الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصف الثاني من البعثيين , نافذون في الدولة , والآتي أخطر..!!

جاسم محمد الحافظ

2010 / 10 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



لم تكن تلك الحكمة النبوية القائلة " كيف ما كنتم يولى عليكم " سطحيةً ولا تنطوي على بعدٍ فلسفي ورؤيةٍ صحيحة تأويلاً كان فهمها أم تفسيراً¸ وقد يراد منها الأشارة الى أن الواقع الموضوعي الذي تخلقه علاقات الذوات الأنسانية الفاعلة أثناء عملية الأنتاج الأجتماعي هو الذي يشكل مختلف تجليات الوعي الأجتماعي , ويُنتِج منظومة القيم المادية والروحية , ولا بد من التاكيد على أن مستوى درجة أعتراف الذات ألأنسانية بوجودها الحر يحدد قدرتها على نقد الواقع المعاش والعمل على تغييره , وخلق شروط أفضل لأنتاج الخيرات المادية والروحية , وكذا صياغة أشكال تنظيم المجتمعات وأدارة شؤؤنها العامة , ولذا سيكون من غير المعقول والمنطقي أن يَنتُجَ مجتمع الأقنان القانعيين ببؤسهم نظاما ديمقراطياً لأدارة شؤنهم , ولا أن يفرزَ مجتمع الأحرار نظاماً يصادر حرياتهم ويُخضعِهم للأستلاب ’
فأذا ما كانت مظاهر الجهل والأمية والفقر تلف المجتمع - كما هو حال بلادنا اليوم - فمن الطبيعي أن يكون الناس أسرى للأوهام والخرافات وعاجزين عن تأكيد ذواتهم الحرة والمستقلة في رسم مستقبلهم والدفاع عنه , وسينتجون في أطار هذه الشروط الموضوعية وعياً جمعياً هابطاً لا يفضي ألا لما نحن فيه الآن , دولة ضعيفة ليس لديها هويةً واضحة ولا رؤية أقتصادية موحدةً ومحددةً , تعشعش في رؤؤس قياداتها العقلية القبلية والتعصب القومي الشوفيني , وتأخذ من الدين وسيلة للوصول الى السلطة ومن ثم المال , وتجهد نفسها لأستكمال دور البعث المقبور في أعادة الأعتبار للقوى الأقطاعية – العائدة فعلاً بقوةٍ , والنافذة في الحكم اليوم عبر الصف الثاني من قيادات حزب البعث – بعد أن قَوضَ الشَعبُ العراقي أساسها المادي أيام ثورة 14 تموز 1958م الوطنية .
أن تشكيل حلفاً مقدساً بين الاقطاعيين وبعض قيادات احزاب الاسلام السياسي ممن لبَسَ لبوس الدين من البعثيين , خلق واقعاً سياسيا لا يمكن ألا أن ينتج قوائم أنتخابية واصطفافات برلمانية كتلك التي نراها اليوم , والتي ليس أمامها غير طريق الصراع على السلطة , مستخفةً بمعانات الجماهير ومتعاليةً عليها ,
وأنني على يقين بأن القوائم الفائزة بالانتخابات الاخيرة , لم ولن تستطع تشكيل حكومة وطنية وديمقراطية قوية على المدى المنظور تبني للعراقين وطناً يليق بتضحياتهم الكبيرة والقاسية ,
ولذا ينبغي على القوى الديمقراطية الحقيقية , وخاصةً بعض أطرافها التي أجتهدت وأنظوت تحت عبآءآت القوائم الفائزة وصاروا للأسف كمن أنطبق عليهم المثل الشعبي " مثل الأطرش بالزفة " في أجواء هذا الضجيج السياسي - رغم تمتع بعضها بمهارات سياسية جيدة وسجل نضالي طيب - أن تعلن عن موقف مسؤل وأن تسهم من مواقعها الرسمية في دعم بناء جبهة واسعة للديمقراطيين الوطنيين تسعى لرفع وعي الجماهير بالمخاطر المحدقة بالبلاد , والعمل على أيقاف التدهور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وأنقاذ الوطن والتجربة الديمقراطية من النكوص , قبل فوات الأوآن وعودة الفاشية للعراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاكم دارفور: سنحرر جميع مدن الإقليم من الدعم السريع


.. بريطانيا.. قصة احتيال غريبة لموظفة في مكتب محاماة سرقت -ممتل




.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يضرمون النيران بشوارع تل أبيب


.. بإيعاز من رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي.. ضرورات دعت لقيام




.. بعبارة -ترمب رائع-.. الملاكم غارسيا ينشر مقطعاً يؤدي فيه لكم