الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وطني كلبٌ مسعور

أسعد البصري

2010 / 10 / 3
الادب والفن



وجدنا أذى آلدّنيا لذيذاً كأنما
جِنى آلنحلِ أصنافُ الشّقاءِ الذي نجني
أبو العلاء


~~~~~~~~~~~~~~~~

دكتور رشيد ، تمارة ..وأنا

...ثلاثة أجيال لوطنٍ واحد ، وطنٍ يأكلُ أبناءه
كان نيكوس كازانتزاكي يصرخ أواخر أيامه
إلهي لا أُريدك أن تأكلني..
كان الكاتب اليوناني يظن أن الله هو من يأكلُ البشر ...وفي
تراثنا العربي كان الدهريون يظنون أن الدّهر هو الذي يأكلهم..
لكن العراقيين وحدهم يعتقدون أن وطنهم هو من يأكلهم
وطني تنتفخ كرشه وتزداد أسنانه آصفراراً من دمنا ولحمنا
وطني أعمى لا يرى جمال تمارة
وطني أصم لا يسمع حكمة دكتور رشيد

وطني يكلمني لأنني أجلده بسوط غربتي
أنا عاشقٌ سادي يا وطني أحبك وأجلدك حتى تتقيأ شهداءنا
حتى تتقيأ المفقودين ..وحتى تتلذذ بآلمطر وتعشب وتخصب
وحتى يصاب الغرباء بما يكفي من الشهوة والحنين فيعودوا إليك
وطني أيّها الأجرب أجلدك حتى يتساقط القمل والنفاق من جسدك
وطني أيها الأمي أجلدك حتى يخرج الجنّ والأنبياء والخرافات من قلبك
وطني ...يا حبيبي ويا عدوي ، أكرهك وورثتُ عنك حبي للبكاء
ورثتُ عنك ثأراً من أبي ، ورثتُ عنك كبرياء زائفاً
وطني أيها الهارب من التاريخ ، وتحمل في جيبك ألف هوية

أيها الشيعي السني الكردي البابلي الآشوري الكلداني العربي الفارسي
الحضاري الهمجي الكونيّ الطائفي...وطني أيها الكلب المسعور
أسنانك تنهشني في كندا لأني أحبك يا قاتلي ويا خالقي ويا ليلي ويا نهاري ....
لم تعطني شيئاً سوى آمرأة هي أبشعُ عشيقاتي
ولكنها أنجبت أجمل بناتي ...ألويل لنا من وطنٍ كرشه لا تمتليء

تمارة و دكتور رشيد وأنا
ا.....
ثلاثة أجيال تبكي على كتفك اللزج من ذكرياتنا...
ولكن ذراعيك عاطلتين عن ضمنا إلى قلبك

ألويل لك أيها الأب السكير ...ألويلُ لنا منك يا عراق

سلام ...أبو تمارة هل تذكره يا عراق ؟؟؟
أيها المتخم بشهدائنا ...وتنبش أسنانك بعظامهم..
منحك حياته وترك ابنته تركضُ على جسدك أيها المشلول وفاقد الذاكرة...
تمارة أيضاً تحبك أيها الجشع وتبكي لأجلك لا لأجل أبيها...
تمارة التي تركها والدها أمانةً عندك ...
ذلك الأبُ العظيم الذي لا أصفه إلا ب بيت أبي العلاء المعري
:
وما نَعْشُهُ إلاّ كَنَعْشٍ وَجَدْتُهُ
أباً لبناتٍ لا يخفْنَ مِنَ اليُتْمِ
~~~~
إمسح فمك من دماء شهدائنا يا عراق...
ولا تقترب مني كثيراً حين تكلمني...
نشيدنا الوطني كتبه لنا الفلسطيني إبراهيم طوقان لأنك عذبتنا
حتى لا نستطيع كتابة نشيد لك أيها السفاح...
ولكن ورثتُ عنك شيئاً رائعاً واحداً هو العراقيين
أمثال تمارة الفتية ، ودكتور رشيد الحكيم
أكرهك وأحبك يا وطني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?