الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تعترفوا لهم

حنان بكير

2010 / 10 / 3
الارهاب, الحرب والسلام


لا يجادل أحد في مدى بؤس الحال الفلسطيني بكل أطيافه وفي كل أماكن تبعثره... أطواق الحصار التي تحاصره، تضيق الخناق عليه كل يوم، الحصار الاسرائيلي ويليه حصار عربي ثم الحصار العالمي.. لقد ضاق الحبل على رقبته الى حد الاختناق.. وتأتي خطيئة الاختلاف الفلسطيني/ الفلسطيني، لتزيد في الطنبور وترا..
وفي التيه نشهد نمطا لحياة الفلسطيني، تأنف عنه البهائم وتعرض عنه.. بلا رحمة أو انسانية يعامل الفلسطيني في يومياته وفي المطارات وعلى الحدود الشقيقة، فلا هو مصنف من العرب ولا من الأجانب وكفلسطيني هو مرفوض لأن هويته افتراضية غير معترف بها حتى الآن.. وحتى صفة "لاجىء" التي أمضى عمره لمحوها، بانجاز حياة كريمة، أصبحت مهددة بالازالة، تمهيدا لمحو حق العودة له!!!
من ناحية أخرى.. كل أطواق حصاره، تملك من الأسلحة الفتّاكة التي تبيد البشر بالجملة، كما تباد الحشرات الصغيرة، الأنظمة العربية تختزن الاسلحة وترصد لها الميزانيات الضخمة، فقط للديكور ولتصدق ملفقة انهم قد أصبحوا دولا مثل سائر خلق الله أو لاستعماله ضد بعضها كما حدث في العراق كمثال على ذلك، ففي تلك الحالة تشرب أنظمتنا وجيوشنا، حليب السباع كما يقال في عاميّتنا. اسرائيل تتربع على مفاعلات نووية وأسلحة ذرية وأسلحة دمار شامل واسلحة فسفورية من كل الألوان .. وهي تدرك ان خصمها لا حول له ولا قوة.. تستبيح أرضه بالمصادرة، ولا يستطيع ردّها.. تقتل من تشاء ومتى تشاء منهم بكل برودة أعصاب، ولا رادع لها، بل ان الضحية تتحول بقدرة قادر الى جلاّد وارهابي بلغة العصر الحديث..
بعد كل هذا، لماذا تصرّ تلك القوة الرهيبة التي لا رادّ لها على انتزاع الاعتراف بيهوديتها، من اؤلئك المتروكين لأقدارهم بلا حول ولا قوّة؟؟؟ لن نتحدث عن مشروع الترانسفير بحق الفلسطينيين في أراضي ال48، وفي أحسن الأحوال تحولهم الى طبقة عبيد من الغوييم، لخدمة شعب الله المختار، بل لعلّي أو لعلّنا نجد في الحوار التالي اجابة شافية لتساؤلاتنا...هذا الحوار دار بين ناحوم غولدمان وبن غوريون، وقد أورده الأول في مذكراته...
بن غوريون: شخصيا أنا سوف أدفن في هذه الأرض، لكني لست متأكدا من أن ابني عاموس سوف يدفن هنا.
غولدمان: كيف تقول هذا؟؟
بن غوريون: أتساءل كل الوقت: ما هو الأساس في وجودنا هنا؟ حقنا يستند الى التوراة، أليس كذلك؟ الوعد باعطائنا هذه الأرض هو من الله. وهذا الوعد لا يلزم العر ب. الهولوكست هي شيء آخر في اعطائنا وطنا. والعرب يرون بأن الهولوكست كان شيئا مرعبا. وبما أن الألمان مسؤولون عن الهولوكست، فلماذا لم يعطونا مقاطعة الراين لتكون لنا وطنا؟؟
أنهى غولدمان الحوار بقوله: ليس لدي ما أقوله غير الأمل بأن لا يكون القادة العرب يفكرون مثلك!! بعد أكثر من اثنين وستين سنة، لم يغادرهم شعور السارق والمغتصب لحق غيره، اذ يريدون انتزاع الاعتراف بهم!!!
ليرقد الرجلان بسلام!! فهذا آخر ما يفكر فيه القادة العرب.. ببساطة لأن بيننا وبين التفكير عداوة داحس والغبراء.. لكن يا أخ محمود عباس ويا ابن فتح! فكّر بنفس طريقة الرجلين، وكن " غولدماننا" و" بن غوريوننا" لتسجل اسمك في سجل الخالدين.. لا تعترف لهم فالدم الفلسطيني مهدور في كل الأحوال..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الارهاب،الحرب والسلام
بسمة ربيع ( 2010 / 10 / 4 - 07:16 )
اشكرك سيدتى الفاضله على المقال الممتع

اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي