الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بكم تباع كيلو الأنوثة ؟؟

شوقية عروق منصور

2010 / 9 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


بكم تباع كيلو الأنوثة ؟؟
شوقية عروق منصور

بعد ان كانت المرأة "الحيط المايل" تاريخياً وتراثياً ، اصبحت الآن ايضاً "الحيط الواطي " للأنظمة العربية وحلولها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، اذ تنط هذه الأنظمة من فوق" الحيط الواطي " بحثاً عن ثغرة تنفذ منها لكي تثبت مواقعها وكراسيها وفشلها القيادي .
على اجندة الحكومات العربية ارقام واحصائيات تفرزها الوزارات المختلفة ، و شعوب العالم تعتبر الأرقام والأحصائبات اشارات حيوية على طريق تطور المجتمعات والابداع والرقي والنهضة ورعاية المواطن وتحسين ظروفه وبالتالي شعوره بالأهمية والكرامة ، فهذه الأرقام والأحصائيات اشارات وأدلة دامغة تعبر عن مدى عمق الأزمة الحضارية والحياتية التي يحيا فيها الإنسان بجميع نواقصها وحرمانها .
في الفترة الأخيرة تطور علم الإحصاء وصعد الى مجالات بعيدة كانت سابقاً لا أهمية لها او مختبئة في الظل ، او كانت تحيا على الهامش والخوض فيها كان نوعا من الترف والفراغ .
فمن بين هذه الاحصائيات التي فتحت الابواب على صفحات الصراحة واخترقت الخوف والخجل ، قضية العوانس والمطلقات والأرامل في الدول العربية ، ومع ان الكشف تحول الى اتهام مبطن لحركة المجتمع وللرجل ، الا ان وجود هذه الظاهرة القى على الحيط الواطي – المراة – ولم تتهم الانظمة السياسية بذلك .
فاعداد العوانس والمطلقات والارامل في الدول العربية متباينة حسب الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، والاحصائيات عادة لا تشير الى الارقام الصحيحة ومشكوك في مصداقيتها ، لان التغيب ما زال السيد المسيطر في هذه الدول ، ودائما نجد الحقائق ملفوفة بورق التوت والخداع .
مع اننا في عصر الاحصائيات ، والأرقام هي طبقة الكريما فوق كعكة الدولة التي تتباهى بانجازاتها عبر توفير اقصى ما يحلمه المواطن ، و هناك مباريات ومسابقات غير مرئية بين الدول ، من يوفر السعادة اكثر لشعبه ومن يمنح المواطن السعادة والتعليم والعلاج والحياة للاجيال القادمة .
اول من بدا يشير الى ظاهرة العنوسة والارامل من الدول العربية "العراق"اذ بعد انتهاء الحرب خرج العراق داميا –وما زال – وعدد كبير من الرجال سقطوا في الحرب مخلفين وراءهم زوجات دخلوا في خانات الارامل ، عدا عن قتل الآف من الشباب الذين كان من الممكن ان يدخلوا "اقفاص" الزواج ، وتحولت قضية الارامل والعوانس الى ظاهرة اقلقت بعض العراقيين مما حدا ببعضهم الخروج والاعلان عن حل (كل من يتزوج بارملة او مطلقة سيدفع له مبلغا من المال ) وفتحت اسواق المزايدات لبيع المراة بالكليو ، كيلو العانس تختلف عن كيلو الارملة ، وازدهرت تلك الاسواق التي فتحت شهية الاستغلال الذكوري لأزمة الانوثة التي لوثتها الحرب ولا نعرف الى اين وصلت الحكومة العراقية في هذا الموضوع الذي لم يتحدث ولم يظهر ارقام المتسولات او اللواتي سافرن الى الدول العربية للعمل في مجال الدعارة او خدمة البيوت من اجل لقمة العيش ، والطريف ان لا احد اشار باصابع الاتهام نحو الحكومة العراقية او نحو الحكومات السابقة التي اوصلت المراة الى حد البيع المزري .
لا نريد القول ان مسلسل (عايزة اتجوز) الذي عرض في شهر رمضان مؤخرا فجر دمل العنوسة هو الذي شجع الحكومات العربية على الاعتراف بقضية العنوسة التي كرت مثل المسبحة ، واخذت ارقام الاحصائيات تأتي من مصر وسوريا والجزائر والمغرب ، بل لان هذه الدول اصبحت تشعر بمدى تأزم الحالة الاجتماعية نتيجة عدم الزواج ، والعنف والقتل جزء من تغلغل الياس لدى الشباب والشابات .
من الدول العربية من يطرح ارقاما واحصائيات العنوسة ويصمت مكتفياً بالتنهد والتلويح بعدم الامل ، ومنهم من يضع راسه في الرمل ويعتبر الظاهرة مثل باقي الانكسارات التي يعيشونها واعتادوا عليها ومنهم من يريد أن يجد حلا عن طريق الأغراء المالي المدفوع للرجل .
هاهي دولة الكويت تعلن ان لديها حوالي ثلاثين ألف عانس(من سن 25 -65 ) نائب في البرلمان الكويتي يدعو كل كويتي ان يتزوج من امرأة ثانية مقابل مبلغ 15 الف دولار ، هذا النائب يريد حل مشكلة العنوسة الكويتية عن طريق دفع الازواج والاباء بهدم بيوتهم والزواج من امراة ثانية .
لم تضع أي دولة عربية على اجندتها تحسين ظروف الشباب من القضاء على البطالة وتوفير أماكن العمل ومحاصرة هجرة الشباب ، ان الشباب العرب الذين يهاجرون من اوطانهم ويضيعون في الخارج هم نتاج سياسات بلادهم وفشل هذه السياسات في توفير المستقبل لهم .
ليس للشباب أي دور في نهضة مجتمعاتهم والحكومات ما تزال حكراً على كبار السن ولم تضخ دم الشباب في عروقها حتى الآن.
ان حل العنوسة في الدول العربية ليس بوضع المراة في السوق ، ووضع سنواتها في الميزان وحسب العمر يكون الثمن الذي تحدده الدولة .
المحافظة على الشباب عبر توفير البيوت للازواج الشابة واماكن العمل وزرع التفاؤل هو الضمان الوحيد للقضاء على العنوسة وفتح الشهية للزواج وانجاب اجيالا للمستقبل ، ان الشباب العرب الذين يفضلون الموت في البحر غرقا وهم هاربون من اوطانهم هم النسخة الثانية من عنوسة الأوطان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
سيمون خوري ( 2010 / 9 / 30 - 17:10 )
أختي الكاتبة المحترمة تحية لك ، لدي سؤال لماذا في مجتمعات الغرب الكافر لا أحد يناقش موضوع - العنوسة - والأرامل ..الخ أو موضوع الشباب العازف عن الزواج ..؟ اليس لديهم أرامل وعانسات رغم أن هذا التعبير مقيت جداً ويبعث على الإشمئزاز ؟؟

اخر الافلام

.. ماهو الهدف الحقيقي للحوثيين من استهداف السفن؟ فواز منصر يجيب


.. ترامب يعود إلى مبنى الكابيتول لتوحيد الصف الجمهوري | #أميركا




.. إطلاق صواريخ من غزة على جنوب إسرائيل وتفعيل القبة الحديدية


.. مراسلة الجزيرة ترصد تطورات التصعيد بين حزب الله وإسرائيل جنو




.. خليل العناني: قرار مجلس الأمن الدولي بوقف حرب غزة عقد مسار ا