الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظام لينين نظام تايلوري -2

أنور نجم الدين

2010 / 9 / 25
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


لنقترب الآن من التفاصيل المتعلقة بتطبيق نظام لينين التايلوري في العمل، ثم طابع الإنتاج والاستهلاك الرأسمالي في الاتحاد السوفيتي، واقتصار لينين على نفس الاصلاحات البرجوازية الموجودة في العالم الرأسمالي على العموم.
فلنتأملْ أولا اشتراكية لينين في اللوحة العامة التي يعكسها لنا لينين بنفسه، ولنرَ ما الأسلوب الإنتاجي السوفيتي؟

بعد انقلاب أكتوبر عام 1917، أصبح أليكسي غاستيف (1882 - 1939)* الرائد التنفيذي للتايلورية في روسيا، فقد كان شخصًا مرغوبًا جدًّا لدى لينين.
أصبح غاستيف سكرتير اتحاد عمال المعادن في روسيا، وأسس في نفس الوقت معهدًا مركزيًّا للعمل، مهمته الأساسية دراسة تقنيات الإدارة العلمية، والتشجيع على تطبيقها في العمل، والدراسات كانت تشمل كلا من أبحاث فريدريك تايلور، وفرانك غيلبريث (1868 - 1924)، المعروف بـ "أرخص بالجملة - Cheaper by the Dozen". وبالإضافة إلى تحرير عشرات المجلات التوضيحية للمؤسسات العلمية، قام بتنظيم مراكز التدريب للعمال فيما يتعلق بالمفاهيم التايلورية، والطريقة الأكثر فعالية لتنفيذ العمليات الميكانيكية وخاصة العمليات المتكررة منها.

كان المشروع مرغوبًا جدًّا لدى لينين؛ لذلك قرر لينين تمويله دون التأخير، فالملجأ الأخير لهذا المفكر البرجوازي الذي كان عاجزًا كليًّا عن إنقاذ البلد من المجاعة، والفوضى التي كان البلاشفة مسئولين عنها، ثم الانضباط في العمل، كان هو السبب الذي جعل السوفيت مؤسسة كبيرة للعمل على غرار مؤسسات العمل التايلورية.

والسؤال هنا هو: هل كان تنظيم الإنتاج السوفيتي -أي المشروع اللينيني- يستهدف أسلوبًا اشتراكيًّا في الإنتاج؟ وما الهدف من الإنتاج الاشتراكي؟

إن الهدف الوحيد من الإنتاج الاشتراكي هو تلبية الحاجات الاجتماعية. وإن الطريق الوحيد لتلبية حاجات المجتمع، هو القضاء المسبق على قانون القيمة، وهذا العمل لا يعني إذًا زيادة الفعالية الإنتاجية، أو تطوير الصناعة، أو تحسين الزراعة، أو تأميم البنوك في ما يسمى بالفترة الانتقالية، كما يوهمنا به لينين، وسوف نرى من خلال دراستنا أن كل إجراء اقتصادي سوفيتي، إجراء رأسمالي يستهدف إنماء القدرة التنافسية للأمة الروسية في السوق العالمية لا القضاء على نظام العمل المأجور -قانون القيمة-، فالحل ليس إنقاذ البلد من المجاعة، وازدياد رفاهية المجتمع خطوة فخطوة، بل هو تنظيم الإنتاج والاستهلاك بحيث لا يبقى فيه المجال لقياس سعر قوة العمل بأسعار الأشياء الاستهلاكية الضرورية، القياس الذي يخضع بصورة طبيعية للهبوط والارتفاع في قيمة الأشياء -البضائع- بما فيها قوة العمل، فالانخفاض الدوري أمر حتمي في ظل الإنتاج الرأسمالي. فما الحل إذًا، أو كما يسأل ماركس:

"كيف يمكن منع الانخفاض الدوري في الأسعار؟".
"الحل هو: الغاء الأسعار. وكيف ذلك؟ بالتخلص من القيمة التبادلية – ماركس، الغروندريسة، ص 168".

وهكذا، فالرفاه نفسه مهدد من قبل قانون الهبوط الدوري مهما كان الاستهلاك القياسي للفرد في المجتمع.

إن الاستهلاك يثبت هدف الإنتاج، وهذا قانون تاريخي لا يخطئ، إن الإنتاج يحقق نفسه في الاستهلاك، أو إن الاستهلاك حقل تجريبي لإثبات طبيعة الإنتاج.
وهكذا، فمن السهل جدًّا أن نشخص أسلوبًا إنتاجيًّا محددًا من خلال الاستهلاك، فالإنتاج ينتج طريقة الاستهلاك، كما يقول ماركس.
إذًا فكل اختلاف في الاستهلاك الفردي وليد إنتاج لا يمكنه تلبية الحاجات الاجتماعية للأفراد.

وإذا نظرنا إلى الإنتاج السوفيتي من المنطلق أعلاه، فنستنتج من ذلك أنه لم يستهدف إطلاقا التخلص من قانون الانخفاض الدوري لوسائل معيشة الأفراد -الاستهلاك الفردي-. فإجراءات لينين الاقتصادية كانت نفس الإجراءات الرأسمالية؛ فلينين كان يجابه الكوارث الاجتماعية، والمجاعة المرعبة، والفوضى الاقتصادية، والبطالة، ... إلخ، بنفس الأسلوب البرجوازي في الإنتاج، فحله كان يتلخص في محاربة الدواوينية لا القوانين التي تنظم الإنتاج الرأسمالي، فهو يقول:

"ينبغي على الحكومة السوفيتية ان تطبق على الفور الرقابة العمالية على الإنتاج والاستهلاك على صعيد الدولة كلها، وبدون هذا لا جدوى من جميع الوعود بالاصلاحات وجميع المحاولات لتحقيقها، في حين ان الجوع بالاضافة الى كارثة لم يسمع بمثلها من قبل، يهدد البلد كله من اسبوع الى اسبوع – لينين، في الرقابة العمالية وتأميم الصناعة، ص 104".

هذا هو الحل اللينيني الأمثل: الاصلاحات! هذا هو المشروع اللينيني: الاصلاحات! فالرقابة العمالية على الإنتاج والاستهلاك لدى لينين، يحل محل كل إجراءات اشتراكية، أي محل كل محاولة للقضاء على قانون القيمة، فطريقة لينين في الاستهلاك كانت هي نفس طريقته في الإنتاج، أي طريقة الرأسمالية، ففيما يُسَمَّى بضبط الاستهلاك اتَّبَع لينين نفس الأسلوب الاستهلاكي للدول الرأسمالية، وهو يقول:

"لقد أجبرت الحرب جميع الدول المتحاربة وكثرة من الدول المحايدة على الانتقال الى ضبط الاستهلاك. فظهرت بطاقة الخبز –ما تسمى كوبون- الى الوجود، وأصبحت ظاهرة عادية .. ان بطاقة الخبز، ان هذا الشكل النموذجي لضبط الاستهلاك في الدول الرأسمالية المعاصرة، يبتغي ويحقق في احسن الاحوال امرا واحدا: توزيع كمية الحبوب الموجودة بحيث تكفي للجميع. ان الحد الأقصى من الاستهلاك أبعد من أن يشمل جميع المنتوجات، وهو لا يشمل غير المنتوجات (الشعبية) الرئيسية – لينين، نفس المرجع السابق، ص 83".

من أسلوب إنتاج تايلوري يولد بالطبع أسلوب استهلاك تايلوري، واشتراكية لينين لم تكن سوى صورة واضحة للتايلورية في الاستهلاك كالإنتاج . ولكن للأسف، كانت كمية الحبوب لم تَكْفِ السوفيت، فمات الملايين من الجوع في ظل اشتراكية لينين المزعومة بسبب أسلوب التوزيع -توزيع الوسائل الإنتاجية-.

بالإضافة إلى ذلك فقد كانت السياسة المالية للدولة السوفيتيتة عاملا آخر من عوامل فقر العمال، ويعترف لينين بنفسه:

"ان لمسألة رفع أسعار الخبز الثابتة جانبا آخر أيضا. فان هذا الرفع يعني زيادة جديدة مشوشة في اصدار النقود الورقية، وخطوة جديدة الى أمام في مجرى تفاقم الغلاء – لينين، نفس المرجع، ص 92".

وهكذا، فحلول لينين كانت نفس حلول التسكينية للإصلاحيين، فلم تَخْطُ البلاشفة خطوةً واحدة للخروج من دائرة نظام الرأسمالي طوال تاريخه.
وبالإضافة إلى كل هذه الأعباء على طبقة الفقراء في الاتحاد السوفيتي، فقام لينين بتقديم (روائع!) جديدة لتنظيم العمل من خلال تشجيع المنافسة بين العمال، وهو يقول:

"لقد دبج الكتاب البرجوازيون ولا يزالون يدبجون جبالا من الورق في مديح المنافسة والمبادأة الخاصة وما شابه ذلك من روائع وجمالات عظيمة ملازمة للرأسماليين والنظام الرأسمالي. وقد اتهموا الاشتراكيون بعدم الرغبة في فهم أهمية هذه الروائع وفي أخذ (طبيعة الانسان) بالحسبان (لاحظوا أيها القراء: في أخذ طبيعة الإنسان بالحسبان) ..
أما الاشتراكية فلا تطفيء روح المباراة، وليس هذا وحسب، بل تخلق بالعكس، للمرة الأولى، امكانية تطبيقها على نطاق واسع فعلا، على نطاق جماهيري فعلا، وامكانية اجتذاب أغلبية الشغيلة الى حلبة عمل يستطيعون فيها ان يبدوا مؤهلاتهم – لينين، نفس المرجع، ص 133".

ولتشويه سمعة الكومونة، يصبح لينين فجأةً عنصرًا كومونيًّا، ويقول بأن دولتهم تسير في طريق الكومونة:

"ان كومونة باريس قد أعطت نموذجا عظيما على الجمع بين المبادرة والاستقلال وحرية الحركة وهمة الانطلاق من الأسفل، وبين المركزية الطوعية الغريبة الابتذال. وسوفييتاتنا تسير في الطريق نفسها .. يجب أن تبرز كل (كومونة) – كل مصنع، كل قرية، كل جمعية استهلاك، كل لجنة تموين – خلال المباراة فيما بينه - لينين، نفس المرجع، ص 142".

كان لينين معروفًا بمحاربته لثورة الكومونة، فلماذا أصبح هنا كومونيًّا؟ أليست هذه حيلةً أخرى من حِيَلِهِ السياسية لخدع العمال؟ فإذا كان العمال بالفعل هم الذين يديرون الإنتاج بأنفسهم، فلمن يبدون مؤهلاتهم؟ لمدرائهم البرجوازية؟ وإذا كان العمال هم الذين ينظمون الإنتاج بأنفسهم فكيف تنظم (روائع وجمالات!) المنافسة علاقاتهم؟

وهكذا، فان جبروت هذا القائد الأسطوري يكفي للقضاء على القاعدة المادية لقانون القيمة، فقام هذا المفكر البرجوازي أخيرًا باكتشاف طريقة أخرى للاشتراكية:

"ان ديالكتيك التاريخ لعلى نحو بالضبط بحيث ان الحرب التي عجلت بصورة غير عادية تحول الرأسمالية الاحتكارية الى رأسمالية الدولة الاحتكارية، قد قربت الانسانية بالتالي بصورة غير عادية من الاشتراكية – لينين، نفس المرجع، ص 100".

أما الطريق شاق وطويل، ولكن الخطط الخماسية تضمن لنا طريقًا آمنًا للقضاء على المجاعة، والفقر، والرأسمالية، واقترابنا من الاشتراكية تدريجيًّا. ولكن بشرط أن لا يخرج الديالكتيك من مداره! أما الشيوعية فإنها شيء آخر، يقررها التأريخ، فليس من الضروري صداع رأسنا بها.

وهكذا، فكل قانون من القوانين المادية لحركة التاريخ صوب الاشتراكية، يخضع في الأخير لـ "حسن نية" لينين، فحسن نواياه، يكفي للوصول إلى الاشتراكية، أما نواياه –أي مشروعه المزعوم- لم يكن في الواقع سوى تطوير الاسلوب الإنتاج الراسمالي.

وهكذا، فلو نظرنا إلى الحركة التاريخية بمجموعها، ابتداء من أول ثورة فريدة من نوعها في التاريخ، وهي ثورة الكومونة، وانتهاء بثورة السوفيتات في شباط عام 1917 الروسية، ومقارنتها بأفعال لينين، فسنكتشف بسرعة أن كل أعمال لينين تتلخص في معاداة الثورة الشيوعية، الثورة التي لم تستهدف لا في كومونة باريس، ولا في السوفيتات الروسية، سوى ثورة في الإنتاج والتوزيع، فالشيوعية نظام من العمل الجماعي ينظمه المجتمع جماعيًّا، فالإنتاج، والتوزيع، والاستهلاك، سيكون عملية موحدة مشتركة لأفراد متضامنين، يعيشون كومونيين، ومتحررين من كلِّ ما يعيق تطور مواهبهم وحريتهم الشخصية، فشرط حريتهم هو تحررهم المسبق من سيادة بعضهم على البعض. فالمجتمع ليس لينين وحزبه هو الذي يقرر حريتهم.
وإذا سألتم أين نجد هذا النوع من المجتمع فانظروا إلى كومونة باريس، الكومونة التي يستهدف وجودها تلبية الحاجات الاجتماعية فقط، فإنها بمثابة خادمة اجتماعية لا سيدة المجتمع، كما يقول ماركس، وإن مثل هذه الخادمة الاجتماعية، لا بد أن يقدم المعجزات للتاريخ. فما هذه المعجزات؟

في تنظيم الإنتاج والاستهلاك لا يحتاج المجتمع مديرًا مثل لينين، ومنظمًا مثل غاستيف، ونظامًا مثل تايلور، ومشرفًا مثل الحزب، ورقيبًا مثل النقابة، وإدارةً مثل الدولة، ولقد حدثت ثورتا الكومونة والسوفيتات نتيجة دمار شامل للحروب الرأسمالية، والمجاعة، وقد كانت الحالة هذه تحتاج بالفعل إدارةً للأمور والأشياء لا إدارة طبقية، وجاءت الكومونة ثم السوفيتات؛ لتحرر الإنتاج من سيطرة الأحزاب والأفراد لا لتغيِّر وجه قيصر بوجه لينين، وإن اشتراكية لينين لا تربطها أية رابطة بالشيوعية، أو بالمادية، أو بماركس، فمدرسة لينين الاشتراكية ليست سوى مدرسة من مدارس الاشتراكية البرجوازية، رائدتها الروسية هي حثالة البروليتاريا أمثال غاستيف، وضحاياها هم العمال أمثال ستاخانوف. فمَنْ ستاخانوف؟**

في عملية التصنيع أصبحت التايلورية نظام حوافز الإنتاج في الاتحاد السوفيتي في زمن لينين، وأصبحت الستاخانوفية نموذجًا سوفيتيًّا للتايلورية في عهد ستالين، فمن عام 1920 إلى عام 1926، وصل دفع الأجر حسب الأداء إلى 60% بين العمال السوفيتيين.
وفي هذه الحركة التايلورية ظهر اسم أليكسي ستاخانوف كبطل للعمل الشاق، وجعلت الدولة السوفيتية من الستاخانوفية قاعدة وطنية شاملة في العمل، وحركة واسعة بين العمال، فالشيوعية أصبحت في الأخير ستاخانوفية، أي العمل التايلوري الشاق هدفه رفع إنتاجية العمل لا الاشتراكية.
__________________________________________________________________________________________

* لقد انضم غاستيف إلى الحزب البلشفي في عام 1904، ووقف عن النشاط في عام 1907، هاجر إلى خارج البلد، عمل ثلاث سنوات (1910 - 1913) في المصانع الفرنسية في باريس، وعاد إلى روسيا في عام 1917، واعتقل في 8 سبتمبر 1938 من قبل السلطات الستالينينة، وحكم عليه بالإعدام، وأعدم في 15 أبريل 1939.

** ولد ستاخانوف في عائلة فلاحية فقيرة، وكان يعمل في مناجم الفحم، وكان يعمل بطاقة فوق الاعتيادية، وقدم نجاحًا عظيما لنظام العمل تايلوري –العمل بالقطعة-، فأصبح نموذجا لبطل العمل في كافة البلاد، وكانوا يذكرون اسمه وكأنه بطل اسطوري للشيوعية، وأصبحت الستاخانوفية مع الوقت 80% من القوى العاملة السوفيتية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جنة الاشتراكية
محمد المثلوثي ( 2010 / 9 / 26 - 11:21 )
في عهد لينين كان ما يسمى بالاختصاصيين البورجوازيين يتحصلون على أجرة أعلى بعشرين مرة من أجرة العامل البسيط، وهذا طبعا حسب لينين نفسه، لنتخيل ذلك بحساب الدولار، فاذا كان معدل أجر العامل البسيط ثلاث مائة دولار شهريا فان الاختصاصيين يتحصلون على معدل ستة آلاف دولار شهريا...ويقولون لنا تلك هي جنة الاشتراكية


2 - حول التيلورية من منظور لينين
زروال المغربي ( 2010 / 9 / 26 - 12:34 )
لمعرفة موقف لينين حول نظام تيلور عليك بمراجعة مقاله :

نظام تايلور هو استعباد الإنسان من قبل الآلة

((بون برافدي)) ، (( المجلد 24 ، ص 269 ـ طريق الحقيقة )) ، العدد 25 ، 12 271
آدار ـ مارس 1914


3 - مداخلة رقم 2
أنور نجم الدين ( 2010 / 9 / 26 - 13:24 )
شكرا لمداخلتكم.
نعم صحيح، لقد أشرنا الى المصدر في الجزء الأول من هذا الموضوع، وقلنا: كان لينين واعيا بقساوة نظام التايلور في العمل ( الجزء الأول، مداخلة رقم 6).
وقلنا: (في الرقابة العمالية وتأميم الصناعة) باللغة العربية توجد توضيحات لينين حول العمل التايلوري بوصفه استعبادا للعمال (الجزء الأول، مداخلة رقم 15).
اذا فلماذا قام لينين بتطبيق العمل بالقطعة؟
تحياتي


4 - السيد /ة زروال المغربي
أنور نجم الدين ( 2010 / 9 / 26 - 21:05 )
طبعا ليس ردا على مداخلتك بل ولاستكمال الموضوع اسمح لي أسألك نفس السؤال:
ماذا يعني تطبيق نظام تيلور من قبل لينين وتروتسكي وستالين بالنسبة لكم؟
وهل سيكون مراجعة التاريخ ضروري بالنسبة لكم لمعرفة موقف لينين حول نظام تيلور بعد استيلاء البلاشفة على الحكم أم لا؟
تحياتي


5 - إلى السيد أنور
زروال المغربي ( 2010 / 9 / 26 - 21:58 )
لا أعتقد أن لينين طبق نظام تايلور كما جاءت به الرأسمالية الإمبريالية على اعتبار أن النظام الذي أسست له اللينينية هو نقيض النظام الرأسمالي الإمبريالي ، مما يقودنا إلى استنتاج أن التيلورية مفهوم رأسمالي للإنتاج يستهدف استعباد الإنسان من طرف الآلة من أجل مزيد من الربح ، لكن المفهوم الإشتراكي للإنتاج لا يمكن أن يتوافق و التيلورية التي تعتبر صلب استعباد الطبقة العاملة من طرف الرأسمال ، و النظام الإشتراكي الذي أقامه لينين بعيد كل البعد عن استغلال الإنسان من طرف الآلة لكون الآلة في النظام الرأسمالي ذات صفة الملكية الخاصة بينما في النظام الإشتراكي ذات الملكية الجماعية ، و هنا يكمن الفرق الذي لم يدركه السيد أنور على ما أعتقد ، حيث أنه لا يوجد مجتمع بدون إنتاج كما يقول ماركس ، و لا وجود لإنتاج في النظام الإشتراكي بدون مقدمات رأسمالية أي لا بد من تسخير وسائل الإنتاج التي خلفتها التكنولوجيا في عهد النظام الرأسمالي ، و لينين قال هذا في أكثر من مقال و يسميه مقدمات العلم الضرورية في تطور المجتمع الإشتراكي و التي خلفتها الرأسمالية باعتبار الإشتراكية نتاج حركة المجتمع في ظل الرأسمالي .


6 - إلى السيد أنور
زروال المغربي ( 2010 / 9 / 26 - 22:16 )
و كما أنه لابد من تسخير الآلة التي خلفتها الرأسمالية من طرف الإشتراكية لا بد كذلك من تسخير البورجوازية الصغرى أي التقنيين و المهندسين و غيرهم ، الذين ليسوا بالضرورة بروليتاريين بل هم انتهازيون خلفتهم الرأسمالية و استعملتهم في المجالات العلمية و التفنية ، و لم يكونوا بعد قادرين على الإنخراط في الثورة التي قادتها البروليتاريا و لا يمكنهم بتلك السهولة التي يتسورها الساذجون التنازل عن مصالهم ، فطبيعتهم انتهازية و لابد للثورة الإشتراكية من استثمار معارفهم العلمية ، لأنه لا يمكن للثورة البروليتاريا أن تنتظر إلى أن يصبح جميع الناس بروليتاريين حتى تقوم هذه الثورة ، بل تقودها الطليعة البروليتاريا و من الطبيعي أن تتعرضها عوائق النظام الرأسمالي و على رأسها مقاومة البورجوازية و الكولاك بالتحالف مع الإمبريالية و الإنتهازية ، و الدليل على ذلك أربع سنوات من الحرب الأهلية ضد هذا التحالف نتجت عنه مجاعة ، و لا يمكن للقيادة الثورية أن تخلق أعداء جدد هي في حاجة ماسة إليها و هي البورجوازية الصغرى ، إنه من السذاجة تصور قيام نظام اشتراكي بين ليلة و ضحاها و نحن نعرف جميعا كم عاش لينين بعد الثورة.


7 - الى السيد زروال
محمد المثلوثي ( 2010 / 9 / 26 - 22:54 )
يقول السيد زروال بأنه لا يعتقد أن لينين كان قد طبق التايلورية. لكن للأسف فالموضوع ليس موضوع اعتقاد بل موضوع بحث تاريخي.حيث أن لينين كان أكثر من دافع عن نظام العمل بالقطعة. وما هو نظام العمل بالقطعة؟ انه روح التايلورية بالذات. هذا النظام الذي يوهم العامل بأنه يشترك مع الرأسمالي في الربح، وان حصته من الربح تتحدد بكمية البضائع التي ينتجها وهو ما يدفعه ليس للمنافسة مع بقية العمال فقط بل يدفعه للمنافسة مع نفسه، أي يدفعه لبذل أقصى مجهوده العضلي والنفسي والعقلي من اجل الحصول على أجر اعلى. أفليس هذا قمة الاستعباد، حيث يتحول العامل الى رقيب على نفسه ويعفي الراسمالي من نفقات المراقبة. فأين هذا من الغاء عبودية الأجر؟ بالعكس فهذا تكريس فظيع لها


8 - الاستاذ زروال
أنور نجم الدين ( 2010 / 9 / 27 - 06:00 )
شكرا جزيلا لهذا التوضيح الرائع.
بالفعل كما تفضلت حضرتك، ان التايلورية تستهدف استعباد العامل، ولكن الأمر كما تعرف، لا ينحصر في ما نعتقد عن لينين، بل من الضروري ان نلجأ الى دراسة تاريخية، كما يقول الاستاذ محمد المثلوثي، لو أردنا الحصول على جواب دقيق للسؤال الذي يطرح بصدد تطبيق النظام التايلوري في العمل من قبل لينين، فنحن نحتاج منهج مثل منهج المادية التاريخية للوصول الى نتائج ايجابية.
ولكن على أية حال انك متفق معنا في أصل الموضوع: ان من يطبق العمل بالقطعة، فهو معاد للاشتراكية.
تحياتي الخالصة


9 - العبرة بالنتيجة وليست بالطريقة
صباح قدوري ( 2010 / 9 / 27 - 09:34 )
كاك انور روزباش
اذا كان اسلوب الانتاج في تلك الفترة شبيهة الى حد ما من حيث الفكرة بالطريقة التايلورية ، وكذلك سلوك الاستهلاك بمفهوم الراسمالية، لا يعني هذا، ان اقتصاد الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت كان ذو توجه راسمالي. وذلك لان وسائل الانتاج كان تعود الى الملكية الجماعية، وانت تسميها ملكية الدولة. وان فائض القيمة الناتج من هذه العملية الانتاجية، يعاد توزيعه على الشعب ، من خلال تطوير الاقتصاد الوطني ، وتقديم الخدمات الاساسية والاجتماعية الضرورية، من التعليم ، الصحة ، الضمان الاجتماعي ، والبناء التحتي ،الذي يخلق التراكم الراسمالي، ويساعد على ازدهار وتطوير الاقتصاد. كل هذه الصفات لا تتوفر بالمعنى الكلمة في الراسمالية، فعليه اذا هناك الفرق في النتيجة وليس في الطريقة

legel rez u slawem


10 - حول المادية التاريخية
زروال المغربي ( 2010 / 9 / 27 - 10:38 )
يقول الإستاذ أنور يجب استعمال منهج كالمادية التاريخية و كأن هناك منهجا آخر يظاهي المادية التاريخية ، يا أستاذ منهج الماركسية هو صلب المادية الجدلية و التاريخية الذي تحاول أنت تجاوزه و لم تجب عن الأسئلة التي طرحت عبر تعليقي ، و هي أن الإشتراكية بحاجة إلى ما خلفته الرأسمالية كمنطلقات ضرورية و أنها لم تنطلق من العدم ، إنها بحاجة ماسة إلى الآلة كما أنها بحاجة إلى البورجوازية الصغرى التي نمت في أحضان الرأسمالية الإمبريالية و على رأسها التقنيين و المهندسيين و غيرهم ، نعم البناء الإشتراكي في حاجة إلى هؤلاء و طبيعتهم انتهازية و حصلوا على امتيازات لا يمكن للإشتراكية نزعها منهم بتلك السهولة التي يعتقها الناس الساذجون الذين يعتقدون أن الإشتراكية يمكن بناؤها بين ليلة و ضخاها .
و اتهامك للينين بتطبيق التيلورية ليس في محله و تناقض مع المادية التاريخية التي تعتمد شروط الحياة المادية للحركة الإجتماعية للحكم على ظاهرة معينة ، فالثورة الإشتراكية اصطدمت بشراسة مقاومة الرأسماليين و الكولاك دافعا عن مصالحهم بتحالف مع الإمبريالية العالمية و الإنتهازية بروسيا ، فلينين أخرج روسيا من الحرب و اصطدم بالحرب الأه


11 - تتمة التعليق
زروال المغربي ( 2010 / 9 / 27 - 10:52 )
و اصطدم بالحرب الأهلية التي أشعلتها الإمبريالية ضد الثورة الإشتراكية و التي استمرت 4 سنوات ، تعرض فيها لمحاولة اغتيال في 1918 و تعرض البناء الإشتراكي لمخلفات الحرب و على رأسها تحطيم البنى التحتية و انتشار المجاعة في البلاد ، أمام ذلك لا يمكن للينين أن يفتح باب الصراع ضد البورجوازية الصغرى التي يحتاجها في البناء الإشتراكي و التي ليست بروليتاريا و لا تستطيع التنازل عن امتيازاتها ، و هي بطبعها انتهازية فأصبحت الطبقة العاملة هي التي تكفلت بمهمة البناء الإشتراكي و التفاني في العمل من أجل بناء ما دمرته الحربين الإمبرياليتين الأولى و الأهلية ، فلا يمكن للبروليتاريا أن تنتظر حتى يصبح جميع الناس بروليتاريين لتشرع في البناء الإشتراكي.
لم يعش لينين إلا سنتين بعد الحرب الأهلية و استطاع وضع أسس البناء الإشتراكي بالإتحاد السوفياتي الذي واصله ستالين بوضع الدستور الإشتراكي في ظل النظام الإشتراكي و الإقتصاد الإشتراكي و تجاوز أزمة 1929 التي ضربت الإمبريالية ، كل هذه الإنجازات لا يمكن بناؤها بنظام تايلور المشؤوم يا أستاذ.


12 - هل كان في الاتحاد السوفييتي عمل بالقطعة؟
أنور نجم الدين ( 2010 / 9 / 27 - 12:28 )
كتب قاريء لي حول حجب مداخلته (رقم 4)، ويسأل عن الآتي: يقول السيد حسقيل قوجمان في مقال منشور في الحوار المتمدن: (هل كان في الاتحاد السوفييتي عمل بالقطعة؟)المصدر: www.ahewar.org/debat/show.art.asp?t=4&aid=130528 بعد شرح موجز لآرائه، يقول السيد قوجمان في مقاله: لا اعتقد ذلك! ان هذا الجواب، يعني بكل بساطة، ان أساس استنتاجات السيد قوجمان هو فكر منفصل عن التاريخ، علما اننا بحاجة الى دراسة تاريخية قبل جواب أي سؤال تاريخي. يواصل السيد قوجمان ويقول: (كان بعض العمال السوفييت في تنافسهم الاشتراكي يبتكرون طرقا جديدة لزيادة الانتاج. وهذا يعني ان الزيادة ناجمة عن ابتكار طريقة جديدة لعملية الانتاج لا تتطلب المزيد من مجهود العمال بل قد تسهل عملهم رغم زيادة انتاجهم). (ان المنافسة الاشتراكية تعني محاولة العامل غير المتفوق اللحاق بزميله العامل المتفوق). ان هذه الاشتراكية تطابق اشتراكية لينين وتروتسكي، حرفيا وتاريخيا، فالانسان بحاجة الى الاشتراكية ليتخلص من المنافسة، أي من قياس معيشته بقيمة قوة عمله.


13 - الاستاذ صباح قدوري
أنور نجم الدين ( 2010 / 9 / 27 - 12:41 )
ان أكثرية المجتمعات تقدم الخدمات الضرورية للمواطنين، وفي العراق، كما تعرف، تقوم الدولة بتوزيع الاراضي للسكن أو السكن على الموظفين دون أي مقابل، وهذا التقليد قديم. لا الطريقة التايلورية فحسب، بل طريقة قياس قوة العمل بوسائل المعيشة الضرورية للعامل أيضا، طريقة رأسمالية، ولا يمكن التخلص من الرأسمالية ما لم نتخلص من هذه القياسات الرأسمالية، فالمسألة اذاً لا تتعلق بالازدهار، بل بايقاف روح الرأسمالية التاريخية وهي قانون القيمة. اذاً فالنتيجة خاضعة للطريقة، فاذا كان الاستهلاك يجري بطريقة رأسمالية، فالنتيجة لا يمكن ان يكون سوى الفروق الاجتماعية، علما ان الهدف ليس سوى القضاء على الفروق الاجتماعية.والمسألة لا تتعلق بعدم توفر الأشياء الضرورية لكافة الأفراد المجتمع، فتحويل الصناعات الحربية فقط الى ملكية المجتمع -الملكية الجماعية- واخضاعها لادارة كومونية، يكفي للقضاء على كل الفروق الاجتماعية وكل مخلفات الماضي، والأمر قديم قدم المجتمع الرأسمالي، فالأزمات الاقتصادية ليست سوى نتيجة الطريقة الرأسمالية في استخدام الصناعات الكبيرة التي تسبب الفائض في الإنتاج، فماذا يعني اذاً الازدهار؟
سلاو


14 - الاستاذ زروال
أنور نجم الدين ( 2010 / 9 / 27 - 13:41 )
ان الفرق بين مذهب الماركسية – اللينينية والمادية التاريخية، هو ان الأول يتأمل نظام اشتراكي يقوم بتخطيطه القادات السياسيين -لينين مثلا-، واذا مات لينين؟
ان هذه الطريقة للتفسير تقودنا نحو اختيار عقائد مختلفة بخصوص خليفة لينين، ومن هذه العقائد تولد التروتسكية والستالينية.

أما لدى المادية التاريخية فلا يمكن حتى الحديث عن الاشتراكية دون تطور مسبق للصناعة، وكما يقول ماركس: فتركيز وسائل الإنتاج في عدد قليل من الأيدي، وتنظيم العمل نفسه كعمل اجتماعي، يعني الغاء الرأسمالية والعمل الخاص، رغم ان ذلك يتم بصورة متناقضة.

وفيما يخص روسيا، انطلقت ثورة السوفيتات في شباط 1917، وبعد عودته من المهجر، شارك لينين في الحكومة البرجوازية بدل المساهمة في ثورة السوفيتات، وأول ما قام به لينين بعد انقلاب اكتوبر 1917، هو كان حل السوفيتات.


15 - موقع مختارات لينين باللغة الانجليزية
أنور نجم الدين ( 2010 / 9 / 27 - 18:25 )
سوف يجد القاريء مختارات لينين، وثم ضرورة تطبيق العمل بالقطعة في الاتحاد السوفيتي من قبل لينين في الموقع الآتي في الانترنت:

www.marxists.org/archive/lenin/works/1918/mar/x03.htm

The Immediate Tasks of the Soviet Government
Written: March-April 1918
First Published: April 28, 1918 in Pravda No. 83 and Izvestia VTsIK No.85

مقتطفات عن التايلورية في الاتحاد السوفيتي باللغة الانجليزية:

We must raise the question of piece-work and apply and test it in practice; we must raise the question of applying much of what is scientific and progressive in the Taylor system; we must make wages correspond to the total amount of goods turned out....

We must organise in Russia the study and teaching of the Taylor system and systematically try it out and adapt it to our own ends. At the same time, in working to raise the productivity of labour ...


16 - عن الماركسية اللينينية
زروال المغربي ( 2010 / 9 / 27 - 18:41 )
يا أستاذ أنور لم تجب عن أي من أسئلتي المطروحة في تعليقاتي و هذا دليل على أن منهجك غير مادي و لا تاريخي ، و اسمح لي عن هذه الملاحظة التي استنتجتها من موقفك من الماركسية اللينينية و المادية التاريخية .
الماركسية اللينينية يا أستاذ هي عمق الدياليكتيك الماركسي و تطوير أعلى للمادية الجدلية و التاريخية و تطبيق لهما في أرض الواقع ، كل ما قلته عن الماركسية اللينينية و علاقتها بالإشتراكية بعيد كل البعد عن التحليل المادي التاريخي لتطور الفكر البشري و الممارسة العملية ، يا أستاذ الماركسية اللينينية ليست أيديولوجيا الصراع الطبقي و فقط كما تنعتها و لينين ليس زعيما سياسيا كما تريد أن يكون ، الماركسية اللينينية هي تطوير أعلى للماركسية على جميع المستويات المعرفية ، الفلسفية و الإقتصادية و السياسية و التنظيمية و النضالية الجماهيرية ، و لينين ليس بزعيم سياسي و فقط بل هو قبل كل شيء مفكر و فيلسوف و عالم اقتصاد و زعيم البروليتاريا .
يا أستاذ إن موقفك السلبي من الماركسية اللينينية لا يمكن أن ينبع إلا عن فناعة أيديولوجية نقيض المادية الجدلية و المادية التاريخية لهذا ما كتبته عن لينين ليس ببحث علمي.


17 - هل يساعدنا الديالكتيك؟
أنور نجم الدين ( 2010 / 9 / 27 - 20:26 )
للاسف، ليس للديالكتيك أداة تساعدنا في حل هذه المعضلة التاريخية، فها هو لينين نفسه يبدي رأيه بخصوص ضرورة تطبيق العمل بالقطعة -انظر اعلاه، بينما انتم لا تعتقدون ان لينين قد طبق بدرجة من الكمال نظام العمل التايلوري.

بكل اختصار، ان منهج المادية التاريخية والمنهج الديالكتيكي متناقضان جذريا. ولقد حاولنا مرات عديدة ان نعبر عن رأينا بخصوص هذا التناقض في الحوار المتمدن في دراسات متعلقة بالمنهج بالديالكتيكي.
تحياتي


18 - حول الدياليكتيك و البناء الشيوعي
زروال المغربي ( 2010 / 9 / 28 - 12:49 )
حول الدياليكتيك : يبدو أن الإستاذ لم يفهم بعد معنى الدياليكتيك الماركسي الذي نزله ماركس من السماء إلى الأرض بعد نفي صفة المثالية من دياليكتيك هيكل ؟

حول البناء الشيوعي : أنظر كتابه :

مهمات منظمات الشباب

(( البرافدا )) ، الأعداد من 221 إلى 227 من تشرين الأول ـ أكتوبر 1920 لينين . المؤلفات ، الطبعة الروسية الخامسة ، المجلد 41 ص ص 298 ـ 318

اخر الافلام

.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو


.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza




.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع


.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب




.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال