الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شوف يابني

دينا قدري
(Dina Kadry)

2010 / 9 / 20
الادب والفن


جاءتني طالبة أن أكتب عن هذه " اللقطة " في حياتها الممتلئة بالأحداث السريعة...وقالت :
الآن تأتي ياصغيري الذي كبر وأصبح زوجا لمنقبة لتطلب مني الدخول وحبس نفسي مع أخواتك البنات في غرفة لأن رجل إسطوانات الغاز سيدخل لتبديل الأسطوانة....وكنت قد
لاحظت سابقا أُثناء تجوالنا أنك تتعمد أن تتقدم عني خطوات أو تتأخر عني نفس هذه الخطوات...وعندما تأكدت من أنها ليست مصادفة...صارحتك – كعادتي دائما في مواجهة أي مشكلة – وسألتك : لماذا؟! وصدمت وأنا أسمعك تتحدث عن انزعاجك الشديد من خروجك معي وأنا مكشوفة الشعر لاأضع قطعة القماش "إياها " وكدت أكذب عيني وأنا أرى على وجهك كل معاني الاستنكار المختلط بالاشمئزاز وأنت تتحدث عن "الجيبة "التي كنت ارتديها والتي كشفت عن جزء صغير من ساقي وكأنني لأول مرة ارتدي هذه الملابس واخرج على هذه الصورة ...
واغمضت عيني ليمر شريط سريع بدايته طفل جميل أبدأ به أمومتي..أتعهده وليدا بكل صور الرعاية التي كانت مضرب الأمثال في محيطنا العائلي وحتى محيط الأصدقاء...وأنشأه صبيا على الأدب والأخلاق جعلت منه نموذجا يحسدني عليه الجميع...وأصادقه فتى بعد أن رحل أبوه تاركا لنا كل الذكريات المؤلمة... وأدعمه شابا ورجلا من تقلبات الزمن ونوائبه ماليا ومعنويا وأدبيا ....وخرجت مني آهة الأم : كبرت يا ابني وظننت أنك تستطيع أن تغير لي اختياراتي...تلك الاختيارات التي فرضتها – بثباتي وصدقي – على عائلتي بين أخوات يرتدين الخمار وزوجات إخوان يرتدين الحجاب الفضفاض ولأننا تربية أب مستنير الفكر علمنا أن كل إنسان حر الاختيار وعليه قبول وتحمل اختياراته؛ فترابطنا الأسري لم يتأثر باختلاف أفكارنا وكان هناك اتفاقا- ضمنيا- بعدم التدخل في الشؤون الخاصة ...وأصبحت أنا الوحيدة - في وسط عائلة كبيرة من الأقارب ترتدي نساؤهن وبناتهن الحجاب والخمار وحتى النقاب – التي رفضت ما يسمى حجابا...
شوف يا بني
***أرفض مبدئيا مناقشة فرضية ما يسمى حجابا وهل هو حق أم باطل ؟؟ ،...ليس لأنني عاجزة عن ذلك فما رفضته إلا عن قناعة ويقين...ولكن لأنه ليس من حق أي مخلوق أن يتدخل في أمر شخصي...ولا أجافي الحقيقة حينما أقول أنها إساءة أدب أن يفرض شخص ما وصايته على أخر تحت أي مسمى ...فلكل منا عقل أولى به وحتى من أراد الإستشارة فلا بأس مادام بمحض أرادته...أما المتبجحون الذين يفترضون أنهم الأكثر فهما والأفضل ادراكا فقد ولى زمانهم ...
**وهذا الذي تريد حبسنا في إحدى غرف المنزل حتى لايرانا عند تبديل الأسطوانة..ألم تسأل نفسك كم من مرة تعاملت مع رجال - وكنت أصغر سنا وأكثر شبابا – وأنتم صغار لاتعرفون من الدنيا الا هذه الأم الكادحة ! وكم من مرة لجأت لي أنت شخصيا لدائرة علاقاتي العامة المتسعة بحكم عملي كي أتوسط لك عند فلان أو علان (من الرجال ) من أجل قضاء مصلحة من مصالحك !!... ياله من تناقض....
**تستنكر ملابسي التي انتقي كل قطعة منها بعناية شديدة ليس من الناحية الذوقية والجمالية فحسب بل ومن حيث مناسبتها للمكان والزمان اللذان سأرتدي فيه هذه الملابس حتى لقبت من قبل المعارف والأصدقاء ب " الليدي " فكانت هذه الملابس جزء لا يتجزأمن شخصيتي التي - وبشهادتك قبل شهادة الأخرين محل احترام وتقدير الجميع....
**هل لم تعرف أمك التي قامت على تربيتك إلى الآن ؟ ..أم أن السنتين اللتين قضيتهما في " دول الجاز" قد أنستك إياها ...هل ما لقنوك إياه شيوخ الأمر بالمعروف عن المرأة وعارها الذي يلاحقها منذ ميلادها حتى يرحمها قبرها من جهل وغباء ثقافة مجتمعية ظالمة أصابك بالعته العقلي فأصبحت لاتميز بين الصلاح الحقيقي والصلاح الزائف...
***عشت عمري أكره النفاق والمنافقين وربيتك أنت وأخوتك على هذا...وساءني ما رأيته منك أن تصر على تنقيب زوجتك الشابة التي انصاعت لرأي الزوج "الذي كادت أن تسجد له" ورغم ذلك لم أتدخل - وما كنت لأتدخل – وإلا يصبح ما علمتكم إياه هراء وتركت الأيام تكمل ما علمتك وتثبت لك أنه ليس بالمظهر وليس بالشكل وحده تدار الدنيا وتحكم ...فلا تثقل علي بتجاوزك الخط الذي وضعته بيني وبينكم ومكني من تربيتكم رجال وشابات ...فهذا ليس عدلا....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا


.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07




.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب


.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج




.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت