الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرية لمعتقلات الرأي في سورية

شبلي شمايل

2010 / 10 / 3
حقوق الانسان


منذ قرابة الشهرين، والإعلام يتحدث عن فتاتين سوريتين معتقلتين محجبتين، أفرج عن إحداهما، وبقيت المدونة طل الملوحي التي صارت توصف بكل ما هو جميل مثل الشاعرة والكاتبة والأديبة والمناضلة الشابة والملتزمة. ولا نعترض على كل هذا، فأهل حقوق الإنسان يحتاجون لترويج بضاعة لهم لتجميلها. وبعد أن تم تجميل عناصر من القاعدة وطالبان وجماعة الزرقاوي وأبو حفص الحمصي وأبو أسامة الدمشقي وأبو سعد وقاص الليبي، لا ضير في أن تكون الشابة طل الملوحي شاعرة أديبة مناضلة وقدوة لكل المسلمات، قبيسيات وسلفيات.
لكن ما يؤلمني في هذا الحيص بيص، هو أن المناضلة المعتقلة إن كانت كردية فهي نكرة أو تكاد، أما إذا كانت شيوعية أو يسارية، فلتنزل عليها لعنة الأمن والعباد. فلا أحد يشير بكلمة إلى اعتقال الدكتورة تهامة معروف واعتقال سجينة حزب العمل الشيوعي لسنوات المناضلة رغدة الحسن. أما نادرة عبدو فجريمتها يوم توقيفها العمل في منظمة كردية للدفاع عن حقوق الإنسان. وما هي جريمة منال إبراهيم إبراهيم وفاطمة أحمد حاوول وهدية علي يوسف، الدفاع عن حقوق المرأة والحقوق الثقافية للشعب الكردي في سورية؟
كل من ذكرت من معتقلات، سافرات غير محجبات، تقدميات غير سلفيات، لم يتحدث في شأنهن أحد، ولا يهم قناة الجزيرة أمرهن، ولن تتصل قناة أصولية من أجل حريتهن، أما محمد عبد القدوس، القيادي في الإخوان المسلمين في مصر، فيعتبرهن نصيريات وكافرات، وله في النصيرية أقوال منشورة ومعروفة. لذا فهو يستنفر من أجل طل ويبكي أوضاع السجون السورية دون إشارة واحدة لأسماء أي معتقلة أخرى.
ومن المضحات الموجعات، أن يافطات الدعوة إلى تجمع في نقابة المحامين في مصر من أجل التضامن مع طل الملوحي كان عليها صورة فتاة أخرى، طبعا محجبة، (للأسف لا يوجد على الحوار المتمدن وسيلة لنقل الصورة لأضع للقارئ الدليل على ما أقول وهو متوفر على الأنترنيت)، رغم أن صور طل تملأ الفيس بوك والتويتر وجعيتر ومدونة جماعة نائب الرئيس السوري السابق وموقعه وناشفه.
نحن نعرف أن حقوق الإنسان تستعمل وتوظف وفيها بزنس وكل هذه القصص، ونعرف أن القليل من أوساط حقوق الإنسان يعملون لقيم سامية، أما أن يدخل الحلبة جلادون سابقون، ومكفرون في وضح النهار، يدافعون عن الحسبة وطالبوا بطلاق المفكر الكبير نصر حامد أبو زيد ويهاجمون الفرق غير السنية ويكفرونها، ثم يرتدون عباءة حقوق الإنسان.. فهذه من كبائر هذا العصر.
الدفاع عن السجينة طل الملوحي لا يمكن فصله عن الدفاع عن كل السجينات في سورية، خاصة وأن اعتقالهن في قضايا رأي، وإلا هناك تمييز وتسييس وتوظيف لا نقبل به ونعتبره ضارا ليس فقط لحقوق الإنسان بل لقضية الشابة طل الملوحي أيضا. أما الذين يطالبون بالسجين الملتحي والسجينة المحجبة فنقول لهم: قاوموا فتاوى التكفير قبل الإنضمام لنادي حرية الرأي والتعبير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرارة الجو ..أزمة جديدة تفاقم معاناة النازحين بغزة| #مراسلو_


.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف




.. شاهد: اشتباكات واعتقالات.. الشرطة تحتشد قرب مخيم احتجاج مؤيد


.. رغم أوامر الفض والاعتقالات.. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات ال




.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا