الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو الأمية..

غفار عفراوي

2010 / 9 / 20
كتابات ساخرة


في سبعينيات القرن المنصرم ، انتشرت مدارس محو الأمية في العراق حين كانت زينب تعمل وراشد يزرع والعراق يسير بخطى واثقة نحو التطور والتكنولوجيا وكان أول البلاد العربية استخداما لها وكانت الدولة الأولى تطورا –حاليا- تعيش في الأكواخ والخيم وتستقل البعير للتنقل!!
اليوم وبعد سبع سنوات من الاحتلال الأمريكي ، صارت زينب عاطلة عن العمل وأم لعدد من الأيتام الذين كسروا ظهرها من اجل توفير لقمة عيشهم ، وراشد ترك الزراعة فكل شيء يأتيه مستوردا من دول كانت تعتاش على خيرات يديه ، فصار عاطلا عن الزراعة ولا يعرف غير انتظار الحصة التموينية (الوهمية) من الدولة (الوهمية ).
بما أن زينب حائرة بكيفية إطعام أيتامها بشتى الطرق المتاحة ، وراشد لا يمتلك الوقت أو الجرأة أو الفهم غارقا بانتظار المتخاصمين الغارقين في متاهات الكراسي والمناصب والأحزاب، فان الجيل الناتج سيأخذ شكل آباءه فلا اهتمام بالتعليم ولا الدراسة لان الفقر شديد والجوع كافر يدفعهم تجاه الأسواق وشوارع التسول فينتج بالنهاية مجتمعا جاهلا غبيا غير قادر على التمييز وإدارة أموره وسيكون محتاج دائما لمن (يقوده)!
التقرير الأخير الذي نشرته جهات دولية تعمل بإشراف الأمم المتحدة والذي أشار إلى أن خمس الشعب العراقي لا يقرأ ولا يكتب خطير جدا ولا يمكن السكوت عنه مطلقا ويجب على كافة الجهات الدينية والسياسية والاجتماعية والحكومية أن لا تهمله كما أهملت تقارير خطيرة سابقة تحدثت عن امتياز العراق بالفساد والبطالة وعدد الأرامل والأيتام وغيرها ، لان مسألة الأمية من اكبر الكوارث وخمس الشعب رقم خطير وكبير إذا ما علمنا انه بعد سبعة سنين أخرى سيكون الرقم مضاعفا وستكون الأمية شيء طبيعي وخريج الدراسة المتوسطة هو العقل المدبر للدولة إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار أن هناك توجها – حسب مصادر- لقبول خريج المتوسطة في الترشيح للبرلمان القادم ، وبعد أربعين سنة سيكون رئيس البرلمان خريج روضة!
أناشد بحرقة كافة الجهات التي تريد بالعراق خيرا ، أناشد الحوزة العلمية لتحمل مسؤوليتها التاريخية والأبوية لأبناء العراق عموما بوضع الحلول المناسبة لهذه المشكلة الكارثية وأوجه كلامي لسماحة السيد علي السيستاني صمام أمان العملية السياسية ليكون صمم أمان التعليم ومحو الأمية الذي ينتشر كمرض السرطان ، كما أناشد الوقفين السني والشيعي لتأسيس مدارس عديدة لمحو الأمية في كل قضاء وكل ناحية وخصوصا المحافظات التي تكثر فيها الأمية ، كما أناشد منظمات المجتمع المدني كافة أن تكون لها مقترحات وكلمة مهمة في هذا الشأن .
ولا أناشد الحكومة والسياسيين لأنهم المنتفع الوحيد من الأمية والجهل لتستمر أحزابهم بالفوز في الانتخابات عبر الإغراءات والإيهام وشراء الذمم والأصوات ورفع شعار (نحو الأمية ) .



[email protected]
كاتب وإعلامي
الناصرية
مدينة الثقافة والأرامل والأيتام
17-9-2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??