الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القفز ...لاجل امريكا

البتول الهاشمية

2004 / 9 / 5
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


وصفته جرائد الواشنطن بوست والد يلي تلغراف بأنه اغرب عاشق حتى الآن ...ولكن لماذا ؟
في الحقيقة لعدة أسباب فالمذكور لا يهوى امرأة كما تجري العادة بل يعشق بلدا من واحد وخمسين ولاية ..نعم انه مغرم بأمريكا بأكملها وهو ليس مجرد عاشق تقليدي يكتب شعرا على ضوء القمر أو يقف على الأطلال بل وصلت شدة الهيام به إلى ابعد من ذلك بكثير وصعد مبنى مؤلف من أكثر من عشرة طوابق وقرر أن يقفز من الأعلى لأجل معبود ته التي رفضت أن تعطيه تأشيرة دخول إلى مضجعها وقد هدد وتوعد لا بل ونفذ راميا بنفسه من قمة ذلك الارتفاع دون أدنى احترام لحقوق الإنسان ولقانون الجاذبية الأرضية غير أن ربة الحب قررت ألا تفرط بابنها البار ومدت يديها لتساعد فريق الإنقاذ في تقدير المسافة التي سيسقط بها حيث كان بانتظاره فراش وثير حال دون موته ونجا بكسور وتشوهات ونزيف......وسارعت موسوعة غينيس للأرقام القياسية إلى اعتبار هذا المواطن الكوري الجنوبي أول رجل يقفز
لأجل امريكا
ما رأيكم انتم ..أليس غريبا أن نقف نحن العرب مكتوفي الأيدي أمام هكذا قرار يظلم أكثر من معظمنا فمثلا هاهو الرئيس الليبي يسلم صقور امريكا خلاصة تسليحة لثلاثين سنة بأموال وتكلفة لا تقدر بثمن سرقت في معظمها من أفواه أبناءه ...ألا يمكن اعتبار ذلك قفزا فوق عشرات السنين من الفقر والإنفاق وجهد العلماء وسهر الجنود ثروات البلاد التي بيعت بأرخص الأسعار أيام الحصار ...وكله لأجل امريكا
سيف الإسلام قرر أن يعوض لليهود اللذين هاجروا من ليبيا بغير محرقة أو اضطهاد أو تطهير عرقي كما حصل لهم في ألمانيا في كرم طائي غير مسبوق ...ألا نستطيع أن نعد ذلك قفزا فوق مئات اللاجئين الفلسطينيين اللذين يعانون من ضعف الخدمات المقدمة لهم في ليبيا وتجاهل للمشردين من إخوانهم بغير منازل في غزة وازدراء بالليبيين اللذين قضوا ربيع عمرهم في سجون طرابلس وبنغازي لأجل كلمة أو رأي لم تعجب الوالي المقدس ...وكله لا جل امريكا
ماذا عن أعضاء مجلس الحكم الانتقالي اللذين لم يتحرك لهم جفن من منظر جثث أطفال الفلوجة وشيوخها ونساءها الملقاة في الشارع بمشاهد تعيد الذاكرة إلى الحرب العالمية الثانية وما زالوا يراهنون على حصان الديموقراطية الأمريكي ويجتمعون ليل نهارا مع بر يمر والجنرال كميت الذي أعطى الأوامر بقصف المدينة المكتظة بالسكان دون أن يفكر واحد منهم بتقديم ولو استقالته ...ألا يمكن اعتبار ذلك قفزا فوق كل المبادئ التي نادوا بها وهم عائدين على دبابات أمريكية بعد إجازة طويلة قضوها في نوادي القمار في لاس فيغاس وبيوت الدعارة في شيكاغو حيث صدقوا كذبة أنهم وطنين كانوا يعيشون في منفى ...أليس هذا بمجمله من اجل امريكا
ألا يجب أن تعترض كبار الشخصيات العربية والمسؤلين اللذين باعوا شعوبهم وهرولوا إلى إسرائيل والبيت الأبيض ساجدين راكعين يطالبون بصكوك الغفران الجديدة التي يهبها البيت الأبيض ..أليس هذا قفزا فوق كل مبادئ العروبة والقومية العربية التي ملاؤا صفحات خطاباتهم ومقابلاتهم بها ...وكله لأجل امريكا
ما أردت قوله إن على موسوعة غينيس أن تعيد النظر في قرار متسرع خاطئ ظالم كهذا فهذا الكوري الجنوبي قد سبق بكثير من حيث الزمن وارتفاع مسافة القفز وان كان الأمر انتهى به إلى تشوهات وكسور ونزيف فان شعوب قد شوهت ثقافتها وأجزاء غالية قد بترت من جسد الأمة ونزفت ثروات وكله لأجل عيون امريكا فأية فاتنة أنت وأية حسناء يا امريكا لدرجة إن آلاف العشاق تتسابق إلى الفوز منك بابتسامة أو نظرة أو همسة أو قبلة يد بعد أن نسوا ......أن من الحب ما قتل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما مبرّرات تكوين ائتلاف لمناهضة التعذيب؟


.. ليبيا: ما سبب إجلاء 119 طالب لجوء إلى إيطاليا؟ • فرانس 24




.. بريطانيا: ما حقيقة احتمال ترحيل مهاجرين جزائريين إلى رواندا؟


.. تونس: ما سبب توقيف شريفة الرياحي رئيسة جمعية -تونس أرض اللجو




.. هل استخدمت الشرطة الرصاص المطاطي لفض اعتصامات الطلاب الداعمة