الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظام لينين نظام تايلوري -1

أنور نجم الدين

2010 / 9 / 20
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


إن دراسة نظام العمل السوفيتي ذات أهمية تاريخية كبيرة للحصول على جواب الأسئلة التي تطرح بصدد الطبيعة الاقتصادية لهذا النظام. وسوف نحاول هنا إبراز أهم النقاط المتعلقة بـمشروع لينين وإدارته في العمل لتحقيق هذا المشروع الذي يتلخص في الأساس في زيادة الفعالية الإنتاجية (Productivity).

1- مشروع لينين لما يسمى ببناء الاشتراكية

يتلخص المشروع اللينيني في التوزيع العقلاني للصناعات الكبيرة في روسيا، بحيث تتمكن هذه الصناعات من تزويد نفسها بالمواد الأولية بشكل مستقل، واهتمام خاص بصناعة الكهرباء، مع أدنى النفقات للاستخراج والنقل، ثم الاهتمام بالطاقة المائية، والمحركات، والرياح وتطبيقها على الزراعة.
(انظر مختارات لينين باللغة الانجليزية، دار التقدم، موسكو، 1972، المجلد 27).

2- منهج الإدارة العلمية

حسب لينين كان تطبيق مشروعه -أو الازدياد في الفعالية الإنتاجية- أمرًا غير ممكن دون بذل جهد مسبق لتنظيم المنافسة، أي ما تسميه أيضا مباراة الاشتراكية، فلتحقيق هذا الهدف ينبغي اتخاذ تدابير رامية لتحسين الانضباط، ورفع كفاءة العمل، هكذا قال لينين. وكان الحل الأمثل لدى لينين، هو اللجوء إلى منهج الإدارة العلمية، أي التايلورية، فكانت الإدارة المتبعة للعمل في الاتحاد السوفيتي من عام 1920م إلى عام 1934م، إدارة علمية –Scientific Management- أي إدارة تايلورية -نسبة إلى المهندس الأمريكي تايلور 1856 - 1915، فلتطوير الفعالية الإنتاجية والنمو الصناعي في مجتمع المنتجين المتفرقين، لجأ لينين إلى فرض الطاعة التايلورية في العمل منذ البداية. والشكل السياسي للدولة القسرية -التي تعرف في الوقت الحاضر بالستالينية- لم يكن سوى انعكاس لهذه الحالة الاقتصادية، فكانت روسيا تواجه مشاكل اقتصادية لا تُعَدُّ ولا تحصى، ولكي تستطيع مسايرة المزاحمة العالمية، كانت تحتاج قبل كل شيء إلى إعادة تنظيم نظامها الصناعي على أسس عصرية. إذًا، فالإدارة العلمية، كانت طريقة لينين لتحقيق اشتراكيته العلمية في ما تسمى بالمرحلة الانتقالية، علمًا بأن التايلورية ليست سوى استعباد العامل، وشكل قاس من الاستغلال الرأسمالي.

في 28 أبريل 1918، نشر لينين بوصفه قائد الدولة، وجهات نظره في جريدة برافدا في مشروع خطة العمل العلمي والتكنولوجي، تحت عنوان: (المشاكل العاجلة للاتحاد السوفيتي: زيادة العمل الإنتاجية)، وقال لينين صراحة: ينبغي تطبيق الأجر بالقطعة على الفور، وتجربة الإدارة العلمية في الحياة العملية. وفي الرد على معارضيه -أي اليسار الشيوعي- قال لينين يجب استخدام الإدارة العلمية في العمل لمصلحة العمال. نفس المرجع السابق باللغة الانجليزية:
(Lenin, “The urgent problems of the Soviet rule: higher productivity of labor”, Collected Works, Vol. 27, originally published in 1918).

كانت أعظم مشكلة يواجهها البلاشفة هي الفوضى الاقتصادية في البلاد، لذلك كان لينين يتبع أية طريقة للازدهار القومي لمسايرة المزاحمة العالمية.

ما الإدارة؟

بكل بساطة الإدارة تعني استخدام الآخرين لتحقيق عمل محدد.

وما الإدارة العلمية؟

حسب تايلور: الإدارة هي القيام بتحديد ما هو مطلوب عمله من العاملين بشكل أفضل ولكن بأرخص الطرق. ولضبط الإنتاج، وزيادة الفعالية الإنتاجية، اقترح تايلور الأجر بالقطعة.

لقد قام تايلور بعدد من الدراسات والتجارب حول كمية العمل الذي يقدمه العامل، والوقت اللازم لإنجاز العمل المطلوب. وللتميُّز عن الإدارة التقليدية أطلق تايلور على أعمالها الإدارة العلمية. فما استنتاج تايلور؟
حسب استنتاجاته، لا يحقق الأجر بالقطعة سوى مصلحة مشتركة بين صاحب العمل والعمال، فالإدارة بحاجة إلى أكبر كمية ممكنة من العمل، والعاملون يحتاجون أجور أعلى. ومن خلال الأجر بالقطعة، سيحصلون الطرفين على ما يطلبونه من بعضهم البعض.
كانت آنذاك تعتبر التايلورية تطويرًا رائعًا للنظريات الاقتصادية البرجوازية، حيث إنها تتعلق بأهم حقل من حقول الإنتاج الرأسمالي، وهو انخفاض كلفة الإنتاج على حساب انخفاض قيمة قوة العمل، أي على حساب قيمة وسائل معيشة العامل.

وهكذا، ففي الإدارة، تعني التايلورية زيادة الفعالية الإنتاجية على مستوى المصنع من خلال شدة العمل التي يمارسها العامل بنفسه ضد نفسه. لذلك واجه تايلور منذ البداية معارضة شديدة من قبل نقابات العمال، حيث رأت النقابة أن تطبيق منهج تايلور الإداري في العمل، يأتي على حساب التضحيات والتبذير بحياة العامل، فالعامل في المانيفاكتورة، ينتظم في الإنتاج مثل الآلة تماماً، حيث إنه يعمل وفق خطوات آلية متكررة.

يقول ماركس: "إن الأجر حسب القطعة هو أكثر أشكال الأجر ملائمة لأسلوب الإنتاج الرأسمالي، وهو وإن لم يكن جديدا فنحن نجده بالفعل، بصورة رسمية إلى جانب الأجر حسب الوقت في القوانين الفرنسية والإنجليزية في القرن الرابع عشر - فإنه لم يبلغ حدًّا عظيمًا من الاتساع إلا أثناء العهد المانيفاكتوري بالمعنى الدقيق للكلمة، وفي المرحلة الأولى من مراحل الصناعة الآلية، وخصوصًا بين عامي 1797 و1815، يخدم بمثابة رافعة قوية لتمديد مدة العمل وإنقاص التعويض الذي يناله العامل - كارل ماركس، رأس المال، ترجمة محمد عيتاني، ص 790".

وهكذا، فلم يتعلق مشروع لينين بمحو الطبقات التدريجي، كما يزعم، بل بإنشاء نظام صناعي عصري، يدفع روسيا نحو اتساع سريع في السوق العالمية التي كانت الأمم الصناعية، مثل الأمم الأمريكية والأوروبية تتنافس فيها، فالمحاولة لموازنة القوى في السوق العالمية، لم يكن ممكنًا دون تكثيف مسبق للعمل من خلال الازدياد في درجة استغلال العمل، وفي الواقع لا يمكن الوصول إلى هذا الهدف دون الازدياد في عبودية العامل، ورفع روح المنافسة بين العمال –مباراة الاشتراكية المزعومة- ضمن شروط عمل ينخفض فيها على الدوام قيمة وسائل معيشة العامل، فمهما اختلف الشكل السياسي للدولة السوفيتية، فالعامل السوفيتي، مثل العامل الفرنسي، كان يتسلم كمية محددة من وسائل المعيشة، لقاء كمية معينة من العمل.

وهكذا، فالسؤال الذي يواجهنا هنا هو:
هل كان الإنتاج في الاتحاد السوفيتي خاضعًا للمجتمع، أو في يد الطبقة البروليتارية، كما يقال؟

لجواب هذا السؤال يكفي التركيز على الإنتاج والاستهلاك في الاتحاد السوفيتي، ففي ظل إنتاج كهذا، أي نظام العمل التايلوري، لا بد أن يختلف الاستهلاك الفردي بين أفراد المجتمع في السوفيت.
إذًا فالسؤال هو: هل ممكن أن تختلف وسائل العيش للمنتجين في مجتمع يقوم المنتجون أنفسهم بتنظيمه؟
كلا، بكل تأكيد.

كانت الفروق الاجتماعية في الاستهلاك الفردي في المجتمع السوفيتي هي نفس الفروق الاجتماعية لأي مجتمع آخر على الكرة الأرضية، ففي الاقتصاد السوفيتي كان يُقاس الاستهلاك الفردي، أي قيمة وسائل المعيشة، حسب الكمية الضرورية للعمل لإنتاج سلعة ما، ففي مجتمع يختلف فيه الاستهلاك الفردي، أي تختلف فيه قيمة وسائل معيشة أفراد المجتمع عن بعضها البعض، فلا بد أن ينتظم المجتمع حسب هرم طبقي.

إن السلع تمثل كلها قِيَمًا، وهي التعبير عن العمل الاجتماعي. لذلك، لا يمكن لمنتجيها أن يستهلكوا نفس الكمية من الأشياء الضرورية لوسائل المعيشة مادام القياس -في أمريكا أو السوفيت- هو وقت العمل الضروري لإنتاج السلع.

لنطرح سؤالا هنا: هل كانت هناك أسعار مختلفة للسلع المشابهة -الملابس مثلا- في السوفيت أم لا؟ نعم، بالتأكيد. وماذا يعبر هذا الاختلاف؟ هل يعبر عن الاختلاف في معيشة الأفراد أم لا؟ أو هل هذا يعني الاختلاف في الدخل أم لا؟ وهل الاختلاف في الدخل يقود المجتمع بالضرورة إلى حالات من الفقر من جهة، وإنشاء حشرات أرستقراطية مثل الأرستقراطيين السوفيتيين من جهة أخرى، أم لا؟

يقول ماركس: "صحيح أن الاقتصاد السياسي قام بتحليل القيمة وقياس القيمة وإن كان بصورة ناقصة جدًّا، ولكنه لم يتساءل أبدًا لماذا يتمثل العمل في القيمة، وقياس العمل بمدته في قياس قيمة المنتجات - نفس المرجع، ص 105".

وهكذا، لو تحققنا من الاقتصاد السوفيتي بصورة علمية، لوجدنا أن هذا الاقتصاد كان نفس الاقتصاد البرجوازي مع احتكار الدولة للوسائل الإنتاجية، فالرأسمالية لا تعني فقط التمليك الشخصي للوسائل الإنتاجية، بل تعني أيضا تمليك الدولة لهذه الوسائل، فأسلوب الإنتاج السوفيتي كان نفس الأسلوب الإنتاج الرأسمالي، إذا أردنا اللجوء إلى علم اقتصادي - تاريخي مثل المادية التاريخية في التحقق عن هذا الأسلوب الإنتاجي، وكما لم يتساءل الاقتصاد السياسي الكلاسيكي لماذا يتمثل العمل في القيمة، فلا يتساءل اللينينيون أبدًا ما معنى قياس العمل بمدته في قياس قيمة المنتجات، ثم قياس قيمة وسائل المعيشة الضرورية للعامل السوفيتي، فحسب اللينينيين يكفي أن نحول إلى ملكية الدولة للحصول على مقياس اقتصادي آخر لقياس قيمة قوة العمل والمنتجات. ولكن مع كل محاولاتهم النظرية لتشويه علم المادية التاريخية، فلا يمكن للنينيين تقديم معايير اقتصادية أخرى لقياس كمية العمل، وقيمة قوة العمل، والأسعار السوقية للمنتجات، وقيمة وسائل معيشة العامل غير المقياس الذي ينظم بموجبه سوق العمل. وإن اعتبار ملكية الدولة بملكية اشتراكية لا يستهدف سوى الحفاظ على قدسية الدولة والملكية الخاصة، وتحويل المأجورين إلى عبيد للدولة، فالتخطيط الاقتصادي لا يعني إطلاقًا تخطيطًا اشتراكيًّا، ففي القرن التاسع عشر، بدأت الدولة بالاستيلاء على المؤسسات الكبرى الخاصة بالاتصال، والبريد، والخطوط الحديدية، وإن الإنتاج المنهجي ظاهرة قديمة في الرأسمالية وفي العصر الحديث وصلت الإدارة العلمية في التخطيط إلى حد التحقق حتى عن نسبة الأيدي العاملة المحلية، ومستوى التعليم، ومهارات العمل بالمقارنة مع حاجات السوق الرأسمالية.

وهكذا، فلم يمثل التايلورية السوفيتية في العمل سوى رأسمالية متخلفة، كما ولم تكن دكتاتورية الدولة السوفيتيتة سوى الاستبداد الحقيقي لهذه الرأسمالية المتخلفة، ولم يكن البلاشفة سوى الجمل الطنانة لخدع العمال باسم العمال أنفسهم. وأثبت التاريخ مرة أخرى وفي التجربة البرجوازية في حقلها السوفيتي بالذات أنه لا يمكن تجاوز التقسيم الطبقي للمجتمع دون ثورة كومونية في الإنتاج والتوزيع، أي دون إخضاع سلسلة أفاعيل الإنتاج لمراقبة المجتمع الجماعية، وهذه المراقبة غير موجودة إلا ضمن إدارة كومونية، فالإدارة العلمية هي إدارة رأسمالية لتحقيق أكثر ما يمكن من الأرباح، أما الكومونة فهي التي تخطط بالفعل طريق أمين نحو حياة كومونية، فلقد قامت الكومونة فعليا بدور الرافعة لتحطيم القواعد الاقتصادية التي يعتمد عليها وجود الطبقات نفسه، وبالتالي السيطرة الطبقية، كما يقول ماركس.

وهكذا، فإذا أردنا التعبير عن مجتمع المستقبل بدقة، فلا يمكن التعبير عنه بكلمة الاشتراكية، حيث إن كلمة الاشتراكية تحولت مع الزمن إلى مفهوم مزيف، إلى التعبير عن ملكية الدولة، فكلمة الكومونة –الشيوعية- هي الكلمة الوحيدة التي تعبِّر عن العالم الذي لا يقيس فيه الاستهلاك الفردي لأفراد المجتمع حسب كميات المختلفة للعمل الضروري، حيث إن الإنتاج الكوموني يخضع لإدارة كومونية لا لإدارة علمية، أي إن الإنتاج الكوموني ينظمه المنتجون أنفسهم، لا حزب لينين والزعماء السياسيين؛ ففي نظام لينين يظهر الأشياء بصورة هزلية، فكل شيء من أجل الطبقة العاملة: الأجر بالقطعة، والاختلاف في الاستهلاك الفردي، وحكم القلة، ودكتاتورية الزعماء، والطاعة للحزب، والمركزية المطلقة، لأجل الطبقة البروليتارية! هذا هو نظام لينين.

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاشتراكية والتأميم
محمد المثلوثي ( 2010 / 9 / 20 - 20:27 )
كان البلاشفة يسمون القطاعات المؤممة من طرف الدولة بالقطاع الاشتراكي بينما القطاع الخاص هو وحده من يعتبرونه قطاعا رأسماليا. لكن لنتساءل ما هو الفرق بين أن يعمل الشغيل لدى الرأسمالي الخاص أو عند الدولة؟ هل أن العامل يبيع للدولة شيئا آخر غير قوة عمله؟ وماذا يتلقى مقابل ذلك غير قيمة بضاعته تلك، أي الوسائل الضرورية لإستمراره كعامل واستمرار طبقة العمال وتناسلها؟ وماذا نسمي القطاعات الاقتصادية التي تديرها الدولة في بقية الدول الراسمالية؟ هل هي أيضا قطاعات اشتراكية؟ هل سنسمي المصارف والشركات التي أممتها دولة الولايات المتحدة الأمريكية اثر أزمتها الحالية مصارف أو شركات اشتراكية؟ هل يمكن لطبيعة الانتاج والتوزيع أن تتغير بمجرد انتقال الملكية من الخواص الى الدولة؟ ان الدولة لا تفعل سوى ايهام العمال بأن ملكيتها الخاصة لوسائل الانتاج هي ملكيتهم الجماعية وذلك من أجل دفعهم لمزيد تقديم التضحيات. أو مثلما يقول تروتسكي:لا يمكن للطبقة العاملة الاقتراب من الاشتراكية الا لقاء تضحيات عظمى، عن طريق بذل كل طاقتها وتقديم لحمها ودمها- هذه هي الاشتراكية بالنسبة للبلاشفة: مزيد ربط الأحزمة وتضحية العمال بقوتهم


2 - الاستاذ محمد المثلوثي: تروتسكي
أنور نجم الدين ( 2010 / 9 / 21 - 04:46 )
تروتسكي، الشخص الذي كان في يده العصا في روسيا، كان ينظم الانتاج من خلال أشد العقوبات القانونية.
كانت اللينينية تعني التايلورية في الاقتصاد، أما التروستسكية فتعني التايلورية في الانضباط. وهو عين أيضا من جانبه مهندس أمريكي استشاري، كان يعمل في حينه مع شخص تايلور.

تحياتي


3 - راسمالية الدولة
فؤاد محمد ( 2010 / 9 / 21 - 06:59 )
استاذ انور الا ترى ان راسمالية الدولة كانت مرحلة لا بد ان يمر بها البلاشفه حسب نظام تايلر الاقتصادي لا الانضباطي وبالقطعة لنتقرب من كل حسب عملة
تحياتي وشكرا


4 - التايلورية السوفيتية رأسمالية متخلفة
مكارم ابراهيم ( 2010 / 9 / 21 - 07:33 )
تحية تقديريرية للاستاذ انور نجم الدين لقد اوضحت تفاصيل مهمة عن الاقتصاد السوفيتي في عهد لينين ارجوا من بعض الكتاب في الحوار الذين يقولون عكس كلامك هذا قراءة مقالتك بتمعن وفهم الحقائق وعدم قلبها الى حقائق مزيفة وقد اعجبتني هذه الجملة -فلم يمثل التايلورية السوفيتية في العمل سوى رأسمالية متخلفة، كما ولم تكن دكتاتورية الدولة السوفيتيتة سوى الاستبداد الحقيقي لهذه الرأسمالية المتخلفة-
احترامي وتقديري
مكارم ابراهيم


5 - الاستاذ فؤاد محمد
أنور نجم الدين ( 2010 / 9 / 21 - 12:37 )
كان احتكار الدولة للوسائل الانتاجية –تأميم الصناعة، والزراعة، والبنوك-، لا يعني سوى تسريع عملية تحويل الإنتاج المتفرق الى انتاج رأسمالي عملاق، أي تكوين سوق رأسمالي سوفيتي باسرع ما يمكن، وتدمير سريع لبقايا المشاعات، وجعلها جزء لا يتجزأ من سوق راسمالية الدولة الاحتكارية، وبالأحرى جعل الروسيا دولة ذات قدرة اقتصادية كبيرة لمقاومة مزاحميها في السوق العالمية. وكما نعرف، فان من يتحمل كل هذه الأعباء، هم البروليتاريون.

اذًا كانت وعود البلاشفة وعود خداعة للحفاظ على السلطة، والتربع على دست الحكم على حساب موت الملايين من الجوع في روسيا في ظل نظام لينين، فها هو لينين يقول: (المجاعة تزحف. روسيا تهددها كارثة لا مفر منها).
بالفعل، لقد مات الملايين من البشر في عهد لينين، ولقد ساعدت الولايات المتحدة الأمريكية اشتراكية لينين المزعومة بكل رحابة صدر.

مع التقدير


6 - السيدة مكارم
أنور نجم الدين ( 2010 / 9 / 21 - 12:39 )
لو رجعنا الى لينين نفسه، فهو يقول صراحة بأن رفع الفعالية الانتاجية أمر غير ممكن دون اللجوء الى العمل بالقطعة. اذا ان من يحاول يقول عكس ذلك، فهو اما يغمض عينيه، واما ليس لديه المعلومات.

كان لينين واعيا بقساوة نظام التايلور في العمل، وفي عام 1914، أي قبل أربعة أعوام من وصوله الى الحكم، وفي جريدة برافدا، يكتب لينين:
-سيادة رأس المال تحول جميع الوسائل الى أداة لاضطهاد العامل باستمرار. ونظام تايلور احدى هذه الوسائل-.

خالص تحياتي


7 - العمل المأجور وطابع الملكية
محمد المثلوثي ( 2010 / 9 / 21 - 20:30 )
وجود العمل المأجور بكل أشكاله يفترض وجود رأس المال، فاذا رصدنا في نظام اقتصادي معين وجود العمل المأجور فان ذلك لا يمكن أن يعني سوى أن هذا النظام الاقتصادي يقوم على العلاقات الرأسمالية. واذا كان بحثنا التاريخي يثبت وجود العمل المأجور في الاتحاد السوفييتي زمن لينين وستالين فهذا دليل قاطع على وجود علاقات انتاج راسمالية وليس اشتراكية. لكن العمل المأجور هو ليس سوى الأداة الوحيدة لتفريخ الملكية الخاصة في شكلها الراسمالي، لذلك فوجود العمل المأجول دليل مادي على وجود الملكية الخاصة. وهكذا فطابع الملكية في نظام اقتصادي مثل النظام السوفييتي يعتمد على العمل المأجور لا يمكن أن يكون سوى طابع خاص، أو الملكية الخاصة. والملكية الخاصة لا تعني الملكية الفردية (المتعلقة بالفرد فحسب) بل حيازة وسائل الانتاج من طرف فئة في مقابل انتزاعها من فئة أخرى ويمكن أن تكون تلك الحيازة عبر الدولة، بل هي غالبا ما تكون عبر الدولة خاصة فيما يتعلق بالقطاعات الاستراتيجية والحيوية لديمومة واستمرار النظام الاجتماعي ككلية


8 - الأجر بالوصل الورقي
محمد المثلوثي ( 2010 / 9 / 21 - 20:51 )
هناك من يعتقد أنه حين يتسلم العمال بدل الأجر في شكله النقدي وصلا يمكنهم من الحصول على كمية محددة من المنتوجات عبر المحلات العامة التي تقيمها الدولة، يعتقدون أن ذلك يمثل الغاء للعمل المأجور. لكن في الواقع ماذا يمثل ذلك الوصل الورقي؟ انه يمثل المعادل العام للبضائع التي يخول للعامل التحصل عليها. لكن ما هو الأجر النقدي الذي يتحصل عليه العامل؟ انه بالضبط المعادل العام للبضائع التي يمكن للعامل اقتناءها من السوق. وهكذا فنحن نجد أنفسنا أمام قانون واحد هو قانون العمل المأجور، أي بيع العامل لقوة عمله مقابل وصل ورقي أو أوراقا مالية تمثل المعادل العامل لكمية البضائع التي تكفل له مواصلة وجوده كعامل وتكفله بأسرته والحفاظ على وجود العمال كطبقة. وفي الواقع فان ذلك الوصل الورقي هو نفسه سيدخل دائرة التداول ويتحول فعليا الى رمز للقيمة. والسوق السوداء كفيلة بتحويل ذلك الوصل الورقي الى حفنة من الدولارات أو الروبلات


9 - هل كان الحل هو السوفيتات والكومونه والثوره
فؤاد محمد ( 2010 / 9 / 21 - 21:37 )
شكرا استاذ انور
لينين كان مبدع وسرعان ما يصلح خطاه
الامميه الثانيه وستالين وتروتسكي وموت لينين ويقال ان ستالين عجل بموته
والظروف الصعبه وتخلف روسيا وبرجوازيتها الجبانه الكومبرادوريه هي الكارثه
الثورة العالميه وعلى غرار الكومونه كانت هي الحل
تحياتي ودمتم


10 - الاستاد محمد – كوبون الشراء
أنور نجم الدين ( 2010 / 9 / 22 - 05:22 )
حتى الوصل الورقي كما اشرت اليه في مداخلتك، يستعيره لينين من الرأسماليين، وهو يقول:

(لقد اجبرت الحرب جميع الدول المتحاربة وكثرة من الدول المحايدة على الانتقال الى ضيط الاستهلاك. فظهر بطاقة الخبز –كوبون الشراء- ولم تبق روسيا في معزل وطبقت كذلك بطاقات الخبز).

بالطبع لم تبق روسيا في معزل، فتطبيق الرأسمالي في الانتاج، يجب ان يصاحبه ضبط رأسمالي في الاستهلاك.


11 - موضوع مهم
سعيد عبد العالي ( 2010 / 9 / 22 - 10:17 )
الموضوع جديد مهم لزوار الحوار المتمدن حبذا لو تم ارشادنا الى بعض المصادر باللغة العربية وشكرا


12 - لقد كان الحل هو الكوموته وسوفيتات العمال
فؤاد محمد ( 2010 / 9 / 22 - 18:36 )
استاذ انور تحية واعجاب واحترام
نعم لقد كانت الظروف صعبة جدا جدا ................................................!
لينبن كان مبدع وسرعان ما يصلح خطاه
ان موت لينين المبكر,ويقال ان ستالين هو الذي عجل به
وافكار المينشفيك والامميه الثانيه وتروتسكي وستالين وفشل الثورة العالميه
كل هذا اجهض الثورة وحرفها الى راسمالية الدولة البيروقراطية
الايعني هذا ان لينين كان ضحيه يا استاذ انور
مع اعجابي الشديد بتحليلاتك وشجاعتك يا استاذ انور


13 - الاستاذ فؤاد محمد
أنور نجم الدين ( 2010 / 9 / 23 - 10:11 )
نعم استاذ العزيز، الحل هو الكومونة، فتنظيم الانتاج والاستهلاك الكوموني لا يحتاج الى زعيم مثل لينين، ونظام مثل تايلور، ومشرف مثل الحزب، ورقيب مثل النقابة، وادارة مثل الدولة.

قارن بين الكومونة والدولة السوفيتية:
للحد من الارهاق الجسدي، فلقد قامت الكومونة بالغاء العمل الليلي للخبازين، بينما لينين طبق التايلورية في العمل، وأصبحت الستاخانوفية -نسبة الى عامل منجم- النموذج السوفيتي للعمل الشاق. وما هو الأساس الاقتصادي للنظام الذي لا يضع حدا للاضطهاد؟ هل هي الرأسمالية نفسها أم لا؟ وما أهمية الاشتراكية ان لم تكن تلبية الحاجات الاجتماعية؟

لا تعني الاشتراكية سوى السيطرة على القوانين الاقتصادية التي ستسبب الارتفاع والانخفاض الدوري لقيمة البضائع، وقيمة قوة العمل، والأسعار؟
والسؤال هو: هل يتناقض عمل لينين مع هذا المنهج التاريخي أم لا؟ ولماذا نظم لينين العمل على غرار تايلور لو كان الهدف الاشتراكية؟ وهل ملكية الدولة ملكية جماعية؟

ان رأسمالية الدولة الاحتكارية -ملكية الدولة- هي من صنع لينين وليس ستالين.
وان الكومونة هي من اكتشاف البروليتاريين وليس ماركس، أو ما تسمى العباقرة.


14 - السيد سعيد
أنور نجم الدين ( 2010 / 9 / 23 - 10:13 )
شكرا لمداخلتكم.

في (مختارات لينين) باللغة العربية توجد أطروحات لينين بخصوص تطبيقه للمنهج التايلوري في العمل.
في (في الرقابة العمالية وتأميم الصناعة) باللغة العربية توجد توضيحات لينين حول العمل التايلوري بوصفه استعبادا للعمال. وفي نفس المصدر نجد اعترافات لينين بالكارثة، والمجاعة، والبطالة، الخ.
في (خطتا الاشتراكية – الديمقراطية) وفي بعض مواضيعه بعد انقلاب اكتوبر، تجدون موقف لينين المعادي بثورة الكومونة، وليست الكومونة لدى لينين سوى (جنون فوضوي).
في (في الرقابة العمالية وتأميم الصناعة) يصبح لينين فجأة عنصرا كومونيا ويقول: سوفييتاتنا تسير في طريق الكومونة.

تحياتي


15 - الكومونه هي الحل
فؤاد محمد ( 2010 / 9 / 23 - 20:29 )
تحايتي وشكري واعجابي
لم يصدقني القل مثلك سابقا
للاسف ان القتره السوفيتيه خلطت الاوراق وكذلك ذيولها الاحزاب الشيوعيه
تحليلاتك الشجاعه انارت لي الدرب من جديد
نعم ماركس لم يايد الكومونه اولا لاكن بعد ان حدثت
قال انهم يشقون السماء
كم تردت في قراءه مقالاتك لاكن نقد فؤاد النميري البائس مسح الغشاوة عن عيني
الى مزيد من التحليلات وكشف الحقائق
سادرس كل مقالاتك بجديه لاجدد ماركسيتي
مع جزيل الشكز والامتنان


16 - الاستاذ فؤاد
أنور نجم الدين ( 2010 / 9 / 24 - 05:01 )
أشكركم جزيل الشكر.
في مقدمة البيان الشيوعي، يقول ماركس: وقد شاخ هذا البرنامج في بعض نقاطه، نظرا للرقي العظيم في الصناعة الكبرى وما رافق هذا الرقي من تقدم الطبقة العاملة ونظرا للتجارب الواقعية التي تركتها ثورة شباط أولا، ثم على الخصوص كومونة باريس.

وهكذا، فكما تعرف ان حقل تجاربنا هو التاريخ وليست النظريات، ومنهجنا هو المادية التاريخية لا مذهب الماركسية، والشيوعية هي حركة واقعية لا مخطط فلسفي -مشروع لينين المزعوم مثلا-، والكومونة هي فعل تاريخي لا تطبيقا لنظرية، وانها عمل انتاجي واداري مشترك لكافة أفراد المجتمع، فالشيوعية ليست ايجاد قاعدة مادية من العدم من قبل العباقرة، أو من خلال مشروع لينيني، وانها لا تعني سوى القضاء على الاختلال الاقتصادي الدوري والأزمات الناتجة منه، أي ايقاف القوانين الاقتصادية التي ستبب الأزمات.
تحياتي الرفاقية


17 - حول تحليل الإستاذ أنور
زروال المغربي ( 2010 / 9 / 26 - 12:29 )
التحليل الذي تم اتباعه فغي تناول البناء الإشتراكي في الإتحاد السوفياتي لا يخلو أن يكون تحليلا بورجوازيا بامتياز ، فقوة تحاملك على النظام الإشتراكي لا يعدو أن يكون تحاملا على اللينينية و على مبدعها لينين بالأخص ، فأنت لم تتناول مرحلة البناء الحقيقي للإشتراكية و هي مرحلة ستالين التي تم فيها وضع مفهوم النظام الإشتراكي و الإقتصادي الإشتراكي ، انطلاقا من الواقع الملموس الذي تبينه جميع الدراسات بما فيها حتى الدراسات البورجوازية التي تنتمي إليها ، فما خروج اقتصاد الإتحاد السوفياتي من أزمة 1929 سالما كحروج الشعرة من العجين إلا دليلا قاطعا على سلامة النظام الإشتراكي الذي وضع له لينين اسسه الراسخة.
لا يكفي التحامل على الإشتراكية و الإشتراكيين حتى تأسس لنقد موضوعي يمكن أن يصبح معمولا به في أوساط المثقفين الإشتراكيين.
إن أسس النظام الإشتراكي لم يصغها لينين يوما انطلاقا من النظرية البورجوازي بل صاغها انطلاقا من نقد الرأسمالية الإمبريالية.
عليك يا أستاذ بمراجعة منطلقاتك النظرية و شكرا.


18 - الفرننجة..
costa azar ( 2010 / 9 / 30 - 23:27 )
الرفاق السابقون و الاحقون يستاسدون على لينين البقرة عندما تسقط اول من يجهز عليها راعيها.والمطر صب فى فى موسكو ذات اكتوبر و الاخرين لبسوا المعاطف هنا او هناك

اخر الافلام

.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو


.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza




.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع


.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب




.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال