الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة قبل الانتخابات التشريعية في فنزويلا

فنزويلا الاشتراكية

2010 / 9 / 21
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


ننتظر في الأيام القليلة المقبلة بدء معركة ديمقراطية انتخابية جديدة في فنزويلا التي لا يمر عليها عام إلا وتشهد خلاله انتخابات من نوع ما.
الانتخابات التشريعية المقبلة لا تحمل أهمية أقل من أي انتخابات سابقة، وهي حاملة لتوقعات وآمال لنتائجها التي ستكون مفصلية بالنسبة لمستقبل فنزويلا.
فبقدر ما تحمل الانتخابات الرئاسية من أهمية بحسب نظام البلاد الإداري، فإن للمجلس التشريعي (الجمعية الوطنية) موقعاً يجعله إما أن يسند موقع الرئاسة ويسهل عملها ويطوره ويغنيه بالنقد والتصويب أو أن يتولى عملية العرقلة والإبطاء وربما الرد والإلغاء بما يتعلق بقوانين قد تحمل أهمية بالغة للبدء بتحقيق عمليات تغيير جوهرية في مواقع متعددة من الحياة الفنزويلية بغية تهيئة القاعدة المادية لتنفيذ الانتقال التاريخي.
ولأجل هذا، وبعد مقاطعة المعارضة البرجوازية للانتخابات التشريعية الماضية مما أتاح لمرشحي الحركة البوليفارية في حينها من تحقيق نصر كامل واكتساح مطلق لمقاعد الجمعية الوطنية، أدركت المعارضة غلطتها وعادت لصوابها باستيعاب أهمية هكذا انتخابات لما لعبته من دور مساعد للرئيس تشافيز ولحركته البوليفارية.
فاليوم، تخوض المعارضة البرجوازية للثورة الانتخابات بكامل قواها وهي الآن أكثر توحداً وأكمل استعداداً وهي حتماً في ذروة جهوزيتها التي لم تبلغها في أي مواجهة سابقة قط، سواء على المستوى الديمقراطي أم التخريبي الانقلابي.
قادة المعارضة مدركون بشدة لمفصلية هذه الانتخابات بالنسبة لمستقبلهم الذي يعني بالضرورة نقيض مستقبل الثورة الاشتراكية، فإن نجحوا في تحقيق نصرهم الموعود في الانتخابات التشريعية سيعني مسألتين بالغتي الأهمية، الأولى، أنهم سيعيقوا كل عملية تغييرية سيقدم عليها الرئيس تشافيز، ولن تتقدم الثورة الاشتراكية ولا حتى خطوة واحدة للأمام على ذات الدرب الذي لطالما سلكته لبلوغ مساعيها، والمسألة الثانية، هي أن آثار النصر التشريعي على مدى العامين المقبلين الممهدين للانتخابات الرئاسية في عام 2012 ستكون أملهم الأخير لإيقاف الرئيس تشافيز وإزاحته من منصبه، فهو لن يكون قادراً على المضي في تغييراته التي تحافظ أو تزيد من شعبيته بفعل معارضة المجلس التشريعي، مما يعني فرصة ذهبية لتقويض شعبيته التي تشكل أرقاً لهم من رئيس لا يزال في سلطته منذ 11 عاماً وحافظ على موقعه بأنه "السياسي الأكثر شعبية في البلاد بلا منازع" بحسب السيد ليون، مدير مركز داتالنيسس لاستطلاع الرأي الموالي للبرجوازية الفنزويلية.
فإذاً، الخطوة الأولى، نصر تشريعي، مما يستتبع أملاً بنصر رئاسي ينهي كل ما كان بالنسبة للطرفين، أو هكذا يبدو على الأقل للمتابع من على السطح فحسب.
أما الثورة، فأمامها تحقيق نصر من نصرين، الأول بغالبية بسيطة، والثاني بغالبية الثلثين. أما إن تحقق الأول فلن تقر قوانين من العيار الثقيل التي كانت الثورة تمررها في المرحلة المنصرمة، مما قد يعني وضعاً من الركود على المستوى التشريعي التقليدي، وتلك حال تقبل الكثير من النقاش اللاحق حولها إذا ما تحققت، ولو تحقق النصر الثاني، أي الحصول على غالبية الثلثين، فإن الكثير في مجال تمرير القوانين لن يتبدل، وستمتلك المعارضة العديد من الممثلين في الجمعية الوطنية لربما تجعلها على مستوى الأحداث لتبدأ باستيعاب العملية التغييرية فتقوم بانتقادها والتقليل من الانتقاد لذوق الرئيس تشافيز “الرديء” بالملابس وتباشر بلعب الدور المفيد المفترض لأي معارضة يمينية كانت أم يسارية.
لمعرفة، أو تصور ما قد تحمله الانتخابات المقبلة من نتائج لا يمكن الاستناد إلى مراكز استطلاعات الرأي لحد كبير، فهي في فنزويلا مسيسة بطريقة تجعلها تفقد الكثير من مصداقيتها، ناهيك عن التوزع الديموغرافي الفنزويلي الذي لاتتم مراعاته بشكل سليم من قبل تلك المراكز. لكننا يمكن أن نرجح كفة سيناريو من السيناريوهات المقبلة على حساب آخرين:
السيناريو الأول: أن تحقق الثورة البوليفارية غالبية بسيطة، وهذا هو الاحتمال الأرجح نظراً لما تواجهه البلاد من عمليات تخريبية من العناصر المعادية للثورة المتبقية في العديد من المؤسسات الهامة والخدمية بالإضافة لفساد العناصر البيروقراطية وإهمالها.
السيناريو الثاني: حصول الحزب الاشتراكي الموحد لفنزويلا على غالبية الثلثين وهذا احتمال وقوعه أقل رجحاناً من الأول، فعلى الرغم من الانجازات التي تحققها الثورة البوليفارية، فإن الكثير مما يحدث لا يهم العديدين من أفراد الفئات متوسطة الدخل التي تعتبر أن ما حققته الثورة هو من المسلمات وأن البرجوازية لن تلغيه كما لو أنه كان قائماً في فنزويلا منذ الأزل والثورة الاشتراكية ستمنعهم من بلوغ حياة أفضل.
السيناريو الثالث: وهذا من بالغ الصعوبة أن يتحقق، بأن تنال المعارضة الغالبية البسيطة، فهنالك قطاعات شعبية فنزويلية بأكملها نالها التحسن في مستوى المعيشة بالإضافة لتغير تموضعها الطبقي، فتحولت لفئات منتجة حقيقة سواء في قطاعي الزراعة أو الصناعة، وهؤلاء بفعل خوضهم للمعارك الطبقية المستمرة باتوا مدركين لأهمية الثورة، كما أنهم أساسها ومناضلو عملية التحول الاشتراكي القائمة وأعدادهم ليست بالقليلة أبداً بل هم الغالبية والرهان هو على نجاح الحزب الاشتراكي الموحد بتعبئتهم للتصويت في هذه الانتخابات، فمقدار التعبئة سيتناسب طرداً مع نسبة الغالبية البرلمانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة وصفقة تبادل.. تعثر قد ينذر بانفجار| #غرفة_الأخبار


.. إيران والمنطقة.. الاختيار بين الاندماج أو العزلة| #غرفة_الأخ




.. نتنياهو: اجتياح رفح سيتم قريبا سواء تم التوصل لاتفاق أم لا


.. بلينكن يعلن موعد جاهزية -الرصيف العائم- في غزة




.. بن غفير: نتنياهو وعدني بأن إسرائيل ستدخل رفح وأن الحرب لن تن