الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خسارة الفوز

شذى احمد

2010 / 9 / 27
الادب والفن


على بعد عشرات الكيلومترات صرخ عالياً... لقد حطمتني أفعالهم ،وأحبطتني دناءتهم إن قلبي ينزف ألما كل هذا الحقد والكره والقسوة أين خبئوا كل ذلك .. كنت أحسب في مجالسنا أحاديثنا خواطرنا.. ما كنا نتحدث عنه، واختلافاتنا كلها سحب تحلق في سماء الأفكار وتمضي، أما أن تكون أسنة رماح تصيب مقتلاً فذاك ما لم يخطر ببالي.
راحت تستمع له ولأوجاعه وبدل من الاسترسال استوقفته: تعرف أريد الصراخ بدوري بالذين ألموك .. فأقول لهم .....ما زال هناك متسع من الوقت يكفي لكي تتوقفوا . لا زال هناك أملاً كي تعبروا الى حيث الحياة بدلا من سراديب الموت المعتمة. فالذي يصرخ غاضباً يحب. ذاك من يستنزفه الوجع يضمر عظيم المشاعر بقدر الإصابات البالغة التي تركتها طعنات من أحب في نفسه. أما عندما تمر كل تلك الوجوه والأسماء مرور الكرام ، ولا يثيرنا من تهريجها وأحاديثها وتدبيراتها. لفتاتها تلميحاتها الخبيثة ودسائسها البشعة شيء. يعني إن مكانهم قد تهدم في نفوسنا ولم يعودوا يملكون شيئاً يفتخرون به في أعماقنا.

الكراهية مشاعر تتطلب طاقة مضاعفة لأنها تشحذ كل همتها من خلايا صاحبها الصحيحة تفخخها بالسموم وتحجز على كل المشاعر الايجابية وتغلق نوافذ النور والتواصل وتمضي في عتمة حالكة حتى حوافي الهاوية.

تحتاج الكراهية الى جرأة وإرادة سلبية متميزة حتى تقتل صاحبها قبل إيصال جرثومتها الى الأخر. تحتاج الى حظ والى حاضنة للفيروس بمراحله المتعددة من التخطيط والتدبير الى الإعداد ثم التخزين وبعدها التنفيذ. تحتاج الى فقع عيون الحقيقة لتحرمها نعمة وحرية الرؤيا. تحتاج الى بسالة لاقتلاع أضراس سليمة كي تتمتع بوجع الخواء في فك يسيل دمه بلا سبب.

كم باهظ ثمن الكراهية.أثمن من قتل ساعات الصباح في عتمة الحجرات،و الستائر الثقيلة مسدلة تحجب أشعة شمسه.فهناك من يقضيها مفكرا بوسائل هدفها النيل منك ومني.

أثمن من راحة الحاسدين وقد غادرتهم عند سماعهم ورؤيتهم الضحكات المجلجلة على شفاه الفرحين بمن يشاركونهم هم اليوم و أنس الليل.

ربما بثمن الوقت الذي يهدره من يفتح كتاباً أي كتاب في أي موضوع، وبدلا من قراءته يجهز سليط لسانه لكي يلعن كاتبه وناشره ومصممه وبائعه.

ربما بثمن ساعات من يزور مواقعنا الفكرية ولا يملك إلا تسديد فاتورة حقده ولؤمه ومتطلبات وظيفته وهو يشتم هذا ويقذف ذاك ويسفه هذا ويلعن ذاك دون الالتفات لروحه العطشى الى التعلم ومعرفة ما يكتب والتأمل بما يكتب

ربما بثمن احترام المرء لنفسه وإنسانيته وإنسانه الذي سيواجهه في أول خلوة سيخلوها مع نفسه بعد لحظات من ابتعاده عن الآخرين .. عند ارتكابه للحماقات فيعتصر قلبه ويسقط في هاوية الإحساس بالخسة.

ربما هذا الثمن الذي من الصعب على البعض تقديره، لكن بمقدورهم تجنب خسارته .

كي لا يمنى بفوز حصيلته ريح صفراء من الإحساس بالنفور منه، ومما يبثه من سموم الكراهية ورفض الأخر وعدم القدرة على التواصل والتعلم والفهم والتصرف بحضارية ورقي ..



هل يعلم البعض إن الوقت ما بين غضب الآخرين منهم لسوء سلوكهم، وعدم مبالاتهم أثمن الأوقات وعليهم عدم إضاعته بالتفكير والتخمين بل استثماره كي لا يجبروا لدفع ثمن الكراهية الغالي حيث لا يفوزون بعده إلا بالخسارة.

أسباب كتابة المقال

ـ محاورة بين الكاتبة و احد المع شعراء العراق ولوعته مما اعترى البعض من تحول في السلوك .
ـ تعليقات بعض القراء غير المهذبة على بعض المقالات،والتطاول على الأقلام المثابرة والرصينة في محاولة لدفعها للتخلي عن مبدئيتها والاقتصاص منها ربما لأسباب شخصية كتصفية حسابات، أو وظيفية كان يكون المعلق يؤدي وظيفته لخدمة الجهة التي استخدمته للإساءة لكتاب ومتابعي الحوار المتمدن.
ـ المحاولات المحمومة التي لا تكل ولا تمل للنيل من الكاتبات في الحوار وقد شاركتني بعض زميلاتي في الحوار هذه الحسرة وما تعرضن له من إهانات وتحرشات مخجلة سببها السلوك الأهوج البدائي الذي لا يقيم للفكر أي وزن.
ـ بحثت لموضوعي عن محور يناسبه فوجدت بان الحوار المتمدن وضع محور الأدب والفن في رفوفه الأولى ، فهل يستوعب العابثون هذا المعنى ويغترفوا من بعض الأدب والفن الذي يزخر به هذا الموقع الفكري. أم تراهم لا يستميلون إلا التعليقات المخجلة ،ولا يستحلون إلا طعم الشتم والسب والقذف كأنهم ما خلقوا لغير ذلك .

د. شــذى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قبل - بعد
شذى الصفار ( 2010 / 9 / 27 - 21:24 )
سيدتي..........
تحيه طيبه لكي ولكل المشاركين في الحوار المتمدن
يبدو ان هذا الشاعر حسب ما اشرت في المقال قد نال بعض اغراضه اللئيمه وانا رايت ردك انفعالي اكثر مما يتوجب فالكراهيه عصاب جماعي وفردي محتقن في الظروف الاعتياديه ومنفلت في الظروف الاخرى والتي يمر العراق بها الان ومن الطبيعي جدا ان تنعكس هذه الحاله النفسيه والتي هي بمقام الظاهره في مجتمعنا وانا ارى العلاج الناجع لها هو بتخطيها وتخطي المأزومين نفسياً ولطالما كان اصحاب القلم الحر ينفذون كلمتهم غير مبالين بأراء لا تعبر الا عن عصاب نفسي فالغرض من الفكر الحر هو ايصال رسالة مفادها خطوة تحقق / قبل - بعد


2 - كالنخيل
مرثا فرنسيس ( 2010 / 9 / 28 - 06:17 )

سلام ونعمة لكِ صديقتي الجميلة

اعجبتني هذه الجملة القوية
تحتاج الكراهية الى جرأة وإرادة سلبية متميزة حتى تقتل صاحبها قبل إيصال جرثومتها الى الأخر
فالكراهية وبث السموم تؤذي اولا فاعلها وتجعل نفسه من الداخل متشحة بالسواد المكروه
يخسر نفسه من يضيع عمره في الكراهية والشتم والسب والهدم
الأقلام الصادقة الهادفة تقف في شموخ واعتزاز نخيل مصر الجميل الذي مازال يحارب للبقاء رغم التلوث
ورائحة الموت
تقديري واحترامي


3 - عزيزتنا الدكتورة شذا
ليندا كبرييل ( 2010 / 9 / 28 - 07:43 )
تعبيرك الأدبي في وصف الكراهية أعجبني جداً . والانسان كلما غرق في الكراهية والحسد والبغض كلما استهلك العناصر الإيجابية في داخله وكلما زادت بالتالي فرص سقوطه وانعدام حظوظه , نعم عزيزتي , هناك تعليقات مخجلة موجهة لبعض السيدات الكاتبات تشتمين منها رائحة التحرش الصبياني المفضوح , كذلك الاستخفاف والاستهانة من معلق لكاتب في أولى خطواته ومحاولاته الأدبية , ولا ألوم إلا الكاتب الذي يسهّل للمعلق الناقد هذا السبيل أحياناً بطرق تشعرين كأنها متقصدة للفت النظر والظهور , لكنها من جهة أخرى تعمل على التمادي في هذا الأسلوب غير المباشر في النيل من آخرين أيضاً , إيه والله يا سيدة شذا , لماذا لا يغرفون من بعض الأدب والفن الذي تعج به صفحات الحوار بفضل كبار محترمين ومحترَمات ؟ لك خاص تحياتي ومحبتي


4 - ألنقد البناء
شهد رشيد ( 2010 / 9 / 28 - 09:56 )
تحية طيبه دشذى ..قضية كانت بحاجه فعلاً لألتفاتتك الجميله ..تثير الأستغراب وقد تؤدي للنفور حتى من النت وما يقدمه من معلومات مفيده ومتعه ..يفسرها بعض المختصين على أنها حاله مرضيه تبدأ من سن الطفوله . فقد تجدين طفلاً لايستمتع بلعبه تستهوي أقرانه أو بكتاب أكتسب شهرة فائقه فسارع من في سنه لأقتنائه ولكنه يستمع بأنتظار ساعات الليل المتأخره ليلقي بيضاً على نوافذ سيدة مسنه أو أناس عادوا من ساعات عمل طويله ليستريحوا ..كتاب ومفكرين وأدباء يبذلون جهوداً ليقدموا للقراء ثمرة أبداعهم ومراسلين يتكبدون المشقات لأيصال الخبر المهم أو الطريف. هنالك على الجانب الآخر من يسهر ليله ليرسل لمستخدمي النت فايروسات خبيثه . حرية التعبير أو النقد قد تستخدم بشكل سليم فتكون مثمره هادفه أو قد يستغل البعض حريته في النقد لتجريح الآخرين أو النيل منهم ومن أفكارهم لأسباب شخصيه أو لعقد نفسيه يعاني منها أصلاً ..أعتقد أن أمثال هؤلاء لو وجدوا رادعاً لماتمادوا . وعدم نشر عبثهم هو خير رادع .فهل سيتحقق هذا بالفعل؟ شكراً لكِ


5 - العزيزة شذى
يونس حنون ( 2010 / 9 / 28 - 13:41 )
هناك مثل صيني يقول من يناقش الاشخاص جاهل ومن يناقش الافكار عاقل
معظمنا لا يستطيع ان يناقش مبدأ او قضية دون تحويلها الى مسألة شخصية تتعلق بالانا .........ومحاولة الطعن بالمقابل وكيل الشتائم والتهم عندما لانجرؤ على مناقشة طروحاته، كم من مرة كتبت عن الدجل الديني في برامج الفضائيات وتاتيني اجابات من نوع انت من الموساد او انت مندس او الماسونية قد جندتك مع شتائم لاتعد ولاتحصى ، ولا من رد واحد على المحتوى او مناقشة للمضمون وللطروحات التي اثارت غضبهم
لكن ليس لنا الا ان نستمر مع حقنا في اطلاق زفرات اسى بين اونة واخرى على حال الثقافة كما فعلت انت
مع التحية
......


6 - الكراهيه
محمد مانع غانم ( 2010 / 9 / 28 - 21:21 )
الكراهيه هيه خنجر ذو حدين حافته تدخل احشاء الشخص الذي يطعن قبل المطعون حيث تفقد الكراهيه صاحبها اولا راحه البال ثانيا تفرز سموم وهرمونات سلبيه بكافه اجزاء االجسد وان اغلب الامراض الفيزياويه لها اصول نفسيه تبعثها الكراهيه وينميها الحقد, مع الاسف ان هذه الافعال او التصرفات يكون مصدرها عدم المقدره بالرد او الفعل الايجابي وانها رد فعل سلبي للشخص المهظوم او المغلوب على امره, حيث يعاقب نفسه بهذه الانفعالات.
في الختام نشكر الكاتبه شذى احمد على هذه المقاله والافكار التي تطرحها
محمد مانع غانم العيداني
رسام
كاليفورنيا


7 - لعنة المجتمع
سلام طه ( 2010 / 9 / 28 - 23:05 )
عزيزتي د. شذى

اعتقد ان جذر المشكلة يكمن في ثقافة المجتمع السائدة, المجتمع هو الام هو ربة البيت, لنعترف اننا نعاني من المعضلة الشيزوفرينية والتي اصابت مجتمعاتنا بالعنة الاخلاقية, هذا الانقسام سببه الرئيس الضغط والاكراه الذي مارسته المؤسسة الدينية على مدى التاريخ بحق ابناء مجتمعاتنا , ثقافة التابو والخطوط الحمراء, اغلاق روح الاجتهاد والخلق, التقليل من شأن المبدع, وكل محاولة حقيقية للتغير, للصراخ بوجه الحكام المفروضين باحابيل الاجنبي, والمدعومين بمباركة رجال الدين ...كل هذه الفوضى خلقت اجيال مهمشة و ثقافة سلبية...., النتيجة ما تفضلت به من ظواهر نتنة من شخصيات تعاني نقصا معرفيا واخلاقيا... الذي لديه القابلية على ان يكره لا يستحي ومن لايستحي يتصرف كالبهيمة بلا اردة واعية منه, اشعر بالاسف لمجتمع الدهماء هذا.
ارفع قبعتي اجلالا لكل مبدع ومن كل طيف او لون لانهم بحق انبياء العصر الاجدر بالتقدير...


8 - يا حضرة الدكتورة
ميريام نحاس ( 2010 / 9 / 30 - 15:27 )
كيف حالك يا صدبقتنا ؟ مقال اليوم حزين قليلا لأنك تشعري بالخسارة التي يحصلها الانسان من الكراهية التي تعمي القلب , انا لاحظت في تعليقات سيئة وتأخذ من كرامة الكاتب او المعلق وهذا لا يجوز كلنا هدفنا واحد ان يتقدم الانسان فاذا ذهبت العناصر الجبدة من شخصيته فكيف يعوضها وكيف يعطي الأخر شعور طيب , اذا القلب فارغ من المحبة , الاحترام في قمة العلاقات البشرية وما في تنازل عنه , أتمنى لكي ان تكوني بخير

اخر الافلام

.. محمد محمود: فيلم «بنقدر ظروفك» له رسالة للمجتمع.. وأحمد الفي


.. الممثلة كايت بلانشيت تظهر بفستان يحمل ألوان العلم الفلسطيني




.. فريق الرئيس الأميركي السابق الانتخابي يعلن مقاضاة صناع فيلم


.. الممثلة الأسترالية كايت بلانشيت تظهر بفستان يتزين بألوان الع




.. هام لأولياء الأمور .. لأول مرة تدريس اللغة الثانية بالإعدادي