الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول مسؤولية النصيرية الباطنية عن سقوط روما

عمرو الخيّر

2004 / 9 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


للمرة الثانية أجد نفسي مضطرا أن آخذ يراعي -و يراعي المذكور هو برنامج تحرير نصوص من إنتاج شركة برمجة أمريكية عملاقة- كي أعلق على مقال قرأته على صفحة "الحوار المتمدن".
أكرر القول أنني أفهم أن تفتح صفحة "الحوار المتمدن" صدرها لكافة الكتاب من كافة الإتجاهات، هذا شيء جميل و يحق لهذه الصفحة أن تفخر به...

لكن أن ينشر تحت عنوان "اليسار، الديمقراطية و العلمانية في المشرق العربي" مقال يدعو، و بكل بساطة، للحقد الطائفي؟ فنتعجب...

رابط المقال:
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=22810
يكتب السيد احسان الطرابلسي:
"الاحتلال العلوي للبنان"
"تصوروا حالة العالم العربي التعيسة لو قُدر للباب العالي العلوي في قصر الروضة في دمشق أن يحكمه ؟"
"فمن الذي يُخرج الاستعمار العلوي من لبنان؟"
"لا بُدَّ من مقاومة الاستعمار العلوي والديكتاتورية العلوية "

هذه هي كتاباته، بالحرف.
السيد احسان الطرابلسي يقدم نفسه كليبرالي معاد للأديان -راجعوا أول مقالاته حين يستشهد بطه حسين و بشاكر النابلسي!
فكيف يعبر عن ليبراليته و معاداته للأديان؟
إنه يستخدم خطاب ابن تيمية! شيخ الإسلام ابن تيمية!

بصفتي علويا نصيريا كافرا -و فوق ذلك ملحدا لعنني الله- من النوع الذي يكرهه السيد احسان الطرابلسي فإنني أسمح لنفسي أن أقدم تعليقا بسيطا:
طبعا يمكن للإنسان أن يتخيل المصائب التي ستحل بالعالم العربي إن حكمه العلويون النصيريون لعنهم الله... لكن الإنسان ليس بحاجة لإعمال الخيال كي يرى وضع العالم العربي و قد حكمه "غير العلويين"...

حتى هذه النقطة، كان يمكنني أن أكتفي بالإشمئزاز، لكن ما يثير الغيظ حقا هو أن نجد كتابا نحترمهم و قد "نحوا ذلك النحو"، يا دؤلي!

في المقال الذي رابطه:
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=22934
يتفضل الأستاذ صبحي الحديدي، و هو الكاتب الذي نحترم، يتفضل فيعلق على قضية التمديد للرئيس اللبناني...

ابتداء نقول: الأستاذ صبحي الحديدي غيور على الديمقراطية في لبنان، و هذا ما يسعدنا... و لكن ألم يكن الأولى به أن يكون غيورا على وطنه أولا؟ أولم يقرأ كل تلك الشتائم التي طالت أبناء وطنه -يعني النصيرية الكفرة لعنهم الله، و أنا منهم؟
أستاذنا الكريم صبحي الحديدي ليس لديه ما يقول ردا على شتائم السيد احسان الطرابلسي بحق أقلية سورية هي الطائفة العلوية، لكنه يقدم لنا مقالا طويلا عريضا عن عظمة ما قام به زعماء أقليات لبنانية -يعني بكركي و جنبلاط!

لم لا؟ من حق كل علماني -لا بل من واجبه- أن يدافع عن الأقليات...

يبقى أن...

يبقى أن أستاذنا الكريم حين اختار بكركي و جنبلاط كأبطال (علمانيين؟) فاته أن يرى من هم بالضبط: إنهم ممثلون لاتجاهات طائفية -اللهم أن يكون أعداء النظام السوري معصومون عن الطائفية، فعندها نفهم؟

أو بالأحرى إننا نفهم جيدا:
أستاذنا الكريم صبحي الحديدي يتغافل -عمدا- عن الدوافع الطائفية لهؤلاء الأشخاص لأنهم... يشتمون النظام السوري! و لعل لسان حاله يقول: عدو عدوي هو حبيب قلبي... متناسيا أن عدو عدوه قد يكون أسوأ منه!

أستاذنا الكريم يحدثنا عن كمال جنبلاط و دمه الذي هو -وفقا لما يظنه أستاذنا الكريم- في عنق النظام السوري (هل يعلم الأستاذ الكريم صبحي الحديدي أن بعض الظن إثم؟)...
فنحن نذكره، و لا نظنه ناسيا، أن السيد كمال جنبلاط، و قبل أن يصير دمه في ذمة اي كان، هو من عرف الحرب الأهلية اللبنانية على أنها حرب طائفية: أوليس هو من تحدث عن "النظام العلوي الذي يدعم الموارنة"؟

الأستاذ صبحي الحديدي يخبرنا أن بيان بكركي هو "لغة اقتصادية ـ اجتماعية من عيار ثقيل، وهي جديرة بحزب سياسي معارض"، فنتفائل خيرا! سنقرأ إذا تحليلا سياسيا-اقتصاديا عميقا حتى أن "راس المال" مقارنة به سيكون كتابا بائسا..... لكن دع!

لا نرى أن بيان بكركي قال شيئا سوى الإيحاء أن "الإحتلال" السوري هو سبب كل مآسي لبنان، بما في ذلك الأعاصير الثلجية!

و طبعا، الإحتلال السوري -وفقا لبكركي و لاحسان الطرابلسي- هو الإحتلال العلوي... و منه طرحنا للسؤال التالي:

أما و قد علمنا مدى مسؤولية النصيرية الكفار -لعنهم الله و لعنني من ضمنهم- عن الأعاصير الثلجية التي تهب في لبنان، فمن هو المسؤول عن سقوط روما يا سادة؟

الجواب: النصيرية -لعنهم الله- طبعا!

-------------------------
ختام كلامنا:

في سالف الزمان، و سابق العصر و الأوان، كان شعار العلمانيين -أعني بعضهم- في الغرب الكافر هو: "يجب شنق آخر رجل دين بأمعاء آخر رأسمالي"...
أما اليوم، و في هذا الشرق العربي، فيبدو أن شعار العلمانيين هو:
"يجب شنق آخر نصيري كافر بأمعاء آخر شيعي رافضي، كما أمر شيخ الإسلام ابن تيمية و كما يقترح الخوري بتاع بكركي"

فلا حول و لا قوة إلا بالعقل!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حادث مفاجئ جعله رئيساً مؤقتاً لإيران.. من هو محمد مخبر؟ | ال


.. مراسم تشييع الرئيس الإيراني في تبريز| الأخبار




.. نتانياهو -يرفض باشمئزاز- طلب مدعي الجنائية الدولية إصدار مذك


.. مقتل الرئيس الإيراني: هل تتغيّر علاقات طهران بدول الخليج وال




.. بايدن: ما يحدث في غزة ليس -إبادة جماعية- نحن نرفض ذلك