الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف نواجه الإرهاب في كردستان ؟ القسم الاول

خالد يونس خالد

2004 / 9 / 7
الارهاب, الحرب والسلام


وحشية قوى الارهاب وساديتها الحيوانية
العمليات الارهابية التي قامت وتقوم بها الجماعات الإرهابية الضالة ضد المدنيين العزل في كردستان بأسم التحزب الديني والرتل الخامس من المأجورين الغرباء في كردستان الجنوبية بحاجة الى دراسة مستفيضة ، لوضع برنامج شعبي منظم لتوعية الجماهير في كيفية مواجهتها بوعي متنور وبارادة صلبة ومسؤولية فردية وجماعية. فعلى سبيل المثال العمليات الارهابية الدولية التي نفذتها التنظيمات الاسلاموية البوليسية المدعومة من قبل بعض الأنظمة المجاورة لكردستان الجنوبية ، ومن قبل قوى ارهابية دولية شريرة لقطع رؤوس المدنيين الكردستانيين منذ بداية الألفية الثالثة للميلاد . وقد بلغ التطرف عند بعض المتحزبين الاسلامويين العسكريين بذبح الاطفال والنساء ، ونبش قبور الأولياء وسرقة رفات الشيوخ الأئمة النقشبندية الكرد. مثل نبش مرقد الشيخ حسام الدين الشيخ بهاء الدين الشيخ سراج الدين احد المرشحين المعروفين الكبار للطريقة النقشبندية في كردستان والعالم . وهذه تمثل قمة ظاهرة التطرف الحزبي الاسلاموي الارهابي للذين يعتبرون انفسهم ممثلي الدين لتغطية جرائمهم اللاانسانية ، وتصرفاتهم الارهابية التي امتدت من قتل الاطفال والنساء الى نبش قبور الموتى. والهدف من ذلك اثارة مشاعر المسلمين وتشويه صورة الاسلام الحنيف عند الكرد في انظار العالم ، والاسلام براء من كل ذلك .
ومثال آخر يدعو الى الاشمتزاز والتقزز وهو العملية الإرهابية البشعة التي نفذتها قوى الظلام والشر والعبودية ضد مقري الإتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني في مدينة أربيل الكردستانية في أول يوم من أيام عيد الاضحى ، المصادف الأول من فبراير عام 2004 التي أودت بحياة اكثر من ماءة شهيد بينهم النساء والاطفال ، يجب أن تكون نقطة إنطلاق لإيقاظ الكرد من الكسل العقلي ، والخروج من التراوح السياسي لحل كافة التناقضات التي تحكم الأحزاب الكردستانية ولاسيما التنظمين الكبيرين ، الإتحاد الوطني الكردستاني بزعامة مام جلال الطالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني . هذه التصرفات الارهابية البشعة تبين بجلاء مدى وحشية قوى الارهاب وساديتها الحيوانية ، بغض النظر عن لونها وشكلها واسمها دينها وآيديولوجيتها . انه لابد من اجهاض قوى الارهاب واجتثاثها بوعي حضاري وفكر تنويري وايمان صادق بالله تعالى ، لحماية أبناء الشعب ، وحماية الاسلام ونقاهته .
لقد أدرك الشعب الكردستاني بجلاء بأن العدو واحد ، وأن قوى الإرهاب لا تميز بين التنظيمات الكردستانية وبين النساء والاطفال والرجال ، لذلك يجب على التظيمات الكردستانية كافة حل خلافاتها ، وتوحيد جهودها للوقوف صفا واحدا في خندق الحرية والديمقراطية وانتشال جذور الشر والقهر ، والتنسيق مع كافة القوى الديقراطية الخيرة على كافة الأصعدة اللازمة في العراق والعالم أجمع ، لمحاربة الإرهاب العالمي. وتتطلب الحرب على الإرهاب في كردستان مايلي:
1- ضرورة تكثيف الجهود وتوحيد الإدارتين في أربيل والسليمانية ، في إدارة كردستانية واحدة ، وبرلمان كردستاني موحد ، وحكومة كردستانية واحدة .

2- توحيد الموارد المالية والإقتصادية في كافة أجزاء كردستان الجنوبية ، وتشكيل لجان مشتركة في أوجه الصرف والعائدات وما شابه . وضرورة الكشف عن الأموال الواردة من أم الكمارك في إبراهيم الخليل ووضعها في خزينة البرلمان الكردستاني الموحد .

3- توحيد القوة العسكرية وقوى الشرطة والأمن وتكثيف المراقبة على التحركات المشبوهة وتبادل المعلومات وتنسيق الكفاءات الإستخباراتية للوقوف ضد كل الممارسات العدوانية التي تهدد أمن المواطنين الكردستانيين .

4- الفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ودمقرطتها على أساس وطني وشعبي .

5- إدراج مقاومة ومحاربة الإرهاب ضمن الأهداف القومية والوطنية الإستراتيجية .

6- تشريع قوانين صارمة لها قوة الإلزام الفوري ، وتطبيقها بحق الإرهابيين والمجرمين بدون رحمة وبلا تردد.

7- التعاون الجاد والمنسق مع القوى الديمقراطية العراقية والأقليمية والدولية ، وتبادل المعلومات ، لضرب الإرهاب وتصفية جذوره في كردستان والمنطقة .

8- تبادل المعلومات مع الأطراف المعادية للإرهاب ، والتحقيق مع المشبوهين في هذا المجال .

9- إتخاذ الإجراءات اللازمة بحق كل الذين اثبتت عليهم تهم التجسس لصالح العدو وتأكدت إنتماءاتهم للشبكات المعادية . فالشعب يرفض أن تظهر على شاشات التلفاز وجوه مشبوهة يتمسكون بزمام الأمور ، لأن هذا يعد إهانة لمشاعر الشعب الكردي ولاسيما مشاعر عوائل الشهداء .

10- ضرورة تجنيد كافة قوى الشعب ، لتكون على وعي بالمسؤولية ، وإعلام الجهات الكردستانية المختصة بكل حركة صغيرة وكبيرة ، وإعتبار المسؤولية جماعية .

11- التفكير بأبناء الشعب ككل ، والخروج من الدائرة الحزبية الضيقة ، بشكل لا يؤثر على تماسك وقوة الأحزاب الوطنية الديمقراطية . والتأكيد على الكفاءات والمؤهلات والولاء للشعب والوطن والاخلاص لهما ، ليأخذ الشرفاء من أبناء الشعب الكردستاني مواقعهم ، والوقوف بوجه المخاطر التي تواجه كردستان وشعب كردستان .

12- توسيع دائرة الديمقراطية ، وإعطاء دور أكبر للمرأة في المساهمة في بناء الوطن , والمشاركة في المؤسسات الحكومية والإدارات . فالمرأة يجب أن تكون النصف الأهم من المجتمع الديمقراطي الكردستاني المتمدن ، واحترام مركزها الإجتماعي بما يليق دورها في تربية الأجيال والكوادر مع دورها السياسي والفكري والثقافي والتعليمي .
13- وضع المراقبة على الأحزاب السياسية الإسلاموية ومنظماتها المشبوهة في كردستان والخارج ، وتجنيد عناصر في صفوفها لمعرفة تحركاتها ، والتأكد من إرتباطاتها بالجهات الأجنبية .

14- عدم تفضيل عشيرة أو قبيلة على أخرى كأن نقول هذا ينتمي للعشيرة الفلانية أو ما شابه لئلا نخلق شرخا في بنيان المجتمع الكردستاني ، لأن مثل هذا التمييز يسبب الإستياء مما يسمح للإرهابيين بتمرير مؤامراتهم .

15- ضرورة الإستفادة من كافة المواهب التي تصب في خدمة المجتمع ، وجعل المجتمع كوحدة مدنية ديمقراطية متماسكة في إطار المسؤولية الإجتماعية ، وأن يشعر المواطن بأنه عضو كامل النمو في المجتمع لخدمته ، وليس لخدمة عشيرة معينة او قوة علمانية أو دينية أو قبلية .

16- رفض الدعوات والممارسات التي تؤدي الى جعل المواطن الكردستاني تُرسا في آلة بيد عشيرة معينة أو توجه ديني سياسي أو حزبي معين . فكل مواطن مسؤول عن السلام والإستقرار في المجتمع بغض النظر عن انتمائه القبلي أو السياسي او الديني .

17- ضرورة تشكيل لجنة خاصة من المتخصصين في مكافحة الإرهاب ، وتفعيلها وتخصيص ميزانية خاصة تؤهلها للقيام بدورها وتنسيق عملها مع أجهزة الحفاظ على أمن المواطنين . وتكون مهمتها جمع المعلومات بخصوص عملها ومراقبة السوق وحماية الجماهير وليس فقط حماية القياديين . فمن الضروري أن يشعر المواطن العادي بالأمان ، ويساهم في تفعيل المسؤولية العامة لمكافحة الإرهاب ، حتى لا يتفاقم الوضع في كردستان كما هو الحال في بغداد وجنوب العراق .

18- يجب أن يكون القانون فوق الجميع حكاما ومحكومين ، ولابد من إتخاذ الإجراءات القانونية بحق كل الذين يخلون بالأمن الوطني والكرامة الإنسانية بدون تمييز ، وبغض النظر عن مراكزهم الحزبية والادارية والعشائرية . ونتأسف أن نقول بأن عناصر قيادية في بعض الاحزاب اقترفت جرائم قتل دون أن يخضعون لمحاسبة القانون ، وهذا بعينه يمثل نوعا من الممارسات الارهابية ، مما يشجع أقرباء الضحايا بالانتماء الى الفرق الارهابية ليأخذوا بثأرهم . أما اذا كان القانون العادل هو الحكم ، وهو فوق الحكام والمحكومين ، فان الشعب كله يشعر بالأمان والمسؤولية ويلتف حول قيادته بوعي واخلاص .

ضرورة الوعي بإدراك الإرهاب السياسي المبطن بجوار الإرهاب الدموي
العمليات الإرهابية بذبح المدنيين الكرد ونبش قبور الأولياء في مناطق حلبجة والقرى الكردستانية في منطقة سوران وبجوار الحدود العراقية الايرانية ، والعملية الارهابية المزدوجة الاخيرة التي نفذت في أربيل ، لم تواجه الإدانة الكافية من قبل الجهات العربية والإسلامية الرسمية ، وخاصة التنظيمات العربية الإسلامية والإسلام السياسي ، رغم أن جامعـة الدول العربية أدانت العملية الأخيرة . لنأخذ قناة العربية كمثال ، فقد اعتبرت العملية الإرهابية التي إستهدفت مقر الحزبين الكردستانيين في أربيل في الأول من فبراير/شباط مجرد تفجيرات . واعتبرتها رد فعل دموي من قبل المعارضين للفدرالية . واستغربت قناة العربية ، ومعها قناة الجزيرة ، من أن القيادات الكردستانية لازالت ملتزمة بحقوق الشعب الكردي وبالفدرالية القومية لكردستان رغم العملية الإرهابية . ومن الحماقة والسذاجة تصور بعض الجهات الإعلامية والقومية العربية والاسلاموية والاسلامية من أن الكرد سيتخلون عن حقوقهم بسبب عملية إرهابية جبانة ودنيئة . فالشعب الكردي تعرض للأسلحة الكيماوية من قبل نظام صدام حسين الفاشي ، في حلبجه ، والذي كان يستمد الدعم والتأييد من منظمة التحرير الفلسطينية والأنظمة العربية الإستبدادية . كما تعرض الشعب الكردي لحملات الأنفال التي أودت بحياة (180000) مائة وثمانين ألف كردي ، وحرق أربعة آلاف قرية كردية . ناهيك عن تسفير ألاف الكرد الفيليين خارج الحدود إلى إيران ، وتجريدهم من ممتلكاتهم ، وتصفية الكوادر القيادية الكردية . ولم يستسلم الكرد ، وهم مقتنعون بأنهم سيتعرضون لعمليات إرهابية سياسية وعسكرية أخرى ، لكنهم متفهمون بضرورة رص الصفوف ، ومواجهة الإرهاب ، وتطهير كردستان من دنس المجرمين . وضرورة التعاون مع القوى الدولية الفاعلة ضد الإرهاب ، أيا كان ذلك الإرهاب ، قوميا أو دينيا .
القراءة العربية والإسلاموية للقضية الكردية غير صحيحة مما أصاب الكرد بالإحباط بسبب شعورهم بصعوبة الإعتماد على بعض الأنظمة العربية في علاقاتهم الخارجية . فالكرد كانوا في علاقات إستراتيجية مع العرب عبر التاريخ ، وساهموا في معارك كثيرة للدفاع عن المصالح العربية ولاسيما القضية الفلسطينية ، ومقابل ذلك وجدوا العداء السافر من العروبيين المرتبطين سابقا بالنظام العراقي المنهار، وتحديدا القومية السورية المتعصبة والمنظمات الإسلاموية الإرهابية ، وبعض الجماعات الدينية المتطرفة المرتبطة بالخارج . إضافة الى أن بعض القنوات العربية الشوفينية تغذي الأفكار القومية والدينية المتطرفة لمعاداة حقوق الشعب الكردي ، مما يشكل في نظر الشعب الكردستاني إرهابا سياسيا ضده .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ