الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استيعاب حزب الله كمقدمة للتفاوض

مسعود محمد

2010 / 9 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


الصراخ المتصاعد في لبنان هو انعكاس للمفاوضات الجارية في واشنطن. اطلاق النار الذي قام به اللواء جميل السيد مدعوما من حزب الله، هو لارباك سوريا التي تتحضر لخوض مفاوضات مباشرة مع اسرائيل برعاية أميركية هذه المرة، في نفس السياق تأتي الزيارة الخاطفة للرئيس الايراني أحمدي نجاد لسوريا لاستطلاع الموقف السوري من المفاوضات، وبدا واضحا أن الكلام عن المفاوضات أربك حزب الله وقد تجلى ذلك من جواب النائب عن حزب الله نواف الموسوي عندما قال أثناء استقبال جميل السيد " سنسقط أي 17 أيار جديد". اتصال الرئيس بشار الأسد بالرئيس ميشال سليمان للتشاور حول زيارة ميتشل اتت باطار الكلام الذي صدر حول ضرورة تنسيق الخطوات فيما بين لبنان وسوريا وتلازم المسارات، باتجاه الرغبة الأميركية لتوسيع التفاوض ليشمل لبنان وسوريا وربما ايران. لم يعد سرا ان كبش الفداء على طاولة المفاوضات سيكون حزب الله وسلاحه، وهناك كلام عن تكليف سوريا بهذا الملف مقابل ضمان دور مقرر لها في لبنان والعراق. الكلام عن شهود الزور (الذي اسقطه الرئيس الحريري بالاعتراف به كمقدمة لسحبه من التداول) يشكل غطاء للهدف الحقيقي للاشتباك الذي فتحه حزب الله، الهدف هو دور وحصة ايران الراغبة بالتواجد على طاولة المفاوضات، لحماية النظام وضمان حصة في التسويات التي ان حصلت ستكون مقدمة لتشكيل خريطة وصورة جديدة للمنطقة. تظهير المشهد النهائي لا يبدو بهذه السهولة خاصة في ظل كلام ليبرمان حول تبادل الناس والأرض، وكلام نتنياهو حول استحالة ايقاف الاستيطان لأن خطوة كتلك ستسقط حكومته، والكلام الأخطر حول انسحاب اسرائيلي آحادي من الضفة الغربية ورفع الغطاء عن السلطة الفلسطينية كمقدمة لسيطرة حماس عليها وبذلك تتشكل امارتان اسلاميتان الأولى في غزة برعاية مصرية، والثانية في الضفة برعاية اردنية، وبذلك تتخلص اسرائيل من العبىء الفلسطيني دون الاضطرار للقيام بتنازلات أليمة على حساب حدودها وأمنها وهويتها اليهودية. قام السيد حسن نصرالله العام 1996 بلبننة حزب الله عبر خوض الانتخابات النيابية، واليوم على حزب الله الابتعاد عن المهاترات والعمل على تكريس هويته اللبنانية وتثبيت وجوده من ضمن التركيبة اللبنانية، وتحويل التفاوض لحساب استمرار حزب الله بدل أن تكون على حسابه. كلام النائب سليمان فرنجية أثناء تخريج كوادر للمردة حول اللاغالب واللامغلوب هو الأساس الذي كرس استمرار الصيغة اللبنانية بتنوعها، على حزب الله الاستماع لذلك الكلام وأخذه بعين الاعتبار، وعلى الأطراف الأخرى الجلوس مع حزب الله والتفاوض معه واحتوائه لمنعه من التحول الى قنبلة موقوتة تهدد استقرار البلد. حفظ ورقة المقاومة وحمايتها بوضعها باشراف الجيش اللبناني ضرورة لتقوية موقف لبنان في المفاوضات القادمة، وهذا ما كان يلمح اليه النائب سليمان فرنجية عندما قال الخلاف ليس على حصرية السلاح بيد الدولة، بل هو على توقيت تلك الحصرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اختتام مناورات الأسد الإفريقي بسيناريو افتراضي استخدمت فيه م


.. بعد ضربات أمريكية على اليمن.. يمني يعبر عن دعمه لفلسطين




.. فرق الإنقاذ تنتشل جثمانين لمقاومين استشهدوا في جباليا


.. واشنطن: بلينكن دعا نظراءه في السعودية وتركيا والأردن للضغط ع




.. فرق الإسعاف تنتشل جثامين مقاتلين فوق سطح منزل بمخيم جباليا