الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين فقهاء العراق ؟

كمال سبتي

2004 / 9 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أفتى يوسف القرضاوي فتواه السياسية غير الدينية بقتل المدنيين الأميريكيين فتدخلنا نحن شعراء الحداثة لنرد عليه فقهياً !
بل جئنا له بالحديث النبويّ الرائع : (ادرأوا الحدودَ بالشبهات) لنبطل فتواه فقهياً !
ولكن أين فقهاء العراق ؟
لم أسمع منهم كلمة.
كذاك الذي برر قتل مساكين النيبال فشوّه علماء السنة كلهم بما فعل.
وكأولئك الذين ما إن تسلموا أول عشرة أيام حكم مؤقت في التاريخ حتى ألغوا إحدى ثمرات نضال الشعب العراقي ، وأعني بها: قانون الأحوال الشخصية، وأخطأوا بعدها خطأً سياسياً كلفته كانت مائة مليار دولار يدفعها بلد جريح يتوسل إلى هذا وذاك حتى يسقطا ديونهما عنه!
ولقد عارضت القرضاوي فقهياً بالمنهج ذاته الذي أملى عليّ أن أكتبَ ،قبلاً، رسالتي إلى السيد مقتدى الصدر، نطرد الاحتلال بالبناء لا بالآر بي جي :
(أخي مقتدى..
ولست ذاهباً في الفقهِ إلى أقوالٍ أخرى أو وقائعَ أخرى وأنا الرجل العلمانيّ المؤمن بتقويةِ القوانين الوضعية،لا الإلهية، للدولة.
لكنني أرى أنَّ قتالكَ الآن هو على غيرِ مبدأ مذهبِكَ قبل شُهور ، وعلى غيرِ مبدأ مذهبكَ قبل قُرون.
فلقد ماتَ شُبّانٌ كانت عوائلُهم تحتاجُهم ، وسيموتُ فقراءُ يحتاجُهم البناءُ الطّبقيُّ في البلد..فلم لا يذهبونَ ليتشكَّلوا خزيناً في البناءِ من أجل إنقاذ البلد في ما بعدُ من الاحتلال وخدّامِه ؟
والبناءُ أخي مقتدى هو القوةُ الوحيدةُ القادرةُ على طردِ المحتلّ ، إذ أنَّكَ غيرُ قادرٍ بغيرِهِ ولا بلدانٌ حتّى.
وما نحنُ أمامَ الماكنة الأميريكية الجبّارةِ سوى أولئكَ المساكينَ الذينَ أفرَحَنا المسيحُ ذاتَ مرّةٍ بـ"طوبى" في موعظة الجبلِ ووعدنا فيها بوراثةِ الأرضِ ، تلك التي سيَعِدُنا بها القرآنُ من بعدِهِ أيضاً. مساكينُ نحن و حتّى غيرُنا من السّاسةِ والرّؤساء .
وأنا أخي مقتدى قد عارضتُ الحربَ في كتاباتي بقوةٍ لأنني لا أظنُّها وسيلةً لرخاء.
وها أنا مبتعدٌ عن حفلةِ البذخ الأميريكيّ في تعيينِ الخدم ، ومنتظرٌ أن يتحقّقَ مشروعٌ سلميّ للديمقراطية في بلادنا فأعودَ إليها نهائياً..
وفي ظني إنَّ هذا المشروعَ سيتحقَّقُ إنْ نحن فهمنا أنَّ الماكنةَ الجبّارةَ لا تكسرُها أفعالُ مقاومةٍ بدائيةٍ معاكسةٍ لها، بل هي تُغذيها في الديمومةِ وتُبقيها شَرِسةً ، فاغرةً فاها.
سيتحققُ هذا المشروعُ إنْ نحنُ ذهبنا بأطفالنا إلى الدّرسِ الجديد ، لا أنْ نقفلَ مدارسَهم ونرعبَهم برصاصِ الأنصار المنتشرينَ على سطوحِها.
سيتحققُ هذا المشروعُ إنْ نحنُ بنينا مؤسساتٍ للديمقراطية لا أن نقتلَ آمالَ بنائها،وهي بعدُ آمالٌ ، بوزارة للأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المُنكَر.
سيتحققُ هذا المشروعُ إن نحن تركنا دسائسَ الجيران وضَحِكْنا منْ كلماتِهم المرسلةِ إلينا، اللطيفةِ في ظاهرها والضامرةِ فتنةً كبرى في باطنِها.
سيتحقّقُ هذا المشروعُ إنْ نحنُ آمنّا بوجودِ الآخر ، الذي لا يشاكلُنا في الرّأي.
سيتحقّقُ هذا المشروعُ لأنّ التاريخَ قال هذا بعدَ انهيار دولة الدكتاتور. 13 من آب 2004)
فتوى يوسف القرضاوي خطيرة ، أيها الأخوة الفقهاء العراقيون فتدخلوا، قولوا كلمة..
إنهم يريدون المذبحة تستمرّ..
تدخلوا..واشعلوها حرباً فقهية ضدّه في الصحف والفضائيات وفي المواقع الألكترونية..
لا أن تتركونا نتحمل عبئها نحن الذين لم ندرس يوماً في حوزة ولا آمنا من قبل بفتوى ، أيةِ فتوى!

هولندا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبهة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا تشتعل من جديد


.. بعد عامين من اغتيال شيرين أبو عاقلة.. متى تحاسب دولة الاحتلا




.. الطلاب المعتصمون في جامعة أكسفورد يصرون على مواصلة اعتصامهم


.. مظاهرة في برلين تطالب الحكومة الألمانية بحظر تصدير الأسلحة ل




.. فيديو: استيقظت من السبات الشتوي... دبة مع صغيريْها تبحث عن ا