الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدينُ ليس هدفاً في مرمى العَلمانيين , بل الوضع الديني هدفهم ..!

جاسم محمد الحافظ

2010 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


الدينُ ليس هدفاً في مرمى العَلمانيين , بل الوضع الديني هدفهم ..!
أن أي دارسٍ جيد لحركة تطور المجتمعات الأنسانية , سينتهي الى أدراك حقيقةَ أن شعوب الشرق الأوسط مثل كل شعوب البلدان النامية , تمر الآن بدهاليزِ ذات المراحل التأريخية التي أجتازتها الشعوب الأوربية , يومَ خيمت على مناخاتها الثقافية والفكرية آبان حكم الدولة البروسية آنذاك العقلية الدينية بواسطة الكنيسة - مع فارق طبيعة عناصر البُنى الهيكلية , وتشابه القاعدة الفكرية بين مجتمعاتهما – وسيكتشف بأن النخب الثقافية في هذه البلدان تخوض ذات الصراع الذي خاضه المفكرون الاوربيون خلال القرنين السابقين , على اقل تقدير, ليبشروا ببزوغ فجر مجتمعات أنسانية مزدهرة تتشكل خارج منظومات الوهم وعوالمه الكئيبة , وبأن يكون للذات الواعية الحرة أمكانية تاكيد حقيقة واقعية مفادها , أن الأحرار وحدهم القادرون على الأبداع والخلق وصناعة المستقبل الجميل , في أطار معادلة صراع الخير والشر على الأرض , وضمن السياقات الطبيعيه لعلاقات الناس المتشابكة أثناء عملية الأنتاج الاجتماعي , وغير ذلك الأدراك فأنها محاولات بلهاء للتغطية على القبح الناشئ عن سؤ الادارة , فلو قدر للبعثيين مثلاً أن يكونوا أحراراً وشجعاناً آبان السنوات السوداء لحكمهم المقبور, لما خلفوا ورائهم كل هذا الكم الهائل من الخراب والبؤس والتردي الأخلاقي , فحملاتهم الأيمانية المزيفة , التي صار الوضع الديني فيها جسراً عبرت عليه آلات الموت لتطحن عظام الفقراء , تبرر للمثقفين والعَلمانيين منهم بالتحديد , أن يكون الوضع الديني هدفاً مشروعاً لسهامهم في كل الأوقات والأزمان ,وليس الدين كما يروج المخادعون الساعون لعرقلة تطور وعي الناس بمصالحهم الحيوية خاصةً اذا أصبح :
- الوضع الديني أطارأً لنبش مدافن التاريخ القديم , ليُقَدم أسؤ ما فيها للناس , حتى يكون سبباً لتأجيج الكراهية والعداء فيما بينهم .
- الوضع الديني بيئةً يختلط فيها قول الحق بالباطل , وصار معبراً الى السلطة , لكل الفاسدين وسارقي قوت الشعب من بعثيين أعتمروا العمائم أو معممين ألقو بها دون حياء .
- الوضع الديني مسهلاً لبعضهم , أن يكونوا ذراعاً لتنفيذ أهداف الغرباء وتحقيق مساعيهم لعرقلة جهد العراقيين واندفاعهم في أرساء مقدمات بناء الدولة الديمقراطية المنشودة .وأنجاز الأستقلال الكامل .
- الوضع الديني مضفياً قدسية مزيفة على منتهكي حقوق الأنسان والحريات العامة .
وبعد هذا المشار أليه أعلاه , وطول الأنتظار لتشكيل الحكومة, أوليس من حقنا أن ننتقد الوضع الديني الذي من تحت عباءته خرجت هذه الاحزاب الفائزة في الانتخابات الاخيرة ؟ , وأن للناس الحق في تغيير هذا الواقع المر ؟
أنني أعتقد أن الدعو الى عصيان مدني , كأحد أساليب الكفاح السلمي لمواجهة التحالف الاقطاعي – الاسلاموي الرجعي , سيشكل أداةً قويةً لتغيير هذا الواقع وصولاً الى ما ينبغي أن يكون عليه الحال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -لن أسمح بتحطيم الدولة-.. أمير الكويت يعلق بعض مواد الدستور


.. في ظل مسار العمليات العسكرية في رفح .. هل تطبق إسرائيل البدي




.. تقارير إسرائيلية: حزب الله مستعد للحرب مع إسرائيل في أي لحظة


.. فلسطينية حامل تودع زوجها الشهيد جراء قصف إسرائيلي على غزة




.. ما العبء الذي أضافه قرار أنقرة بقطع كل أنواع التجارة مع تل أ