الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في قاموس دنيا بنقاسم حول التشكيل المغربي المعاصر

محمد ربيعة

2010 / 10 / 6
الادب والفن


قاموس أولي تأسيسي للتجربة البصرية بالمغرب
بين الطموح في التاريخ والرغبة في تأسيس شروط النمذجة



عن منشورات افريك آرت الشركة ذات المسؤولية المحدودية للمسير الوحيد، ، وفي سلسلة أبجديات الفن ، صدر للجامعية "دنيا بنقاسم "العضو في مؤسسة ميلود ومؤسسة القاسمي حسب الورقة التعريفية للكتاب، كتابا يضم بين دفتيه 227 صفحة، بعنوان قاموس الفنانين المعاصرين بالمغرب
وذلك باللغة الفرنسية ، ومطبوع بشكل جيد ببرشلونة اسبانيا..دون تحديد تاريخ الإصدار بالرغم من صادر سنة 2010.وهو كتاب تتصدره كلمة عنوانها في تكريم ميلود حيث تعتبر الكاتبة ان هذا الكتاب هو أيضا جزء من أعمال هذا الفنان..ويبدو انها متأثرة برحيل مجموعة من الفنانين عن عالمنا، خصت بالذكر منهم الفنان محمد القاسمي، ودنيا واعليت ، والمكي مغارة ،والشعيبية طلال وعبد المجيد ح/هناوي ، وطبعا ميلود..حيث تعدنا بان عملها القادم هو خمسون سنة من الفن البصري بالمغرب. ومن هنا فأسباب نزول الكتاب محدد بالرغبة في تكريم حقيقي للفنانين المغاربة، الأموات منهم والأحياء.
ومساهمة في نفس المنحى ، اعتقد ان قراءة هذا الجهد التوثيقي و التبويبي والتنظيمي ، ومحاورته لهو آ اخ بنفس الأسباب، وتقدير لصاحبة الجهد أساسا، ورغبة في إثراءه فيما اعتقده من مساهمة على هامشه.
وبداية فان الكاتبة تشير في مقدمة كتابتها ، حيث حاولت الجواب على السؤال المتعلق بلماذائية قاموس حول الفنانين المغاربة ، بانها عانت من مسالة الاختيار، مما جعلها تفكر في مجلس للاختيار مكون من المتخصصين في تحديد -حسبما يبدو لي – لصفة الفنان التي أطلقتها حول الأسماء المختارة ليكونوا مادة العرض .كأسماء لفنانين مغاربة ، ويبدو انها نحت الى ان يتضمن الكتاب اسماء الراحلين ، لان أعمالهم لازالت مؤثرة رغم انها أرادته كتابا للأحياء.، إضافة الى كون صفحات الكتاب ضمت اسماء لفنانين غير مغاربة ولكنهم مقيمون به..
ولقد اعتمدت الأبجدية الفرنسية في تصنيفها ، وذلك مبرر في كونه يعتبر دليل محرر بتلك اللغة وبيان تحريره كالتالي
ا
الحرف الابجدي عدد الفنانين الاناث الذكور مدرسة
تطوان مدرسة البيضاء مراكز
CPR عصامي ساذج مدارس
اخرى مغاربة أجانب ملاحظات
A 35 8 27 4 7 1 3 1 11 32 3
B 47 6 41 9 4 10 - 1 14 45 2
C 12 4 8 2 1 1 3 1 4 12 -
D 9 - 9 3 2 1 1 2 9 -
E 20 4 16 8 3 1 1 - 7 20 -
F 6 1 5 1 - 1 - 1 3 6 -
G 7 1 6 1 1 1 1 3 7
H 11 2 9 1 2 1 2 5 10 1
I 3 3 1 1 1 3
J 1 1 1 1
K 11 5 6 1 3 5 2 11
L 14 7 7 2 1 4 3 3 13 1
M 28 6 22 5 3 1 3 16 21 1
N 6 3 3 1 - - - 1 4 6
O 6 3 3 1 1 5 6
Q 3 3 1 1 1 3
R 8 1 7 2 1 1 1 3 7 1
S 14 3 11 5 2 2 2 2 14
T 13 5 8 1 1 1 2 8 12 1
Y 3 3 2 1 3
Z 4 1 3 1 2 1 4

ومن خلال الجدول يتبين لنا مايلي/
اولا -الاعتماد على الأبجدية الفرنسية في ترتيب الأسماء، والحاسم طبعا هي الأسماء العائلية ، والتي 21 حرفا أبجديا من أصل 28، واعتمادها على دلك يبرره أساسا اللغة التي تم بها تحرير العمل، علما على ان القيام بنفس العمل باللغة العربية ، او لنقل فقط القيام بترجمته الى العربية سيتسبب في العديد من المشاكل في الترتيب فأسماء تبتدئ بحرف الألف او حرف العين هي أسماء متباينة للناطق بالعربية بينما هي تنتمي لنفس الحرف الأبجدي الأول للاسم فرنسيا مثلا حالة الفنان احمد الأزهر وحالة الفنان احمد العمراني، ونفس الأمر للأسماء التي تبتدئ بحرف التاء او الطاء.. والسين والصاد والقاف والكاف الخ..مما سيحرج الباحثين في التبويب ان لم يتبينوا هاته الاختلافات في تبويب الأسماء بين لغتين.
ثانيا- اعتمد الكتاب الى اعتبار عدد الفنانين بالمغرب محدد 259، وهنا يثار السؤال ما هو التصور المتحكم في حصر الفن المغربي في هذا الرقم ، اهو مقياس نقدي ، ام رؤية جمالية ، وهذا الاقتصار على الأسماء الواردة في الكتاب ، أكيد انه سيتسبب لمشاكل لصاحبته مع أهل التشكيل المغربي ، فكم من اسم فني له حضور سواء عبر مساهماته في المعارض الجماعية او بالمعارض الفردية او بالكتابة على التشكيل سوف سيشعر بان الكاتبة قد أقصته من مفتاح دليل يتعلق بمدخل للتجربة الجدارية المغربية.وشخصيا حاولت فهم الأسباب فلم أجد غير مبرر واحد أوردته الكاتبة في الصفحة 13، حيث تعتبر "أن الفنانين المقترحين في هذه الطبعة هم الأكثر قربا منا-أي منها شخصيا- والمعبرين عن الأجيال الأربعة للتشكيليين منذ استقلال المغرب والى الآن"،.. وحيث أنه لكل امرء الحرية في ان يقرر من يراه كذلك ، فان السؤال الذي تغيب الإجابة عليه هو كيف حددت مفهوم الجيلية في مقياسها ،ودلك حتى نستفيد من التبويب ،.علما ان عدد المغاربة في الكتاب لا يتجاوز 249 فنانا مغربيا ، لان الباقي هم أجانب، وبالتالي ومن جهة أخرى فكيف ان 10 فنانا أجنبيا مقيما بالمغرب يعبرون فنيا عن تصور فني مغربي،.واغلبهم لم يتجاوز الموقف الرومانسي لأولئك الدين ابهرهم الضوء والنور ، مع اغفال فنانين مروا بالمغرب وهم مؤسسون للتشكيل المعاصر بالمغرب واغلبهم من فناني القرن 19 ، رغم انهم لم يعرضوا بالمغرب ولكنهم قدموا إمكانيات أمام الفنانين المغاربة ف ي اكتشاف ذاكرة بصرية لهم أمثال فرتوني الخ..وحبذا لو أنها استعملت قاموسها التعريفي للمصطلحات اللغوية و التربوية ولمفاهيم الحركات الفنية، في تحليل ومقاربة التجارب المقدمة في الكتاب ، لساعدنا دلك على تبيان المنهج المتبع في عملية الاختيار الحاسمة لفناني الكتاب.
ثالثا – ان إنشاء الكتاب اعتمد إلى النمذجة التالية ..
1 بيان السيرة الذاتية لكل اسم من الأسماء
2صورة مختارة لعمل فني لكل فنان مع تقديم صغير لمعلومات عن العمل واسم العمل ، وسنة انجازه ومقياسه، وأين يوجد..
3 قراءة مكثفة عن تجربة الفنان ، ويبدو انها عموما من الصياغة الذاتية للفنانين الدين أرسلوا ملخصات على تجاربهم.او الاستعانة بحوارات تقدم ذاتية الفنانين بالنسبة للفنانين الدين سبق وان توفوا.
4 عناصر بيبليوغرافية.لكل فنان معتمدة أساسا على الكتالوجات التي وضعها الفنانين بين يدي الكاتبة.
وان هذه النمذجة مرهقة ولكنها مكنتها من وسيلة ساعدتها على تقديم معلومات وتوفيرها للباحثين دقيقة .
رابعا انها لم تغفل في كتابها كل ما يساهم ف يجعل التجربة الفنية ممكنة وخاصة أنها ذكرت قاعات العرض ، و كان مستحسنا ان تتحدث عن تلك القاعات التي أقفلت ، خاصة وان تلك القاعات لعبت دورا مهما في تنشيط التجربة الفنية بالمغربية.وانها ركزت على قاعات العرض المتواجدة بالمراكز الحضرية التي تشهد نشاطا بعملية الاتجار بالفن ، وحبذا لو انها لم تغفل القاعات الأخرى لما لها من سحر التأثير على التجربة الفنية المغربية حيث بعض القاعات شهدت تجارب يمكن اعتبارها علامات اساسية ومرجعية في تاريخ الفن المغربي .

خامسا / ان البيبليوغرافيا التي ضمتها صفحات الكتاب223 الى 227 أشارت إلى خمس موضوعات
أولاها تتعلق بالكتب المعتمدة في إنشاء الكتاب ، وهي كتب حررت اما بالفرنسية او بالانجليزية ، وبالتالي فهي لم تعتمد أساسا الكتابات التي تناولت الفن المغربية اما بالاسبانية او بالعربية .
ثانيها المونوغرافيات والمتعلقة ببعض الفنانين الذين كان لهم الحظ ف يان تنجز مونوغرافيات لهم .
ثالثها / الكاتالوغات والدلائل، وهي منشورات طبعا وفرها الفنانون الدين كان لهم الحظ أيضا في ان يجدوا من يقوم بعلمية طبع تلك الدلائل، و الكاتبة أشارت حتى الى تلك التي صدرت بمناسبة معارض للمغاربة في دول أوربية وأمريكية وافريقية.
رابعها يتعلق بالمجلات التي اما هي متخصصة في الفن التشكيلي او التي أصدرت أعدادا خاصة حول التجربة التشكيلية بالمغربية. ويبدو ان الغائب الأكبر في مرجعها المتعلق هو الأعداد المتميزة لمجلة انتغرال التي صدرت بالفرنسية ، ولا أتحدث عن تلك الصادرة بالعربية، كما ان الكاتبة أغفلت تماما الصحف والملاحق الثقافية بالفرنسية التي تناولت التشكيل المغربي.
وخامسها القواميس الثلاث للفن التشكيلي ويبقى من أهمها قاموس فناني طنجة الصادر بالانجليزية..
وبالنظر الى هذه البيبليوغرافيا يبدو ان الكاتبة اشتغلت بما يجعل عملها جدير بالاحترام والتقدير ، بل وان هذا العمل أصبح معتمدا أساسيا لمن يريد الدخول للتشكيل المغربي من المهتمين باللغة الفرنسية ، وحبذا لو ان الجهد القادم للباحثة يركز على المعارض / المحطات الأساسية في تجربة التشكيل المغربي ن وبعض الإشكالات التي أثارتها الثقافة المغربية في علاقتها بالتشكيل وخاصة مفاهيم مستقاة من الحقل السياسي كالثقافة الوطنية ومحطات الحضور المغربي في البنيالات العربية سواء بالإسكندرية او ببغداد ومشاركتهم في اهم التجمعات الفنية اوالتي اتشهد انحدار التجربة من التفكير البصري بالأسئلة الكبرى حول الصورة الوطنية الىانشائهم تجمعات صارت مجرد تجمعات تبحث عن كيف تقتات من بعض التظاهرات من اجل منح ونفقات تغطيها بعض المؤسسات العمومية والشبه العمومية والخاصة ، وهي التي تقود الفن المغربي الى ان يصير فنا يخدم أذواق مصاصي دماء الفنانين بدل الدفع بالفن الى التفكير و اختراق الفضاء التخييلي للمغربي ..واعتقد ان عمل الأستاذة سيمكنها من مواد للتفكير في هذا المجال الدي يشهد انتشارا جغرافيا من ناحية التلقي و الوحيد الذي مكن الثقافة المغربية من الانتصار ضد المركزة بالبيضاء والرباط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المسرح لعش الزوجية.. مسرحيات جمعت سمير غانم ودلال عبد الع


.. أسرة الفنان عباس أبو الحسن تستقبله بالأحضان بعد إخلاء سبيله




.. ندى رياض : صورنا 400 ساعةفى فيلم رفعت عينى للسما والمونتاج ك


.. القبض على الفنان عباس أبو الحسن بعد اصطدام سيارته بسيدتين في




.. تأييد حكم حبس المتسبب في مصرع الفنان أشرف عبد الغفور 3 سنوات