الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا للعار ... تباً لكم ايها الارهابيون - العرب -

إبراهيم إستنبولي

2004 / 9 / 6
الارهاب, الحرب والسلام


تابعنا جميعاً تفاصيل عملية احتجاز الرهائن في بيسلان في اوسيتيا الشمالية من قبل مجموعة من الإرهابيين من كل صوب ومن كل صنف .. و تابعنا عملية الاقتحام التي أودت بحياة اكثر من 350 شخص بينهم حوالي 150 طفل و طفلة .. وبعد أن ذاق الأطفال مرارة الخوف و الجوع و العطش خلال حوالي 72 ساعة .. مما اضطر البعض ، حسب ما ذكرت وسائل الإعلام ، إلى أن يشربوا .. بولهم !
وبغض النظر عن درجة اختلاف المرء مع قضية المقاتلين الشيشان لناحية عدالتها أو عدم ذلك ، و بغض النظر عن إدانتك لعملية الاقتحام و ما رافقها من سوء تنفيذ ، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الرهائن بين قتيل و جريح – و اغلبهم من الأطفال الذين هم بعمر الورد و يمكن أن يقارنهم كل شخص بأبنائه وببناته - بكلمة أخرى : مهما كانت وجهة نظر الإنسان العاقل والطبيعي فلا بد له أن يدين اللجوء إلى احتجاز الأطفال و التلاميذ كرهائن في سبيل أية غاية و أية قضية كانت ..
وأنا أؤكد هنا أن المواطنين الشيشان والقضية الشيشانية ستخسر على المدى البعيد من سياسة وأسلوب الإرهاب والتفجيرات الذي تتبعه مجموعات لا يمكن لأحد أن يؤكد ماهيتها و لا مصداقية ادعاءاتها و غاياتها .. وإن ذلك الأسلوب ( واجزم انه من صنع مستشارين لا يمتون إلى الشيشان و لا للقضية الشيشانية بصلة ) يذكرني بالأسلوب الذي اتبعته بعض الفصائل المسلحة الفلسطينية في نهاية الستينيات و أوائل السبعينيات – فما كسبت القضية الفلسطينية من جراء عمليات خطف الطائرات و تفجير الباصات و قتل الرياضيين ، بل على العكس تدريجيا تحول الرأي العام العالمي نحو التعاطف مع إسرائيل و مع سياساتها .. رغم وجود في ذلك الحين الكتلة الاشتراكية والاتحاد السوفييتي وكتلة عدم الانحياز – وكلها كانت داعمة للقضية الفلسطينية – مما اضطر بلدان أوروبا الغربية ( المؤثرة في السياسة الإسرائيلية ) تحت ضغط الرأي العام وتحت " ضغط عمليات قتل المسافرين و الأبرياء " إلى عدم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية و التردد في دعم القضية الفلسطينية العادلة .. بكلمة أخرى إن التاريخ يكرر نفسه مع القضية الشيشانية ، التي يريدها البعض في أوروبا و في أمريكا جرحاً نازفا في الجسد الروسي و بحيث تتعمق و " تتعفن " كراهية الشعب الروسي المسيحي الارثوزكسي تجاه المسلمين الروس .. وضد كل المسلمين في العالم .. هكذا يكون التحالف الأنكلو – ساكسوني قد ضرب عصفورين بحجر : اضعف و شغل روسيا و أعاق استقرارها الداخلي لكي لا تلعب أي دور على المستوى الدولي بل ولكي لا تتمكن من نصرة أية قضية عربية أو إسلامية – أليس المسلمون والعرب إرهابيون ويقتلون الشعب والأطفال الروس ؟؟ - هذا من ناحية ، و من ناحية أخرى – تدمير البنى الاجتماعية والتحتية للشعب الشيشاني و تدريجياً " فَلَسَطَنَة " الشيشان أي تحويل الشعب الشيشاني البسيط إلى كتلة دهماء تنكفئ و تصارع الفقر و التخلف و القتل والتشريد والموت لحساب المصالح البريطانية و الأمريكية والإسرائيلية وبعض النخب الشيشانية التي ارتبطت مصالحها بالغرب حصراً ودون أن يتحقق أمل الشعب الشيشاني لا بالاستقلال و لا بحياة كريمة تليق بالإنسان ( وهو يعيش ، الشهب الشيشاني بين رغبة روسيا في الحفاظ على أمنها و وحدة أراضيها لكي لا ينفرط عقد جمهوريات القفقاس . وهذا حقها . وواجبها ) .. تماما كما عملت بعض الأوساط العربية والفلسطينية مع قضية الشعب الفلسطيني ( بهذه المناسبة أريد أن أشير إلى أبدية الحاكم و القائد المطلق ياسر عرفات – هو يذكرني لسبب ما ببريجنيف : تذكروا كيف وصل الأمر ببريجنيف حد أن يساعدوه على المشي والكلام و تناول الطعام و ربما .. الخ .! قولوا لي بربكم كيف لن ينتشر الفساد في جميع أروقة السلطة وبين مختلف المسؤولين ؟ أليس أحد أسباب انهيار الاتحاد السوفييتي هو وجود عجزة من أمثال بريجنيف و تشيرنينكو و غريشين و سوسلوف إلى آخر نزلاء بيت العجزة – في سدة الحكم .. على كلٍ هذا موضوع آخر ) .. شططنا .
أما لماذا الإرهابيون العرب ؟
كما أوردت وكالات الأنباء الروسية ، فقد كان من بين الإرهابيين الذين احتجزوا الرهائن في المدرسة في مدينة بيسلان في اوسيتيا – كان بينهم على الأقل عشرة من العرب ( بعض وسائل الإعلام العربية أسمتهم : من بلدان الشرق الأوسط _ هل من إسرائيل ؟ ربما ) ! هؤلاء " المجاهدون " العرب تركوا فلسطين و العراق – لا تعجبهم الشهادة في سبيل بيت المقدس و لا في سبيل النجف أو كربلاء .. – و ذهبوا لقتال الروس الكفرة ولنصرة إخوانهم في الشيشان .. ؟! و كأنه ينقص الشعب الشيشاني رجالاً و مجاهدين . .؟ لكن الحقيقة هي إن هؤلاء " المجاهدين العرب " إنما ينفذون مخططات الصهيونية والمخابرات الأمريكية والبريطانية – تماماً كما فعل إخوانهم الأفغان و الطالبان من قبل ضد الاتحاد السوفييتي في أفغانستان .. لحساب أمريكا وإسرائيل .. لكي نحصل على الغول الأمريكي المهيمن في العالم الذي سيبتلع ليس فقط العراق بل و جميع ارض المسلمين بما فيها القبلة الأولى ( أو الثانية لا فرق ) و الحرمين الشريفين مع خادمهما و نوابه .. ولو بعد حين .
وفوق كل ذلك إن أولئك " المجاهدين " العرب قد ساهموا في زرع الكراهية ضد كل العرب و المسلمين ( حتى ولو كنت علمانياً يا أخي ) في نفوس كل مواطن روسي كان حتى الأمس القريب ينظر للعرب كضحايا و كمظلومين .. لذلك أقولها مدوية : تباً لكم أيها القتلة العرب في الشيشان و في اوسيتيا و في كل مكان خارج فلسطين و خارج العراق .
و في النهاية : أتمنى لو أستطيع أن اقبل خدّ كل طفل جريح و كل طفلة جريحة ممن كانوا ضحية الإرهاب . و أن اقدم التعازي بوفاة كل شخص صغير أو كبير . و ما فائدة التعازي لمن فقد ولده أو ابنته ؟ بينما القتلة يأكلون و يشربون بأياديهم الملطخة بدماء الأطفال و الأبرياء .
اعتذر منكم أيها الأطفال . و أيتها المعلمات و المربيات . يا مَن على أيادي أمثالكن و أمثالكم تعلمت قراءة قصص غوغول و تشيخوف وشوكشين ، أشعار بوشيكن وليرمنتوف و رسول حمزاتوف، تعلمت قراءة توستوي و باسترناك و مايكوفسكي .. سماع موسيقى تشايكوفسكي و خاتشوتريان .. وسماع أغاني كيكابيدزه و صوفيا روتارو ، ليونتيف و آلا بوغاتشوفا ..
إن العالم يغرق بالرياء ، Avva Otche .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30