الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس شرفاً بل «قلة شرف»

جهاد الخازن

2010 / 10 / 2
بوابة التمدن


توقفت طويلاً في نهاية الأسبوع أمام خبر أميركي عن نجوم أصحاب سيرة حسنة، تحدث تحديداً عن كيم كاردشيان بطلة برنامج عنوانه العيش على مستوى أسرة كاردشيان ومنتجة برامج أخرى، وسجل أسماء ممثلين وممثلات مثلها لا يتعاطون الخمر أو المخدرات، وليس في سيرتهم فضائح من النوع الذي تطلبه الصحف «التابلويد».

هذا جميل غير انه كان الاستثناء للقاعدة في ما قرأت في الأسابيع الأخيرة، فكل الأخبار عن النساء، من بلادنا الى بلادهم، كان سلبياً، بل مخيفاً.

جريدة «الاندبندت» اللندنية نشرت أربع حلقات الأسبوع الماضي عن «جرائم الشرف» كتبها روبرت فيسك، والتفاصيل كانت مروعة، وقد توقفت عند عنوان إحدى الحلقات فقد كان «مسألة قلّة شرف» وهو رأيي أيضاً، وقد سجلته في هذه الزاوية غير مرة فأنا أعتبر قتل بنت أو أخت أو زوجة ليس شرفاً أبداً بل «قلة شرف».

من باكستان والهند، مروراً بدول عربية كثيرة وحتى لندن، سجل فيسك تفاصيل جرائم ارتكبت باسم الشرف الرفيع الذي لا يسلم من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم. والكاتب المشهور لم يترك زيادة لمستزيد، فلا أقول سوى ان العرب والمسلمين الذين خسروا الحرب والسلام ومعركة الرقي والتقدم، وهزمتهم عصابة لصوص في فلسطين، لم يجدوا إثباتاً لرجولتهم غير قمع نسائهم (شابة قتلت لأن أهلها وجدوا على هاتفها المحمول رقماً غريباً).

وتزامنت الحلقات السابقة مع تحقيق في «الاوبزرفر» عن حملة النظام الإيراني على الإيرانيات، خصوصاً المدافعات عن حقوق الإنسان والمعارضات. وكان النظام أثار العالم عليه بعد اعلانه العزم على رجم سكينة محمد اشتياني بتهمة الزنى، وقررت الحكومة الإيرانية أخيراً وقف التنفيذ لا إلغاءه، بعد أن جلدت المتهمة 99 جلدة. وهناك شيرين عبادي، الفائزة بجائزة نوبل للسلام، فهي لم تعد الى بلادها منذ انتخابات الرئاسة سنة 1999، بعد أن بلغها انها ستعتقل.

أؤيد النظام الإيراني في امتلاك قنبلة نووية طالما ان اسرائيل تملك ترسانة منها، ثم أعارض النظام الإيراني وأعترض عليه في كل أمر آخر، وأرجو من أنصاره الأشاوس أن يشرحوا لي الحكمة من استعداء العالم على ايران والمسلمين عموماً.

هناك أعداء للنظام الإيراني يبحثون عن ذخيرة للاستعمال ضده، ويأتي الرئيس محمود أحمدي نجاد ويقدم الذخيرة مجاناً لأعدائه، ومن سوء معاملة النساء الى إنكار المحرقة النازية، والى درجة ان فيدل كاسترو نفسه طالبه بالتوقف عن إنكارها.

ما يهمني في موضوع المحرقة ان الغرب المسيحي ارتكبها، أو الغرب المعادي لإيران، ومع ذلك فالرئيس أحمدي نجاد ينكر وقوع المحرقة وكأنه هو المتهم، بدل أن يستعمل المحرقة في المواجهة المستمرة مع أميركا والاتحاد الأوروبي، فالذين لم يشاركوا في المحرقة تأخروا في العمل لوقفها وإنقاذ اليهود.

في الغرب النساء يعارضن بالصوت العالي، ولا يُرجمن، إلا أن الحرية تكاد تنقلب عليهن، و «الغارديان» نشرت تحقيقاً طويلاً عن تجارة الجنس لا أريد أن أخوض في تفاصيله، إلا أن خلاصته هي شعور الباحثين بأن هذا النوع من الإباحة الجنسية زاد ضعفين في عقد واحد فقط، ويكاد يكون مقبولاً من المجتمع.

التحقيق جاء على خلفية افتضاح علاقة لاعب الكرة المشهور واين روني مع اثنتين من فتيات الليل، بعد ان كانت زوجته كولين غفرت له علاقة سابقة مماثلة. وهنا أيضاً لن أدخل في تفاصيل، وانما أقول للقارئ ان إحدى الغانيتين (كلمة مخففة) من أسرة ميسورة من الطبقة المتوسطة ودرست في مدارس خاصة، وهي انكليزية أباً وأماً وولادة، إلاّ أن صورة لها نشرتها «الصنداي ميرور» أظهرت على ساقها جزءاً من وشم واضح يقول «... يجعل الحلم حقيقة واقعة». أما الثانية فابنة محاضر جامعي قررت الاحتراف (كلمة مخففة أخرى) لأنها حملت وأنجبت من دون زواج ورأت ان هذه المهنة سهلة ودخلها مضمون.

وهكذا ففي بلادنا تضطهد الأنثى حتى تكاد تختنق أو يخنقها والد أو أخ بحجة الشرف، وفي الغرب تفلت من كل عقال.

هل يريد القارئ مزيداً؟ وفي الأخبار في الوقت نفسه ان رجال طالبان ينسفون المدارس لمنع البنات من التعليم. هؤلاء الرجال متخلفون دينياً وانسانياً، وربنا سيحاسبهم أشد حساب.

ولعلي أفسدت على القارئ متعة قهوة الصباح فأختتم بشيء أنثوي لطيف هو مقابلة مع الصحافية والكاتبة اللبنانية المثيرة شكلاً وموضوعاً جمانة حداد، ناشرة المجلة الفصلية «جسد»، وهي من جيل جاء بعد تركي لبنان فلا أعرفها. جمانة تقول انها تعيش في بلد يكرهها لجرأتها، ولكن توقفت من المقابلة الجميلة معها عند قولها ان الاذكياء يدرسون الطب أو الهندسة، وهو تقليد كان على أيامي ويبدو أنه لا يزال مستمراً، فالطبيب أو المهندس دخله مضمون وعالٍ، أما طالب الآداب مثلي فغالباً ما ينتهي معلماً، أي أنه أهون على الناس من حبة تين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استاذ جهاد احلفك بشرفك
د صادق الكحلاوي ( 2010 / 10 / 3 - 20:31 )
انت رجل متعلم وعندك خبره اعلاميه غنيه واطلاع ثقافيه واسع
وشايف دنيا كما نقول وعايش ببلدان البشر السوي - بلاد الاوادم -لذالك
جئت استحلفك بشرفك - وانا متاءكد انه عزيز عليك- هل ان الشعب الاسرائيلي
هو عصابة من اللصوص عمال اسرائيل ومزارعيه ناهيك عن مثقفي اسرائيل وعلماءه وفنانيه واعلامييه هل هؤلاء عصابة من اللصوص
استاذ جهاد ان تعرف الاوربييون يقولون انت تعمل متاءخرا خير من ان لاتعمل ابدا فما راءيك ان تكون من الاوائل الداعين والعاملين من الصلح بين الشعبين
الشقيقين حقا الشعب الفلسطيني والشعب الاسرائيلي وانهاء هذه المهزله - كفايه ضحك علينا الجهلاء والخبثاء وكفايه الاحقاد التي لاتحل مشكله ولاتطعم خبزا
ليكن الشرق الاوسط-قلب العالم-سليما صحيا وليس بائسا فقيرا ومفرخه للارهاب والتكفير وطيحان الحظ كما يقول اهلنا في العراق
اقتراح صعب ولكن جهاد الخازن ليس ست فلوس انه واحد من الابرزين ويستاهل القيام بعظائم الامور لكي نقول ان بيننا ايضا اناس يحترمون العقل وابوه الانسان والناس سواسية كاسنان المشط عند اهل العقل وانت في المقدمة منهم والسلام والشكر لك


2 - استاذنا الكبير
بشارة خليل ق ( 2010 / 10 / 4 - 01:48 )
اهلا وسهلا بك في موقع الاحرار -الحوار المتمدن-, كثيرا ما تابعت كتاباتك بشغف واهتمام من ايام مجلة الوطن العربي

اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية