الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخلايا النائمة والميليشيات القائمة ..الى متى

احمد عبد مراد

2010 / 9 / 29
مواضيع وابحاث سياسية



في كل مرة نحاول طمئنة النفس وفي كل مرة نمنّيها بأن سياسيينا قد تعلّموا الدرس على مدى اكثر من سبع سنوات، واستفادوا من نتائجه المريرة والقاسية، ولكن بين تارة واخرى تظهر علينا في سماء العراق الجريح موجات من البرق والرعد منذرة بسيول الامطار الضارة والتي عادة تأتي ليس في مواسمها المطلوبة فتقتلع كل ما تصادفه في طريقها مما زرعه الناس واستبشروا به خيرا وتذهب به في مهب الريح..فهل هذا قدر العراقيين المحتوم؟.
سيول الارهابيين ليس لها انقطاع بالرغم من تصريحات المسؤولين العراقيين بأنهم قد حصنوا الحدود وبنوا المخافر ووضعوا الكاميرات وادوات الاستشعارعن بعد والاشعة تحت الحمراء وقيام الاجهزة الامنية بأعتقال مئات بل الوف الارهابيين العراقيين والوافدين واكتشاف مخابئ الاسلحة واوكار الارهابيين في عموم العراق في الوقت الذي يصاحب ذلك طمئنة الناس بوضع خطط جديدة مٌحكـمة للقضاء على ارهاب القاعدة وفلول البعث المنحل.
كل ذلك تعوّد عليه العراقيون واصبح لهم مألوفا وعللوا النفس وطمئنوها بأمل اكبر وهو ان الكتل والاحزاب السياسية قد اكتوت بتجارب ودروس الماضي وعزمت على مغادرة مواقع تخندقها المليشياوي الى سلوك العمل السياسي المشروع
الخالي من التهديد والوعيد بقطع الالسن وتكسير الايادي وخنق الرأي الاخر، وتأتي كل تلك التصريحات والتهديدات العلنية والمبطنة على مسمع ومشهد الانسان العراقي والذي طالما حلم بأن الكتل السياسية التي تعتمدعلى الميليشيات المسلحة في تصفية حساباتها وتحقيق مصالحها واهدافها قد غادرت تلك المواقع الشريرة ونأت بنفسها عنها وعادت الى رشدها واختارت السلوك التنافسي من خلال الاحتكام الى الصراع السياسي ومبادئه السليمة.
في الآونة الاخيرة وربما بدافع الشعور بضيق الافق الفكري والعجز السياسي وعدم القدرة على استيعاب المتغيرات المتسارعة في الحياة اليومية السياسية ومن اجل اختصار الطريق في غلق منافذ الحوار والنقاش السياسي في معالجة الامور وحلحلت القضايا الراكدة وتحت ضغط قصر النفس الديمقراطي وعدم التعود على مجارات الاخرين في الاخذ والرد لجأ البعض للتهديد والوعيد بالعودة لتحريك الميليشيات القائمة فعلا والمجمدة شكلا من اجل ليّ اذرع الاخرين ولجم افواههم وقطع اياديهم والسنتهم ان هم حاولوا رفع الصوت مطالبين بحقوقهم التي كفلها لهم الدستور .
ان جماهير شعبنا تعيش بين فكي كماشة ،رعب جرائم القاعدة وخلاياها النائمة كما الافاعي الرقطاء التي تنتظر اوامر التحرك لتنفيذ هجماتها بنفث سمومها في جسد الشعب النحيل والذي لايجد الفرصة لكي يتعافى وينهض من جديد ،وبين مجاميع مدججة بالسلاح والجهل السياسي في آن،ومستعدة لتنفيذ اجندتها السياسية عن طريق الرعب والتهديد والوعيد بالعودة الى حمل سلاحها الذي ركنته جانبا الى حين تأتي حاجته.
لقد شهدت الحياة السياسية تصعيدا خطيرا بعيد الانتخابات مباشرة نتج عن عدم الفوز الحاسم ليعطي الاحقية بتشكيل الحكومة للكتلة الفائزة مما حدى بالاخرين اللجوء بتشكيل التحالفات السياسية والخروج بالكتلة الاكبرمستندين الى المحكمة الدستورية لاضفاء الصبغة القانونية وكان لها ما ارادت وقد اثار ذلك حفيظة القائمة الحاصلة على اكثر المقاعد البرلمانية ولكن غير الحاسمة والتي اعتبرت بدورها تلك المحاولات بمثابة التآمرعليها لحرمانها من حقها في تشكيل الحكومة مما ادى ذلك الى الاتهامات والاتهامات المضادة واخذ التصعيد يأخذ مديات خطيرة مما اوصل الجميع للتهديد بكل ما لديه من امكانيات لاستخدامها، وليس الغريب في الامرعندما يجري الحديث عن استخدام كل الامكانيات السياسية ولكن الغريب والخطير جداعندما يجري الحديث عن اللجوء بالتهديد باستخدام القوة واغراق الشوارع بالدم والعودة لانهاض الميليشيات من سباتها لتلعب دورها المشين والمرعب في الحياة العامة والعودة الى الفتنة الطائفية والمربع الاول واللجوء الى دول الجوار لتهيئة مستلزمات الاستقواء على الآخرين والدخول في دوامة الصراعات التي ليس لها اول ولا اخر.
الم يحن الوقت للاحتكام لصوت العقل والمنطق وخلع الرداء العفن ؟،رداء التهديد والوعيد ..الم يحن الوقت لاصدار القرارالجريئ بحل الميليشيات بدلا من تجميدها؟ ..الم يحن الوقت لاعطاء الاجهزة المختصة الفرصة للتفرغ لمقارعة الارهاب وخلاياه الدموية اليقضة منها والنائمة وتخليص الناس من شرورها ؟ ..هي مجرد اسئلة يطرحها المواطن البسيط على السياسيين الجدد والمخضرمين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: القضاء يصادق على مذكرة توقيف بحق الرئيس الأسد بشأن هج


.. بعد صعود اليمين.. أي تحول في العلاقات المغربية الفرنسية؟ • ف




.. أسانج يصبح -رجلا حرا- بقرار قضائي أمريكي ويعود إلى بلاده أست


.. المباني سويت بالأرض.. مشاهد من البحر تظهر الدمار الهائل بساح




.. مسن فلسطيني: راجعون راجعون لن نتحول عن فلسطين