الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آثارهم!

علي شايع

2010 / 9 / 19
الادب والفن


لوحة “زهرة الخشخاش” للرسام العالمي فنسنت فان غوخ، كانت ضمن مقتنيات متحف محمود خليل* في منطقة الجيزة بمصر، وسرقت جهاراً نهاراً قبل أيام!.
جهات فنية عالمية كثيرة شغلها غياب التحفة الفنية المثمّنة بملايين الدولارات. الصحف المصرية والعالمية طالعتنا بأخبار وتحليلات وتفاصيل كثيرة، لم تشغلني بتفاصيلها مثلما شغلني خبر إعلان رجل الأعمال المصري المعروف”نجيب ساويرس” عن تبرعه بمبلغ مليون جنيه مصري لمن يدلي بمعلومات ترشد إلى اللوحة المسروقة.
يقول البعض إن حركة “ساويرس” هذه دعائية ويريد منها الإشارة إلى اسم رجل يبغي جاهاً بعد كل هذه الأموال القارونية.. أقول ولم لا، بمثل هذا فليتنافس المتنافسون، لأن الفن هو الهوية الحقيقة لأي بلد، ومساندة أصحاب الأموال للفن تعني الوصول إلى مستويات متقدمة ورفيعة من الرقي، عاشها وامتاز بها بعض نبلاء أوربا وتركوا فيها آثارهم الكبرى، وسنّوا خلالها سننهم الحسنة، فالكثير منهم تخلى للدولة عن أملاكه، التي جعلت تحت تصرّف بلديات استحدثت من قصورهم متاحف وأماكن سياحية.هؤلاء النبلاء كانت حياتهم مليئة بالبحث عن نادر التحف والأعمال الفنية، وجمعوا ما كان محطّ تبارٍ ومنافسة، لتكون لاحقاً تحت تصرّف الدولة كراعٍ أولٍ للفن.
الأمر لم ينقطع عند تاريخ هؤلاء النبلاء، بل أغنياء كثر في أوربا الآن، ربما سيكون لديهم ذات الدافع لإعادة اللوحة، هؤلاء يكشفون للأسف عارنا في عدم الحفاظ على الفن الأصيل وحمايته.
الأوربي يقف أمام اللوحة مندهشاً لا يفكر إلا بقيمتها الفنية العالية، قيمتها المادية بالنسبة له؛ أن يكون قماشها ومادتها المشكلة، في مكان مناسب لا تؤثر فيه العوامل المناخية والبيئية.
ميزة معرفة الفن وتوريثه للدولة الحامية، تقليد عالمي سعى خلاله أصحاب الأموال لدخول التاريخ بإشراقه الفني. حتى صار أكثرهم يجعل نفيس الأعمال الفنية وقفاً خارج أيدي الورثة. وأعتقد إن هؤلاء الناس يستحقون صفة النبلاء، في أي عصر يمرون فيه، مانحين الناس درساً في الفن وتثمينه. ومثل هذا المجد ليس حكراً على النبلاء، فكلّ إنسان ربما يتيسّر له ذات يوم أن يقدم خدمة جليلة لوطنه أو للفن والإبداع. أيضا ربما تجعل منه تحفة فنية يقتنيها بالمصادفة غني، فها هو مدرس للرسم في أميركا يصبح مليونيراً بين ليلة وضحاها، وذلك بعد تقييم مجموعة من صور سلبية (نيجاتيفات) اشتراها من سوق محلية بمبلغ 45 دولاراً تقدر الآن ب 200 مليون دولار، لأنها من عمل المصور الفوتوغرافي الأمريكي الكبير انسل آدامز، اشهر مصوري المناظر الطبيعية في الولايات المتحدة.
===========================

* المكان الذي سرقت منه لوحة (زهرة الخشخاش) شيده فنان عربي نبيل اسمه “محمود خليل” أوصى بقصره الفاخر متحفاً بعد موته.

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب