الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاج المدمن .. مهمة الدولة

علي شايع

2010 / 9 / 22
حقوق الانسان


“في المخدرات عالم آخر”.. نسمع هذه الكلمة فنظن المقصود منها؛ ما يعيشه المدمن كتفاصيل نشوة عارمة، ولكنها بواقعها نشوة عابرة، تنتهي بحدود لحظتها، لتبقي المدمن ملهوفاً يطاردها، من اجل أن يكرّر مجدّداً غيابه الخاص فيها. والمعنى الآخر لهذه الكلمة؛ هو المرعب لحالات غريبة لا ترتبط بالمفاهيم الإنسانية المعتادة تتخلّل عالم الإدمان.
المدمن.. في الغالب شخص مثقل بأعباء ومشكلات يريد الهروب منها إلى مشكلة واحدة هي الإدمان، معتقداً أن حلّها يكمن فيها، حين تكون حلاً اختيارياً له وحده. وبالطبع بقية المشاكل لا تنتهي ولكنه يغلفها بالوهم والنسيان، مُسقطاً فرض حلّها، وعدم السماح لآخرين بالحديث عنها. وهذه الحالة ليست صحيحة ولا صحية في نظر المهتمين بمعالجة الإدمان ورعاية إنسانية ضحاياه، لذلك سيكون عليهم التفكير بالحلول، وهي كثيرة وتختلف من شخص إلى آخر..وإمكانيات النجاح فيها تبلغ ما يفوق 90 بالمئة في بعض البلدان الأوربية مثل هولندا، حسب إحصاءات رسمية معلنة.وبالتأكيد النسبة مذهلة في بلد يضع مقهى لمدخني الحشيشة في كل مدينة، وتباع فيه المخدرات الخطرة بأماكن معروفة للراغبين، ومع هذا بقيت هولندا أقل بلدان أوربا إدماناً.
في مثل هذه القصّة سرّ الإنجاز الاجتماعي والصحي، الداعي إلى للاستفادة من التجربة، والتأمل خيراً بالمشترك الإنساني، ففي العراق يوجد مخدرات وفي هولندا أيضا..ولكن السلطات الهولندية وشرطتها يوزعون المخدرات على بعض المدمنين من أجل السيطرة عليهم، ومعرفة أماكنهم، وحتى لا يكونوا صيداً سهلاً لمن يمنحهم المخدرات تجنيداً للجريمة. الدولة بهذه الطريقة تبقيهم قيد الرقابة والرعاية النفسية والصحية التي يستفيد منها الكثير للتخلص من هذه العلل.
إنها أشياء تتعلق بخطط علمية مدروسة ،وتوفير أماكن مكافحة الإدمان، ستحتاج إلى رقابة حكومية صارمة.
وعن تجربة شخصية روى لي مهاجر عربي تورَّط الإدمان في مدينة هولندية قريبة من مسكني. كنت أوصله ثلاث مرات أسبوعياً إلى مشفى الإدمان، وأبقى معه للمساعدة والترجمة عام 1999..روى لي قصص غريبة، منها حكاية فضحها الإعلام عن القائمين على إحدى المشافي ممن كانوا يرغبون ببقائه ومجموعة كبيرة من المتعاطين بورطة الإدمان؛ لأنهم سيجدون وظيفة وعمل. وكان يردّد بيقين : “لو شفينا من الإدمان سيطرد هؤلاء من عملهم.”.. فالعمل هنا حسب ما تفرضه الحاجة وليست وظيفة في الدولة تبقى تدفع لها في كل الأحوال.
وقتها أدركت تماماً معنى كلمة “ في المخدرات عالم آخر”..هذا العالم أتمنى أن تدخله مؤسسات البحث الاجتماعي والنفسي، وتتعاضد فيه جهود السلطات وتكون بمسؤولية واجبها بفرض التسهيلات التامة للجهات الصحية، وتوفير الحماية لها، وتشكيل لجان رقابة ترفع تقاريرها إلى هيئة علياً في البلد تتابع هذه القضية.

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين