الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقامرون سياسيون بمصير ومستقبل العراق !؟

محيي المسعودي

2010 / 9 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



تبدو انها اشبه بالمقامرة . تلك اللعبة التي يلعبها السياسيون العراقيون في لحظات تمخض البلاد وولادتها العسيرة . ومن تلك اللعب لعبة حيّرت العراقيين تجري اليومما بين القائمة العراقية والائتلاف الوطني وهي على حساب مصير ومستقبل العراق وتثير هذه اللعبة استغراب الشارع العراقي ودهشته ! اذ من المعروف لدى العراقيين والمراقبين للساحة السياسية العراقية ان اكثر الفرقاء السياسين تناقضا واختلافا وخلافا في العراق هم القائمة العراقية والاتلاف الوطني . والخلاف والاختلاف بينهما متجذر وهو موجود على الاصعدة كافة . فمن حيث المرجعية السياسية نجد ان مرجعيتي الطرفين من اشد الخصوم على الساحة الاقليمية بل والعالمية . فالسعودية – مرجعية القائمة العراقية – تخالف ايران على الاصعدة كافة سياسية كانت ام عقائدية, والاخيرة تخالف السعودية بنفس القدر وهي مرجعية الائتلاف الوطني . والعداء المستحكم بين المرجعيتين لن يسمح ابدا لا للعراقية ولا للائتلاف الوطني بالانسجام والعمل ضمن حكومة وطنية واحدة . كما ان اختلاف الايدلوجيا السياسية بين الطرفين هي من التناقض بمكان جعلتهم اعداء اكثر من أي شيئ آخر وقد اكدت السنوات الماضية عمق الخلاف الذي وصل في بعض المراحل الى الاتهامات واعلان العداء . وبينما تسعى العراقية الى الخروج بالعراق من العملية السياسية الراهنة بدولة عروبية سنية . يسعى الائتلاف الوطني الى الخروج بالعراق كدولة شعية موالية لايران . وبينما تسعى العراقية الى الحد من التحرك الكردي الانفصالي وتقويض مكاسب الكرد التي جاءت على حساب العراق كبلد واحد في ظل ظروف استثنائية . يسعى الائتلاف الوطني الى دعم الكرد حتى الانفصال مقابل التفكير باقليم او دولة شعية في الوسط والجنوب . وبينما تميل العراقية الى الراديكالية القومية العربية او الليبرالية القومية في احسن الاحوال, يميل الائتلاف الوطني الى نظام سياسي ديني شبيه بنظام ايران وبينما تحاول العراقية اعادة حزب البعث الى العمل السياسي داخل العراق يعمل الائتلاف على منع هذا الحزب باي شكل من الاشكال حتى من العودة الى العراق كاسم فقط وليس عملا سياسيا . وهناك الكثير من الخلافات والاختلافات التي لا يمكن ابدا لاي ظرف او طرف سياسي من الطرفين تجاوزها . وكلنا يذكر كيف كان الخلاف مستحما بين الطرفين وكيف كانت التسقيطات السياسية بينهما . اذن ما الذي تغيير حتى يطل علينا الطرفان بهذا التقارب !؟ من المستبعد جدا ان يكون هذا التقارب خارج المصالح السياسية الحزبية الضيقة او خارج تاثيرات مرجعيتي الطرفيين . لان الطرفيين لم يسبق لهما ان غلّبا المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية او على الارادة الخارجية . وتكوينهما الايدلوجي وواقع حالهما لن يسمح لهما بهذا السلوك الوطني المفاجئ . وعليه يدرك المراقب ان ثمة شيئ وراء الاكمة !؟ ترى ما هو هذا الشيئ !؟ هل هو ضمن المعادلة التي تقول - عدو عدوي صديقي – أي انهما مجمعان على بغض المالكي ويريان فيه تهديدا لمصالحهما معا . فكان هذا العداء باعثا على تحالف وصداقة بينهما لاسقاط المالكي !؟ ربما .. ! ويبدوا ان هذا الرأي مقبول ومنطقي . ولكن, اين نضع العداء المسحكم بينهما والتنافس الشرس على السلطة ؟ وخلافات مرجعيتهما الحاكمتين لهما !؟ هذه الحال تقول لنا بوضوح ان اجماعهما على تسقيط المالكي سببا غير كاف لان يسمح الائتلاف الوطني بتسنم العراقية رئاسة الوزراء او يسمح للعراقية الاكثر مقاعدا في البرلمان ان تمنح رئاسة الوزراء للائتلاف الوطني الذي رشح عادل عبد المهدي لذلك , ونحن نعرف من خلال الاربع سنوات الماضية كم كان يرفض قادة العراقية عادل عبد المهدي وائتلافه الوطني وخاصة المجلس الاعلى في أي عمل سياسي مشترك . الى هنا تبدوا القضية محيرة, اذ لا توجد اسباب منطقية لتحالف العراقية والوطني . ولا يبقى امامنا غير مدخل وحيد لتفسير هذا التقارب والمدخل هو ان الطرفيين يلعبان لعبة سياسية خطيرة وغير نظيفة يحاول فيها كل واحد منهما تحقيق اهدافه . وفي هذه اللعبة وان اختلفت الاسباب الا انها تحقق للطرفين اهدافهما – كما يعتقدان ويحاولان – فالعراقية تهدف الى منع قيام التحالف الوطني بين دولة القانون والائتلاف الوطني باية وسيلة, حتى لا يكلفا بتشكيل الحكومة المقبلة, وحتى لا تُحرم العراقية نفسها من تشكيل الحكومة . لذلك هي تغازل الائتلاف الوطني حتى يصل به الى قبة البرلمان وحينها يكون للعراقية حديث وموقف وفعل آخر مختلف تماما عما هو معلن هذه الايام . والائتلاف الوطني من جانبه يلعب لعبته السياسية ايضا ويريد من اعلان تقاربه من العراقية, الضغط على المالكي لكي يتخلى عن ترشح نفسه لرئاسة الوزراء مرة اخرى . فتؤول حينها هذه الرئاسة الى الـ 17 مقعدا وهي مقاعد المجلس الاعلى . بعد ان نُحي التيار الصدري والحلفاء الاخرين عن منافسة عادل عبد المهدي . واعتقد ان الطرفين يدركان اهداف بعضهما البعض وكل يخطط الى الوصول لاهدافه قبل الاخر . ومن الواضح , انه اذا بالغ الائتلاف الوطني في اطالة فترة هذه اللعبة ستكون العراقية هي الغالبة , لان المالكي يبدو انه يدرك لعبة واهداف الطرفين وهو مصر على البقاء في رئاسة الوزراء . او الخروج منها بالقوة السياسية . وفي كل الاحوال ومع كل النتائج التي قد تحصل سيكون الخاسر الاكبر في هذه اللعبة هو الشعب العراقي . لان الكتل السياسية والسياسيون يلعبون ويجربون , يربحون ويخسرون وكل هذا على حساب هذا الشعب الذي يدفع رواتبهم وامتيازاتهم منذ لحظة المصادقة على فوزهم . ويدفع ثمن لعبتهم ووقتها من المال العام وعلى حساب المستقبل السياسي والاقتصادي وحتى الثقافي للبلاد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تساؤلات داخل إسرائيل حول التحول بالموقف الدولي ضدها بعد اعتر


.. نتنياهو: اعتراف دول أوروبية بدولة فلسطينية -مكافأة للإرهاب-




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تناقش اعتراف 3 دول أوروبية بفلسطين


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين تنشر مشاهد تظهر لحظة أسر مجندا




.. مظاهرة في القدس لعائلات جنود الاحتلال القتلى في معارك غزة