الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى مظفر النواب، عاشق البنفسج وليله أبن الرافدين البار الإنسان والشاعر والمناضل

محمد الكحط

2010 / 9 / 20
الادب والفن


إلى مظفر النواب، عاشق البنفسج وليله
أبن الرافدين البار
الإنسان والشاعر والمناضل
محمد الكحط – ستوكهولم-
انتابتني العبرات وأنا أشاهد برنامجا خاصا عن الشعر الشعبي في قناة الفيحاء الفضائية، والتي خصصت حلقتها للشاعر النواب هذا البرنامج قدمته شهد الشمري، حيث هزتني كلمات ومشاعر المتصلين وأكثرهم من الشعراء الشعبيين، وهم يتحدثون عنه، وكيف لا وهو الذي ظَفـَرَ بحبِ وعشق الناس الأحرار، الذين وجدوا فيه وفي شعرهِ أنفسهم، وما أجملَ وما أبهى أن يحظى إنسان بمثل هذا الحب، وكذا في اللقاءات الجماهيرية في الغربة مع مظفر النواب شاهدنا كيف تترقرق دموع الشيوخ والعجائز دون استئذان، وذلك أصدق تعبير عن العشق والحب للنواب الذي يعيدهم لأيام شبابهم ولتلك الذكريات ولذلك العراق المفتقد، مظفر الذي تغنى بأشعاره الفلاحون البسطاء والكادحون والفنانون، منذ قصائده الأولى وحتى اليوم، فلا يخلو بيت عراقي أو حتى عربي ثوري من قصائده...أناشيده...بل بياناته التي غدت راية للأحرار.
مظفر إنسان وشاعر ومناضل وطني وقومي وأممي، فهو الذي شتم ولعن الحكام والأشرار، ولم يركع لسلطة أحد غير سلطة الكادحين وقضاياهم العادلة، حتى غدا المعبّر عن همومهم وتطلعاتهم، ومدافعا أمينا عن حقوقهم.
مظفر ومهما أبتعد عن أرضه العراق، ظل يحن ويتشوق وكما يقول هو (نهنهني الشوق إلى بستان اللوزِ...)، ذلك البستان الجميل الكبير والذي للأسف غدا مسرحا للثعالب والذئاب الكاسرة والمتوحشة.
مظفر الذي عشق البنفسج وليله وأحب الناس الذين كانوا مصدر إلهامه وقوته الإبداعية، بل والهواء الذي يتنفس، ولهذا تجد قصائده طريقها سهلا إليهم، كونها تتحسس معاناتهم التي تلمسها هو بمجاسته الدقيقة وروحه الرهيفة، والتي نادرا ما تخطئ، هذه روحه التي هيَّ (كما الأسفنجة تمتصُ الحانات ولا تسكر...)، روحه المتعلقة هناك بذلك الوادي، بتلك الأرض، بذلك النخيل الشامخ، ذلك النخيل وحده القادر ((أن يسند ظهره...))، هناك تجد روح مظفر هذا الإنسان الوديع الراحة والطمأنينة.
وهو مظفر أينما حلَّ يلتم حوله وحول قصائده العراقيون المشتتون في كل بقاع الأرض، فأنهم يجدون الدفء فيه وفي كلماته التي تلهبهم، فيتجمعون حوله كما يجتمع أطفال بلادي الفقراء حول موقدٍ في شتاءٍ قارس.
مظفر وكلماته كانت توحدنا وتدفئنا، وما أحوجنا اليوم أن نتوحد وأن ندفأ الروح التي تكاد تزهق كل يوم في متاهات الغربة أو في أزقة العراق.
الكلام كثير وذو شجون والكلمات تقف خرساء أمام صاحب الكلمات، هذا الذي تمتد قصائده من أقصى شمال بلادي حيث جبال كردستان ووديانها حتى جنوبها حيث الأهوار وشعابها، إلى بلاد فارس والسند والهند وأفريقيا، من المحيط إلى الخليج، إلى العالم كله.
نتمنى لك السلامة والشفاء من مرضك، والعودة لنشاطك الدؤوب، ونهديك الزهور الحمراء القانية، على أمل أن نسمع صوتك هادرا في ساحات العراق وسط أهلنا، فالعراق بحاجة إليك رغم مرضك، فأنت يا أيها الشيخ الجليل أبن الرافدين البار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بابلو نيرودا العرب
محمد نور الدين بن خديجة ( 2010 / 9 / 20 - 19:13 )
تحية للأستاذ محمد الكحط
مظفر النواب العظيم بابلو نيرودا العرب..هذا العجيب المبهر...فرض صوته على اصحاب المنابر والجوائز التي يوزعها طغاة العرب يمينا وشمالا.فرض صوته بصدقه وايمانه بقضيته .لقد لمست هذا الحب شخصيا حيث اهديت احد اصدقائي القصاصيين الذين يعيشون حياتهم كما عاشها عندكم كزار حنتوش.وكان بيته مأوى للمشردين والمهمشين بل والمثقفين ورايت كيف تناهب هؤلاء قصائدمظفروهم المبعدون عن الثقافة وعن الشعر وبالاحرى الفصيح منه والبادخ كما شعر مظفر.واستنجد صديقي بان اعيد له كتابة تلك القصائد.لقد الفرح في اعينهم والندهاش وانا اقرا لهم جزر الملح ووتريات وغيرها وبعضم قال هذا شاعر يعرفنا في تعبير تلقائي وبليغ ..انه العظيم.محمد نورالدين/شاعر/المغرب


2 - شراع العراق
علي فهد ياسين ( 2010 / 9 / 20 - 20:11 )
سلمت ابا هيلين وانت تهدينا هذه الكلمات المعبرة ,الممتلئة وجدانا وعرفانا لاحد أبهى أشرعة العراق شاعرنا الكبير مظفر النواب


3 - محمود الفضلي انت من تجهل وتتعمد تجاهل النواب
ايار العراقي ( 2010 / 9 / 21 - 08:36 )
محمود الفضلي وامثاله هم من يجهلون مظفر النواب وشعره وثوريته ويتمسكون برواية اكل الدهر عليها وشرب بربك هل انت من الجراة بمكان ان تقول لالصدام وهو يهديك شيئا ؟بربك اي توقيت سيختاره النواب الم تكونوا لتعترضوا عليه لست انت يافضلي ولاامثالك من يقيمون النواب الموضوع حسم ودواوينه موجودة في قلوب الناس قبل المكتبات من موريتانيا الى العراق بل اصبح هذا الرجل رمزا من رموز التحرر الوطني لتاتي حضرتك وتعيره بمسدس اهداه صدام له ولم يسع النواب اليه


4 - محمود الفضلي انت من تجهل وتتعمد تجاهل النواب
ايار العراقي ( 2010 / 9 / 21 - 08:36 )
محمود الفضلي وامثاله هم من يجهلون مظفر النواب وشعره وثوريته ويتمسكون برواية اكل الدهر عليها وشرب بربك هل انت من الجراة بمكان ان تقول لالصدام وهو يهديك شيئا ؟بربك اي توقيت سيختاره النواب الم تكونوا لتعترضوا عليه لست انت يافضلي ولاامثالك من يقيمون النواب الموضوع حسم ودواوينه موجودة في قلوب الناس قبل المكتبات من موريتانيا الى العراق بل اصبح هذا الرجل رمزا من رموز التحرر الوطني لتاتي حضرتك وتعيره بمسدس اهداه صدام له ولم يسع النواب اليه


5 - رائع جدا
رحيم الغالبي ( 2010 / 9 / 24 - 18:11 )
ان النواب قمة شعريه وجبل شامخ في الشعر وفي الثوريه الصادقه
ولي قصيدة طويله جدا عنه منشوره في ديواني الاخير - جسر من طين - عنوانها - ماي من نهران اهلنه مهداة له ونشرت في طريق الشعب وجريدة المناره البصريه حوالي 6 صفغحات والقيت بالمهرجان العاراقي القطري في بابل
انه ابو عادل ملهمنا واستاذنا

تحياتي للاخ ابو هلين وللاستاذ النواب
رحيم الغالبي
رئيس تحرير مجلة انكيدو

اخر الافلام

.. مقابلة فنية | المخرجة ليليان بستاني: دور جيد قد ينقلني إلى أ


.. صانع المحتوى التقني أحمد النشيط يتحدث عن الجزء الجديد من فيل




.. بدعم من هيئة الترفية وموسم الرياض.. قريبا فيلم سعودي كبير


.. المخرج السعودي محمد الملا يتحدث لصباح العربية عن الفيلم الجد




.. الناقد الفني أسامة ألفا: من يعيش علاقة سعيدة بشكل حقيقي لن ي