الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية فوضى

أحمد زكارنه

2010 / 10 / 4
القضية الفلسطينية


لعلها من المفارقات الغريبة، أن يسكن الفاعل بين روايتين، دون التورط في أسئلة الشكل والمضمون, القانوني والخارج عن القانون, المشروع والمجهّز للتشريع, ربما تمهيداً لافتتاح فصل جديد من فصول " الكوميديا السوداء "، التي قد نفاجأ بأنها إعادة استنساخ ليس للنعجة (دوللي)، ولكن لعورات سقطت عنها كل أوراق التوت المعروفة وغير المعروفة, بفعل فاعل أو فاعلين، لتصبح القاعدة الشعبية في محل المفعول به، حتى دون أن نعلم أين تكمن ممكنات الفعل.
وسط هذا المشهد الذي قد يراه البعض واضحاً وضوح الشمس، ويراه اخرون معقداً بعض الشيء، قد يتساءل المرء لِمَ كل هذا التناطح البشري الذي بات سيد الموقف في مجتمعاتنا العربية، وكأنه بات مكوناً اساسياً من المكونات الناظمة لحياة شعوب هذه البقعة من العالم، مما يؤشر إلى بعض أخطاء بنيوية لا يمكن غض الطرف عنها، ربما تأكيداً للمثل القائل : يجني المرء ما زرعت يداه" خاصة وأن الأمر يتصل بشكل مباشر بالموارد البشرية وعلاقتها بعملية البناء والتطوير.
هذه العملية التي لا ينكر أحد أنها شهدت بعض الإنجازات هنا وهناك، هي ذاتها العملية التي يتخذ منها البعض ستاراً لحماية مشاريعه الأكثر خطورة، بحيث يبدو الأمر استدراجاً لمفاهيم جديدة تعمل بشكل مباشر وغير مباشر على انهاء حقبة ما كان يُسمى بـ "الفساد الممنوع قانونياً "، تدشينا لحقبة تخلّ في الشكل والمضمون بكل القوانين الشرعية والوضعية، مع رسم أول حرف من حروف ما يمكن تسميته بـــ " تشريع الفساد " تماماً كمن يقرر إعادة عرض مسرحية باتت ممنوعة من العرض بذات الوجوه والسيناريوهات دون اختزال للمضون.
هذه الحالة "المترنحة بين الظاهر والباطن، قد لا تكون حالة ملموسة مادياً، لكن المؤكد أنها باتت وكأنها متأصلة في الوعي الجماعي الخاص بشعوب هذه المنطقة من العالم، ليبقى السؤال معلقاً إلى حين إعادة تأهيل الذهنية الفردية لكل منا، سواء من يرتبط ارتباطاً عضوياً بهذه الحالة أو من يراقبها عن بعدٍ بصمتٍ مطبق، قد يفسره البعض أنه نتيجة طبيعية لحالة الدهشة التي تلي الحدث، مع إعترافنا المسبق أن الصمت في حدِ ذاتهِ مشاركة فاعلة في نسقٍ لن يكون فاعلاً بأي حالٍ من الأحوال.
هنا قد يقول قائل " إن انتقال قطار الإصلاح من مرحلة الفلتان المؤسساتي والإجتماعي إلى دولة المؤسسات المدعمة ببناء اجتماعي راسخ ومتين، حتماً يمر عبر نفق طويل من الخسائر التي يعد انكارها مدعاة للسخرية.
حسناً ولكن لا بد لنا كمراقبين مشاركين في الفعل سواء أكان ايجابياً أو سلبياً ومن باب أضعف الإيمان، أن نضع على طاولة أولي الأمر منا علامات استفهام من الحجم العائلي، تأكيداً لم قاله آخر: إن فوضى الأشخاص تؤدي إلى فوضى الأفكار، وإن فوضى الأفكار تؤدي إلى فوضى الأشياء، وفي سبيل وضع النقاط على حروف مسيرة الإنسان يجب ترتيب هذه الثلاثية من جديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل