الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكورية» ضواحي فرنسا : لمَ كل هذا الكره للنساء؟

ندى الأزهري

2010 / 10 / 6
بوابة التمدن


امان
ألغت قناة «آرتي» برمجته في 31 آب (أغسطس) لتعود وتقرر عرضه أول من أمس. الشريط الوثائقي «مدينة الذَكر» للمخرجة كاتي سانشيز، يبرز العنف المطبق قولاً وفعلاً ضد النساء في الضواحي الفرنسية، ولا يتساءل عن دوافعه.

المكان محطّ الاهتمام هو الضاحية الباريسية فيتري حيث أحرق شاب فتاة (سوهان 17 سنة) بصبّ البنزين عليها لرفضها إقامة علاقة معه. جرت الحادثة عام 2002، تبعتها ثلاث حالات متفرقة على مدى سبع سنوات في مناطق أخرى: رجم غفرانه في مرسيليا، إحراق شهرزاد في نوييه، شنق فاطمة... والأسباب يمكن عنونتها بـ «أسلوب العيش». فهن فتيات أردن عيش حياتهن والخروج من أسر حياة الضواحي والابتعاد عن العيون التي تراقب والعبارات التي تجرح والأفعال التي تؤذي إلى درجة القتل.

سعت المخرجة الى مراقبة الحياة اليومية في فيتري والحوار مع أهلها لإنجاز فيلمها. وحين برمجته «آرتي»، طالبت صحافية شاركت المخرجة في إنجازه بإلغاء العرض بعد تهديدات وصلتها، «فمن ضمن 40 شخصاً قابلناهم - تقول الصحافية بحسب مجلة «تليراما»- لم يُحتفظ سوى بالتصريحات الأكثر تطرفاً»، ما يعطي «نظرة كاريكاتورية» للعلاقة بين الفتيات والشباب في الضواحي».

بعد قرار وقف العرض عادت «آرتي» وقررت برمجته والأسباب كما أوردها مقدم برنامج «تيما» أن أية «ملاحقة قضائية للعمل لم تتم، وأن المساهمة فيه تمت بناء على موافقة المشاركين وتواقيعهم». وهكذا قُدم الفيلم في حلقة كان موضوعها «لم كل هذا الكره؟» مع فيلم آخر عن فرقة راب أميركية تصوّر النساء وكأنهن في «سوق للرقيق».

في شريط «مدينة الذَكر» نقع على هذه النظرة، ليس فقط الدونية بل المُحتقِرة للنساء والتي تبرز خوفاً دفيناً من «كيدهن» فبحسب شباب ضاحية فيتري الذين ظهروا إما للحديث عن حرق سوهان وهي حية أو عن النساء في شكل عام، لا نرى إلا هؤلاء «المتوحشين» وأولهم صديق الفاعل الذي يبرر لصديقه فعلته قائلاً: «ليس مجرماً، فما ارتكبه حماقة وليس جرماً»! وحرقها مجرد «خطأ يحصل مع الجميع ولكن الإعلام ركز عليه».

ومن وجهة نظر رشيد وآخرين استجوبوا، فالنساء عموماً «عاهرات» و «متسكعات» وعلينا مراقبتهن «فشرف العائلة كله سيتلطخ إن أخطأت إحداهن».

شباب ونساء أيضاً يعتبرون أن الذكر هو المسيطر في العائلة وله الحق في ضرب الأنثى «إن عادت متأخرة مثلاً» وأن الأخت يجب أن تكون «غير الأخريات»، والزوجة المثالية هي «العذراء» التي «تحترم زوجها وتنتظر عودته من العمل والمحجبة». فتلك الأخيرة «لن تنظر إلى الشباب وهم لن يهتموا لها حين تكون محجبة». أما «هو» فيلاحق الفتيات ويذهب إلى بيوت الدعارة ويتسكع بلا هدف. وكما تقول شهرزاد ( 24 سنة) التي ظهرت في الفيلم بوجهها المحروق: «يخرج مع الفتيات ثم يعود فجأة إلى الدين... كيف يفسر ذلك؟».

لا تسعى المخرجة للتفسير بل لتسليط الضوء على هذه المفاهيم عن الذكورة والأنوثة المتداولة في البيئات الشرقية والتي تأخذ في فرنسا مدلولات أخرى. إنها مفاهيم «ذكورية» بالمعنى السلبي وهي رفض لمفاهيم المجتمع المحيط حول المساواة وحق المرأة في العيش بحرية مثلها مثل الرجل. «ثمة بربرية ذكورية في الضواحي»، كما يقول الفيلم. ولكن... هل يمكن القول أن الفيلم هو انعكاس صادق للواقع؟ أم انعكاس جزئي؟ فما ظهر كان خطاباً سائداً وأفكاراً جاهزة يبدو أن المخرجة ذهبت بها وأجرت الحديث مع من يؤيد فكرتها: «اضطهاد الجنس الضعيف في الضواحي». حتى النساء اللواتي ظهرن في الشريط، باستثناء شهرزاد كن بشكل أو آخر مؤيدات لأقوال الشباب، هذه الأقوال التي قد لا تغيب عنها محاولة، واعية أو غير واعية، لشباب الضواحي «لصدم» المجتمع الفرنسي أمام الكاميرا. أما الفيلم فقد اكتفى فنياً بعباراته «الصادمة» تلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر مصرية: وفد حركة حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء لاستكمال ا


.. جامعة إدنبرة في اسكتلندا تنضم إلى قائمة الجامعات البريطانية




.. نتنياهو: لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن ن


.. مسيرة في إسطنبول للمطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة و




.. أخبار الساعة | حماس تؤكد عدم التنازل عن انسحاب إسرائيل الكام