الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانقسام ورطة لأصحابه وخصومه

فاطمه قاسم

2010 / 9 / 27
مواضيع وابحاث سياسية



مثلما يجري في لبنان، يحدث في فلسطين وأكثر، بسبب أن الانقسام ساكن تحت عنوان الدولة التي ما زالت موجودة، بينما الانقسام هنا واضح ومكشوف ومعلن عنه، بل إن البعض يتغنى به ويراه أفضل شيء، لأنه يحقق لهذا البعض الكثير من الفوائد والمزايا العارضة.
الفترة الأخيرة في لبنان:
اتسمت بكثرة الحديث عن الجواسيس، وشبكات التجسس الإسرائيلية، التي تكشف عنها تباعا، ولكن المثير للريبة في الموضوع، أن ما هو بديهي بالنسبة لمعطيات الواقع يتحول إلى قضية مرتدة، وإلى شيء رهيب، وإلى نوع من السجال الذي يتجه بالجميع نحو الهاوية.
وكأن لبنان ليس منقسم طائفيا وسياسيا، وان هذا مدخل لاستقطاب الجواسيس، وكأن لبنان لم يكن محتلا لعقود من قبل إسرائيل التي وصل جيشها إلى العاصمة بيروت، وبقيت قواتها شمال الليطاني وجنوب الليطاني لسنوات عديدة، ولم يحدث فيها إجتياحات لمرات عديدة، ولم تحدث فيه تدخلات خارجية، وكل هذه وغيرها هي من العوامل التي تعطي فرصة للأجهزة الأمنية الإسرائيلية المزيد من الاختراق.
جميل جدا أن الأجهزة الأمنية اللبنانية، تواصل عملها البطولي، وتكشف تباعا عن العديد من شبكات التجسس الإسرائيلية، ومن وسائل التجسس الأخرى، وخاصة الوسائل الالكترونية المتقدمة.
ولكن هذا النجاح سرعان ما يتحول إلى ضرر كبير، وإلى كارثة مخيفة، لأن هذا العمل الأمني المتقدم الذي تقوم به الأجهزة الأمنية اللبنانية، يتحول إلى سجال سياسي مفتوح وعلني على وسائل الإعلام، وفي الإجتماعات العامة، بل وفي الشوارع المفتوحة ، فتكون النتيجة أن الفائدة تتحول إلى خسارة، والقضاء على هذه الشبكات التجسسية تتحول إلى عملية تدمير للحصانة الوطنية، حتى ليظن السامع من بعيد أن كل الشعب اللبناني في الداخل والخارج عملاء، نتيجة عدم السيطرة على هذا السجال بمسئولية وطنية
هنا في فلسطي:
يكاد يحدث شيء مشابه، عندما نرى بيانات تصدر بأن فلان عميل،والجهة الفلانية عميلة، وهكذا،فإن سجال الانقسام الذي هو أصلا ناتج بسبب التفصد الإسرائيلي، يستخدم العمل الأمني الدقيق والمتخصص والمسئول في تداعياته الكارثية، فيصبح من السهل القول أن فلان جاسوس، والجهة الفلانية هي بؤرة جاسوسية، دون أن يدري هؤلاء المهللين في هذا الحديث الغير مسئول، أن أول من يسقطونه بهذه الطريقة غير المسئولة، هي حصانتهم هم أنفسهم، وحصانة شعبهم.
شعبنا يقبع تحت الاحتلال منذ عقود طويلة، يأكل ويشرب ويغادر ويحضر ويواصل تفاصيل الحياة من خلال بوابات الاحتلال، ومعابر الاحتلال، ومنافذ الاحتلال، وجدران الاحتلال، وقرارات الاحتلال،ومن الطبيعي لكل ذلك أن يتمكن الاحتلال من تجنيد البعض، وهذا وارد، ولكن شعبنا الذي يخضع لكل هذه الضغوطات، ويتعرض لكل هذه الاختناقات، هو نفسه الشعب البطل، شعب القضية، وشعب الثورة، وشعب الانتفاضة، والعمليات البطولية، والصبر العظيم، وصاحب الهدف المقدس وهو هدف الاستقلال وبناء الدولة، فلماذا يترك البعض كل ذلك، ولا يثرثرون إلا عن الجواسيس الذين كشفوهم، والجواسيس الذين اعترفوا، والجواسيس الذين تم إعدامهم، وكأن ذلك شيء لا يحدث مثله في كل زمان ومكان، وكأن المكايدات السياسية، والأحقاد الصغيرة، ، هو الهدف الأكثر أهمية من الوطن وحلم استقلاله، والشعب وبطولته، والحياة وأملها الكبير.
إلا أن:
لعنة الانقسام هي التي تقف وراء هذا السلوك المريض، وهذه الادعاءات العبثية، والمزيفة.
لذلك يتوجب على الأجهزة الأمنية أن تبتعد بمعلوماتها عن الإعلام الرخيص، وأن يكون حرصها هو الأساس، وكتمانها هو القاعدة، وأن لا تسمح لسجال الانقسام أن يدمر في طريقه كل شيء.
وأحب أن اذكر:
أن شعبنا الفلسطيني، ولسنوات طويلة من الزمن، وخاصة بعد النكبة مباشرة كان أرخص شيء على خصومه اتهامه بأنه باع أرضه، وأنه ليس سوى حفنة من الجواسيس لإسرائيل.
تذكروا ذلك، وتذكروا كيف ناضل شعبكم ليثبت بعد ذلك أن هذا الشعب فعل المستحيل متمسكا بأرضه، وفعل المعجزات دفاعا عن وفائه لقضيته
يا أيها الأمنيون الذين تستسهلون التباهي بهذه اللغة ، ارحموا شعبكم وحصاناته، وعودوا إلى رشدكم، ولا تشوهوا تاريخ شعبكم ونضاله بهذه الثرثرة المثيرة للشك والتساؤل، ولا تستجيبوا للعنة الانقسام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب