الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عاش التحالف الطائفي! يسقط العراق!

عصام الخفاجي

2010 / 9 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


أردت أن يكون عنوان هذه المادة اقل استفزازا، وفكرت في أن يكون مثلا (دروس من فضيحة الشهور السبعة)، لكنني تذكرت إننا نادرا ماتعلمنا من دروس الماضي. ألسنا لانتزال نتغنى بقوتنا التي استهدف "العدو تحطيمها خوفا من توجهها لمواجهة أسرائيل"، حتى بعد أن اجتاحوا بلدنا الذي تزيد مساحته عن بريطانيا "العظمى" ثلاثة أمثال في عملية لم استغرقت أقل من عشرين يوما؟
أمنيتي الأولى، وقد انتهى الفصل التشريعي الأول للبرلمان من دون أن يعقد جلسة واحدة، أن تتوجه مجموعة من الشباب والشابات الذين لم تتلوث اياديهم بالفساد المستشري ألى القضاء باسم الحق العام ليتم استرجاع رواتب ومخصصات النواب ومرافقيهم (والرواتب وحدها تبلغ أكثر من أربعة ملايين دولار سنويا). فالأصل في رواتب المسؤولين أو الموظفين هي أنها اقتطاع من مال الشعب مقابل خدمات يؤديها الأخيرون للمواطن، وقد امتنع النواب قصدا عن تأدية تلك الوظائف.
أجزم أن قرارا كهذا لو صدر عن القضاء (لكنه لن يصدر عن قضاء تخاذل مرارا أمام السياسيين) فسيكون أكثر فاعلية من كل المناشدات الدولية والإقليمية والمحلية للإسراع بتشكيل الحكومة لأنه سيقضي على المبرر الحقيقي لنزول معظم المرشحين للتباري على الحصول على ثقة شعب أثبتوا للمرة الألف احتقارهم له.
"وينن؟" تتساءل فيروز! اين ذهبوا؟ اين اختفت مؤسساتنا: رئاسة الجمهورية؟ القضاء؟ مجاميع من النواب تنتمي إلى الكتل المتصارعة تبادر باللقاء متجاوزة قياداتها لتتخذ موقفا تاريخيا يخلدها في ضمائر الشعب ويذكّر الجميع بأنها لا الزعماء هي صاحبة القول الفصل في انتخاب المسؤولين أو تنحيتهم عن مراكز السلطة؟
عوض أن يقوم أي من هؤلاء بلعب دور في حلحلة الوضع، تسمع كل يوم إتهامات هذا لذاك بارتكاب "مخالفة دستورية" ليقنعنا بأنه رجل دولة يحترم المؤسسات.
مخالفات دستورية؟
ألا يجب أن يحاسب مسؤولو قائمة رئيس الوزراء عن أدلتهم التي دعتهم إلى الطعن في نتائج الإنتخابات مما أدى إلى التسبب بتأخير إعلانها قرابة شهرين فظهرت النتائج النهائية مطابقة للأولى؟
ألا يتم سؤال رئيس الجمهورية عن السبب الذي منعه ويمنعه حتى اليوم من دعوة من يراه صاحب أعلى الأصوات لتشكيل الحكومة والمثول أمام البرلمان لتقديمها إليه بدل أن يتصرف كرئيس أجنبي فيدعو من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (وياللعجب) إلى الإسراع في تشكيل الحكومة العراقية؟
أعلن تكتلان برلمانيان إنهما بصدد الإندماج ليكونا بذلك الكتلة الأكبر ويحصلا على الحق في أن يكلف رئيس الجمهورية مرشحهما لرئاسة الوزارة. كان هذا قبل مايقارب الشهور الخمسة، حين حذر السيستاني المتظاهر بالحياد قادته من إفلات القيادة من ايدي الشيعة وتدخلت إيران لتؤجج استكلاب الطرفين على المناصب. وظل الشعب ينتظر هذا المنقذ الإسطورة.
الأمر الطبيعي والمقبول هو أن تفعل الكتل ماتشاء وتتفاوض حتى نهاية الدهر أملا في أن تشكل أغلبية تؤهلها لقيادة الحكومة. لكن المثير للسخط والإستهجان أن تختطف تلك الكتل الشعب فتجعله رهينة وتطالب الآخرين بفدية مقدارها رئاسة الوزارة وإلا فإنها لن تطلق سراحه، مطبقة في السياسة الأنتخابية ما طبقته على مدى سنوات عبر ميليشياتها المسلحة.
ما الذي كان سيحصل لو أن رئيس الجمهورية كلف رئيس الكتلة الأكبر آنذاك، وحتى ساعة كتابة هذه المادة، بتشكيل الحكومة؟ سيقال أن نصاب البرلمان لن ينعقد إذ سيلجأ أعضاء الكتلتين إلى التغيب لتعطيل انعقاد جلساته. وماذا كان سيحصل لو أن مجلس الرئاسة (على الأقل الرئيس ونائبه السيد الهاشمي، أي بأغلبية ثلثيه) هدد باعتبار الجلسة الثالثة بعد الدعوة الأولى كاملة النصاب بمن حضر؟
لو امتلك الرئيس الشجاعة للقيام بذلك لكان العراق متمتعا اليوم بحكومة شرعية، وبرلمان لا يتسكع معظم أعضاءه في عواصم العالم على حساب المواطن العراقي كما نشرت النيويورك تايمز. وثمن الجرأة التي افتقدها رئيس الجمهورية لايتعدى إثارة أعضاء الكتلتين اللذين كانا سينتخبان شخصا آخر للرئاسة انتقاما من موقف عادل وقانوني لم يمارسه مبينا بذلك أن الشجاعة في ممارسة حرب العصابات في مواجهة نظام شرس لاتقي من الخوف من فقدان الجاه والنفوذ.
وماذا لو أن قادة الكتلتين الطائفيتين برهنا على أنهما يصدقان الإدعاءات التي يطلقاها من أنهما يمثلان أكثرية مطلقة في البرلمان فتحليا بالشجاعة وحضرا جلسات البرلمان ولم يمنحا السيد علاوي أصواتهما؟ لو كانت ادعاءاتهما صادقة لشهد العراقيون عملية دستورية شفافة يعود فيها علاوي إلى الرئيس معتذرا، فيكلف الأخير المالكي بصفته الحاصل على ثاني إعلى الأصوات. لكن تحالف الطائفيين أثبت معرفته بمعدن معظم زعمائه: متصيدي سلطة ومستجدي مقاعد كان بوسع علاوي استمالة بعضهم والحصول على الأغلبية المطلوبة.
وللناخب الذي يعبر يوميا عن خيبة أمله أقول: لاتتعكز وراء بكائيات الشعب المظلوم والقادة الفاسدين. فقد شهدتهم من قبل وعاودت انتخابهم. وحتى تصحى من سباتك، أدفع ثمن ما اخترت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا حسرة على العراق
عراقي مجروح ( 2010 / 9 / 28 - 06:27 )
أقول وبقلب يملأه الحزن ... يا حسرة على العراق ، لقد كان العراق بالأمس القريب من الدول صاحبة الهيبة في المنطقة ويحكمه قادة لن ينجب العراق مثيلاُ لهم في القريب العاجل ، فسارع الخونة إلى إغراق هذا البلد الشريف النظيف في مستنقع الخيانة والذل والعار حتى أن من ينظر إلى العراق الآن يعتصره الألم ، لقد كان هذا البلد الشامخ يهابه الجميع العدو قبل الصديق لهذا تكالب عليه اعداؤه من داخله وخارجه حتى أوصلوه للحضيض ، حتى اصبح للفئران مكان فيه لا تخاف الاسود حتى لان الفئران محمية بمظلة العدوان والاسود مكبلة الآن ولكن الفرج قريب باذن الله وسيعود العراق عراق كما كان . رحم الله من أوصل العراق الى القمة والخزي والعار لمن أوصله أو شارك في ايصاله الى ماهو عليه الآن ، عاش العراق وعاشت فلسطين والله أكبر


2 - هل ضاعت البوصلة
سعاد خيري ( 2010 / 9 / 28 - 09:21 )
اين دور الاحتلال


3 - ماكتبت الا الحقيقة
البراق احمد ( 2010 / 9 / 28 - 20:29 )
الاخ عصام انك ماكتبت الا الحقيقة وعبرت عنها خير تعبير بان القائمتين الطائفيتين اختطفتا الشعب وجعلاه رهينة والفدية المطلوبة هي رئاسة الوزراء لكي تدوم سيطرتهم الكاملة على اوضاع العراق ليوصلوه الى ولاية الفقيه وفرض دكتاتورية جديدة فقد بدءت اجراءاتهم في هذا الاتجاه بمنع التظاهرات السلمية التي تطالب بالاسراع بتشكيل الحكومة كما منعت النقابات العمالية وتم الغاءها ومطاردة قادتها كما حدثت اعتقالات لبعض الوطنيين والحل هو في توجه الجماهير الى عصيان مدني شامل لفرض ارادتها وكفى اذلال وكفى السكوت
ان ملاحظة السيدة سعاد خيري صحيحة فان كل مايجري هو من ضمن المخطط الامريكي الذي يسعى لتقسيم العراق والذي كان قد قدمه نائب الرئيس الحالي بايدن الى الكونغرس قبل عشرة سنوات واعاد عرضه بعد الاحتلال زمن بوش واليوم هو المسؤول عن التنفيذ ... والا اين الديمقراطية التي ادعوا انهم جاءوا من اجل فرضها ؟ تراهم يرفضون نتائجها اليوم !! ان مصالحهم مع استمرار عدم استقرار العراق وتقبل خالص التحيات


4 - عاش التحالف الطائفي والاحتلال ويسقط العراق
محمود الفرج ( 2010 / 9 / 29 - 00:00 )
نعم هذا ما يريدون ان نطبل له فالاحتلال المزدوج للعراق من قبل الايرانيين والامريكان وبمساعدة الكتل المتصارعة بحجة الوطنية والشعب متفقون على ما يجري في قرارتي انفسهم وان الساده في القانون والوطني والعراقية بعيدين كل البعد عن الوطنية ولكي يفهم الساسة ما هو مفهم الوطنية باختصار سيقول لهم اي استاذ جامعي او اي طالب او اي انسان ان مفهوم الوطنية هو بالمقام الاول --- التضحية من اجل الشعب والوطن --- بما فيه الموت وليس رئاسة الوزراء فكل اصحاب القرار هم طلاب سلطة ومال والمضحي الوحيد هو الشعب العراقي الشريف
وعلى المحكمة الاتحادية ان تبادر الى وضع سقفا زمنيا لتشكيل الحكومة لا يتعدى العشرة ايام وبعدها يعلن عن حل البرلمان واقامة انتخابات مبكرة بدلا من التلاعب بمصير الشعب والوطن فارض العراق وثرواته توزع الى سوريا وايران والكويت بحجة البند السابع وهذا لا يرضي العداله والقضاء في العراق
وتحية للسيد الكاتب عصام الخفاجي


5 - بلوعة أو طلعت ريحتها
حسين محيي الدين ( 2010 / 9 / 29 - 05:32 )
فساد السياسين العراقيين لا يمكن أن يظاهيه فساد في العالم . فهو فساد ذمة وفساد ضمير وفساد أخلاقي مغلف بمخلفاتهم . من المؤسف ان البعض منا صدق بأنهم اصحاب ضمائر حيي ويهمهم مصلحة الوطن والمواطن ومع الاسف الشديد يدعون بأنهم ينحازوون الى الدين ومن ثم الى الطائفة وهم براء من الدين والطائفة . الرجل الطائفي على اقل تقدير تهمه مصلحة طائفته وسمعتها ومستقبلها . فهؤلاء عيب علينا أن نسميهم طائفيين . وهي صفة بالرغم من وضاعتها الا أنها كبيرة عليهم . وكما يقول عادل امام (( ذول ناس صييع )) هدفهم اهانة الشعب واهانة خياراته وتدمير مستقبله ولا أستثني منهم أحد من خيرهم ان وجد الى سافلهم ومن ادعى ان له تاريخ في النظال أقول له خسئت فتاريخك أسود مثل ما هو عليه حاضرك انما انك وجد في معارضة الدكتاتور مجال لسرقتك وسفالتك . ورحم الله شهدائنا لو كانوا يعرفون كم خذلتموهم وأسئتم لهم بكل أحزابكم الكارتونية وأدعائاتكم . شكرا لك أخي عصام الخفاجي


6 - لعبة التوازنات
سهام فوزي ( 2010 / 9 / 29 - 13:20 )
الأستاذ الكريم المشكلة في عراق مابعد 2003 أن كل النظام وضع على أساس التوازنات والمحاصصة الطائفية مما أدي إلى مانراه الآن من فوضي سياسية غير مسبوقة ولا أعلم حقا كيف يمكن أ تنتهي هذه الفوضى ومتى
شكرا لك

اخر الافلام

.. 5.4 مليار دولار تكلفة السيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة


.. تصاعد الانقسامات السياسية.. حرب غزة لم تنجح في توحيد الصف ال




.. طفلان يختبئان داخل تنورة والدتهما من البرد في غزة


.. كتائب القسام تعلن أن مقاتليها قطعوا إمداد قوات الاحتلال شرق




.. الترجي التونسي يستضيف الأهلي المصري في ذهاب الدور النهائي|#ه