الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بفضلكم , صار العراقُ كله مسرحاً كوميدياً ساخراً , جزاكم الله خير الجزاء ..!!

جاسم محمد الحافظ

2010 / 9 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


في يوم عيد جميل من أعياد بغداد الخوالي , حيث كان الصغار يلهون مبتهجين في أزقة مدينة الفقر الأزلي - مدينة الثورة – والكبار يبادلون الجيران زياراتهم و أطباق الحلوى وعَذب الكلام . خيم على منزل أحدى العوائل الطيبة حزن شديد - لف أهل الزقاق بأسرهم - حين عَلِمَت بأن ولدها الكبير قدعاد حياً , وهي التي أُبلِغَت قبل سنتين بنبأ مصرعه في كردستان العراق , أيام رواج الحروب العبثية , وقررت بعد أكثر من سنة من وفاته , بأن يتزوج أخيه ألأصغر أرملته , حفاظاً عليها وعلى مستقبل الأطفال وقد أنجبت له ولداً , ولم يدر في خلد أحداً أن الاخ الاكبر كان أسيراً وسيطلقَ سَراحه بمناسبة هذا العيد , فسادت أجواء العائلة الحيرة والارتباك وأنسحب الحزن على المحلة بأكملها , وبعد أن هدأت النفوس قليلاً , أصطحب الأب أبنائه الى جامع الحي , الذي عرف أمامه بقفشاته الجميلة , وبعد أن شرحوا المسألة ووظعوها بين يديه , أرادوا معرفة حكم الشرع في ما هم فيه, ومن سيكون زوج المرأة ؟ وما الصفة الشرعية للمولود الجديد ؟
ألتفت الشيخ المندهش لهذه الحكاية يميناً وشمالا ... جال على الحاضرين بنظراته الحيرى وهو يعبث بلحيته ... عنفهم لتسرعهم في أتمام الزواج , ثم أطرق رأسه الى الأرض وراح يفرك شحمة أذنه بتثاقلٍ ... وضع عمامته جانباً ثم أعتمرها , وهو يتمتم في سره قلقاً من صعوبة هذا الأختبار ... أعتدل في جلسته , والناس تنتظر كأن على رؤسها الطير وخاطب الأب قائلاً :
بويه أسمعوني , أنتم لاعبين برواحكم لعب , وآني ماعندي ألكم حل , وما أظن گلوبكم راح تنظف بعد هالمصيبه , وهاي سالفتكم شابچه وصايره جَلَكم الله مثل (خر.. بچبنه) , روحوا بويه للنجف بلكن تلگولكم واحد يساعدكم . أُصيبَ الجمع بخيبة أمل , ولم يجدوا تفسيراً لعجز الأمام في حل مشكلتهم . مثل ما أشتبك الحال عند العراقيين اليوم , وعجزت كل الأئمة في تشكيل حكومتهم ,
فأذا ما كان هذا الزقاق البغدادَي مسرحاً لاحداث ما ورد , فقد صَيرت القوائم الفائزةِ بالأنتخاباتِ العراق َ كله مسرحاً كوميدياً ساخراً , أمتع أبطاله ولأكثر من ستةِ شهور شعوب الأقليم والعالم المهتم بشؤون العراق كله , ومن بين حكايات عروضهم: ( أ ن عمار الحكيم لا يقبل المالكي ... والمالكي لا يدعم علاوي ...وعلاوي لا يسند عبد المهدي ... وعبد المهدي يتحالف مع البرزاني ... والبرزاني لا يثق بأحد ... والجعفري يريد النُجيفي ... والنُجيفي يحب الطلباني والطلباني يحب اللحم المشوي ... وحبه فوء وحبه تحت ... ويَهل الله يلي هنا ...ماما فين ... ماما هنا ... هنا فين... كاعده على الشط ... كاعده تمشط ... كللها نومي... أشبيج كومي... أنسوي حكومه... يرأسها عبود ... أبو عيون السود ...ألعگله محدود ... ولسانه معگود ... ومن أذنه مشدود ... وحتصیرفرهود ... شوباش ياحكومة ... أرب يود أنت...اليوم اليمقراطية بفلوس بكرة تبأَ على أيد الجماعه أبلاش )
أي حظ عاثر هذا الذي يخبء للفقراء ما لم يكن في الحسبان ويفسد أحلامهم , في العيش في وطن تسوده الحرية والعدل والرفاه , ولا نرى فيه مظاهر الصراع الطائفي على السلطة في بغداد , وعلى النفط في الكوت والتضييق على الشيوعيين في النجف , وبناء أظخم المولات الصينية لتسهم في تطوير صناعة وتسويق الكالات والليف في كردستان , وأنا للله وأنا أليه راجعون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -