الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طوفان الأمة الأردنية ومثاليات الدولة المارقة في التنمية والثقافة

خالد سليمان القرعان

2004 / 9 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ما أكثر ما تنوع من سبل الدعم الموهوم ، والتنمية الشاملة ، داخل المجتمع الأردني ؛ الذي تغذيه الحكومات المجهولة ، من وراء واقع وضرورة الوطن واستحقاقاته ؛ وما أشمل وأعم من التبجيلات الإعلامية الأردنية الباطلة ، بين الإدارات السياسية الغربية ، والمنظمات العالمية العاملة من اجل حقوق الإنسان والتنمية البشرية ؛ والتي أسست (هذه المنظمات الإعلامية) ، من أجل تظليلها ؛ وليس من أجل الصالح العام للتنمية الأردنية ؛ إضافة إلى ذلك ؛ التبجيل الإعلامي والتضليل المؤثر ، الذي تتبعة هذه الحكومات أو تلك ؛ بين القطاعات والفئات الأردنية المختلفة ، خاصة الفقراء بتقنين منظم ، والمعطلون عن العمل ، من قبل الدولة الأردنية ؛ وهذه الفئات بدورها اعتادت على التظليل الحكومي ، وهرم الدولة كالعادة ؛ كنوع من الاحتوائية الذاتية لأوهامها من جهة ، وللاعتياد على النفاق المقنن ، والتدجيل الرسمي من جانب آخر ؛ كأمر طبيعي من الاعتياد على التبعية والطوعية والخوف من أجهزة الدولة .

وليس أسوأ من وجود هذا التضليل المنظم أو تعميمه ، غير هذه الواجهة السلطوية ، أو تلك ، أو هذا الفرد المستبد أو ذاك ، الذي يقنن ويشرع وينافق ، دون رادع دولي ، أو أدنى وجود ، إلى احترام خصوصية وحاجة الإنسان الأردني ، وأرادته ، أو حقوقه ؛ وكأنه سلعة رخيصة يروج لها ، في سوق النخاسة الصهيوني ، من أجل التسول على المنظمات العالمية ، على حساب هذه الحقوق ، وهذا الوجود ، بل وهذه الكرامة الرخيصة ؛ فكل وزارة شكلت على عاتقها ، الكثير من الفرق والخطط والمشاريع والأموال الجاثمة ، ثم تخرج بها إعلاميا ، على الملأ ومنظمات التنمية والإغاثة العالمية ، من أجل تضليلها ، وتضليل الإنسان الأردني معا ؛ بينما عطاؤها لم يظهر ، ولم يتغير إلا من أجل صالح مقننها ، ومشرعها ، ومن جاءته الرحمة من أجل رهن منزله وراتبه ، أو أرضه من أجل هذا المشروع أو ذاك ، لجهل من يتعامل مع هذه الجهات المشرعة أو تلك ، وهي لا تزال تعمل من أجل التلاعب ، بميزانية الإيرادات العامة ، والمساعدات التنموية أو مصادرها ؛ والتلاعب كذلك بمقادير الأمة . خاصة بعد ظهور ما يسمى بوزارة التنمية السياسية . وهي الوزارة الأشد هلاكا ، وأشد تزويرا للواقع أو الحاضر الأردني أمام التغييرات الدولية القادمة .

أنبثق عن بعض الوزارات الأردنية ؛ خطط التمويل المقننة ، والتي تتماثل بأهدافها ومخططاتها ، مع وزارتي الزراعة والصناعة وغيرها ، من الوزارات ؛ والتي تبنى أهدافها على رهن العقارات والأراضي والرواتب ، وهي تعني بوجودها وقياساتها أساسا : العمل من أجل صالح طموح الدولة العبرية على أرض الأردن ، وإضفاء سياسة التهجير والاستيلاء المستقبلي ، إضافة إلى سياسة التجريد الذهني العقائدي ، وسلب مقومات الإنسان الأردني ؛ من خلال هذه الوسائل المنظمة ، حيث يمكن من خلال هذه الخطط ، تمويل أحد المشاريع المقترحة ، من أجل أنسان فقير ، أو أنسانا آخر معطلا عن العمل ، أو تمنح إلى أحد موظفي قطاعي الدولة العام والخاص ؛ أي تجريد الفرد ومن حوله ، من مصادر الدخل من خلال الضمانات التي تفرض عليه ؛ وهذا هو مفهوم عسكرة المجتمعات الحديث ؛ الذي يعنى بتركيع الإنسان قبل دوافعه وحاجاته ، وعلى عكس تشريع قوانين الدعم المباشر التي تعنى بالقادرين والمتلاعبين في مقادير الأمة دون كفالات ودون ضمانات ، والسؤال هو : ماذا يعني أن تدعم الفقير أو العاطل عن العمل بمشاريع ساقطة ، باعتبار أن هذه الفئات فاقدة في نفس الوقت ، إلى الأهلية المادية ، التي تتعلق بالضمانات ؛ بينما المطلوب منها هو البحث عن الآخرين ؛ الذي يمكن لهم أن يضعوا مخصصا تهم الوظيفية وعقاراتهم رهنا للبنوك مجهولة النسب ، وتأسيس تلك المشاريع الساقطة ، من خلال هذه الكفالات وهذه الضمانات المالية ؛ بينما هي أساسا ؛ سياسة احتوائية تعمل على احتواء ذات الفرد وعائلته ومن حولة ؛ والسيطرة على مصادر الدخل والأملاك العامة ، كما حل فيما مضى وجرى على أرض فلسطين ، .. وهكذا تتشكل النواة التامرية ، ومن ثم العسكرة التجريدية للأرض والإنسان الأردني .

وزارة الثقافة الأردنية والذي يمكن لها أن تكون عمادا للفكر والنمو الوطني ؛ فمنذ أن تأسس الكيان الوطني الحديث ، ومنذ عشرات السنين ، لم يتغير من رجالاتها قاثما واحدا ، وأغلبهم من غير المحسوبين على الإنسان الأردني ، أو العربي بشكل عام ، فهي لا تزال حية بمتنفذيها ؛ المشبوهون بانتمائهم الفكري والوطني ، وغائبة باسمها الذي تغايره الأسماء الأخرى ؛ كالمجلس الأعلى للإعلام ، ووزارة الإعلام ، وميزانية ذلك التغاير والمصروفات اللاوطنية ، التي تبذر كل عام من خلال هذه المؤسسات الثقافية والإعلامية ، تفوق بخيلائها وضخامتها ، ما يعوزه الفقراء والمعطلون عن العمل ، حتى عشرات السنين القادمة ، من خلال استقدام الفسق والفجور على أرض الأردن ، واستضافة الفعاليات الغنائية والمهرجانات الراقصة ، والعاهرات ؛ ولا أبالي كما يبالي غيري من الجبناء أن قلت : أن ليس هناك غانية في العالم العربي ، لم يتم تزويدها بأموال الأردنيين ، من أجل أحياء حفلة ما ، ومن أجل زنديق ما ... مجهول النسب . ليس فحسب بل أنها تسعى سنويا ( هذه المؤسسات اللاثقافية ) ، في إهدار الملايين من الدنانير ، من أجل طبع كتاب هذا المسؤول أو ذاك ، وعلى حساب النمو الوطني للإنسان الأردني ، فكريا وثقافيا ، حتى استشرى الفسوق فيها وبمتنفذيها ، دون سائل أو مسؤول ، ودون راع أو رعية ، وهؤلاء هم من أشهروا أنفسهم لا وطنيا ، على حساب مقدرات الأمة والوطن والعرب والضرائب التي يدفعها الإنسان الأردني بالخاوة الأمنية والحكومية ؛ إضافة إلى ما تدفعه الدول الراعية والمانحة من أجل تجنب التطرف وما يسمى بالإرهاب ؛ حيث لدى أولاءك الموصوفون : الوسائل والطرق الممكنة ، من أجل تضليل هذه الجهة أو تلك ؛ أن لم تكن هذه الجهات هي التي تفعل من إهدارها للكرامة والأموال الوطنية واستمرارها ، بيد أن التماثل الثقافي ، لا يختلف عن إنشاءها ودعمها لرابطة الكتاب هذه أو تلك ، من خلال التشعب الأمني ، وتغييب الفرد الفاعل على الساحة الوطنية ؛ حيث النهيق والتأويل وتزييف الواقع الأردني يتم من خلال هؤلاء المرتزقة ، بدعمهم ماليا وأمنيا ، ودعمهم ببطاقات عضوية رابطة الكتاب الأردنيين ، على الرغم أن هذه الفئات أغلبها بعيدة كل البعد ، عن عالم الفكر أو الثقافة ، وليس أسوأ من هذه الفئات ، غير الجهات العربية والدولية المتفاعلة معها ، التي تحتضنها في كل هيئة أو مؤتمر رسمي ، يعمل من أجل الصالح العام العربي والدولي حضاريا ، ولا طائل وطني أو قومي على وسائل الإعلام والصحف ، التي لا تختلف بتنظيمها كثيرا ، عن هذه الأحوال ، حيث تديرها ويديرها أرباب الأجهزة الأمنية والمخابرات ، أو أصحاب الشركات العبرية المستفيدة من هذا الواقع المؤلم .


ماذا يختلف الطوفان الأردني عن طوفان الدولة المارقة ، في وصف ساسة الغرب ومفكرية داخل الإدارة الأمريكية ، راعية التغيير المنتظر في العالم العربي ؛ حيث مفاهيم الدولة المارقة ، تنطبق مقوماتها الثقافية والاقتصادية على فساد الفرد داخل الإدارة التنموية والثقافية ، في الدولة الأردنية ، التي تعمل من أجل من هم في غرار غير أهل الوطن ، وأعداءه ؛ كما يحل الأمر على موجبات وجود الإنسان الأردني على ارض الوطن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضغوط على حركة حماس للقبول بمقترح التهدئة | #الظهيرة


.. خليل العناني: أصبح لدى حماس شك بجدية أمريكا بشأن اتفاق وقف ا




.. القسام تفجر حقل ألغام بقوات الاحتلال وسرايا القدس تقصف غلاف


.. بريطانيون بدعم بريطانيا للجيش الا?سراي?يلي في مانشستر




.. الجيش الروسي يدمر زورقا أوكرانيا مسيرا بسلاح رشاش من طائرة م