الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طل الملوحي .. الألم والأمل

ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)

2010 / 10 / 2
حقوق الانسان


يعيش النظام السوري في هذه الأيام ، أسوأ أيام حياته، منذ انتهاء حقبة الثمانينات بآلامها المميتة، التي دفع الشعب السوري ثمنها الباهظ من دمه ومستقبل عيشه الكريم، أسوة بكل الشعوب الأخرى .
لماذا طل الملوحي ؟ سؤال برسم النظام السوري، الذي قام بالتربص عليها منذ نعومة أظافرها في مدرستها الإعدادية ، من خلال جهازه التعليمي المحلق بأجهزته الأمنية الساهرة على سلامة حكمه، والتي أشبعت الشعب السوري في سبيل ذلك، خوفاً ورعباً وظلماً، لم يمر على شعب من الشعوب، لا في التاريخ القديم ولا حتى في التاريخ الحديث، مثلما مر على الشعب السوري من ويلات ومحن.
لماذا طل الملوحي ؟ سؤال برسم النظام السوري ، الذي أوعز لأوكاره الأمنية المسماة عنوة بالسفارات ، بملاحقتها ومتابعتها وهي خارج أسوار وطنها الأسير في مهمة لا تقل سوءاً عن مهمات أي نظام فاشستي ، همه الوحيد قمع مَن هم في الداخل وتشتيت مَن هم في الخارج .
إن العاصفة الهوجاء التي أطلقتها حملة التضامن العالمية مع طل الملوحي في وجه النظام السوري، الذي أقدم على خطفها من أحضان الحياة وهي لم تكمل عامها العشرين، كأصغر معتقلة في العالم، تلك الحملة العفوية التي تداعى لها كل المدافعين عن حقوق الإنسان بمختلف أعمارهم وهوياتهم ، لقنت النظام السوري درساً لن ينساه على مر التاريخ ، وهو أن عصر الإفلات من المساءلة والمحاسبة ولى إلى غير رجعة ، وأن عصر التعذيب والترهيب وقتل أحلام الطفولة ، لن يمر بعد الآن دون جزاء عادل .
ولازالت الحملة مستمرة على كل المستويات في جميع عواصم العالم ، طالما استمرت سياسات النظام السوري القائمة على ممارسة الاعتقال التعسفي والتغييب القسري لكل معتقلي الرأي والضمير في سجونه ومعتقلاته .
وكل ما جرى ترويجه من أخبار أمنية وشائعات سوداء، حاول النظام تسريبها عبر مواقعه الاستخبارية ، بعد أن عجزت صحفه المطبوعة على مواجهة قوة الحملة التضامنية الآخذة في التصاعد والانتشار، لهو دليل ضعف وخواء ، لدى هذا النظام ، ودليل على انعدام الضمير الوطني والأخلاقي ، عندما يوعز لزبانيته المأجورين ، بتسريب أنباء رخيصة، تتهم طل الملوحي المعذبة في زنزانتها المظلمة ، بالتجسس تارة ، وبالإساءة إلى الأمن الوطني تارة أخرى .
هذا الخواء الذي بدا واضحاً في سلوك النظام السوري ، دفع بمواقعه الاستخبارية الرخيصة ( دي برس ، شام برس ، سيريا نيوز ، عكس السير ) لتتقول على لسان ذويها ، ما لا يمكن أن يقوله الأخ في حضرة أخيه ، فكيف إذا كان الأب لابنه ، كما فعل موقع "سيريا نيوز" المعروف بتوجهاته الاستخبارية ، ومن قبله موقع " دي برس" لينضم إليهما مؤخراً موقع " شام برس" لصحابه ( علي جمالو ) الأكثر صفاقة ووضاعة في تاريخ الإعلام الالكتروني .
أخيراً وليس آخراً ، إن شرارة طل الملوحي ، لهي أشد من شرارة أحداث الثمانينات ، وأخطر من شرارة الراحل رفيق الحريري التي لازالت تداعياتها تجثم على صدر النظام السوري ، إذا ما خبرنا تاريخ هذا النظام الذي لم يعتد الانحناء أمام العواصف ، وها هو اليوم لا يملك من خيار سوى الانحناء أمام هذه العاصفة الهوجاء، التي بدأت فصولها باختطافه لشابة مبدعة في مقتبل سني عمرها ، من دون أن يعرف ، ماذا ينتظره في منتصف الطريق ؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقبة أمام -الجنائية الدولية- حال صدور قرار اعتقال لقادة إسرا


.. ضابط شرطة أميركي يشعل سيجاراً أثناء اعتقال مشتبه




.. بايدن: ليس هناك تكافؤ بين إسرائيل وحماس ونرفض تطبيق المحكمة


.. تونس.. منظمة حقوقية توثق 20 حالة انتحار خلال شهر أبريل




.. تداعيات إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق إسر