الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رائحه البنفسج

نيران العبيدي

2010 / 10 / 4
الادب والفن


حاولت ان تنسى اليوم الطويل الذي قضته ُما بين تدريس صف يتكون من اربعين طالباً محشورين في مستطيلات خشبيه تسمى رحلات وتصليح اوراق الامتحانات التي حبستها في درج مكتبها بالطابق العلوي للمدرسه . كل شيء لهذا اليوم له طعمهُ الخاص الدوام نصف دوام وهناك زحمه في الشوارع غير معهوده كاْنهم مسرعين لقدرهم يحاولون انهاء ما تبقى من متعلقات استعداداً لعطله نهايه الاسبوع ..تسترق السمع لاغاني ام كلثوم المنبعثه من المقاهي في طريق عودتها فيزيدها احساساً بالاحتفاء بعد اسبوع عمل متعب مرت ايامه متثاقله وبطيئه
اسرعت لاكمل واجباتها البيتيه غسلت الصحون على عجل وجهزت العشاء للاولاد وضعته على طاوله المطبخ بعد ان اخذت كميه منه وضعته في صحن داخل الفرن لحين عودته من خارج المنزل .....صعدت على عجل الى الطابق العلوي راْته ُ يغسل بقايا صابون الحلاقه من على ذقنه في غرفه الحمام , ناولته المنشفه بحركه فائقه لكنها لم تسمع منه كلمه شكر..ذهبت الى غرفه النوم اختارت قميص يتناسب مع لون البدله .. وضعت القميص والبدله على مهل فوق السرير ..اخرجت قفيص ربطه العنق مع الازرار الذهبيه من علبه صغيره موضوعه فوق درج الدولاب المجاور للسرير
ارتدى ملابسه وشدَ ربطه عنقه وهو ينظر الى المراّة وهي تجلس على طرف السرير تنظر اليه عبر المراّة
اين تذهبون هذه الليله ...؟
اعتبر هذا تحقيق ؟
لا ...ولكن فضول
مشرب وبار اريدو في السعدون
لماذا اريدو وليس نادي نقابه المحاميين..؟
استدارَ نحوها ......ناولته الجاكيت . وضع ستره البدله على كتفه
لا اشعر بالراحه في نادي النقابه !! اشعر وكاْن العيون تراقبنا سيما ونحن نحتفل بولاده قصيده جديدها لصديقنا الشاعر
هزت راْسها علامه الرضا ... نظرت اليه نظره ثاقبه ...تلاقت واشتعلت العيون .... طبع قبله على جبينها !!
ساحاول عدم التاْخير ... استل مفتاح السياره من على الدرج وسمعت وقع اقدامه وهو ينزل السلم
نظرت الى الساعه الجداريه ليس هناك الكثير من الوقت ذهبت الى غرفه الاطفال . ساعدتهم على النوم وطبعت قبله على جبينهم انجزت ما تبقى من ترتيب ... اخرجت معطف الحمام البرنص من خزان البياضات .. وضعته على يدها.. سحبت جهاز الراديو من على الكاونتر ودخلت غرفه الحمام ...
اخرجت الشامبو المعطر برائحه البنفسج التي يحبها وضعته مع الراديو على السطح المرمري للمغسله المجاوره ... ادارت مفتاح الراديو بعد ان ربطته بالكهرباء انطلقت سيتا هاكوبيان بصوتها الجميل وهي تغرد كالعصفور " بجفوفك الترفات تتمنى روحي اتبات" ........:نزعت ملابسها ورمتها في سله الملابس .. فتحت قفيص شعرها انسدل شعر اسود كثيف سرساحي وهي تنظر الى المراْة الكبيره .. لاحظت ان جسمها يحتوي على الكثير من الدوائر ... راسها دائره كبيره .. عيونها دائرتين سوداوتين .. فمها دائره كرزيه .. دائرتين يعلوان صدرها ودائره صغيره تتوسط بطنها .. مسحت يدها على صدرها وضغطت على رؤوس حلمتها استدارت بقوه بعد ان عضت شفتيها .. فتحت حنفيه الماء لتملء المغطس حوض البانيو .. رشت ورد البنفسج اليابس في حوض الماء وعملت رغوه من الشامبو ونزلت الى البانيو
استمعت الى الاخبار الى نهايه النشره .. سحبت نفس طويل وغطست داخل الحوض قفزت بعد انقطاع نفسها وهي متجدده
كان بخار الحمام قد ترك قطرات من الندى على سطح المرْاة مسحته بيدها ..نشفت نفسها وارتدت قميص النوم الوردي الذي ا ستلمتهُ هديه منه بعيد ميلادها ... وضعت خيط اسود من الكحل تحت جفنها الاسفل وخرجت الى غرفه الصالون تتوسط الغرفه وهي تسرح شعرها امام المدفئه وتجلس على السجاد القاشاني الاحمر وتستمع الى صوت رقاص الساعه الجداريه الذي يعلو ويخبو وفق احساسها .
راْت ضوء سيارته منبعث يتجه نحو شباك الصالون .. اسرعت الى غرفتها , استلقت على سريرها مدعيه عدم الاكتراث بعد ان سحبت روايه كان يقرائها لفؤاد التكرلي فتحت الكتاب مدعيه قرائه الرجع البعيد
سمعت صوت الباب وهو يفتح... يتلوه صوت ارتطام على الحائط ثم ارتطام اخر
استفزت من السرير ونزلت مسرعه شاهدته وهو مخمور يترنح ويؤشر لها انه بروم التقيء ..!!! اسرعت لجلب سطل من المطبخ وضعته امامه .. جلس على الاريكه ووضع راسه بين يديه ,اندفع بقوه الى الوراء ثم الى الامام فاندلق ما في جوفه من قيء نحو السطل وشاهدت بقايا القيء تتناثر على السجاد القاشاني
ذهبت الى المطبخ وجلبت معها قدح من الماء ارادت ان تعطيه كي يتناوله دفع يدها ... توقف معتكزاً على ساقيه ارادت ان تمسكهُ لكنه هبط على الاريكه شبه مغمى عليه وقد استغرق في نوم عميق وصوت شخيره يملء الغرفه .

نيران العبيدي كندا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عائلة ثمانيناتية
ايار العراقي ( 2010 / 10 / 6 - 00:56 )
رائع سيدتي الفاضلة حقا هذه قصة ثمانيناتية بامتياز وذكرتيني بلرجع البعيد اللتي اعتبرها من الروائع
المراة كانت افضل حالا من اليوم والتسعينات افضل حالا من اليوم


2 - شكر
نيران العبيدي ( 2010 / 10 / 6 - 05:06 )
شكرا استاد فعلا العائله ثمانينيه تحياتي لك


3 - سرد جميل
عبد الفتاح المطلبي ( 2010 / 10 / 6 - 14:11 )
سرد جميل لرائحة زمن جميل مضى و لن يعود ربما نجد بقاياه في سكراب الذكرى
دام توفيقك


4 - شكر
نيران العبيدي ( 2010 / 10 / 6 - 16:30 )
شكراً استاد عبدالفتاح المطلبي لتعليقك الجميل

اخر الافلام

.. المخرج المغربي جواد غالب يحارب التطرف في فيلمه- أمل - • فران


.. الفنان أحمد عبدالعزيز يجبر بخاطر شاب ذوى الهمم صاحب واقعة ال




.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة


.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية




.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر