الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طل الملوحي و أكاذيب النظام السوري

ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)

2010 / 10 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


مع انطلاق حملة التضامن العالمية مع الشاعرة والمدونة السورية المختفية في سجون النظام السوري منذ ما يقارب العام ، طالعتنا بعض المواقع الاستخبارية التي تعمل كأبواق مأجورة لتلميع صورة النظام على الساحة الإلكترونية ، وتجميل وجهه الملطخ بآهات المعتقلين ودماء الضحايا ، بشائعات وأنباء أمنية تفتقر إلى الأساس الصحيح لأي خبر صحفي ، فضلاً عن أنها تضع النظام في أزمة أخلاقية مفتوحة مع الشعب السوري ومع دول بعينها كالولايات المتحدة الأميركية .
ففي الخبر الأمني الذي صاغته إحدى الأجهزة الأمنية السورية ، شائعة تتهم الملوحي التي كانت مقيمة بمصر في السنتين الأخيرتين بالتجسس على سفارة النظام السوري بالقاهرة ، وذلك لصالح السفارة الأميركية مقابل مبالغ مالية طائلة .
ومن باب معرفتي الشخصية لطل (18 ) سنة ، أنها لو كانت جاسوسة لصالح أميركا وتقبض بالدولار ، لما عاشت في أحياء فقيرة في ضواحي القاهرة ( حدائق حلوان ) ثم هل يعقل أن الولايات المتحدة بعظمة قوتها ، أن تعتمد على فتاة يافعة ، وتشرع في تجنيدها بداعي العمل لصالحها ؟ والسؤال ، أين ذهبت أجهزة الاستخبارات الأميركية ، هل عجزت عن أداء مهامها لكي تعتمد على فتاة في عمر الطفولة ؟.
ثمة خلط غريب في خبر " موقع دي برس" الأمني ، لأنه على ما يبدو أن الحملة التضامنية العالمية أثخنت النظام السوري وجعلته يتخبط خبط عشواء .
الموقع الاستخباري أصر على تهمة التجسس لطل الملوحي ، وفوق ذلك قام بإجراء ربط مفضوح في خبره الأمني ، بين اتهامها بالتجسس من ناحية ، وتعرض ضابط أمن - مخابرات سوري ( المقدم سامر ربوع ) للاعتداء من ناحية أخرى .
ولتوضيح بعض الجوانب الغامضة لما نشر من تلفيق وأخبار أمنية مفبركة ، لا بد من إيراد الحقائق التالية ، التي لا يرقى إليها الشك .
أولاً : لم تكن طل الملوحي خلال فترة مكوثها في مصر تتجسس لصالح دولة أجنبية معادية ، بل كانت تتعلم اللغة الإسبانية في معهد سرفانتس، وهو معروف للجميع وله فروع في جميع أنحاء العالم .
ثانياً : لم تقم الملوحي بالتجسس على سفارة النظام السوري في القاهرة لصالح أي جهة أجنبية ، بل أن المسئول الأمني في السفارة (سامر ربوع) هو مَن قام بالتجسس عليها ، عندما دس لها صديقته الصحافية المصرية ( نجوى يونس ) مراسلة التلفزيون السوري في مصر سابقاً، لتتبع الأخيرة نشاط الملوحي عن كثب واتصالاتها مع السوريين في الداخل والخارج ، ومن ثم إعلام السفارة السورية التي تقوم بوظيفة إبلاغ الأجهزة الأمنية في دمشق ، بنشاطات المغتربين السوريين في دول المهجر .
ثالثاً : إذا كان المقصود بالدول الأجنبية المعادية (أميركا ) فطل لم تطأ قدمها حرم السفارة الأميركية لا في دمشق ولا في القاهرة ، والأمر المستغرب كيف تتهمها أبواق النظام السوري بالعمالة لأميركا ، بالوقت الذي ينبطح النظام السوري أمام أبواب الإدارة الأميركية ، لترفع العقوبات عنه ، وترسل إليه سفيرها .
فإذا كان مقالها ( الملوحي) الذي كتبته للرئيس باراك أوباما ، ونشرته على مدونتها ، عشية زيارة أوباما للقاهرة في شهر يونيو 2009 وإلقاءه خطاباً للعالم الإسلامي ، لا يعني البتة أنها على علاقة مع الأميركيان، وإلا فإن أي كاتب أو صحافي قد يتهم بعلاقة ما مع أي دولة يكتب عنها سلباً أو إيجاباً .
رابعاً : إن محاولة موقع "دي برس" الربط بين تجسس طل لدولة أجنبية ( أميركا ) وبين الاعتداء على ضابط أمن دولة - مخابرات ( سامر ربوع ) هي محاولة مفضوحة لا تنطلي على عقول الصغار ، لأن الوقائع تفند أخبارهم الملفقة .
والوقائع تقول : إن المقدم في فرع أمن الدولة الخارجي ( سامر ربوع ) هو ذات الشخص الذي حقق معها في السفارة السورية بالقاهرة وحاول ابتزازها وترهيبها ، لكنه فشل لأنها واجهته بقوة إرادتها وشخصيتها ، حيث كان ( ربوع) يقيم في مصر بصفة غير ديبلوماسية ، وهذه مخالفة قانونية تسجل ضد النظام السوري الذي انتدبه لهذه المهمة التجسسية، وكان (ربوع) قد تعرض للضرب المبرح من قبل حراس سيدة أميركية في القاهرة ، وذلك بسبب مضايقاته وتحرشاته الجنسية الوضيعة ، وقد عاد على إثرها إلى سورية بناء على طلب فرع أمن الدولة الخارجي ، بعدما تزعزع كيانه وتلطخت سمعته بين المصريين والسوريين ، والشيء المجزوم بصحته أن ( ربوع ) معروف لدى كل السوريين في مصر، ولكونه أعزب، بعلاقاته غير الشرعية مع الجنس الآخر ، وقد نال جزاءه العادل من أحد الحراس الأميركيين عندما حاول التحرش بهم .
والملاحظ ، أن طل الملوحي طوال فترة إخفاءها القسري، كانت ضحية تلفيق الأجهزة الأمنية ، التي لم تتحرك لإهانة أحد ضباطها في الخارج ، إلا في هذا الوقت ، أي بعد مرور 10 أشهر ، فالمأزق الذي وضع فيه النظام السوري نفسه ، بعد أن تصاعدت مطالب الحملة العالمية ، والتي وصلت حتى باكستان مروراً بأوروبا وأميركا ، وعواصم عربية كالقاهرة وصنعاء وغزة ، دفع بأبواقه الأمنية ، لتتصدى يائسة ، في محاولة منها لإنقاذ ما تبقى من ماء وجهها أمام الرأي العام العالمي .
وما يؤكد ، تلفيق الأجهزة الأمنية ، أنه وبعد عودة الملوحي إلى سوريا في يوليو 2009 ، ظلت الفتاة تستدعى بين فترة وأخرى من قبل جهاز أمن الدولة الخارجي في دمشق حتى تاريخ اعتقالها واختفاءها يوم 27 ديسمبر ، وكما ذكرنا ، هو نفس الفرع الذي يعمل لصالحه (ربوع) الذي حاول ابتزاز ها في مصر ، والسؤال لماذا فرع أمن الدولة الخارجي تحديداً ؟ هذا ما يؤكد ويجزم أن ( ربوع ) هو المسئول عن مضايقتها في مصر لمآرب شخصية ، مثلما فعل مع الكثير من السوريين ومنهم كاتب هذه السطور ، بغرض إرضاء أسياده في دمشق ، وبالتالي هو مَن أوعز لأسياده الكبار من خلال تقريره الأمني الذي بعثه من السفارة ، بضرورة متابعتها وملاحقتها حين عودتها لسورية دون ذنب أو تهمة .
لقد بات من الواضح ، أن النظام السوري ، ومن خلال مواقعه الأمنية ، يحاول اختلاق قصص وربط أمور متناقضة ببعضها البعض على طريقة حلفائه الإيرانيين ، عسى أن يخفف من وطأة الحملة المستعرة عالمياً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الله أكبر
عبدالرحمان مصري ( 2010 / 10 / 4 - 19:36 )
الله أكبر... الحق يعلو ولا يعلى عليه ولكل ظالم ومؤذ نهاية ويا حبذا لو كانت النهاية بفضيحة مدوية، والأستاذ ثائر -حماه الله- لا يألو جهدا ولا يدخر وسعا في فضح خباثة الخبثاء وفي الوقت المناسب. جزاك الله خيرا يا صاحب القلم الصادح بالحق وحماك وسدد على طريق الحق والخير خطاك لقد جاء توقيتك مثاليا في كشف زيف المزيفين وفضح أكاذيب الذين لا يستحون وليس في وجوههم ذرة حياء بعد أن مات ضميرهم وتم بيع شرفهم في سوق النخاسة وببلاش والله لو عندهم ذرة من الآدمية لدفنوا أنفسهم في أوضار أقرب مستنقع آسن فهو أرحم بهم من سواد الوجوه الذي يكللهم والعار الذي استولى على عواتقهم
يحسبون الله غافلا عما بفعلون وهو العلي القدير السميع البصير ولكن أكثرهم لا يعلمون ولا يتعلمون حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا


2 - الله أكبر
عبدالرحمان مصري ( 2010 / 10 / 4 - 19:37 )
الله أكبر... الحق يعلو ولا يعلى عليه ولكل ظالم ومؤذ نهاية ويا حبذا لو كانت النهاية بفضيحة مدوية، والأستاذ ثائر -حماه الله- لا يألو جهدا ولا يدخر وسعا في فضح خباثة الخبثاء وفي الوقت المناسب. جزاك الله خيرا يا صاحب القلم الصادح بالحق وحماك وسدد على طريق الحق والخير خطاك لقد جاء توقيتك مثاليا في كشف زيف المزيفين وفضح أكاذيب الذين لا يستحون وليس في وجوههم ذرة حياء بعد أن مات ضميرهم وتم بيع شرفهم في سوق النخاسة وببلاش والله لو عندهم ذرة من الآدمية لدفنوا أنفسهم في أوضار أقرب مستنقع آسن فهو أرحم بهم من سواد الوجوه الذي يكللهم والعار الذي استولى على عواتقهم
يحسبون الله غافلا عما بفعلون وهو العلي القدير السميع البصير ولكن أكثرهم لا يعلمون ولا يتعلمون حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا


3 - تحية للكاتب الكبير ثائر الناشف
بندر مرشد ( 2010 / 10 / 4 - 20:42 )
تحية للأستاذ الكبير والصحفي المتألق ثائر الناشف ، ونتمنى المزيد من المقالات القوية التي تفضح نظام العهر والخيانة


4 - فعلا
monsef alhak ( 2010 / 10 / 5 - 10:20 )
أكثر الله من أأمثالك سيدي الكاتب


5 - طيب شو الهدف؟؟
جمال عبد الناصر ( 2011 / 2 / 18 - 16:38 )
طيب يا حضرة الكاتب المحترم .... شو السبب اللي خلى الأمن السوري يلقي القبض عليها و يفتح على حالو أبوب مغلقة؟؟؟؟
و شو سر الدفاع عنها من قبل الولايات المتحدة ؟؟

اخر الافلام

.. روسيا والتلويح بالسلاح النووي التكتيكي


.. الاتحاد الأوروبي: أعضاء الجنائية الدولية ملزمون بتنفيذ قرارا




.. إيران تودّع رئيسي ومرافقيه وسط خطى متسارعة لملء الفراغ السيا


.. خريجة من جامعة هارفارد تواجه نانسي بيلوسي بحفل في سان فرانسي




.. لماذا حمّل مسؤولون إيرانيون مسؤولية حادث المروحية للولايات ا