الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة العنوسه خطر يدق الابواب بقوه

قاسم محمد مجيد الساعدي
(Qassim M.mjeed Alsaady)

2010 / 10 / 2
الادب والفن


قاسم محمد مجيد الساعدي
((لقد مر قطار الزواج بلا رجعة)هذا ماتقوله العوانس بعد انتظار طويل لفارس الأحلام الذي لم يأت، ظاهرة العنوسة تدق ناقوس الخطر في مجتمعنا الذي يواجه تحديات تهدد وجوده واستقراره ومستقبل أجياله

في بلد لم يكن يعاني من الاختلال بموازين النسب بين الجنسين حتى الحرب الايرانية – العراقية عام 1980 حيث كانت النسبة بين الذكور والإناث متعادلة تقريبا (49% للذكور -51%للإناث) لكن تلك الظاهرة بالحرب جاءت بنتائجها الكارثية بعد أن فقد العراق مئات الآلاف من شبابه ليبدأ معها الخط التصاعدي للظاهرة الأخطر اجتماعيا مترافقا مع الميل لدى الشباب العراقي للهجرة بحثا عن الأمن وفرص العمل وتحقيق حلم البعض منهم بالزواج من أجنبيات
العنوسة بعد السقوط
الظاهرة بدات تفتح ابوابها العريضة بعد سقوط النظام ودخول مرحلة تاريخية جديدة بكل افرازاتها وسلبياتها لتضع كوارثها الجديدة فوق ميراث المصائب الموروثة عن النظام السابق التي ظلت جاثمة فوق صدر المجتمع، فالحرية والديمقراطية التي جاءت انقلبت الى مصائب ومشاكل لاحصر لها لتصيب المجتمع بالصميم من خلال صعود المد الطائفي في مجتمع عاش بانسجام وتوافق وبلا حساسيات عرقية أو مذهبية منذ قديم الزمان لكن الحروب التي أوقفت عجلة الحياة في المجتمع زادت من أعداد العاطلين عن العمل وأصبحت عائقا جديدا إمام الشباب الذين ليس بمقدورهم توفير متطلبات الزواج ،فصعوبة الحياة وضنك العيش جعل الشباب يعزفون عن الزواج فالذي لايجد مايسد عوزه لايستطيع أن يفكر جديا بتكوين أسره .
فيما يرى البعض أن ازدياد أعداد العوانس هو نتاج مباشر لتلك التعقيدات التي تضعها العائلة وشروطها التعجيزية كالمهور الغالية أو طلبات شراء بيت او سيارة أو الانتظار لإكمال البنت تحصيلها الدراسي ما يفقدهن الشاب المناسب لزواجهن ويضيع عليها فرصة لن تتكرر ثانية
احصاءات مرعبة
بعض الدراسات التي قامت بها إحدى المنظمات النسائية في محافظه المثنى ونشرت مؤخرا على إحد المواقع الالكترونيةالمحلية أن نسبة العنوسة وصلت الى مرحلة خطيرة وسجلت مانسبته 45 % من نساء المحافظة ، واثبتت الاحصائية نفسها أن نسبةالشباب في المحافظة ذاتها من الذين يتعاطون المخدرات تجاوز 7 % وهي آفة اجتماعية بدأت بالتفاقم في عموم العراق و تبعد الشباب عن التفكير ببناء أسرة وتحمل المسؤولية، وفي إحد التقارير التي قدمتها احدى منظمات المجتمع المدني تضع أرقاما مخيفة فمن بين 7 نساء 3 منهن عوانس في العراق وهي اعلى نسبه مسجلة في العالم العربي وكشفت دراسات أخرى حجم العنوسة في العالم العربي الذي يشكل العراق رأس القمة فيه أن 35 % من الفتيات في كل من الكويت وقطر والبحرين والإمارات بلغن مرحلة العنوسة، وانخفضت هذه النسبة في كل من السعودية واليمن وليبيا لتصل إلى 30%، بينما بلغت 20% في كل من السودان والصومال، و10% في سلطنة عمان والمغرب، في حين أنها لم تتجاوز في كل من سوريا ولبنان والأردن نسبة 5% ، وكانت في أدنى مستوياتها بفلسطين ، حيث مثلت نسبة الفتيات اللاتي تجاوزهن قطار الزواج 1% فقط، وكانت أعلى نسبة قد تحققت في العراق إذ وصلت إلى 85%.وهذه التقارير بالرغم من رسمها صورا مضخمة ومخيفة ،الا ان مناقشة الحلول لهذه الظاهرة مازال امرا ممكنا ويقع على عاتق مسؤولية جهات رسمية ومدنية .
تداعيات نفسية
الواقع ربما أكثر قساوة وسوداوية من هذه الاحصاءات حيث لاتناقش تلك التقارير الواقع النفسي الذي ترزح به العانس و التي من أبرزها الاكتئاب واليأس وعدم القدرة على الانسجام والتكيف مع المجتمع والفراغ العاطفي والحاجة الملحة الى الشريك. فالمجتمع برمته يمضي في اتجاه أكثر انغلاقا لكن كيف نوقف زحف ذلك السرطان الذي يفتك بجسد المجتمع العراقي علينا أن نبتعد عن الحلول السطحية التي تنظر للمشكلة من خلال التركيز على تامين مستلزمات الزواج فقط في حين يتطلب ذلك توفير العمل اللائق للآلاف من العاطلين الشباب ليتمكنوا من بناء حياة زوجية مستقرة
حلول متيسرة
لاتبدو الحلول مستحيلة رغم تعقيدات الظاهرة في العراق وتفردها عن مثيلاتها في البلدان العربية لتزايد ارقامها واستثنائية الظروف ،فالمشكلة ذات أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية ونفسية وتتطلب حلولا استراتيجية وجذرية قد تكون تخفيض المهور وتغيير الشباب والفتيات من شروط شريك العمر والتسامح بها و سن قوانين تحدد المهورونشرالوعي بحجم مشكلة تأخر سن الزواج في المجتمع و العمل على التشجيع لتعدد الزوجات ،كل ذلك يمكن ان يضع حلولا واقعية لمشكلة العنوسة إلى حد ما في كثير من الحالات ، انا مع تلك الصرخة التي أطلقتها إحدى العوانس (أنقذوا نساء العراق من الموت البطيء).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عقلية من طوب وحجر
محمد سعد ( 2010 / 10 / 2 - 07:09 )
أن تتزوج من فتاة خليجية عموما هو اشق من مرورك على الصراط للفكر الذكوري المتحجر في هذه الدول وللقيود المفروضة من عراقيل نبذ الفتاة الى اسقاط الجنسية عليها
لقد تقدم العالم وغير من نظرته الى الوجود الانساني في حركيته العولمية الا االرجل الخليجي يأبى ان يتغير موظفا الدين كحجية وهو ابعد مايكون عن الدين حين يوظف انانيته فيما يريده
هو ويجلب له المتعة الخاصة به
الرجل الخليجي يعيش بوجهين وجه يتحدث به في المنتديات ووجه يتعامل به مع واقعه
يتحدث عن الشرف والصون والعفة وهو اول من يلطخها حين يجد نفسه خارج وطنه ، يمنع بنته او اخته من الزواج من اجنبي ذي نسب وحسب وشرف ودخل مادي محترم وهو اول من يرمي الملايين على فتيات اجنبيات لا اصل لهن ولافصل ، عاهرات او لقيطات
ان تناقض الرجل العربي في كل السلوكات التي يمارسها لن تهدد وطنه بالعنوسة فقط بل سيأتي يوم يتحول فيه الوطن الى بؤرة حارقة من زنى المحارم ولن تنفع فيه الاقيامة تهد الوطن بما فيه


2 - شكرا استاذ محمد سعد
قاسم محمد مجيد الساعدي ( 2010 / 10 / 2 - 17:41 )
القدير محمد سعد
محبتي وتقديري لذلك التعليق الرائع نعم نحن نعيش ازدواجيه مقيته وظاهرة العنوسه احدى مظاهر الخراب الاسري والمجتمعي دمت اخا وحبيبا


3 - نعم والله تحليل رائع
المهندس كاظم الساعدي ( 2010 / 10 / 3 - 09:23 )
اجدت في الكتابة حيث تنقلت بدقة في الاسباب والنسب والغرض المطلوب في رؤيتك...اخي ان الامور التي نالت من كل من تلظى من ظلم وجور كان ولايزال هو هو فالانسان اصبح من حيثيات ليس لها مباديء يفتقر الى التوازن الطبيعي عندما يسيطر على زمام امر وبدون استحقاق فيوجد لنفسه قوانين ليس لها من الطبيعة شئ وبها يكون وباآءا ووبالآ على الاخرين...كان نظام ملكي فاسد افرز عتاة واباطرة على حساب الابرياء واتصل بنظام دموي قتل كل جميل والان نظام يعتمد على المصلحة الشخصية على جثث الابرياء....المراة العراقية والرجل كلاهما في عنوسة مطبقة حتى وان لم تطل الرجل بايلوجيا الا انها بنفس المنى النفسي ....تنتقل اخي قاسم بين التفاصيل والاهم الاهم انك تكتب من صميم الواقع وبرؤيا انسانية


4 - ليس الواقع الاقتصادي وحده
قاسم السيد ( 2010 / 10 / 3 - 16:19 )
هناك نقطة مهمة يجب ان تؤخذ بالحسبان وهي ان نسبة عدد الأناث قياسا الى الذكور في اضطراد مستمر فلربما تجاوزت الرقم شبه الرسمي المعلن وهو 57% وهذا وحده يشكل عائقا لحل المشكلة كما ان الركون للحلول التي تأكل من جرف المرأة ربما اصبح مرفوضا بحكم تزايد الوعي خصوصا في المناطق الحضرية فلم تعد المرأة تقبل لنفسها ان تصبح زوجة ثانية فهي ربما تعتبر مثل هذا سبيل هو نوع من التفضل عليها لحل مشكلتها فلم تعد كثير من النساء صاحبات التعليم العالي والمتوسط يقبلن هكذا حلول كما ان الوضع الاجتماعي العراقي الذي يميل للعشائرية ذات القيم البدوية والتي تعيق كثيرا من باب فتح فرصة الزواج لغير العراقيين من عراقيات ورأينا كيف ووجهت كثير من زيجات بعض العراقيات من مصريين بنوع من الجفاء وعدم القبول بل والاحتقار في بعض الأحيان ... ان الازدهار الأقتصادي وحده لم يعد قادرا على حل المشكلة فالعراق تشير كل المؤشرات انه مقبل على بحبوحة اقتصادية وهذا من شأنه زيادة هجرة ايادي عمل عربية او اجنبه ربما ستفتح بعض الأبواب ولو لحل قسم من المشكلة لكن سيبقى الواقع الاجتماعي معيقا لها طالما بقي الموروث العشائري هو السائد في التعامل  


5 - اخي المهندس كاظم الساعدي
قاسم محمد مجيد الساعدي ( 2010 / 10 / 3 - 19:17 )
الحبيب كاظم
نعم ماوصلت اليه من تعليق فالاثر النفسي كبير على الفئتين ربما المراة اصبحت ركنا مهملا في خضم الازمات التي مازالت تعصف في البلاد ارق التحايا لك
مودتي لك وفائق احترامي


6 - شكرا للعزيز قاسم السيد
قاسم محمد مجيد الساعدي ( 2010 / 10 / 3 - 19:23 )
الحبيب قاسم السيد
اسعدني مرورك الجميل وانا اتفق معك ان الموروث العشائري والنظره القاصره لابعاد ا هذه الكارثه الانسانيه يجعل من الصعب حل تلك المعضله اذا لم يترافق معها العمل الجاد من كل الجهات حكوميه ودينيه وعشائريه كي ننهض بنصف المجتمع كما يقولون والا تركن المراه كاثاث مهمل تحت اي ستار
اسعدني مرورك ايها الصديق الرائع


7 - شكرا للعزيز قاسم السيد
قاسم محمد مجيد الساعدي ( 2010 / 10 / 3 - 19:29 )
الحبيب قاسم السيد
اسعدني مرورك الجميل وانا اتفق معك ان الموروث العشائري والنظره القاصره لابعاد هذه الكارثه الانسانيه يجعل من الصعب حل تلك المعضله اذا لم يترافق معها العمل الجاد من كل الجهات حكوميه ودينيه وعشائريه كي ننهض بنصف المجتمع كما يقولون والا تركن المراه كاثاث مهمل تحت اي ستارمودتي
ا


8 - شكرا للعزيز قاسم السيد
قاسم محمد مجيد الساعدي ( 2010 / 10 / 3 - 19:36 )
الحبيب قاسم السيد
اسعدني مرورك الجميل وانا اتفق معك ان الموروث العشائري والنظره القاصره لابعاد هذه الكارثه الانسانيه يجعل من الصعب حل تلك المعضله اذا لم يترافق معها العمل الجاد من كل الجهات حكوميه ودينيه وعشائريه كي ننهض بنصف المجتمع كما يقولون والا تركن المراه كاثاث مهمل تحت اي ستارمودتي
ا


9 - هي الحقيقة
محمد نوري قادر ( 2010 / 10 / 6 - 06:07 )
هو موضوع يحمل عمق احساسك النبيل وما تعنيه المواطنة والانتماء لظاهرة امتدت جذورها طويلا وما تحمله من اوجاع ومآسي سببها الحمقى والمعتوهين الذين جلبوا الويلات والخراب بحماقاتهم وحروبهم المفتعلة بأيماءات من بعيد, ولم تزل قائمة..مؤلمة بكل تفاصيلها وما تسببه من آثار سلبية بحسابات دقيقة في بناء اي مجتمع
تبحث عن حل, أليس كذلك ؟ ولكن اين يكون
برأي المتواضع انك قد سلطت الضوء بشكل مباشر الى موضوع قد خفي عن الكثير بالرغم مما يستحقه
نعم لاتبدو الحلول مستحيلة , لكن الموروث المتراكم له اثاره وهوو من المعوقات الاساسية ,ولم يكن االانتعاش الاقتصادي دور فاعل واساسي بقد ماهي نفسية وشعور بالحرمان والاضطهاد
تقديري الكبير
انا ايضا مع الصرخة


10 - الشاعر المبدع محمد نوري قادر
قاسم محمد مجيد الساعدي ( 2010 / 10 / 6 - 12:43 )
الحبيب محمد نوري قادر
تحيه لك ولتعليقك الصائب
الحلول ممكنه لكن من يتحمل عبء حلها انها عملية تظافرجهود كبيرة وخلاقه للسير في طريق الحل ربما في وضعنا يتطلب دعم السماء متى تحل فلا افق الان لحل ايه قضيه
نحتاج لمعجزه صديقي محمد دمت بخير


11 - تحياتي يا صديق
ماماس أمرير ( 2010 / 10 / 6 - 16:06 )
تحياتي صديقي قاسم
سعيدة بأنني التقيك هنا في هذا المنبر المميز الذي يفتح الأفق للكتابة الرزينة ويحترم الحرية كمبدأ إنساني

محبتي


12 - اهلا بالشاعره الكبيرة ماماس
قاسم محمد مجيد الساعدي ( 2010 / 10 / 6 - 19:22 )
القديره ماماس

سعيدا انا ايضا بتواجدك في هذا المنبر الحر

مودتي لك

اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي