الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التدخلات الاجنبية الى اين؟

ابراهيم المشهداني

2010 / 9 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


كشفت بعض وسائل الاعلام ان العاصمة القطرية الدوحةقد احتضنت يوم الاحد الخامس من ايلول الجاري قمة قطرية ايرانية وبتكليف عربي تركي لمناقشة عدد من القضايا المستعجلة ومنها ضمان حق العراقيةفي تشكيل الحكومة الجديدة .
واذا صح هذا الخبر ،ولماذا لا يصح فالحراك السياسي حول تشكيل الحكومة على المستويين الداخلي والخارجي قد بدا قبل وبعد الانتخابات البرلمانية ، فالعراق على ما يبدو قد تحول الى طفل قاصر فاقد الابوين كي تنصب له دول الجوار وليا يتكفل بتربيته حتى يبلغ سن الرشد!! ومسخ تاريخه المجيد بهذا الشكل المهين سيجرالبلاد الى المجهول .فهل تقبل القوائم الفائزة رئاسة حكومة تتشكل في دهاليز دول الاقليم على، غرارالحكومة اللبنانية التي شكلت في مؤتمر الطائف ،عملا بنظام اللبننة الذي اسسه المحتلون بعد التاسع من نيسان .
ان المواطن العراقي يحق له ان يشعر بالاحباط والصدمة حين يتبصر بالنتائج التي افرزتها الانتخابات والتي صاغت الكتل الفائزة ومفوضية الانتخابات طرق واساليب اجرائها فضلا عن تعديل قانون الانتخابات الذي اعتبرته المحكمة الاتحادية باطلا ،من هنا فان هذه الكتل حتى تمتص غضب المواطن العراقي وتزيل شكوكه مدعوة لرفض التدخلات الاجنبية جهارا نهارا لاسيما وان العراقية سبق وان اعلنت على لسان العديد من اعضائها وفي المقدمة الناطق الرسمي باسمها رفضها لكافة التدخلات الاجنبية في تشكيل الحكومة العراقية .
لقد ابتدات الكتل الفائزة رحلتها باعلان النتائج بتمزيق الدستور وتفسيره بما ينسجم مع مصالحها رغم تفسير المحكمة الدستورية التي تكون قرارتها ملزمة للجميع وهي التي بصمت عليه باناملها وحولته الي وريقة قذفت بها الى العواصم الاجنبية والسؤال الذي يطرح في هذا المجال اين دور البرلمانيين مما يجري من انتهاك للدستور وتعطيل الحياة البرلمانية في هذا البلد المعطاء والموقف من التدخلات الاجنبية واذا كانت مفاتيح الحل بيد تلك الدول فلماذا جرت الانتخابات وقبل ذلك لماذا الدستور الذي صوت عليه الشعب العراقي ليكون المرجعية في حل الاشكالات التي تواجه العملية السياسية ؟ثم لماذا رشحوا للانتخابات الم يعدو مصوتيهم ببرنامح يلبي طموحاتهم ؟ الم يقسموا يمين الولاء للوطن والدفاع عن ارضه وسمائه ؟ فبماذا سيردون على تساؤلات منتخبيهم وهم يدركون ايقاعات
التواصل والتنسيق بين رؤساء الكتل وحكومات الدول الاجنبية فلماذ السكوت اذن ؟ الا يتعارض هذا الحراك في السر والعلن مع القسم الذي ادوه في اول جلسة للبرلمان ووعودهم بشان الوطن والوطنية .اذا كانوا صادقين حقا فعليهم ان يثبتوا ذلك على ارض الواقع ويحسموا امرهم مع كتلهم فمصلحة الوطن قبل المصالح الشخصية والعراق يستحق وهو بحاجة ماسة الى الجود بالنفس والمصا لح الشخصية وانصتوا الى نداء الضمير قبل النداءات التي ترد من الخارج.
ان المازق السياسي الذي وصل الى الحد الذي ادى ببعض الكتل الى المراهنة على قرارات الدول الاجنبية تتحمل نتائجه هذه الكتل امام الشعب الذي صوت لها واذا ما استمر الامر على هذه الحال فسوف يفتح الباب على مصراعيه لكل الاحتمالات وربما اسواها جر البلاد الى عودة الاحتراب الطائفي الدموي المقيت والى مزيد من التمزق الاجتماعي والتقسيم الجغرافي وكان الدماء التي نزفت بسبب حروب الديكتاتور والعنف الطائفي قد جفت ووضعت في دائرة النسيان ليعود
مصاصو الدماء الى الواجهة مرة اخرى .
ان شعبنا وقواه الوطنية والديمقراطية والاسلاميون المتنورون مدعوون جميعا الى اليقضة والحذر مما يحاك في دهاليز الظلام من استهداف لاستقلال الوطن ومصادرة الحريات التي اقرها الدستور وان تقاوم المشاريع التامرية التي تهدف العودة الى المربع الاول بمختلف الوسائل السياسية والاعلامية وفضح الرموز السياسية التي تقف ورائها من اجل ابعاد العراق عن ان يكون تحت الوصاية الدولية وبضاعة تعرض للبيع في عواصم الدول الاخرى .
ان مصير العراق على المحك وعلى الكتل الفائزة ان تعيد حساباتها على وجه السرعة فلم يعد في الوقت متسع لصراعات لا طائل منها وان تعلن جميعا رفضها قولا وفعلا للتدخلات الاجنبية وان تقدم التنازلات من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية على اساس برنامج وطني ديمقراطي لا مجال فيه لاي تهميش قوة وطنية صغيرة او كبيرة ونود ان نذكرهنا ان اتفاق كتلتين على تشكيل الحكومة سوف لن يتكلل بالنجاح ان لم يعمق من المازق ويفاقمه اكثر فاكثر. فهل ستستجيب الكتل فالطوفان يغرق الجميع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ