الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مع قرب الإنتخابات في المملكة العربية السعودية

ابراهيم عباس نتو

2004 / 9 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


نحن على وشك أن نلج باباً من أبواب الديمقراطيا في المملكة العربية السعودية، و ذلك في شكل بدء "التصويت" / "الاقتراع" للانتخاب المباشر للمجالس البلدية في 178 موقع "بلدي" في الـ13 منطقة التي تغطي انحاء البلاد؛ و المقصود هنا هو انتخاب نصف(2/1) أعضاء كل مجلس محلي/ بلدي، بدءاً بمنطقة الرياض في شوال 1425هـ/ نوفمبر 2004م، ..في الشهر بعد التالي.



و نحن يلزمنا الكثير و الكثير من التوعية و محو الأمية في مجالات و مفاهيم، و عمليات "الديموقراطيا"، من ألفها إلى يائها. و حاجتنا هذه في المملكة العربية السعودية تشمل المواطن "الناخب"/ "المقترع"، و كذلك الشخص المتقدم للإنتخاب ("المترشح")؛..بل علينا أن نشمل منظمي و منفذي عمليات الإنتخاب برمتها،..فهم أيضاً في حاجة إلى التدريب و التمرين و التوعية و التثقيف؛ فالكل هنا في "سنة أولى" ديموقراطيا، بل و في مرحلة "الروضة".



كانت قد دعت الزميلة الدكتورة هتون الفاسي، أستاذة التاريخ في جامعة الملك سعود/ الرياض..إلى أن يدلو الكل بدلوه في التثاقف و التدارس في موضوعات الإنتخابات.. و بالتالي الديموقراطيا؛ ثم ساهمت سعادتها بكتابة مقالتين إلى الآن، نشرت أحداهما في الـ"ديلي ستار" اللبنانية.

كما أقدَمَ الكاتب المعطاء الزميل الدكتور عبدالرحمان الحبيب -استاذ العلوم في نفس الجامعة- على نشر مقالة بعنوان [الانتخابات البلدية بوابة لثقافة جديدة]، ختمها سعادته بالعبارة الجامعة: "غاية القول إننا إزاء عملية ثقافية واجتماعية [للديموقراطيا] ذات استحقاقات واعدة، لكن ذلك لن يؤتي أٌكله إلا عبر وعينا أفراداً وجماعات ومسؤولين بأهمية هذه التجربة وما تزخر به من مكاسب، قد نفوّتها تهاوناً أو استخفافاً أو عجزاً.. فلنتفاءل بقدرتنا على الإنجاز!" إ.هـ.



و قبل أن ألج أنا –في مقال منفصل، فيما بعد- لأدلو بدلوي في مجال تدارس المفاهيم الأساسية في العملية الديموقرطية، أود هنا أن اسارع بتكرار إكباري و إعجابي باللآئحة التي اصدرتها الدولة السعودية في الشهر المنصرم، ..في يوم الإثنين 9 من أغسطس 2004م؛ فلقد بدت اللآئحة غاية في الجودة، و كانت غاية في التفصيل و التوضيح، بما شمل تعميم وعمومية و شمولية أحقية (من لهم حق التصويت)..بما لا يستبعد أحداً من نصف المقترعين المنتظرين (النساء)، نصف المجتمع؛ فقد جاءت اللائحة واضحة و صريحة بأن "كل مواطن"، كل مواطن (ماعدا العسكريين) له حق التصويت.



ثم ظهر في الأخبار ما يخلب بصر القارىء ..عن أنه سيحق للسجناء أن "يصوتوا"/ "يقترعوا". فلا أظن أن أحداً في العالم قد سمع بأن "المساجين" يحق لهم التصويت، و لا -في تخميني- حتى في الدول الإسكندنافية! و هذه خطوة تسجل بمداد خاص لصالح الدولة؛ و اتبع سعادة اللواء/ علي الحارثي، و هو مدير عام السجون في المملكة، الذي أدلى بالتصريح الصحفي، بأن "فرصة و حق التصويت مفتوحتان لكل فرد، بلا أي استثناء." و أسارع هنا لأصفق و أهلل؛ بل، و لا بد و أن أعترف بأن اهتزت مشاعري حينما واصلت قراءة تصريح السيد اللواء، بما فاق كل التوقعات في تصوري، حين أضاف سعادته –أيضاً- بأن: "المساجين سيكون لهم حق الترشح للمقاعد الإنتخابية --"إذا انطبقت عليهم متطلبات الترشح". و ختم سعادة المدير العام اللواء تصريحه بأن "كل سجين يتساوى مع أي مواطن آخر في مجال الحقوق و الواجبات."



ثم إنه مما "يثلج الصدر".. أن بدأنا نسمع (حتى قبل انصرام النصف الأول من الشهر الذي أعلنت اللائحة في يوم 9 منه) عن بدء تقاطر الراغبين في عدد من مدن المملكة.. في الترشح للمقاعد المعروضة للإنتخاب. و لقد جاء ضِمن الراغبين، في مدينة مكة المكرمة مثلاً: الرئيس السابق لجامعة أم القرى، معالي الدكتور راشد الراجح، و كذلك رجل الأعمال عبدالرحمان فقيه؛ كما قرأنا عن رجال أعمال يرغب في الترشح لمقعد انتخابي في مدينة الرياض..قام بالتعاقد بمبلغ [لا أذكر الآن المبلغ بحذافيره، لكنه بالفعل كان بين المليون و المليوني دولار]..مع إحدى مؤسسات الترويج الإعلامي ..لإدارة حملته الإنتخابية. و في هذا و ذاك إشارة واضحة عن تطلع الناس..و استبشارهم ..ببدء الإنتخابات الديموقراطية في البلاد،..و أنهم يأخذونها مأخذ الإهتمام و الجد.



أود أن أقدِّم هنا ما أسميته "أهداف-الديمقراطيا السبعة":

1. التعددية؛

2. استقلال السلطات الثلاث؛

3. تعزيز الحريات؛

4. تنفيذ المواثيق الدولية برمتها، نصاً و روحاً؛

5. حقوق الإنسان، بما فيها حقوق المرأة، في مناحي الحياة.

6. إشاعة التسامح؛

7. ترسيخ العدالة الاجتماعية بعامة.

و قبل أن أُقدم أنا مقالة –ستتبع في وقت لاحق، لأساهم بها في تبادل الأفكار و المعلومات. أما مقالتي اللاحقة فستكون تفصيلية و عامة، عن: المفاهيم الأساسية في الديموقراطيا.



إحتفال هذه السنة باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية في 23من هذا الشهر(سبتمبر) سيكون له طعم و مذاق و نكهة خاصة،..حيهلاً !!

__________________

د. إبراهيم عباس نـَتــُّـو

Dr.Ibraheem A. NATTO








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و