الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقومات بناء دوله العراق المدنيه

عارف الماضي

2010 / 9 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هي دولة المؤسسات والتي تمثل الكائن البشري بكل أطيافه والوانه الفكريه والثقافيه والايديولوجيه وأصوله العرقيه والمذهبيه بل حتى طبيعة روافده الحضاريه , وهي دولة الحياد حيال الاديان,والتي كثر الحديث عنها بعد الحدث الكبير باحتلال العراق وتغيير نظامه السابق, والذي يوصم بانه اكثر الانظمه الاستبداديه في العالم, في العصر الحديث,فالدوله المدنيه هي بالضروره نقيض الدوله الا مدنيه او الدوله البوليسيه والاخيره يقود شراعها حفنه من التسلطين أصحاب الحقيقه المطلقه؟وقد تكون دفة الحكم فيها بأدارة عقل واحد , لايؤمن بالعقل الجمعي وهذا الاخير المظهر الحضاري الائق للقياده الديمقراطيه والتي لا بديل عنها في أعقاب جملة الاحداث والمتغيرات الواقعيه والتي جرت خلال السبع سنوات الاخيره, وافرازات تلك المرحله الغير محسوبه وبنتائجها الكارثيه الثقيله, فكان أبرز تلك النتائج سيول من دماء صبغت ازقة وشوارع وباحات العراق0 وكانت اجندات لجمعات مسلحه متعددة المناشئ والاهداف وراء تلك الاحداث المؤلمه والسائده حتى اللحظه0
وهنا لانريد الخوض في تفاصيل هذه المرحله الراهنه والتي تضلت بنيرانها جلود العراقيين , ولكننا نريد التركيز على المقومات والاسس والبُنى التحتيه لغرض تشييد دولة العراق المدنيه العتيده والتي تمثل الحلم البارق وزنابق الجمال والاحساس المُرهف لمحبي العراق وعشاق الحياة,وتلك الدوله هي اصلا نقيضا حادا لما يروجه القتله والارهابيين والظلاميين والخرافيين والمعتوهين واعداء الارض والانسان والحضاره (لدولة العراق الاسلاميه) والتي لادين لها ولاوطن , بل انها دوله تسبح في عقول اشباه البشر واللذين لايميزون بين التمره والجمره!عندما تصلبت عقولهم واستقرت على قاعده صلده من الاجرام الغير مُسبق, وكان الحياة لاتستمر الا بأ ساليب الحرق والقتل والتدمير وانتهاك الحريات العامه والخاصه ومسخ المعتقدات التي لاتتناغم او تتجاذب مع اهوائهم الشريره0 اذا ماهي تلك المقومات والركائز الصحيحه للدوله المدنيه المنشوده والتي نراها المعبر الحقيقي لتطلعات العراقيين دون تمييز0
1. البُنيه التحتيه الثقافيه والتربويه
فلقد عانا العراق ومنذ السبعينات من قرنه الماضي من تفتيت منظم لبنيته الثقافيه والمنظومه التعليميه والتربويه وباتجاهات واقعيه واثباتات ماديه ملموسه ,قُتل فيها العديد من المثقفين وشرد الاخرين خارج الوطن وبسبب عدم تناغمهم مع اهواء البعث,حينها اوصدت ابواب المكتبات امام القارئ لمجمل الثقافات العالميه السائده واقتصرت على قراءة فكر البعث وبعدها فكر قائده الملهم صدام , وعلينا ان لاننسى اونتناسى قرارات حكوميه عديده منها اقتصار قبول الطلاب في كليات التربيه على البعثيين وبدون معدل مماسبب تخرج دورات من المدرسين الغير كفؤين واللذين مازالوا يتصدرون المؤسسه التربويه , والتي تخرج سنويا الالاف من الطلاب في مختلف المراحل الدراسيه, وبما يمليه علينا واجبنا الوطني والاخلافي في هذا البحث المستعجل, الا ان ننبه الى ضرورة التفاعل الخلاق لوضع الحلول الجذريه لهذا الملف الخطير!0 وكعادتنا في عدم نشر الغسيل دون ان نقترح الحلول الجذريه الفعاله لهذه الظاهره اوتلك
فما علينا الا ان نطالب دولتنا القادمه الواعده! بوضع برامج علميه لعملية التنشأ
الاجتماعيه والتي ترعاها الدوله وعلى اعلى المستويات , ولغرض وضع برامج تربويه وتعليميه تُصاغ بطرق ومنهجيه علميه ,شرط ان تتجاوز تلك المناهج الثقافات المذهبيه والعرقيه والمناطقيه, وان تتمحور في استدخال بذور الثقافه الوطنيه في شخصية النشأ الجديد و كَرد حضاري لما عانته اجيالنا السابقه من تغييب مقصود لكل الوان الثقافه وطرق التربيه العصريه الحديثه0

2. الملف الاقتصادي0
لم يخفي على احد من ماعانها العراق من ازمات اقتصاديه قاهره أضرت بالمواطن طيلة الفتره المظلمه والمشار لها سابقا,وبعد حروب عبثيه ثلاث واخرى رابعه لايعرف مداها , فقد احرقت تلك الحروب ثروات العراق الوطنيه , من عائده النفطي والذي تجاوزت الترليون دولار , علاوه على ضمور قطاعاته الانتاجيه الاخرى ومن اهمها القطاع الزراعي وتراجعه الخطير , وبعد ان تحول العراق الى دوله مستورده بالكامل لكافة المحاصيل الحقليه والخُضريه والفواكه ومن دول غير زراعيه وبشكل مُخجل, وضعت العراق في صدارة الدول المستورده , بعد ان توقفت عجلة الانتاج الزراعي والصناعي وبصوره شبه كامله
, مما وضع العراق امام تحديات خطيره قد لاتستطيع الحكومات القادمه معالجتها ومهما وضعت من برامج او سبل علميه للتعامل مع تلك القضيه الخطيره 0
وهذا مايدعونا وبكل جديه الى ضرورة التنبيه قبل التنويه الى وضع الخطط المستعجله والتي تؤمن اعادة تدوير عجلة الانتاج لكافة النشاطات الزراعيه والصناعيه ووضع سياسه واضحه لتجاره داخليه وخارجيه مدروسه ,تؤمن عدم المساس (بقدسية) المنتوج الوطني, ونقترح ان يجري هذا الاتجاه بتنشيط القطاعيين العام ةالخاص وباشراف مباشر من قبل الدوله, وباعتبار القضيه في غاية الاهميه والخطوره0
3.بناء القوات الامنيه والعسكريه
لايمكن بناء بيت عراقي اّمن دون أن نوفر مستلزمات الحمايه الذاتيه له, و بصناعة قوى امنيه وجيش وطني مُقتدر ولغرض حاميه ركائز الدوله المدنيه المنشوده’ فبزوغ تلك الدوله في هذه البيئه الاقليميه الشرهه ونوايها المعلنه والخفيه واطماعها في العراق وبصور تاخذ اشكال وصور مختلفه , القصد منها هو ابتلاع مايمكن ابتلاعه من ارض العراق واخرى تكمن في وضع خطط مستديمه لصناعة حكومات مواليه بالكامل لطبيعة الانطمه السياسيه الحاكمه,واخرى تنتهز الفرصه الذهبيه لتدمير البنى الاقتصاديه ولغرض البقاء على سوق عريض لبيع منتجاتها المختلفه وجني مليارات الدولارات, وكل هذاوذك لايؤمن بقاء دوله عراقيه مدنيه حديثه مستقره تستطيع تلبية الحاجات الملحه للشعب العراقي دون ان نوفر حارسا قويا وعيون ساهره على حماية أسوار الوطن , ولغرض توفير القناعه الكامله لتلك الدول بقدرات العراق وتماسكه وابراز امكانياته الحقيقيه في قدرته على الدفاع عن نفسه,و بهذا الصدد وجب علينا التأكيد بان الجيش المُرتقب هو جيشا للدفاع عن جبال وسهول ووديان العراق وسمائه , ولن يكون جيشا للغزو او العدوان !0

ان المحاور الثلاث والتي اشرنا لها لم تمثل بالضروره كل المقومات والركائز الاساسيه لبناء دوله مدنيه حديثه مستقره ,تُحترم فيها الحريات العامه والخاصه ويسود فيها القانون, بل هناك ضرورات مُلحه ولكي لايكون الامر في دائرة التنظير او في مجال الاحلام والتمنيات ,فان تلك المقومات والركائز لايمكن توفيرها الا بوجود أرادة قويه من الكتل السياسيه العراقيه , يسبقها أيمان تلك الكتل بضرورة احداث عملية التغيير الكبرى في المجتمع العراقي , وانقاذ منظومة الوعي الاجتماعي من كل اللوثات والدرنات والتي اصابت الحس الوطني العراقي خلال العقود المنصرمه0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: نظام ري قديم للمحافظة على مياه الواحات


.. مراسل أوكراني يتسبب في فضيحة مدوية على الهواء #سوشال_سكاي




.. مفوضية الانتخابات العراقية توقف الإجراءات المتعلقة بانتخابات


.. الصواريخ «الطائشة».. الفاشر على طريق «الأرض المحروقة» | #الت




.. إسرائيل.. انقسام علني في مجلس الحرب بسبب -اليوم التالي- | #ر