الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات حول الانتخابات

عبد الزهرة العيفاري

2010 / 9 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لم يكن بالحسبان ان تكون حصيلة الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في بلادنا المعذبة ولادة مجموعة سلبية كبيرة من " النواب " !!! . ونقول ليس بالحسبان ، ذلك لان الرأي العام العراقي بأغلبيته قبل الانتخابات كان متهيئا ً لاختيار نواب يشعرون بمسؤولية المواطنة ويعون الاخطار المحدقة بالوطن والعملية السياسية التقدمية فيه وبالتالي كنا ننتظر ان سيكون لدينا مجلس نواب قريب من مستوى وعي الشعب ويتجاوب كليا ً مع الطموحات الوطنية وسيكون جاهزا ً لاتخاذ ما يلزم من المواقف شعب العراق . الا انه كانت تجري ــ كما يبدو جليا ً ــ جهود اخرى ايضا ً وهي في الخفاء . الغرض منها حشو المجلس النيابي بعناصر ( معينة ) تلعب دور ( المفخخات ) كاسناد قانوني " لمفخخات " الارهابيين في الاسواق واشوارع والمؤسسات ، وذلك لنسف آمال الامة من الداخل واعلان التمرد منذ البداية على الناخبين .. وهذا هو الذي حصل فعلا ً !!! . وارجو ان تكون ملاحظاتي صائبة اذا ما حصرت تلك الجهود السوداء باتجاهين . الاتجاه الاول يتمثل بالتأثير على تناسب القوى السياسية ، وذلك باعتماد اساليب وقوى لاحزاب ( بائدة ) حيث جرى تهديد الناخبين مباشرة في بعض المحافظات لكي لا ينتخبوا قوائم محددة ومرشحين بعينهم .... وبذلك جاءت الاصوات ( كلها او جلها ) هناك لصالح جهات سياسية " معينة " مطلوب تواجدها في الساحة النيابية لتقوم بالصراع الرامي الى حرف المسيرة السياسية برمتها عن طريق التصويت والادعاء بالاستحقاق الانتخابي ، اي بصورة "" ديمقراطية "" !!! ؟؟؟ . اما الاتجاه الثاني فهو جديد على الصراع السياسي ولا يرى الا في اجواء اهل ( العمائم ) . ذلك انه مستعار من التنابز والتسقيط الذي تمارسه عادة الرموز الدينية الرئيسية فيما بينها . الامر وما فيه ان كل من تلك الرموز تعود ت اثناء حياتها وعيشها اليومي ان تسعى الى الاستحواذ على اكثر ما يمكن من الحقوق الشرعــية من ( خمس وزكاة ونذور وصدقات ) على حساب رموز مثلها تعيش على تلك الحقوق !!! . وهذه الظاهرة يعرفها بوضوح من يعيش في الاجواء الدينية وخاصة اذا كان ممن يمارسون او صادف انهم مارس في حياته دفع الحقوق المذكورة لتلك الرموز . ولا يتم هذا الا بالدعاية المضادة بعضهم للبعض الاخر وخاصة ضد اصحاب النفوذ الاجتماعي الواسع في الاوساط الشعبية . وهكذا تــم ولا يزال يتم التناحر الدائم بين تلك الرموز منذ القدم والى يومنا هذا !!! . ومن المؤسف ان بعض المعممين نقلوا هذه المأساة الى السياسة العراقية وبالذات الى داخل الحكومة الوطنية والبرلمان !!! .
واذا كان ذوي الاتجاه الاول معروفين للناس بسيمائهم واسمائهم . وقد ذاق الشعب العذاب الاليم تحت سياط سياساتهم البائدة ، فان جامعي الحقوق هؤلاء قد عرفناهم خلال السنوات الاربع الماضية وبالخصوص عندما قرب موعد الانتخابات الاخيرة !! . الامر وما فيه ان عددا ً لا يستهان به من اقطاب التحالف منذ ما يقرب السنتين وربما اكثر ، اشعلوا نار الفتنة ضد السياسة الوطنية الهادفة لدولة السيد المالكي . ويبدو ان الحسد قد استشاط لديهم بسبب ان السيد المالكي استقطب الكثير من العشائر والفئات الطبقية والاجتماعية واستطاع زجهم في المسيرة الوطنية والتصالح وسياسة مكافحة الارهاب وبذلك اصبح له اسم لامع بين السياسيين ورجالات العراق وهذا ــ كما يظهر ــ ما يفتقر له مناوئوه !! . ومن هنا ايضا ً نرى ان الشيخ همــام حمــودي ، العضو البارز في حزب التحالف قد اعلن عدة مرات على الاثير مباشرة ً عدم تحمله لواقع بروز اسم رئيس الوزراء عاليا ً في العراق . وهنا لم يتمكن الشيخ همام حمودي ان يتوصل الى ان ارتفاع اسم السيد المالكي قد تم لانه صاحب اليد الطولى في انحسار الارهاب الاسود في البلاد وانه احرز للعراق مكانة متقدمة في المحافل الدولية ، اضافة الى النجاح الواضح في العلاقة مع قوات التحالف باعتباره رئيس الوزراء ، ثم الاستفادة من القوات الامريكية في مطاردة فلول القاعدة وهو ماض في دحر الطائفية باعتبارة رئيس الحكومة الوطنية العراقية . مما يدعو الى الضن بان انفعال حمودي وعمار الحكيم ومن لف لفهم ناتج من ان المالكي صاحب برنامج تنموي كبير لصالح البلاد قد يزيد من قوته السياسية مستقبلا ً . مما لا يستطيع ذلك البعض قبوله لان الامر يتنافى مع ما تعودوه في حياتهم السابقة واسلوب معيشتهم . وربما لهذا السبب ايضا ً يعتقد عمار الحكيم انه بوجود الحكم الديقراطي وشخصية المالكي على رأس السلطة سوف لن يستطيع الاستحواذ على المحافظات الجنوبية التسعة ليجعلها "" فيد رالية "" له !!!! . و بهذا سوف يفلس اقطاب حزب الحكيم ــ وحمودي من احلامهم بتحويل العراق الى كعكة ولقمة سائغة لهم !!! وقد تؤازرهم في ذلك ايران والكيان المسمى " بدولة الفقيه " وكذلك جوقة جلادي الشعب الايراني .
ثم يجب ملاحظة ان مبدأ المواطنة العراقية كان وما يزال يستدعي ان يقوم حمودي وعمار ( ومن معهما ) بالاحتجاج على النظام الايراني بسبب تسريبه الاسلحة للارهابيين في جنوب العراق لقتل العراقيين او لتقديمه الاموال لرموز سياسية تخدمه بالضد من مصلحة بلادنا !!! ولكنهم لم يفعلوا ذلك طبعا ً . ان عدائهم للحكومة الوطنية في عراقنا العظيم سوف لن يقودهم الى الخير . علما ان احدى تشكيلات تحالفهم فازت بمقاعد برلمانية لم تحلم بها ، ذلك باندفاع انتخابي من قبل عناصر من فلول العهد المباد ، اولئك الذين تنادوا لتكوين كتلة عددية ضد الحكم الوطني الذي يقترن الان باسم نوري المالكي ودولة القانون . والحمد له ان العراقيين يعلمون بذلك وسيعاقبون المذنبين في المستقبل انشاء اله . ولم يبق لجماعة التحالف الا الاستغفار لهش وللشعب على تصرفاتهم وعلى هذا التأخير الذي سببوه لتشكيل الحكومة في هذه الظروف الخارجية والداخلية المعقدة .
ان ابناء الشعب ينتظرون ان تتظافر جهود الوطنيين العراقيين لتشكيل الحكومة . والانتباه الى ان الوطنيين دائما ً وابدا ً يسعون الى دعم حكومتهم لتكون قوية والى تقوية مواقع رئيس الوزراء عالميا ً وداخليا ً مع مساعدته في التنفيذ العقلاني والبناء بواسطة الرقابة الشعبية والقانونية وليس بسحب صلاحياته كما يريد الاخرون !!! . اتركوا الحسد والحقد والتنابز بالالقاب ياسادة . كونوا مع الشعب ولا تلتفوا عليه . ان الشعب يرى بعيون ابنائه النجباء كل العناصر وكل الاساليب التي يعتمدونها . فكفى هذرا ً واتركوا العراق يسير الى الامام . ان انظار العالم كلها متجهة صوب العراق . ( والى مقال آخر ) .
الدكتور عبد الزهرة العيفاري ـــ عضو نقابة الصحفيين العراقيين
( موسكو 20/9/2010 )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء سجن المحامية التونسية سنية الدهماني؟ | هاشتاغات مع


.. ا?كثر شيء تحبه بيسان إسماعيل في خطيبها محمود ماهر ????




.. غزة : هل توترت العلاقة بين مصر وإسرائيل ؟ • فرانس 24 / FRANC


.. الأسلحةُ الأميركية إلى إسرائيل.. تَخبّطٌ في العلن ودعمٌ مؤكد




.. غزة.. ماذا بعد؟ | معارك ومواجهات ضارية تخوضها المقاومة ضد قو