الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسوّل شعري

روجيه عوطة

2010 / 9 / 23
الادب والفن


ليس للشعر قدرة على النفاذ.
دُوارٌ يجعلنا للحظة في وحدةٍ تامة، يُسقطنا في متاهة ويَصِفَنا بجرحه، ننظر من حولنا، مجرد مشهدٍ عميق ٍ لا ينتهِ.
للكلمات رغبة ً في الضياع، والصوّرُ تبحث عن إرادة، تتمسك بها وتصبغ جسدها بلونِ قبر ٍ فارغٍ.
هذا القبر يجمع التراب ليضم ُ ما يَضِمُه من فراغ ٍ قابع ٍ في الأيادي.
ننتشل الغياب من هذه المساحة الحاضرة، القبر، ونطعن به عنق غيمة، ثم نجلس منتظرين وقوع الجسد على مأدبة الجاذبية. هكذا هو الشعر، كالسقوط، يتسلق الكل.
الشعر كإنكسار العطر في ساعات الليل الأخيرة، يفترض ذاته ويخلق من أثقاله مُعجِزة التوقف عن الدوران.
يتظاهر الشعر بالإحساس، بالخلق وليس بيده سوى شعلة تحرق أكثر من ما تضيء.
يقين الرحيل الحكيم لا يتسع للشك بلا بعض الكلمات، التي تجازف بصقل ِ مرآة الغبطة، فنظن، كمنحدرين صوّبها، أننا نتشابه والسر.
يقرع الأجراس فيرتد زمانه طالبا ً للأبدية، التي تدير وجهها عند النظر إلينا، وتعلمنا معنى أن نكون خاتما ً يتوج ُ الأسماء كلها.
نسير الى حافته حاملين خفة الإنتهاء من الدوّار، وقعر السقوط المُتموّج، نجلس، ويتسع لنا الآوان.
على حافة الشعر، نُسرع الى ذاتنا، نرتاح بقربها، نستغرق في التفكير بفراغنا، فنحلم أن نصير خيطا ً يتسولُ بين السماء والأرض، فيخلق أشجارا ً بلا أوراق، أشجارا ً اعتادت على رؤية العراة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري