الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلم بعد منتصف الليل

حسين محيي الدين

2010 / 10 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ أمد ليس بالقصير عاهدت نفسي على أن أحارب الأحلام التي تراودني بين الفينة والأخرى . لأنه ما من حلم حلمته إلا وتحول إلى كابوس حقيقي على أرض الواقع يكلفني ومن يحيط بيه ما لا طاقة لنا به . أتذكر في مقتبل شبابي حلمت بوطن حر وشعب سعيد وانغمست في العمل السياسي والاجتماعي من رأسي حتى أخمص قدمي لعل هذا الحلم يتحقق, ويوم بعد يوم تكبر الهوة بين الواقع الذي أعيشه وبين حلمي الذي حلمته حتى أصبح وطني رهينة بيد جلاد لا يعرف الرحمة في حياته أما شعبي فأصبحت الكآبة أحد أمراضه المزمنة . حلمي هذا كانت نهايته السجن والتعذيب والإذلال ومن ثم انتهى بي الحال إلى عيادة الطب النفسي وعيادة طب الأمراض الجلدية وكان التشخيص كآبة حادة وجرب نتيجة ظروف غير طبيعية تعرضت لها في مديرية الأمن العامة , اقترح علي الدكتور خليل جميل الجواد رحمة الله علية مغادرة البلاد لفترة من الزمن واستكمال العلاج في الخارج . استجاب والدي لرغبتي هذه بعد أن أخذ علي عهد بألا أكرر الانجرار وراء مثل تلك الأحلام . غادرت إلى بلد عربي عزيز على قلبي صادف أن شعبه كله يحلم بإزالة آثار العدوان الإسرائيلي واحتلال جزءا من أراضيه , ووضع حد للصلف الإسرائيلي . وإذا بي أعيش نفس معاناة شعبه وأعيش حلمه الكبير . وبما أن والدي أصبح بعيد عني وان حلمي لم يعد حلم عراقي فأصبح من حقي أن أحلم , فحلمت حلمي وما هي إلا سنين قصيرة ويستسلم أنور السادات للغول الإسرائيلي ويذهب ذليلا إلى القدس مستسلما . وما كان مني إلا أن أحتج على زيارته هذه أسوة ببقية الحالمين وتكون النهاية مغادرة البلد خلال ثمانية وأربعين ساعة حيث تركت عملي في أحد مستشفيات القاهرة مرغما . وهكذا عدت إلى نصيحة الوالد وتركت كل ما يتعلق بالأحلام وما هي إلا سنين قليلة وبعد عدة أحلام كانت على شاكلة مثيلاتها تنتهي إلى كوابيس أخرى من نفس الوزن , طرق سمعي أن التغيير قادم لا محال وان الديمقراطية على وشك الولوج إلى عالمنا العربي ومن خلال التغيير في العراق أولا .طرت فرحا وعادة أحلام الشباب تعود بقوة وأن الوطن الحر والشعب السعيد مقولة قابلة للتحقيق ولا يفصلنا عن تحقيقها إلا شهور حزمت أمري بانتظار تحقيق الحلم وسقوط الطاغية وحصل فعلا ذلك . وعدت إلى بلدي العراق بانتظار أن يتحقق حلمي ولو لمرة واحدة . وكانت النتيجة أن اختطفت زوجتي وغيبت تماما وقلت إذا كان ذلك ثمن تحقيق حلمي وحلم زوجتي فليكن ذلك . وكالعادة كانت نهاية حلمي كابوس على أرض الواقع . البارحة حلمت بأن قوى اليسار العراقي توحدت تحت راية تخليص الوطن من ما يكبله والعمل بجدية لتغيير الواقع المشين الذي نعيشه فهل يا ترى يتحقق حلمي ؟ أو نبدأ دورة أخري من الكآبة الحادة والتعاسة المزمنة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ حسين محى الدين المحترم
على عجيل منهل ( 2010 / 10 / 4 - 10:41 )
السلام عليكم - ان الذهن العراقى بحاجة ماسة الى ان يتطور ويتغير وهذه الرؤيا يمكن ان تحقق بعد عشر سنوات او بعد مئة سنة تحياتى لك واحترامى


2 - العيب فينا وليس في النجوم ..
موسى فرج ( 2010 / 10 / 4 - 18:58 )
مع احترامي لمعاناة السيد حسين محي الدين والتي تشكل حالة مشتركة لمعظم اليساريين العراقيين ..الا ان نسبة كبيرة من اليساريين ومن بينهم السيد محي الدين (اعتمادا على مقالة سابقة له قرأتها اليوم بالذات )يتعاملون مع الاحلام والافكار بوصفها خرائط يتم تسقيطها على الارض في حين ان ذلك يصح بعض الشئ في الهندسة المدنية وليس في كل المجالات ..فعندما يقرر ان فلانا أصلح من فلان اعتمادا على معطيات مضى عليها 30 سنه ويهدر فلانا اعتمادا على معلومات مشوشة أو مبتسرة فانه كمن يقرر تسقيط خارطة البناء على الموقع س بالذات ويتضح ان الموقع بات هوره أو زور ولم يعد يصلح للبناءالمحدد بالذات وان المواقع ص ، ع، ن، ق ،أصلح لأقامة البناء بالذات ولذلك فان العيب ليس في الخرائط ولا بالأراضي ولكن في تسقيط الخرائط على مواقع لم تكن ملائمة ..أرجو أن يتقبل الستاذ حسين ملاحظتي برحابة صدر ...


3 - الأخ الكريم
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 10 / 4 - 19:07 )
اليس من حقنا أن نحلم وهل في الأحلام ضير فسواء تحققت أو لم تتحقق فيكفي ا، الأنسان يحلم ويسعى لتحقيق الحلم أما حلمك الجديد فأعنبره أضغاث أحلام و:
خل يملنه الحلم خله
آنه شايل من حلمنه أهوايه ذلك
وخوفي يزعل لو أكله
يا حلم أنتته عبيري المنه أشتم


4 - آسف ..آسف ..آسف ..سبع مرات
موسى فرج ( 2010 / 10 / 4 - 19:36 )
هو النبي كال كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابين ..بس مو توابين بدر جماعة هادي العامري ..أعتذر للأستاذ الحبيب حس]ن محي الدين فقد كنت غائبا وعدت قبل ساعه وفتحت الجهاز على صفحتي اليمنى ..يعني بالكوكل فوجدت أن الأخ محمد علي محي الدين كان قد بيّس بي بمقاله في عام 2008 فقررت أن أردها له الصاع أربعه ..وغادرتها الى صفحتي اليسرى الحوار المتمدن فوجدت اسم الأستاذ الدكتور حسين محي الدين فحسبته خصمي من جراء محي الدين فبيست فيه في تعقيب عدواني وعدت الى محي الدين فوجدته محمد علي وليس حسين ..! وفي هذه الحالة فاني أمام خيارين :اما التغليسة والسكوت وذاك طبع الذين لا يتحملون المسؤولية أو مواجهة الموقف بمبدأية والأعتذار حالا من اخي وعزيزي أبو علي وترا مو مني كل الصوج ..من محي الدين ..مع خالص ..بس ارزن محي الدين ..ياهو منهم ...أحترامي والأستاذ محمد علي الأيام بيننا


5 - الاخ علي عجيل منهل
الدكتور حسين محيي الدين ( 2010 / 10 / 4 - 21:52 )
شكرا على مرورك الكريم . لم أحلم بأن أكون ساقيا لماء الكوثر ولم أحلم بأن أجامع حور العين وحلمي بسيط جدا هو وطن حر وشعب سعيد لماذا تكالبت علينا ذئاب الدنيا لتبطل حلمنا الصغير هذا . ياريت يتحقق هذا الحلم ولو بعد حين بس يتحقق


6 - الاخ علي عجيل منهل
الدكتور حسين محيي الدين ( 2010 / 10 / 4 - 21:52 )
شكرا على مرورك الكريم . لم أحلم بأن أكون ساقيا لماء الكوثر ولم أحلم بأن أجامع حور العين وحلمي بسيط جدا هو وطن حر وشعب سعيد لماذا تكالبت علينا ذئاب الدنيا لتبطل حلمنا الصغير هذا . ياريت يتحقق هذا الحلم ولو بعد حين بس يتحقق


7 - الاخ موسى فرج
الدكتور حسين محيي الدين ( 2010 / 10 / 4 - 22:08 )
تحية لك من كل قلبي , وشكرا لك على مرورك الكريم وبمجرد طلتك علينا هي فرحة بذاتها ومحمد على محيي الدين ليس مجرد قريب بل انه صديق عزيز أرجوا ان تتقل اعتذاري ادا كان قد نرفزك وهو ذلك المناضل الصدوق . شكرا لك مرة ثانية


8 - الاخ موسى فرج
الدكتور حسين محيي الدين ( 2010 / 10 / 4 - 22:08 )
تحية لك من كل قلبي , وشكرا لك على مرورك الكريم وبمجرد طلتك علينا هي فرحة بذاتها ومحمد على محيي الدين ليس مجرد قريب بل انه صديق عزيز أرجوا ان تتقل اعتذاري ادا كان قد نرفزك وهو ذلك المناضل الصدوق . شكرا لك مرة ثانية


9 - العزيز أبو زاهد
الدكتور حسين محيي الدين ( 2010 / 10 / 4 - 22:24 )
الحلم سعادة للحظات ولا أقول لك أني تعيس وذلك لاني حلمت ولو للحظات بالسعادة وعشت سعيدا لأيام حتى فوجئت بتبدد الحلم . أما غيري كالشاعر اليساري عبد الحسين أبو شبع لم يعش السعادة حتى ساعة واحدة (( هلك يدنيا تسريني بساعة ونس ------حتى اكول العمر مهما كثر ساعة )) شكرا على مرورك الكريم


10 - ليش أنت بأوربا
علي الشمري ( 2010 / 10 / 4 - 23:59 )
الاخ الكاتب المحترم
لم يتحقق حلمك واحلام العرب جميعا طالما يعيش الجميع في ظل حكومات ديكتاتورية وعميله,لان المواطن العربي أصبح سلما للحاكم للوصول الى مبتغاه وتحقيق طموحاته الشخصية بدلا من تحقيق طموحات شعبه..
الاخ العزيز أذا أردت أن لا تشاهد أحلام مفزعة أو مفرحة مستقبلا ولكي تنام في طمأنينة وراحت بال ,عليك الالتزام بوصاياأهلنا القدامى ومنها,,,,
1_عدم تناول(تمن ماش )عند العشاء ,لانه يولد أضغان احلام وكوابيس مرعبة
2_عندما تنام عليك أن تغطي مؤخرتك والحفاظ على عدم كشفها,لان هذا مجرب بحسب التفاسير الحوزوية بأنه يولد أحلام قد تكون مزعجة في بعض الاحيان.
منذ خمسينات القرن الماضي والجماهير العربية تنادي فلطسين عربيه,والان لا زالت تجتر نفس الشعارات,وكوابيس الحكام القردة لا زالت جاثمة على صدورهم ,ومقيدين أيدهم بنظرياتهم البالية وعقولهم بأيدلوجياتهم الزائفة,,,حيث أصبح المواطن يرتجي الفرج من السماء متشبثا بالغيبيات للتخلص من واقعه المرير
تقبل تحياتي .......


11 - الاخ على مهدي الشمري
حسين محيي الدين ( 2010 / 10 / 5 - 05:45 )
شكرا على مرورك الكريم. لم أعد احلم بشئ لا يرتضيه الحكام العرب من اشاعة الديمقراطيةالى معارضة التوريث . فحلمي الاخير هو وحدة اليسار العراقي حتى نسمع صوتنا للاخرين ونقول بمليئ الفم هناك يسار عراقي موحد له شروطه وروئاه في معظم القضايا المطروحة لا يلهث وراء اليمين ويستجديه ولا يرضى ان يبتزه الجهلة فيحاول ارضائهم . اما وصفتك بعدم اكل الماش وتغطية مؤخرتي عند النوم فهذه الوصفة مجربة ومعروفة لاكنها تحرمني سعادة ان احلم . لك تحياتي

اخر الافلام

.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف


.. ناشطون يستبدلون أسماء شوارع فرنسية بأخرى تخص مقاومين فلسطيني




.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل