغساسنة (دون تأكيد) الغريب وجود عشيرة بنفس الإسم
في السعودية، وقد تعرفت على أشخاص في تونس (سوسة) يحملون نفس اللقب.
تحياتي


110 - العرب في اميركا
عايض السراجي ( 2010 / 9 / 24 - 14:06 )
استاذ نادر اميركا عندما تمنح جنسيتها الى اي شخص ينظر له بانة امريكي يخدم اميركا بصرف النظر عن ديانته او عرقة ولكن البعض من العرب لم يتقلمومع ذلك امثال سامي العريان واخرين ولازالو يحملون كراهية اميركا فلعيش في المهجر يفرض عليك حمل تقاليد وحب الوطن الذي تحمل جنسته .وهل انت تحب النمسا التي تقيم فيها اشكرك استاذي العزيز على كل الاجابات التي تلقيتها منك


111 - رد الى: عايض السراجي
نادر قريط ( 2010 / 9 / 24 - 21:30 )

أخي عياض: لا أملك تفاصيل كثيرة عن جاليات العرب في أمريكا. ولا يوجد جهاز محدد لقياس الكراهية، فأمريكا تحتوي ملايين العرب وسامي العريان وغيره من المتشددين ليسوا أغلبية. ولا تنسى أن إعلام الحرب البوشية على الإرهاب وضعت هؤلاء في بؤرة الضوء.
.
أما حبي وولهي بالنمسا، فهو كالحب بعد عشرين سنة من الزواج (فلا تنتظر مني قصائد تتغزل بالدانوب)


112 - لماذا العروبة و محمدانيوس Subjectivity
Pythagoras plato ( 2010 / 9 / 24 - 14:31 )
عندما رسم الماديون الوجوديون مشرع سرقة كنعان وجدوا امامهم عدة مشاكل إهمها تاريخ وثقافة اللغة العربية وعقيدة موحدها محمدانيوس النسطوري لأنها ثقافة ولغة وعقيدة المنطقة فأعلنوا الحرب عليها من داخلها العميل
تصورا هؤلاء اللصوص لو ذهبوا إلى جوانب الصين وفعلوا سرقوا وطن لهم لكانت العقيدة البوذية واللغة الصينية هي تحت براث الصهاينة وعملائهم وإعلامهم المرئي وإعلام الإنترنيت لذلك أتمنى من نادر أن لا يكون ضحية ويخسر وقت للدفاع ضد هجمة هؤلاء الخبثاء وحميرهم بالمنطقة الذين ينهشون باللغة العربية
وعقيدتتها هؤلاء عليهم تنظيف ذاتهم قبل أن ينظف الأخرين

السؤال هل بدو او بداوة الصحاري الأمازيغية والقبطية والآرامية الأشورية البابلية والكردية هي على إستعداد أن أن يتحرروا من السوبيكتيف ويبدأوا بتنظيف ذاتهم أولا قبل تنظيف غيرهم أي تنظيف اللغة العربية وعقيدتها

: Subjectivity
الذاتية‏ وهي تقويم الأمور أو الظاهرات أو الأحداث أو الأشخاص ... تقويماً متأثراً بذات الباحث، وبما تنطوى عليه من ميول وعواطف وتعصب مما يحول دون اكتشاف الحقائق المجردة، أو رؤيتها بوضوح.

أتمنى على البدو في الحوار المتمدن أن يثبتوا بأنهم ليسوا بدو بداوه إلغائيين وينشروا مداخلات وأسئلة فيثاغوروث أفلاطون


113 - رد الى: Pythagoras plato
نادر قريط ( 2010 / 9 / 24 - 22:53 )

أخي فيثاغور:
ها أن (بدو) الحوار قد نشروا تعليقك، وأثبتوا أنهم ليسوا بدوا. وإذا أعتبرت أن قصدك بلغني، فلابد من الإعتراف بأن لغتك فريدة وخاصة. وتحتوي على إصطلاحات غير مألوفة جغرافيا وطوبوغرافيا وسوبيكتيفيا.. فالأمازيغ ليسوا صحراويين ومعظهم من سكنة الجبال (الأطلس الأعلى والأسفل وجبال الرِف في شمال المغرب ومنطقة القبايل في الجزائر..إلخ)
وكذلك الأكراد فهم سكان جبال وأيضا القبط لا يعرفون -الخيل والليل والبيداء- فهم من سكنة وادي النيل.. إلخ لكن أتفق معك في الجوهر فالبداوة لا ترتبط بالصحراء لوحدها فهناك بداوة سهوب (التتار) وبداوة أسكيمو .فالبداوة طريقة حياة تصف الشعوب المتنقلة (الموبايل)
والحمدلله (وللبترول) فقد إستقر الجميع وإنتهت البداوة (بشهادة برج دبي) وآن الاوان (حسب قولك) لتنظيف النفس وتطهيرها من أمراض الذاتية وعدم الموضوعية


114 - زمن ماركس
ابو اسلام ( 2010 / 9 / 24 - 16:54 )
حي تصن قال ماركس ان الدين افيون الشعوب كان ذلك فى عصره حين كان رجال الدين يسيطرون على الحاكم بحجج دينيه واهيه ونحن نعلم ان اوروبا عاشت فى ظلام رجال الدين وليس الدين نفسه فكل من يعارضهم ولو بالحجه اتهموه بالكفر والهرطقه وتصل عقوبتهم الى الحرق امام الناس لبث الرعب فى قلوبهم00وفى الحقيقه ان الدين نور ونورانيه لمن فهمه كدين وليس لمقصد او مصلحه شخصيه وها نحن نرى ان ماركس نفسه يتميز بالرومانسيه والشفافيه00فالعيب ليس فى الدين ولكن فيمن يتخذونه ذريعه لاغراض شخصيه ونجد ان الدين الاسلامى لا يتعارض مع العلم بل انه يحث اليه00


115 - رد الى: ابو اسلام
نادر قريط ( 2010 / 9 / 25 - 09:52 )

أستاذ أبو سلام:
من الطبيعي أن نتعرف على السياق العام لنصوص ماركس، وهي بالتأكيد معارضة لمنطق الدين وسدنته، وإحتكاره للحقيقة. وتتناسب مع عقلانية وعلمية (وعلموية) القرن 19 التي طبعت أوروبا آنذاك، حاليا تميل ما بعد الحداثة إلى التخفيف من العداء المفرط بين التراث والعقل، ما يعني أن إعتدال ماركس قياسا بغيره، كان محقا وهنا إسمح لي أن أتفق وأخالف قليلا:
فالعيب ليس في الدين لذاته (وبنيته اللاعقلانية) بل بالشروط التاريخية التي أنتجته


116 - الخلل الجيني ممكن ..... و معه فقر العقول
الشريف الخزراوي ( 2010 / 9 / 24 - 20:22 )
السيد نادر قريط سلاما
اثار احد السائلين مسألة في غاية الآهمية رغم ان نقاشها وطرحها امرمعقد ويبدو في منتهى الصعوبة لغير اهل الآختصاص وهي قضية علمية طرحت على البحث العلمي الأساسي من مدة لا تزيد على سنتين و كانت النتائج شبه قاطعة بأن تفاوت الحماس الآيماني بين البشر ونسبة ايمانهم بالغيب واللآهوت مرتبط بشكل متكرر و حاسم اثناء التجربة بوجود جين في الخلايا الدماغية سموه جين الآيمان و طبيعي ان ينتقل الجين المعني من جيل الى جيل حسب قانون الوراثة و لوحظ أن غياب الجين لدى اشخاص تحت الدراسة غابت معه قابلية ألآيمان بالغيب و عدم الآهتمام بالموراءيات و كانت نتائج الدراسة لدى حاملي الجين اعطت نتائج عكسية يعني وجود قابلية للايمان بالغيب و اللاهوت لديهم و في نهاية الدراسة قالوا ان الآيمان هو مجرد جين وان نسبة حاملي الجين المعني كبيرة و و نسبة غير الحاملين ضئيلة جدا
السؤال.. لمادا بقيت هده الطفرة قليلة عدديا لمادا حددها قانون التطور و الأنتقاء الصارم و لم يفسح المجال لحلمليها بالتكاثر العددي
الجواب.. في اتون الصراع من اجل البقاء لدى للآنسان البدائي لم يكن هناك مكان للسؤال أو الشك في اي الاه او اي توتم وما يجب ان يكون و انما الآيمان المطلق بما تراه القبيلة من طقوس و اساطير حتى يلتحم الآفراد ببعضهم و بهدا تزيد حظوظهم في البقاء و خلافه يعني مفارقة المجموعة القبلية مما يعرضهم للضعف معناها الفناء
و ختاما هل نفهم من هدا ان الطفرة الجينية لم تحدث لسكان ما بين المحيط والخليج لآنه و من زمن سحيق كان الآفراد الغير حاملين لجين أللأيمان عرضة للأقصاء والآفناء حتى لا يتكاثروا
ما ريك يا أستاد نادر هل هده المقاربة المستعجلة تصلح ان تكون رد على ما دهب اليه المحاورحسني الملكة بأن هناك خلل جيني لدى العرب و دلك واضح في قلة و شحة العقول التي لديها المقدرة او القابلية لتجاوز الشى المعتاد و حتى و ان وجدت فهي تهرب من وسطها طلبا للنجاة
مع تحياتي و احترامي لعلمك الغزير


117 - رد الى: الشريف الخزراوي
نادر قريط ( 2010 / 9 / 25 - 09:54 )

السيد الفاضل الخزراوي
أشكرك على المداخلة، وأعترف لك بعلم محدود في مسائل التطور وعلم الجينات، فالتجربة التي ذكرتها حول وجود جين وراثي خاص بالإيمان والإلحاد، معلومة لم أسمع بها.. فأرجو لو تدلّني (والقارئ) على مرجعها .. كل ما أعرفه حول الجينات دراسات موجهة لغير ذوي الإختصاص.. آخرها كتاب سبق وقدمت له ملخصا
نشرته:
http://nkraitt16.blogspot.com/2010/07/blog-post.html
والكتاب يرفض بشدة فكرة الفرق بين البشر، ويردها لأسباب ثقافية..والدين هو مكوّن ثقافي بإمتياز..فلو ، أخذت أطفالا حديثي الولادة، ووزعتهم عشوائيا على بيئات ثقافية مختلفة (مسلمة أو هندوسية، علمانية أوكونفوشيوسية..) فالأرجح أنهم سيتقمصون ويعكسون ثقافة بيئتهم، بعض النظر على عرقهم. وأعترف لك بأن الحديث عن خلل جيني لشعب ما يتناسب مع أفكار عنصرية (أذكرك بأن أهم الأفكار التي صاغت -كفاحي- لأدولف هتلر كانت قراءته لكتابين يروجان للعنصرية) مع ذلك أثق بأن الفقر وسوء التغذية الشديدة تؤثر سلبا على قوة الإدراك (التقزم العقلي) مع التقدير


118 - حوار رائع
محمود يوسف بكير- مستشار إقتصادي ( 2010 / 9 / 24 - 21:03 )
صديقي العزيز الأستاذ نادر قريط
كلما قرأتك لا أجد على لساني ما أقوله سوى أنك مفكر عظيم و إنسان نادر.
شكرأ للحوار المتمدن على نشر هذا الوار الرائع


119 - رد الى: محمود يوسف بكير- مستشار إقتصادي
نادر قريط ( 2010 / 9 / 25 - 09:55 )


صديقي أستاذ محمود باكير:
الشكر الجزيل على الثقة..فقد غمرتني بكرمك تحياتي


120 - آليات التأويل المتطوّرة
سعد كموني ( 2010 / 9 / 25 - 00:10 )
أخي العزيز الأستاذ نادر
ألف تحيّةٍ وسلام:
1. إنّ هذه المسألة يا صديقي بالغةُ التعقيد ويمكن رصدها في تخيلنا للإجابةِ عن السؤال :- ما الضرورة التي أملت على البشر أن يخلعوا على ذلك المكتوب ما يخلعون-؟ هل مكمنُ الضرورةِ في حاجة البشر أم في المكتوب؟ أم في كليهما ـ وهذا ما أرجِّح ـ ما يعني أنّ النصوص بحدِّ ذاتها تنطوي على قيمةٍ ما تستحقُّ بذل الجهود بهدف اكتشافها، إذ ليس كلّ النصوص بنصيبٍ واحدٍ من الأهميّة، فمنها ما يندثر ومنها ما يبقى رغم وحشيته.
2. أمّا فيما يتعلّقُ بتاريخيّة النص فهذا أتفقُ معك بإزائه تماماً ، فلا وجود لنصٍّ فوق التاريخ.
3. وفيما يتعلّق بالتأويل فإنّني أرى أنّه بلغَ في التطور مبلغاً يعصمُه إلى حدٍ كبير من الانجرار وراء العواطف والمعاني المسبقة. مكوّنات النصّ ثابتة وهي زمان ومكان ومجتمع، ومكوّنات العقل متغيّرة أو متحوّلة وهي الزمان والمكان والمجتمع .والمتغيّرُ إذْ يأتي على الثابت إنّما له أن يستخدم غناه المتأتي من التغيّر في استنطاقِ ما لا يعيه النصُّ نفسه ، سنتعامل مع النص الأدبيّ كما لو أنّه زلات لسانٍ تفضح ما في القلب.وعلينا أن نداعب الدوالّ / العلامات المكتوبة حتى تستسلم بين أصابع المهرة؛ فتبوح بكلّ مكنوناتها تقريباً. طبعاً التأويل بالرواية لم يعد تأويلاً ، والتأويل من خارج النص يوحي بأنّ النص ناقصٌ وعلينا أن نستحضرَ مكمّلاته- المناسبة أو أسباب النزول حتى نفهمه- وهذا ليس من التأويل بشيء، بل هو ما أسميتَه أنت بشجاعة قراءة تبريرية لها ما يقتضيها في الواقع السياسيّ والديني ، طبعاً هذا ليس من التأويل في شيء.
4. أما بخصوص ملحمة جلجامش العابرة للغات فتلك مسألةٌ أخرى ، وأنا على الأقل أشك في أنّ ألفاظها أمينةٌ في الدلالة على مراميها، أستمتع بها لأنّها ألفاظي وأفهمها كما لو أنّها من إبداع فراس السواح أو أنيس فريحة ....وأنّها في العراق اليوم وليس في العراق من خمسة آلاف سنة. اعذرني لست مقتنعاً بأمانة الدلالة لجهلي بلغتها.
5. وأخيراً اعذرني لأني أطلت ، فإنّ الأمر يحتاجُ إلى كلامٍ أكثر ، وما تطرحه أنت ليس بالأمر الهيّن، فإنّه يحتاج إلى مؤتمرٍ ندلقُ فيه كلّ هواجسنا بحرّيّةٍ مطلقة ،ولك التحيّة كلّ حين.


121 - رد الى: سعد كموني
نادر قريط ( 2010 / 9 / 25 - 11:26 )
الأستاذ الشاعر والناقد والكاتب د. سعد كموني:
من المؤسف حقا أن أتعرف عليك متأخرا، فشكرا لعصر النت الذي ردم بعضا من مسافات الغربة والجهل، لهذا أتشرف بزيارتك لهذا الحوار.
لقد سبق وخمّنت علمك الغزير، وطرحت بعض وجهات النظر، لغرض التفاعل الإيجابي وقد أثمرت الجهود نسبيا، فالنص أيا يكون هو داخل التاريخ (وضمنا نقصد القرآن خصوصا، فنصوص الكتاب المقدس ولزمن قريب كانت متعالية وكل حرف فيها كان يعتبر وحيا إلهيا، حتى نيوتن نفسه وهو من ألمع الأدمغة كان رهين عصره ولم يقدر على التشكيك بالكتاب المقدس وفكرة الخلق في ستة أيام، إلا أن الأمور تغيّرت حاليا وتمت تعرية مضامينها )
أولا: أتفق معك بحاجة البشر للمكتوب وبأن للنصوص الإبداعية (دينية أدبية) مكانة وتميّز، وبعضها عبر الأزمنة ..والسؤال هنا كيف يمكن قياس الإبداع فيها؟ ألا ترى بأن منظومة السلطة منحت بعضها ما
لا يستحق، وبالتأكيد لا يخفى عنك رأي المعري الطريف: لو قرئ في المحاريب..إلخ
ثانيا: لا غبارعلى أن آليات العلوم الحديثة وعلم نفس (الكتابة،الإجتماع، التاريخ) كشفت بعض زلاّت تلك النصوص ووضعتها في طريق تأويل حديث، لكن الأمر بالغ الصعوبة (أنت أدرى بأن مناهج التفكيك حديثة العهد في ثقافتنا ) وقولك- الثابت إنّما له أن يستخدم غناه المتأتي من التغيّر في استنطاقِ ما لا يعيه النصُّ نفسه- هذا القول يلزمه سبر إنقطاعات (المعرفة) وجهلنا بالتاريخ؟ وبما أننا نلمّح للمادة القرآنية، سأعترف لك بأن قيمته الحقيقة تتعرى أثناء ترجمته للغات أخرى، أقصد بعيدا عن قسر محيطه وشبكة سيميائه وما تفرضها جماليات التلقي (لثقافة ما)) هنا المختبر لكشف (الإنقطاعات والتوترات والتناقضات الداخلية ) وهنا برأيي إمكانية تحديد درجات الإبداع، وإلا ما معنى أن يكون الخطاب للعالمين، ثم يتهاوى أمام الترجمة؟
عليه فإن تشكيكك بقدرة الترجمة على نقل الدلالة (صحيح ومعكوس بأن معا ) فالترجمة قد تتفوق أحيانا على الأصل (أيضا من الناحية الجمالية والإبداعية) .. لهذا لا أجد خوفا (ولأسباب براغماتية، ودواعي العمران) من ترجمة التراث.
ثالثا: أعرف أن حالة القنوط تقسر أحيانا على أقوال مخالفة للقناعات الداخلية ، وأعرف أن قراءتنا للثقافة وتاريخ الفكر ليست بمنأى عن الأيديولوجيا ونحن نقرأ كلكماش لأسباب ترتبط بالهوية، وليس لقيمتها الذاتية .. وأعترف لك بأن الوقوف المحايد على الرابية، ضرب من المحال،. وعلى سبيل الدعابة أذكرك بمقولة (من علم اللسانيات) تقول بأن الكاتب الجيد .. ذلك الذي يقوم بإزاحة الحقيقي من ذهن القارئ وتقديم نموذجا بديلا عنه.
وبالفعل فالأمر يحتاج لوقت يطول . فنحن نتحدث عن شيئ غامض إسمه -الإنسان-
مع بالغ تقديري وإحترامي


122 - لا فائدة
حارث بن همام ( 2010 / 9 / 25 - 04:06 )
أري أن الانسان قد فشل في أن يتسامي علي أنانيته وأن يخلق مجتمعا تتلاشي فيه الطبقات ويسحق القوي فيه الضعيف كيف لا وقد غلبت عليه شقوته الجينية وانساق وراء حب التسلط والملكية الشخصية فطفق يشيد صروحا تراتبية في الحكم أو في الاقتصاد هي الشر بعينه لما تنطوي عليه من اهدار لحق الفرد في اختيار كيفية قضاء أوقاته والتمتع بما كفلته الطبيعة للجميع من اساسيات الحياة

والناس في ذلك أحد ثلاثة رجال فرجل قد أنس الي ما تلقيه اليه الطبقة المتسلطة من وسائل الالهاء الاستهلاكية فهو يجد السلوي في اقتناء الهواتف النقالة أو ادمان مشاهدة التلفاز و رجل قد استغل ما جبل عليه من نوع ذكاء في الاستكثار من الأموال والنفوذ مستثمرا ما توصل اليه العلم وابدعه الفن في تتفيه عقل الرجل الأول وخلق عالم جديد شجاع لايختلف كثيرا عما تنبأ به هكسلي

أما شواذ الخلق من أمثالنا ممن زهدوا في تافه الاختراعات وآثروا التفكير فيما ينفع الناس فقد حكموا علي أنفسهم بدوام الهم واستطالة الأحزان فلا العامة تتبعهم ولا الخاصة ترحمهم وجل أمانيهم أن يمضوا حيواتهم في تدبر الكون والوقوف دون آرائهم مجاهدين دون أمل حقيقي في النجاح

أنا عن نفسي أجد السلوي فيما ذكرت آنفا و في التواصل مع من هم صنو روحي كالأستاذ نادر فالمتعة العقلية الناجمة عن مصافاة أمثاله من الخلان وتبادل الأراء بشأن ما يطرحه من شيق الموضوعات لحقيق بتهوين مرارة كأس الهملوك التي ولابد أننا شاربوها جميعا كما تجرعها سقراط و غاندي و هيمنجواي


123 - رد الى: حارث بن همام
نادر قريط ( 2010 / 9 / 25 - 12:38 )

أستاذ همام :
شكرا على مساهمتك وثقتك وأثمن عاليا لغتك الجميلة التي تذكر بأيام الأدب والشعر، وأرجو ألا تسقينا الأيام من مرارة كأس الهملوك، فشخصيا أحب أصناف الأشربة المنسوبة للدار الفانية (أنقل من المعري) كخمر عانة وأذرعات وما جُلب من بصرى في الوسوق وما ذخره إبن بجرة بوّج.. قبل أن تحرّم القهوات، وتحظر لخوف الله المشتهيات.
وإسمح أخيرا (بسبب الإستعداد لسفر قصير) أن أعود إلى تاريخنا الذي كُتب بمعظمه للمؤانسة والعظة وليس للتأريخ والذي إستلهم من الروح الفارسية ومؤرخيها نزعتهم القصصية الملحمية وإسقاطهم الرواية من خلال عشقهم للوعظ والنصح والتسلية بفنون الكلام، إسمح لي أن أهديك والقارئ والأصدقاء من محبي الأدب هذه الدعابة من كتاب تاريخ أعلام النساء:
يروى أن هند بنت النعمان سليلة الحسب والنسب قد تزوجت الحجاج بن يوسف .. وكانت تمقته بشدة وتسميه (بغل) ويقال أنه طلقها، فأعجب بها عبدالملك بن مروان، فأخبرته بأن - الكلب قد ولغ في الصحن- ..أما عن الطرفة فيروي القصاصون أن الحجاج قد طلقها بعد أن سمعها تقول:

وما هندُ إلا مهرة عربية ــــــــ سليلة أفراس تحلّلها بغل
فإن ولدت فحلا فلله درهاـــــــ وإن ولدت بغلا فجاء به البغل


والخلاصة أني أكتب مع إرتيابي بالكتابة وأحيانا أقول في نفسي .. دع القافلة تسير فإن ولدت فحلا فلله درها وإن.. مع التحية


124 - عتب
سعد كموني ( 2010 / 9 / 25 - 06:21 )
أخي العزيز نادر
لماذا لم ينشر الرد؟ هل لطوله وما كان بالإمكان تلافي ذلك الطول ! أم لعدم توفّر المستوى الذي يناسب الجدية عندكم، وما أظنُه السبب! أرجو عدم التأخر بالنشر فالجدية تقتضي المضي في الموضوع حتى منتهاه. وشكراً لكم على كلّ حال.


125 - رد الى: سعد كموني
نادر قريط ( 2010 / 9 / 25 - 12:46 )
شكرا للجدية وأرجو أن نكون قد بلغنا بدايتها قبل منتهاها ..تحياتي دكتور


126 - عبد الملك بن مروان
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2010 / 9 / 25 - 12:01 )
الاستاذ نادر
يا من شربت ماء دجلة
قرات كتاب (( مقدمة في التاريخ الاخر:دكتور سليمان البشير)), والكاتب يعتبر الفترة قبل عبد الملك بن مروان فترة مظلمة وضبابية... وبالنص يقول: والواقع لايوجد اي دليل تاريخي او اثري ملموس على وجود الاسلام قبل فترة عبد الملك بن مروان-ص 8))
ماهو تعليقك لطفا ؟
وشكرا لك مرتين: الاولى في الترجمة العذبة لنص ماركس حول الدين والثانية لتحطيم هياكل المقدس الاجباري
لا اقرا شكسبير الا بترجمة جبرا ابراهيم جبرا
فهل سوف نقرا الثرات الالماني الا بترجمة نادر قريط
تحياتي


127 - رد الى: جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري
نادر قريط ( 2010 / 9 / 25 - 13:43 )

أخي المهندس جاسم الزبرجاوي:
تحية لك ولدجلة الخير. أجل أعتقد بأن المرحوم بشير كان مصيبا فالتاريخ قبل عبدالملك يبدو ضبابيا، لابرهان عليه إلا في سياق الأدب الديني (هناك فقط نقشان ومسكوكان رُبطا بحقبة معاوية) أما عصر عبدالملك فقد تميّز بآثار دامعة أهمها علامات الطريق بين دمشق وإيلياء (القدس) إضافة إلى مسكوكاته الفضية الكثيرة (والدينار الذهبي العربي من حقبة إبنه الوليد) ويرى بعض الخبراء بأن العملة الآموية الفضية (الساسانية المرجع) لعبت دورا مهما في تأسيس النظام المالي لحوض المتوسط في القرون الوسطى .. والدليل وصولها إلى السويد (عبر غنائم الفايكينغ) وأغربها مسكوك في المتحف السويدي يحمل نقشا يقول: موسى رسول الله
هناك مسكوك آخر لعبد الملك بالفارسية الوسطى ترجمته -عبدالملك من مرو- وهذا أتاح للبعض .
الإعتقاد بأنه أصلا من -مرو- وبالتالي التشكيك بشجرة الأنساب التي وصلتنا
أما سؤالك عن ترجمة التراث الألماني فلست جديرا به لعديد من الأسباب الوجيهة
تحية وود


128 - سؤال إلى الكبير نادر قريط
مايسترو برتو ( 2010 / 9 / 25 - 12:29 )
لقد درست في مدارس سوريا في كل المراحل، ومن ضمن ما درسته في التاريخ أن الآراميين والكنعانيين والآشوريين وغيرهم من شعوب سوريا، قد هاجروا في الأصل من شبه الجزيرة العربية، لكن ومنذ ان كنت في المرحلة الابتدائية(تصور ذلك) لم أقتنع بهذا الكلام، وأن هذا تاريخ تم تزييفه وكتابته لصالح القوميين العرب ، وأود في هذا السياق أن أسألك كونك مطلع كبير وقارئ متمحص للتاريخ، ألا تعتقد معي بأن هذا التاريخ الذي درسونا إياه ما هو إلا أكذوبة كبرى، أم أن لك رأي آخر، وشكراً لصبرك على قراءة كل هذه التعليقات والرد عليها.


129 - رد الى: مايسترو برتو
نادر قريط ( 2010 / 9 / 25 - 13:46 )

أستاذ مايسترو:
شكرا على السؤال المهم، وحبذا لو وصلني في وقت مبكر، للتداول فيه إلى أقصى الحدود .
بالحقيقة هجرات الشعوب القديمة من الجزيرة وما أعقبها بعد إنهيار سد مأرب، والحديث عن غزو وإستيطان مفاجئ للشام والعراق هو تأويل لقديم الباحثين، إرتبط جوهريا بهيمنة التوراة على كتابة التاريخ، وعلى إستقراء سريع للنقوش ولا يحتوي على كثير من الحقيقة
التأويل الأكثر عقلانية بأن الهجرات تتم بتسلل سكاني بطيئ (هذا ينطبق حتى على ما يُسمى بفتح الأندلس) ثم فرض لغة وثقافة جديدة، عبر إمتزاج ثقافي وسيادة سلالات حاكمة وميزات ثقافية جديدة ..
وحسب رؤيتي المتواضعة المشفوعة بقراءاتي وببعض (الهندسة) وتصور عن صيرورة الحضارة واللغة. أستبعد نشوء لغة راقية قادرة على التجريد العقلي إلا في مناطق خصبة وحضارية. ولاشك بأن المنطقة المحصورة بين مصر وفارس والأناضول كانت فجر الإنسان .. وعلى أرضها إكتشفت الزراعة (القمح)
عليه لا أثق كثيرا بمقولات الهجرات والإستيطان المفاجئ..
ليس هذا يا صديقي ..فنحن لا نجهل التاريخ البعيد وحسب بل نجهل أحيانا حاضرنا. لك كل التقدير والمودة


130 - الله كلام من ذهب الله يوفقك
حلا السعوديه ( 2010 / 9 / 25 - 14:08 )

عزيزي الااديب كلامك من ذهب وكل الناس عارفين الحقيقه
اما بنسبه للدين السلامي شوهوه بس مشايخ السعوديه بتشددهم وتخلفهم وحقدهم وتحريضهم الناس علي بعض
وبذات ضد المراه حسبي الله عليهم ونعم الوكيل الله ينتقم منهم بحق العزيزي الحكيم
وهاذي الحقيقه
الف شكرا لك عزيزي الكاتب


131 - رد الى: حلا السعوديه
نادر قريط ( 2010 / 9 / 25 - 23:53 )
شكرا لك سيدتي


132 - اليهود في الجزيرة العربية
عايض السراجي ( 2010 / 9 / 25 - 21:19 )
الا ترى ان الديانة اليهودية جزء من تاريخ الجزيرة العربية حينما كانو في مدينة يثرب وقيل انهم دخلوا في معاهدة مع الرسول لضمن حقوقهم ولكن سرعان ما نقضوا تلك المواثيق وتامروا على غدر الرسول فتم طردهم من يثرب الى خبير التي خرجوا منها الى الشام حيث ذكر التاريخ الاسلامي ان اليهود رحلو من خيبر طواعية وليس قصرا بعدما خربوا واحرقوا بيوتهم بايدهم وقيل ايضا ان سبب رحيل اليهود هي الجباية التي رسمت على اموالهم ويقول البعض من اليهود المنتقدين لتاريخ الاسلامي ان اليهود لو حصلو على عدالة في الاسلام لاكانوموجودين في الجزيرة العربية اشكرك استاذي العزيز على كل الاجابات الرائعة التي وصلتني منك


133 - رد الى: عايض السراجي
نادر قريط ( 2010 / 9 / 26 - 09:02 )

إن صراع يهود يثرب مع المسلمين الأوائل، جزء من الرواية الإسلامية السائدة. بيد أن التاريخ المقارن لا يثبت ذلك. فالمصادر اليهودية لا تتذكر شيئا عن يهود الحجاز؟ رغم أن اليهود كانوا جماعات كتابية ومتصلة ببعضها، هذا ما يقوله باحثون مثل نيفو أو ونزبرو .. وهو أمر محيّر فعلا
والسؤال: لماذا صمتت المصادر اليهودية ولم تتذكر أحداثا أليمة مثل إبادة بني قريضة وتشريد يهود خيبر.. الأغرب من ذلك: لماذا صمتت المصادر السريانية، والقبطية، والبيزنطية التي عاصرت الأحداث المبكرة، ولم تتحدث عن الفتوحات الإسلامية؟ إلا فيما ندر أو في عصور متأخرة نسبيا
رغم ذلك يعترف اليهود بأن عصرهم الذهبي كان في الأندلس، وعندما وقع تهجيرهم (أو إبادتهم) لم يجدوا إلا سلاطين المسلمين عونا لهم. وهذا أمر مؤكد..


134 - مسك الختام
علي نور ( 2010 / 9 / 25 - 23:24 )
أيها الرائع نادر ماهي نصحيتك للقراء


135 - رد الى: علي نور
نادر قريط ( 2010 / 9 / 26 - 09:06 )

أستاذ علي:
شكرا لأنك وضعتني في منزلة من يُسدي النصح، وهذا كرم منك.
وإن كان لي من كلمة في هذا المقام أجد أن من أهم ما يواجه القارئ مايلي:
أولا: المعرفة تشترط علينا وضع أية معلومة (رقم، إحصاء، خبر،..إلخ) في سياقها المعرفي وبيئتها الخاصة بها لتصبح ذات معنى وقيمة
ثانيا: وضعها أمام التساؤل النقدي. لماذا؟ كيف؟ من المستفيد؟ فالمعلومة عموما ليست بريئة تماما وغالبا ما تنوب وتخدم سلطة ما، ولأهميتها فقد أولتها الدول مراكز أبحاث، ومحطات ميديا (صناعة الميديا حاليا هي الأكثر ريعا في العالم، ودخلها تجاوز حجم تجارة وصناعة البترول )
ثالثا: النظر لقضايا الإنسان والمجتمع بقليل من الدوغمائية والمنوية، فالأمور ليست خيرا أو شرا ..بل مركبات معقدة، فمن السذاجة مثلا أن نختصر الدين بكتاب ثم نختصره بآية أو مقولة أو نلجأ لإقتباس تفصيلات صغيرة لخلق تعميمات نستمد منها مبادئ وأحكام قيمة،

رابعا: تنمية التساؤل النقدي، لتجاوز سايكولوجيا الدوغما (دينية أو أيديولوجية) تمهيدا للفرار من سجون المعرفة في المجتمعات المغلقة، إلى فضاء إنساني رحب ولا نهائي.
هذا أهم ما خطر ببالي ..تحياتي


136 - عبد الملك بن مروان-2
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2010 / 9 / 26 - 04:57 )
صديقنا نادر ...يا..من عشت بين حدائق الوزيريه الجميلة
شكرا لك على الرد
وصدق البابلي الحكيم (( هذه المقابلة من أثمن وأنفع وأجمل ما قرأتُ في موقع الحوار المتمدن ))..وهي صفعة بوجه الكتابات الصفراء البرج عاجيه
هل من مصادر تتناول الفترة المظلمة قبل عبد الملك بن مروان؟
حول الترجمة ..قلنا في ترجمة نص ماركس حول الدين: هذه انقى ترجمة.. نرجوا منك على الاقل ترجمة بعض من النصوص المهمة لماركس او نيتشة او هرمن هيسيه ..صدقني لم اقرا ترجمة عذبة مثل ترجمتك لنص ماركس حول الدين
نادر قريط يرفع الان شموع التنوير في عصر الظلام الدامس
تحية لك من القلب وشكرا


137 - رد الى: جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري
نادر قريط ( 2010 / 9 / 26 - 10:17 )

شكرا لك أخي جاسم وتحية للحكيم البابلي، فشوارع الوزيرية (والعيواضية، وجسر الصرافية، وكورنيش الأعظمية) مازالت محفورة في القلب.. ويوم أمس حضرت حفلا رائعا(لمنظمة الأوبك في فيينا) قُدمت فيه دار الأزياء العراقية والفرقة القومية للفنون .. أحلى وأروع ما كنا نعرفه عن العراق: وعلى أنغام- الليلة حلوة ، قهوتك عزاوي، أم العباية، الأفندي، خدري الشاي) وعلى إيقاع صورة الأميرة السومرية شاباد وجوديا اللكشي وتمثال أسد بابل، وسرجون الأكدي، والكاتب السومري دودو .. في ذلك الجو البهيج شاهدت عراقا أتمناه، ولا أخفيك بأن كثيرا من الحضور ذرفوا دموعا حارة..

أما الترجمة يا صديقي فهي شاقة جدا وأكثر من نقل قاموسي. فجوهرها نقل فضاء معرفي إلى آخر .. وتزداد مشقتها مع لغة الفلسفة المعقدة، التي تشترط باللغة المترجم إليها، أرضية معرفية لإحتضان الدلالة

فالحقيقة أترجم لدوافع ذاتية وفضول معرفي خصوصا في نقد التاريخ. وأحيانا أصطدم بأمور تدور في حلقة تأولية غير مقنعة، فأتوقف لمزيد من التقصي .. مثال: أثناء ترجمة أحد الكتب وقفت أمام معلومة تثبت أن آية: غلبت الروم في أدنى الأرض (وهي من المعلومات التاريخية النادرة في القرآن) ترد أيضا كنبوءة لأحد العرافين البيزنطيين ( قصد بها أن خسرو الثاني سينتصر على بيزنطا وبعد أعوام سينتصر هرقل عليه)
السؤال: كيفية إثبات أصل الرواية ومن كان السابق في بثها (القرآن أم العرّاف) ؟هذا السؤال يصبح شائكا عندما نكتشف أن التاريخ البيزنطي نفسه لا يقل فبركة عن الإسلامي .. فقد أشار بعض النقاد (أمثال فايتسنبرغ) إلى أن موسوعة المعارف البيزنطية قد خضعت لإعادة الكتابة (تهذيب) زمن القيصر قسطنطين السابع (قريب من عصر الطبري) وهكذا تصدم القناعات ببعضها .. ولا تجد مخرجا
تحياتي


138 - كتاب: مقدمة في التاريخ الاخر
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2010 / 9 / 26 - 05:55 )
نرجو من الصديق نادر ان يسمح لنا ان نعلن لاصدقائنا الاعزاء ..يمكن تحميل الكتاب المهم جدا والذي يتحدث عن الفترة قبل عبد الملك بن مروان با عتبارها فترة مظلمة وضبابية ..ااسم الكتاب..((مقدمة في التاريخ الاخر:دكتور سليمان البشير))
...ويمكن التحميل على الرابط التالي
http://www.4shared.com/get/72805727/be3009be/___-_.html

وشكرا


139 - شكر وتصويب
سعد كموني ( 2010 / 9 / 26 - 09:34 )
الأستاذ نادر
أشكرك على تلك العاطفة النبيلة التي أبديتها تجاهي؛ فأنت باحثٌ محترم، تستحقُّ التقدير لكونك تثيرُ مواضيع حسّاسة، سيكون لإثارتها أثرٌ بارز في تعديل طرائق التفكير ، بغض النظر عن المضمون، فبحسبك أنك جادٌّ في ما تقول، ولا يضير يا صاحبي أن نكون مختلفين فهذه المواضيع أصلاً خلافية ، وهي مسؤولةٌ عن تقدّم الإنسان من كونِها خلافيّة.
أنا لم أقل إنّ مناهج التفكيك حديثة العهد في ثقافتنا ، بل قلت إنّها تطورت تطوّراً بالغاً ، فالذي جاء به بشر بن المعتمر والجاحظ وابن سنان الخفاجي وعبد الجبار الهمداني والجرجاني .... وسائر الإعجازيين رائعٌ ومتقدّمٌ جداً، وذاك لا يحولُ دون الاستفادة من التقدّم الذي أحرزته اللسانيات على يد دوسوسير والشكلانيين الروس ومدرسة براغ، وبلومفيلد وتشومسكي ... وسواهم. بل من الواجب أن نأخذَ الجديد لنجدّدَ نظرتنا ، وأن لا نتهم أنفسنا بالقصور التاريخي من كوننا اليوم في تخلّفٍ حضاريٍ فظيع، فالنهضة العربيّةُ تحتاج ثقتنا بأنفسنا وقدرتنا على صناعة التاريخ من موقع الاقتدار.
كما أني ياصاحبي لم أقل :-الثابت إنّما له أن يستخدم غناه المتأتي من التغيّر في استنطاقِ ما لا يعيه النصُّ نفسه- بل قلت:- المتغير إنّما له....- والمتغيّر هو مكوّنات العقل :- الزمان والمكان والمجتمع- أمّا الثابت الذي لا يتغيّر فهو مكونات النص:- زمان/ مكان/ مجتمع- وكلما تغير عقلنا تغيّرَتْ قراءتنا للنص، تغيّرَ فهمُنا للنص ، أمّا أن نلجأ إلى تغيير فهمنا للنص عن طريق الترجمة فهذا احتيالٌ على النص ، أنت تقول بأنّ الترجمةَ قد تتفوق أحيانا على الأصل، يعني خيانة للنص.
أعتقد أني أطلت أكثر مما يجب، لنا عودة. مع زائد التقدير لكم.


140 - رد الى: سعد كموني
نادر قريط ( 2010 / 9 / 26 - 11:45 )

آسف لك أخي د. سعد لقد وقعت في إشكال إقتباس عبارتك التي تقول: مكوّنات النصّ ثابتة وهي زمان ومكان ومجتمع، ومكوّنات العقل متغيّرة أو متحوّلة وهي الزمان والمكان والمجتمع .والمتغيّرُ إذْ يأتي على الثابت إنّما له أن يستخدم غناه المتأتي من التغيّر في استنطاقِ ما لا يعيه النصُّ نفسه (إنتهى)
دون أن يلتبس معناها عليّ، فهي واضحة تماما
أما مقولة - أليات التفكيك لا تزال حديثة في ثقافتنا- فهذه وجهة نظري، ولم أنسبها لك، لهذا أعترف بأن معرفتي باللسانيات هي ضمن حدود وليست إختصاصا. ولا أنكر أن التعرف على فقه اللغة عبر اللسانيين العرب أمثال الجرجاني وأبي على الفارسي مفيد جدا، لكنه لم يكن ضمن الإهتمامات الأولى، فالسؤال عن سوسيولوجيا التاريخ وتاريخية الأديان كانت ولاتزال الشاغل الأول

أما النقطة الأخيرة: حول خيانة النص عبر الترجمة ..فهذا واقع لا مفر منه ..وحتى بدون ترجمة، فإن إعادة قراءته، هي إعادة لتمثله وترميزه بطريقة جديدة، وتتضمن خيانة ما
تحياتي وتقديري .


141 - مفهوم الحقيقة
ميلود ادجاون ( 2010 / 9 / 26 - 09:55 )
تحية طيبة وشكري العميق لك وللموقع الجاد الدي يطرح مثل هده المواضيع الهامة واعبر لك استادي عن امتناني لصراحتك وصدقك وامانتك العلمية النادرة في بلادنا العربية لاننا اعتدنا عتى النفاق الفكرى وتزييف الحقيقة وعلى التضليل.اما سؤالي فيتعلق بمفهوم ومعنى الحقيقة.فهل يمكن القول بان السلطة هي التي تحدد معناهاومفهومها وشكلها من خلال الاعلام والتعليم وباقي اجهزتهارالاديولوجية ام ان هناك حقيقة موضوعية مستقلة؟ولكم مني جزيل الشكر.







142 - رد الى: ميلود ادجاون
نادر قريط ( 2010 / 9 / 26 - 13:01 )

أستاذ ميلود:
السؤال عن الحقيقة هو أحد هموم الإنسان منذ نشوء الفلسفة، أو منذ إستطاع العقل طرح الأسئلة.. طرحها الماديون منذ لوك الذي وضعها في إطار العالم والمعرفة الحسيّة له، إلى كانط الذي إعتبر التجربة الحسّية ليست حدودا للمعرفة، وإعتبر العقل طريقا للحقيقة بإعتباره مقياس كلّ معرفة.(هذه الخلاصة جاءت تعقيبا على كشف كوبرنيكوس، الذي أثبت بعقله (وبدون تلسكوب) زيف حواسنا التي خدعتنا آلاف السنين وصوّرت لنا أرضا ساكنة تدور حولها الشمس)
وبرغم كل الرؤى المتنقلة بين الماديين والمثاليين وبين المثاليين أنفسهم (ذاتيون وموضوعيون) يبقى السؤال مفتوحا.. فهل يمكن عزل الحقيقة عن الإنسان ووعيه وإرادته؟
الفيزياء الكوانتية ربما أجابت جزئيا عندما إكتشفت الوجود الإفتراضي للمادة في عالم الصغائر أو الميكروكوزموس (نظرية الأمواج الإحتمالية لفينمان أو شرودينغر) فالإلكترون يتمظهر كمادة (كتلة) وبنفس الوقت كموجة (لا مادية) تبعا لظروف تجربة القياس وتدخل المراقب (الإنسان)، وهذا يقود إلى أن الوعي والمادة متلازمان (كالمسار السوري اللبناني) ولا إنفصام بينهما فذهبت الكوانتية إلى مفهوم قريب من وحدة الوجود إذ لا وجود لمادة بدون وعي ولا وجود لوعي في الفراغ والعدم. والأغرب الوصول إلى حقائق كوانتية تثبت بأن التفاعلات العميقة للمادة تحدث خارج إحداثيات الزمان والمكان ..
أما الأطار الثاني لسؤال الحقيقة ( قصدك من السؤال) فهو إرتباطها ببنية اللغة (العقل) من حيث كون اللغة سلطة تتحكم بالمفاهيم وتصيغها. وهذا أمر بديهي .. فالحقيقة تصبح رهنا بإملاءات السلطة والتعليم والأيديولوجيا وإرادة القوة، وليس سهلا أن نفترض وجودها (كموضوع) بواسطة وعي قولبته السلطة (اللغة). هذا ما أعرفه . وهو بالتـاكيد كلام مرسل يحتاج المزيد ..
أخيرا وقبل الختام وتحية القراء والمشرفين على الموقع، وإنسجاما مع سؤال الحقيقة المطروح:
وللدعابة والمزاح أترك للقراء سؤالا طالما أرّقني:
بعد يومين على أحداث 11 سبتمبر الأليمة، أعلن ف.بي.أي عن عثوره على جواز سفر محمد عطا (أحد المنفذين) داخل حطام مركز التجارة العالمي، مع أن الحرارة صهرت الحديد .. كيف يا ترى؟

اخر الافلام

.. جنود إسرائيليون يحرقون منازل الفلسطينيين في قطاع غزة


.. بدولار واحد فقط!.. تعليمات استثمارية يمكنك البدء بها من الخب




.. في عمر الـ93.. إمبراطور الإعلام روبرت مردوخ يتزوج للمرة الخا


.. اندلاع حرائق كبيرة شمال إسرائيل إثر سقوط صواريخ أطلقت من لبن




.. سألنا الناس في السعودية: في هذه الأيام.. تفضل المال في جيبك