الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب الخليج الاولى الفصل اللاحق

مرتضى الشحتور

2010 / 9 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


في مثل هذا الشهر من عام 1980 اندلعت حرب الخليج الاولى التي انتهت بنتيجة تاريخية وحاسمة اثبتت للعالم اننا شعب لايقهريتحد في الشدة و يقاتل ويصمد ويصبر وينتصروبغض النظر عن اسباب ودواعي تلك الحرب.
كان اهم شعار رفعه العراق في سنوات الحرب الثمان الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية وادامة الحياة وتوفير اسباب العيش الرغيد لمحتلف اطياف الشعب .
ومضت الحرب وانتهت ولم نواجه نفصا في التموين او انهيارا في الامن او تراجعا في الخدمات .
الكهرباء الوطنية لم تنقطع يوما عن ابعد قرية في جنوب العراق .
المدارس تنتظم في الدوام من اليوم الاول للعام الدراسي .
المستشفيات تستقبل المرضى والجرحى على حد سواء لم تضق ذرعا في أي يوم باعداد الناقهين . كانت الخدمات الصحية تقدم مجانا وللجميع وكان جرحى الحرب يحضون برعاية تامة.
اتذكر ان قريبا لي فقد عينه . ولما حضر الى وزارة الدفاع قال له القائد الذي رعى الحفل . لاتبتأس ايها البطل سنعوضك عن فقدان عينك بعين من ذهب.
ارسلوه لاحقا الى فرنسا.
واتذكر ان مدينتي شهدت بناء اكبر مستشفى في تاريخها الراهن .
لايزال ذلك الصرح هو المبنى الاكبر والاعلى فيها ولما تقدم بي العمر وقفت على حقيقة ان الدولة انشئت مستشفبات من نمط نسخة مستشفى الناصرية المهيب.
ربما كان صوابا لما يتحدث القوم عن السلوك الطائفي والمناطقي لنظام الحكم وقتها من زوايا معروفة.
لازالت الناصرية لحد اليوم لم تحتفي بمبنى يوازي مستشفاها الذي بني عام 1984 ذي الطوابق الست والذي كانت طاقاته الاستيعابية 400 سرير.
وغير هذا والاهم من هذا كله هو الاستقرار الامني كنا نخوض حربا ضروسا .
كان العالم مضطربا اما العراق فقد ظل مستقرا آمنا بدرجة مائة بالمئة و حتى اتذكر ما كان راسخا في ذاكرتي ضمن اشياء مانسيتها ! ان احدى الصحف الاجنبية المرموقة كتبت تحقيقا بعنوان العراق المستقر والجوار المتدهور.
نعم كان نظامنا شموليا وكان قمعيا ولكن اهل بغداد عاشوا وكأن الحرب تجري في ولاية الاسكا وفي المنجمد الشمالي . ماخافوا ولم تفزع لياليهم بالخوف .
ماكانوا مذعورين ولا هبوا واجفين ولا لعنوا الساعة التي جعلتهم يولدون في هذا البلد.استذكر هذا وقد عدت من بغداد .
في ظرف شهر زرت بغداد ثلاث مرات في كل مرة اضع في مقدمة اهتماماتي وفي اعلى برنامج عملي ان اتوجه الى جريدة الزمان في كل مرة تواجهني مشاهد رعب وكوارث ودماء واشلاء .
في كل مرة ،في لحظات تخلو شوارع بغداد من اهلها يضرب الموت ربوعها يحلق في سمائها يخيم على حاضرها وقادمها.
ورغم ارادة شعبها الشجاع وابناءها وبناتها الشجعان وقدرتهم الاصيلة على تحدي الهمجية وتجاوزهم سريعا لتلك الفواجع والشنائع يمكن تلمس مشاعرهم الناقمة وشعورهم الغاضب من الفشل وعدم قدرة اهل القرار على التصدي للقضبة الامنية ومختلف اهتماماتهم اليومية والعادية.
يتملكهم شعور بالحنق والاحباط؟قالانفلات يغلف المشهد بصورة غاشمة.
يروى وكيل وزارة الداخلية اغرب قصة وهو رجل معروف بحياديته وانتماءه اليعربي قال ان عناصر مارقة في اجهزة الدولة تنتسب فعلا الى مؤسسات الدولة تتولى قتل الناس ونشر العبوات وتفخيخ السيارات وانزال الكوارث في بلادنا ثم ولاحفا تأكدت من صواب تلك الرواية. سمعتها من العشرات ممن انفي الكذب عنهم .
وقال اخر ان اعداء امريكا وخصومها يقفون في خندق واحد مع قتلة الشعب العراقي.
وقد وجدنا من يعتقد بان لجهة حرب الثمان سنوات مصالح حقيقية وهواجس حقيقية لاستمرار النزف العراقي وقتل الانسان العراقي.
يقول السفير جيمس جفري ان ثلث قتلاهم وقعوا بالعبوات الايرانية وتقول تقارير مؤكدة ان أي تطور سياسي لمواجهة الجارة ايران ينعكس بصورة مدمرة على اهل بغداد.
فاذا تلقت ايران عقوبات اقتصادية فان الرد سيكون تفجيرات وعبوات لاصقة وسيارات مفخخة ومسدسات كاتمة تضرب في بغداد.
واذا ضاق الخناق على فصيل من فصائل ايران التي تشاغب تل ابيب تنطلق تظاهرات مدفوعة الثمن في الشوارع الجنوبية تهاجم المؤسسات الخدمية وتعطل الحياة اليومية.
واذا جرى الحديث عن بناء مطار او اطلاق ميناء تنشط عمليات اطلاق الصواريخ وخطف البحارة وحتى صيادي الصبور في خور الزبير .
القضية التي يتحمل نظامنا البائد مسؤوليتها هو فشله في الحفاظ على المنجز التاريخي الحاسم يوم جعلنا حكام ايران يشربون كأس الهزيمة مترعا.
لقد انتهت الحرب بنتيجة مهمة بلد امن وشعب آمل واحلام كبيرة ومهابة عالية .
ان المثلبة الكبرى هو تلك الخطوات الطائشة التي بددت ذلك المجد العظيم واسقطت ذلك الحلم الجميل.
لقد شعرنا امس بالعار حين نقلت لنا قنوات العراق بشرى شراء 12 دبابة. عدت الى مفكرتي فلما انتهت حرب ايران وكان رصيدنا ستة الاف دبابة و1200 طائرة وجيش يثير اسمه الرعب والفزع في قلوب الاعداء يتباهى به الشرفاء. كنا في وضع جامع مانع . لا احد يفكر في ازعاجنا واو يتجرأ على شعبنا ولو بكلمة صغيرة.
وخاتمة قولي ماسمعته عن ضابط كبير قال تبا للديمقراطية التي سمحت بقتل الطيارين العراقيين وقادة الجيش السابق بالعبوات والمسدسات الكاتمة امام اطفالهم في بغداد لافي السواتر ولا في جبهات الحرب ضد الاعداء.انه الفصل الملحق بحرب الخليج والذي سيستمر استمرار الحكم الحالي في طهران








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر


.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ




.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي


.. شاهد| قصف إسرائيلي متواصل يستهدف مناطق عدة في مخيم جباليا




.. اعتراضات جوية في الجليل الأعلى وهضبة الجولان شمالي الأراضي ا