الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متلازمة الطركاعه

جمال المظفر

2010 / 9 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


قد تبدو المفرده غريبه لمن لم يعايشوا الواقع العراقي او للذين لم يتذوقوا مرارة الحياة وقسوتها ، يتوقعونها مفرده من مخلفات الموروثات الشعبيه ، والبعض يراها مزحة ، رغم ان غالبية الشعب العراقي لايحبذون استخدامها وقت غروب الشمس لانها مفردة غاية في الشؤم وهي اعلى مرحلة من مراحل التذمر واليأس ، لها وقع الزلزلة او الصاعقه على نفسية قائلها ..
طركاعه ، مفردة نسمعها يوميا على السن العراقيين بسبب الويلات والمصائب التي تنهال عليهم ذات اليمين وذات الشمال ، حروب وحصارات وانتحاريين وعبوات ناسفه واخرى لاصقه وسيارات مفخخه واغتيالات وصراعات سياسيه وسوء خدمات وازمات مستعصيه لايحلها اي حلال مشاكل ولا حتى من خلق الكون ..
طركاعه ، وساعة السوده ، والله لاينطيكم ، ونعله على ...!! ، ولاهلا ولامرحبا ، مصطلحات تردد على السن العراقيين ، يمضغونها مثل العلكه كوصف للحال الذي وصلوا اليه ، لاماء ، لاكهرباء ، لاحصة تموينيه ، لا امان ، لاحكومة (شراكه او شراسه وطنيه ) ، لامستقبل ، لاوظائف ، لاتعليم ، لاحقوق لهم مثل باقي البشر، معدمون يلفهم الفقر وينخر اجسادهم العوز بينما المسؤولين الحداثويين ينعمون بالامتيازات ويستولون على مقدرات الشعب والسراق يتكاثرون انشطاريا بقدرة قادر ، والقتلة يمارسون طقوسهم بكل حرية ، والعلاسة باتوا اكثر مقدرة على الايقاع بالشرفاء بين فكي الزنزانات او معتقلات قوات الاحتلال الامريكي .
طركاعه مفرده مناقضه لمفردة الحكومه التي تسوقها يوميا ( انجازات ) ولاندري اي انجازات تتحدث عنها ، وليتها تعددها او ترينا اياها على ارض الواقع ربما هناك عمى الوان او طمطمه اعلاميه لتلك الانجازات كي لاتحسب للحكومة المنتهية ولايتها شرعا وقانونا بعد ستة اشهر من الانتخابات ..هل بنت الحكومة مصانع جديده بدل التي دمرتها قوات الاحتلال ويعتم عليها لاسباب امنيه ، وهل باتت الكهرباء افضل مما عليه قبل الاحتلال ، ام ان ارصفتنا باتت ملونه مزركشه اسوة بحياتنا الملونه بمصائبكم وبلاويكم ، والحصة التموينية التي وعدتم الشعب بانها ستكون افضل مما كانت عليه في زمن صدام قد تحققت بحيث بات المواطن العراقي من افضل شعوب العالم التي تتناول المسرطنات والملوثات والمواد الاكسباير التي تشترى من الدواره وتورد الى المخازن ، وهل باتت المياه التي تدخل بيوت العراقيين شبيهة بماء زمزم ، وبيوت الصفيح المنتشرة على طول العراق وعرضه قد تحولت الى فلل دبل فاليوم ليرقى المواطن الفقير الى درجه المسؤول الحداثوي ويتساوون في الحقوق والواجبات ، ماللمسؤول للمواطن ، رواتب تقاعديه خرافيه وامتيازات ولافي الخيال وجواز دبلوماسي له ولعائلته ، والمواطن الذي يخدم شهر في الدوله يستحق راتبا تقاعديا يوازي راتب رئيس الولايات المتحده الامريكيه ، وان وان وان .... الى اخر الانانات والفوضويات التي رافقت واعقبت عملية احتلال العراق والتي يسميها البعض زورا وبهتانا ( تحرير العراق ) ..
طركاعه ، مفردة نتمنى ان تختفي من القاموس الميثولوجي العراقي ، ولكن عندما ينهي الساسة صراعاتهم و( مناكرتهم ) وعداواتهم وشحذ سيوفهم تجاه بعضهم ويكفوا عن الثرثرة الاعلاميه حينها سنقول وداعا لدكتاتورية الطركاعه واهلا بالديمقراطية اللامطركعه التي ولدت وترعرعت تحت سرف الدبابات ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فراس ورند.. اختبار المعلومات عن علاقتهما، فمن يكسب؟ ????


.. 22 شهيدا في قصف حي سكني بمخيط مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا




.. كلية الآداب بجامعة كولومبيا تصوت على سحب الثقة من نعمت شفيق


.. قميص زوكربيرغ يدعو لتدمير قرطاج ويغضب التونسيين




.. -حنعمرها ولو بعد سنين-.. رسالة صمود من شاب فلسطيني بين ركام