الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصريحات خارج المتن

عمران العبيدي

2010 / 10 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


اكثر مايميز عالم السياسة في العراق هو السيل الجارف من التصريحات ، والعلة ليس في ممارسة التصريح وان كان هنالك مايبين وجود اشكالية واضحة في اختلاط المرجعيات التي يمكن ان يتم الركون اليها في استلام حقيقة المواقف ، ولكن المعضلة هي ان بعض التصريحات تظهر جهلا في امور كثيرة ، او انها تحمل ايحاءات خاطئة او الاثنين معا ، وتؤدي تلك التصريحات دورها السلبي لدى الجمهور المتوتر .
في الاونة الاخيرة وعلى سبيل المثال يجري الحديث من قبل البعض عن النية في مقاطعة العملية السياسية وهذا ماتم تداوله بكثرة على السنة البعض من السياسيين ، بينما في الحقيقة ان مقاطعة العملية السياسية ان اريد تطبيقها تجري قبل الانتخابات وليس بعدها ، واية جهة تدخل قبة البرلمان ولها ممثلون في البرلمان هي جزء من العملية السياسية ، لذلك اختلط لدى البعض ولم يعد يميز مابين مقاطعة العملية السياسية او عدم الاشتراك في الحكومة
واذا ماسلمنا ان القصد هو عدم الاشتراك في الحكومة التي تشكلها هذه الجهة او تلك ، فلماذا محاولة الايحاء ان امراغريبا ومعقدا سيحدث اذا ما حصل هذا الامر ؟ اليس طبيعيا ان نجد كتلة معارضة داخل البرلمان ام ان العملية السياسية في العراق تسير بالمقلوب ؟
ان ممارسة المعارضة تحت قبة البرلمان يعكس سلامة العملية السياسية تماما وليس عكس ما يتم تصويره من ان الامور بعكس هذا هي بالاتجاه نحو الهاوية ، لان المنطق يقول ان اية جهة سياسية تجد ان افكارها ورؤاها تختلف عن اراء الجهة التي تشكل الحكومة سيكون من الافضل لها ان تكون في المعارضة لتمارس دورها المطلوب في التصحيح ، وخلاف ذلك يؤشر رغبة في تقاسم غنيمة السلطة ويوحي ان الصراع لايخرج عن هذه المضمون وان مايدور ليس اكثر من صراع مصالح وهو مايشوه العملية السياسية.
اواذا كان القصد لدى البعض هو عدم حضور جلسات البرلمان فأن الامر يبدو اكثر اشكالية على الجهة التي تقوم بهذه الممارسة اولها انها افقدت نفسها حق رقابة الحكومة وافقدت نفسها قوة التأثير وستكون محاسبة امام جمهورها ان استطاعت الكتل المتبقية من تمرير قراراتها ومشاريعها وبالتالي ستكون الخسارة فادحة ، نضف الى ذلك المتعلقات القانونية التي ستترتب عن عدم الحضور .
اما اذا كان القصد من القول مقاطعة العملية السياسية يراد منه التعبير عن فكرة عدم اعطاء الثقة للحكومة اثناء التصويت فهو امر طبيعي جدا في الممارسة الديمقراطية لانه حق وممارسة طبيعيين في محاولة افشال الخصم في تشكيل الحكومة وتسجيل موقف في رفضها ، ولكن اغلب الظن ان ذلك ليس هو المقصود من التصريحات التي تردد جملة مقاطعة العملية السياسية .وهو مؤشر ان بعض التصريحات هي خارج المتن .
عدم التمييز بين مقاطعة العملية السياسية وعدم الاشتراك في الحكومة ليس هو المشهد الوحيد لعدم فهم مايجري او هو محاولة للتشويش ، بل ان شخصا (سياسيا) عندما يصرح من انهم لن يسمحوا لنفط هذه الدولة او تلك من المرور في اراضي محافظته محاولا الايحاء ان ذلك موقفا وطنيا فأنه امر غريب متناسيا ان مرور انبوب نفط دولة ما يترتب عليه التزامات مادية يمكن ان تكون داعما للدولة العراقية والمحافظة نفسها مما يدعم الاقتصاد الوطني فكثير من الدول تعتاش على انها ممرات تجارية لدول الجوار وتبني على هذا الاساس اقتصاديات لابأس بها والتجربة القريبة هي الاتفاقية بين العراق وتركيا لمرور النفط العراقي عبر الاراضي التركية مقابل زيادة سعر ضريبة البرميل الواحد الى 75 سنتا ان المواقف الوطنية تقاس بقدر الحرص على بناء الدولة ولاتقاس بالتصريحات الرنانة .. ومابين هذين الموقفين هنالك الكثير مما يمكن ان نسجله ومايقع ضمن عدم ادراك حقيقي لما يتم التصريح به وربما يعكس جهلا او محاولة للتشويش او كلاهما، انها ليست سوى تصريحات خارج المتن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24