الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قيمة الانسان بين الحياة والمصالح

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2004 / 9 / 4
الارهاب, الحرب والسلام


الاحتلال الامريكي للعراق وفر ارضية ملائمة للاسلام السياسي كي يتفنن في العمليات الارهابية ، تفجيرات كانت ام قتل أوذبح ...الخ . قطبي الارهاب ، امريكا والاسلام السياسي يغذيان احدهما الآخر ويوفر احدهما للاخر الذرائع للاستمرار في جرائمهما البشعة .
الاختطاف وسيلة اخرى من الوسائل الهمجية التي يلجا اليها الاسلام السياسي ، فلا يمر يوم دون ان نسمع عن حوادث اختطاف هنا وهناك ، لعراقين كانوا أم لاجانب ، حيث يطرح المختطفون شروطهم ، فاما ان تنفذ أو يصار الى قتل الرهينة اوالرهائن على الطريقة الاسلامية.
آخر هذه الحوادث ، والتي خلقت ازمة حقيقية لا للحكومة العراقية والحكومة الفرنسية فحسب ، وانما لمجمل التيارات الاسلامية والقومية على صعيد المنطقة والعالم ، هو اختطاف الصحفيين الفرنسيين على يد جماعة ارهابية اسلامية تطالب الحكومة الفرنسية بلغو قانون منع ارتداء الرموز الدينية في المدارس الفرنسية ومنها الحجاب الاسلامي.
الاسلام السياسي الذي نشط بصورة واضحة بعد احتلال العراق ، فهو لا يكتفي فقط المطالبة بالاستحواذ على السلطة أو كسب حصة الاسد فيها في العراق ، وانما هذه المرة يسعى لكسب امتياز من الغرب ، وبالتحديد من الدولة التي طالما وقفت ضد الحرب الامريكية على العراق ورفضت الدخول في ما يسمى "التحالف ضد الارهاب " او حتى في تمرير قرارات أمريكية في مجلس الامن، لعل سبب الرفض لا يعود الى سواد عيون الجماهير في العراق والمنطقة بقدر ما هو من اجل تأمين مصالحها والوقوف ضد الرقيب الامريكي والمطالبة بحصة من الكعكة ، الا ان فرنسا ، وحسب تصور التيار القومي اليعربي وبعض الحركات الاسلامية ، لا زالت تترأس معسكر الرفض بوجه السياسات الامريكية في المنطقة وفي العراق بوجه خاص ، لكل هذه الاسباب قامت وسائل الاعلام العربية والعالمية بخلق ضجة كبيرة لابراز هذه المسالة ومخاطرها على المصالح " العربية الاسلامية مع فرنسا " بحيث وصلت الحالة حتى الى مروان البرغوثي ليناشد المختطفين من سجنه الانفرادي بالافراج عن الرهينتين.
لا شك ان هذا العمل الاجرامي الذي اقدمت عليه هذه الجماعة الاسلامية بالتحديد ، وكما كل العمليات الاجرامية الاخرى ، هي موضع تنديد واستنكار شديدين من قبل كل محبي الحرية ومناصري الانسانية في شتى ارجاء العالم ، الا ان ما يثير الدهشة حقا هو الفرق الكبير بين نسبة التغطية الاعلامية ومحاولة انقاذ حياة 12 من العمال النيباليين الذين اعدموا بصورة وحشية على يد الزمر الاسلامية في العراق مع حادثة اختطاف الصحفيين الفرنسيين حيث ان كلتا الحادثتين وقعتا في آن واحد تقريباً .
ان الارهاب هو ارهاب من اية جهة كانت وضد أي كان ، حيث ان الضحية بالتالي هم البشر ، فما الفرق بين حياة انسان وانسان ؟ اليس العمال النبياليون بشر ؟ لكن في عصر التوحش البرجوازي اصبحت حتى حياة البشر تُقَيم وفق المصالح .
واخيرا لا بد من الاشارة الى ان امريكا ليست منزعجة من اختطاف الفرنسيين ، لا بل ويمكن القول بان قاعدة " مصائب قوم عند قوم فوائد " تنطبق عليها باعتبار ان نظريتها القائلة بان الارهاب لا يفرق بين العدو والصديق ويحرق الاخضر واليابس قد تحققت وخلقت ارضية اوسع لارتكاب جرائمها اللاحقة ، بالاضافة الى محاولة توسيع معسكر " التحالف ضد الارهاب ".
‏الخميس‏، 02‏ سبتمبر‏، 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معركة السيارات الكهربائية الصينية | عالم السرعة


.. الشرطة الألمانية تطلق النار على مهاجم يحمل فأسا داخل تجمع لم




.. سلسلة جرائم مروعة.. قصة قتل غامضة وسلسلة من الألغاز تقود إلى


.. مسلسل -هاوس أوف ذو دراغن- : متى تعلن الحرب بين الملكتين تارغ




.. -يلوّح بفأس وعبوة حارقة بين المشجعين في #هامبورغ.. - والشرطة