الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انعكاسات تكريم السفير الأسد بدل رفو

ئارام باله ته ي

2010 / 10 / 5
الادب والفن


انعكاسات تكريم السفير الأسد
بدل رفو

دأب الكثيرون على تسميته بتسميات مختلفة شتى منها الشاعر الرحالة والسندباد الكوردي وسفير الأدب الكوردي وغيرها من التسميات . الا أني أراه سفيرا أسدا للشعر والأدب الكورديين لأنه يزئر كالأسد في أصقاع العالم وبقاعه ناقلا ثقافة شعبه وتراثه لشعوب العالم بكل ثقة واقدام ودون أي شعور بعقد النقص التي ولدت لدى الأنسان الكوردي بفعل الزمن وتجلياته ، متحديا كل الذين يستخفون بالكورد وثقافتهم صارخا بوجههم ان ثقافتنا موغلة في التاريخ ، ترجع الى أيام امبراطورية أجدادنا ( ميديا ) العتيدة . ردا على هؤلاء الذين عزعليهم أن يحسبونا حتى من بني البشر مشاركين لهم في الأنسانية ، بعد ان أرجعوا أصلنا الى ( الجن ) . ان بدل رفو لوحده ليقدر على الأضطلاع بمهمة دحر منطقهم من خلال غزارة وروعة انتاجه الثقافي المعبر عن ثقافة الكورد وأصلهم .
بعد سنواته الطوال في خدمة الأدب الكوردي منذ بداية الثمانينات ، وخاصة بعد تعريفه العالم بهذا الأدب بداية التسعينات في المهجر الذي يقيم فيه . فأن بدل رفو حظي بالتقدير والأشادة في الأوساط العربية والأوربية ، الا أنه ظل منسيا لدى أهله دون أن يحظى بالتكريم في بلده . حتى جاءت مجموعة من المثقفين والأدباء في مدينة ( دهوك ) ليقرروا تكريمه في يوم الخميس المصادف 7-10-2010 على نتاجاته الوفيرة في الأدب والشعر والترجمة . ان هذا التكريم يعد صحوة لعلها تعيد الأعتبار للأنسان المثقف المنتج . ومايزيد من أهمية مهرجان التكريم أنه جاء بعيدا عن الحسابات الحزبية ، حيث لاينتمي أديبنا لحزب سياسي معين . بل قام به ثلة من محبي الثقافة . انه تكريم للثقافة والأبداع من خلال بدل رفو .
ان المجتمعات البشرية لن تصل لعتبة الحضارة ، الا من خلال المفكرين والمثقفين المبدعين الذين بأمكانهم وضع اللبنات الأولى التي تبني صرح الحضارة وتنوير الأجيال الصاعدة . فبعد أن كانت أوربا تعيش في ظلام دامس لعدة قرون ، نهض بها جيل من المفكرين الذين نذروا أنفسهم في خدمة العلم والمعرفة ولم يكن الشعر والأدب أقل شأنا من الفلسفة وبقية العلوم الأجتماعية والطبيعية ، بل كانا يسيران جنبا الى جنب في ايقاد شعلة عصر النهضة وثم عصر الأنوار في أوربا الذي وصل تشظياته لبقاع العالم ليسيطر الأوروبيون على المعمورة بأكملها عن طريق علمهم وعقولهم المنفتحة بعد أن كانوا مستعمرين من العرب والبربر . ان المفكرين والمثقفين والأدباء المتميزين هم من يسيرون بالمجتمعات الى مصافي البلدان المتطورة فلا شك أن الأهتمام بهم ورعايتهم هو تقدير للمجتمع والأنسان والمستقبل .
لن أتطرق الى أعمال الأديب الخلاق ( بدل رفو ) وكتبه وترجماته الشعرية وأقوال الاخرين المستفيضة بحقه ، حيث لايسع المجال هنا . ولن أستطيع ايفاء الرجل حقه في مقال مقتضب ، فهو بركان معرفي هائج يتقاذف حمما أدبية ، ونبع يتدفق دون انقطاع منذ مايقارب الثلاثين عام . لكن مايهمني هو هذه الألتفاتة التي ذكرت أصدقاء ومحبي وأهل ( بدل رفو ) به ، انها رسالة من دهوك الى كل الذين أتهموها بغض الطرف عن أبنائها المبدعين المثقفين ، أن لازالت هنالك فئة تولي الثقافة والمعرفة أهمية غير قليلة في هذه المدينة الجبلية الجميلة .
بعد أن تعرفت على الأستاذ ( بدل رفو ) قبل أقل من شهر أكتشفت فيه ( بدل رفو ) الأنسان ، النبيل ، المتواضع ، المتعلق بالقيم والمبادئ والساعي الى تقديم كل مايستطيع تقديمه من نتاج ثقافي معرفي في خدمة وطنه . الان أدرك قيمته ، أنه انسان يستحق التكريم كل يوم وكل ساعة ، لاسيما بعد أن أصبح نبراسا ومراة للشعراء الشبان في مدينته دهوك .
أرجوا أن تكون مناسبة تكريم الأستاذ بدل رفو بداية لأحداث نقلة نوعية في درب خلق ثقافة جديدة متنورة ، وتصدعا لقيم الثقافة القديمة المتهرئة في مجتمعنا . فنحو ثقافة متنورة ومثقفين متنورين ومجتمع يقدر الثقافة والمثقفين .


ئارام باله ته ي
ماجستير في القانون
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا للاخ والاستاذ آرام
د. هوار بلو ( 2010 / 10 / 5 - 23:29 )
انه فعلا شخص عظيم ويستحق التكريم في كل لحظة .. ان الشعر الكردى والشعراء الكورد مدينون له حتى الاذقان .. فقد كان هذا الرجل العظيم حلقة وصل بين هؤلاء الشعراء والعالم المترامي الفسيح .. لقد حمل هذا الرجل الشعر الكردي على راحات كفيه وقدمه للغرباء بلسان يفهمونه ويتفهمونه .. شكرا لك استاذ آرام على هذا المقال مع تحياتى لك وللاستاذ بدل رفو ... دمتما

اخر الافلام

.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07


.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب




.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج


.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت




.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال