الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يجب تغيير مصطلح التأريخ بالحداثة

حكمت عزيز

2010 / 9 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


يجب تغيير مصطلح التاريخ بالحداثة
تمتاز مجتمعاتنا الاسلامية عن غيرها هو ان الماضي مقيم على الحاضر ويقاطع المستقبل. ولا يكاد أي كلام يخلو من الاشادة الى الماضي وانجازاته وانتصاراته التي يغلفها الوهم فيما اذا ادخلت بمنظور العقلنة .تاريخ المجتمعات الاسلامية بعضها واقعي والبعض الاخر تخيلي والتي غالبها يشكل ممارسات سلوكية دينية شاذه وتداخلت فيه النصوص والديانات المندرسة و المهزومة امتزجت في نسيج يصعب فك شفراته بحيث اصبح هذا التاريخ الاسلامي لا يشكل تاريخ موحد لامة تمتلك بعدا تاريخيا معلوم ومشتركات لغوية ومعرفية وثقافية وعادات وتقاليد واعراف بل اصبح مشكلة عقيمة تنازعت عليها كل القوى الكبرى المهيمنه على مصير العالم الاسلامي في تلك الازمات وتجاذبت هذا التاريخ الاقوام التي دخلت الى الاسلام من فرس وعثمانيون ومازالت المجتمعات الاسلامية تئن من هذا الصراع ..
وعندما يكون التاريخ مشوه يصيب المجتمع بالضمور خاصة اذا كان هذا التاريخ منتفخ بالاوهام والخرافات والقداسات الكاذبة . وقد تشظى الدين الواحد ليصبح ديانات متعددة.. فالتاريخ قوه تمضي الى الامام وشرطه الاخلاقي تحقيق وعي الحرية وتسامي الروح الانسانية. من يلاحظ التاريخ في مجتمعاتنا الاسلامية لم يمضي الى الامام بل توقف في ازمنه حافلة بالمشاكل والازمات وتكالب المصالح والنوايا المريضة وكتب هذا التاريخ ورسم له من قبل قوى غاشمة قامت بتفخيخه بالاكاذيب والاباطيل المريضة ولايزال هذا التاريخ يمتلك طاقة هائلة من الاكاذيب ويمتد في حيلتنا الحاضرة بصلف وقد سمم واقعنا بالقيم والتقاليد الدينية الزائفة وما يزيد الطين بله . ان حاظر مجتمعنا بائس ولم يترصن واقعنا بالمعارف العلمية ولا بالقوانين الاقتصادية المحكمة فأشرأب عنق الماضي المزين بثقافة الموتى بقلادته التاريخية الزائفة ومقدساته الكاذبة لتستوطن الحاضر وتشيع الخراب فيه ولتنبعث الى الحياة من جديد العادات والقيم والممارسات الدينية الغريبة والتي لاتدل الا على توحش والهمجية وتحول تأريخنا الى اكداس من الظلام والخراب والارهاب حيث اصابت النفوس بالقرف والتحجر وفقدان الثقه..
فحتى يكون تاريخنا سليم لابد ان تحضر دعائم القيم النبيلة التي تطعم الحاضر بالاصالة والقيم الانسانية.
محنتنا نحن نعيش بلا حاضر.. اننا نرفل بالماضي على دوام فحتى في لغتنا فأننا لا نستخدم الا الافعال الماضية مثل كان واخواتها دون ان نلوك الافعال المضارعة ولانمر على سين المستقبل .. لاننا نعيش بلا امل ولا مستقبل..
ابطالنا وقياساتنا وحكمتنا ورموزنا ومقدساتنا التي توهمنا بأنتسابها العرقي كلها تطل علينا من الماضي حتى اصبحت تطن كالذباب في أذاننا انها محنة مجتمع يعيش الماضي على الدوام...
لقد عرف مجانين السياسة وتجار الدين أسرار هذه اللعبة فهم يهدمون الحاضر كل يوم ويشيعون الفوضى كي يدور المجتمع في فلك الماضي ويمسكون السلطة بقوة ودون منازع إلى الابد ويطمن أدعياء الدين بقاء صفوف الناس الطويلة لتقبيل اياديهم والتراب الذي تدوسه أقدامهم ليكسبوا من خلالهم ود الله ..
لهذا السبب وحدوا صفوفهم لاسقاط الشيوعية ولكن سوف تبقى الشيوعية امل الكادحين

الكاتب حكمت عزيز








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دمار شامل.. سندويشة دجاج سوبريم بطريقة الشيف عمر ????


.. ما أبرز مضامين المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة وك




.. استدار ولم يرد على السؤال.. شاهد رد فعل بايدن عندما سُئل عن


.. اختتام مناورات -الأسد الإفريقي- بالمغرب بمشاركة صواريخ -هيما




.. بايدن: الهدنة في غزة ستمهد لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسر