الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لازال الوقت مبكرا على تشكيل الحكومة العراقية

احمد عبد مراد

2010 / 10 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


ربما يعتقد البعض ان خروج التحالف الوطني بمرشحه الى رئاسة الوزراء وهو السيد المالكي قد وضع بداية للصراع السياسي المحتدم على منصب رئاسة الوزراء والمواقع السيادية الاخرى فى( حكومة الشراكة) كما دأب البعض على تسميتها ،في الوقت الذي يبدو ان هذا الاعتقاد غير واقعي ويحتاج التريث والتأني وقراءة الخارطة السياسية بتمعن وموضوعية .
ان اضطراب المواقف السياسية للقوى الفائزة في الانتخابات وكذلك الاضطراب العام الذي يسود الساحة السياسية العراقية يحتاج الى وقت ليس بالقصير لكي يميل الى الهدوء الجزئي ولا نقل الى الاستقرار ،فالان يمكن القول انه قد بان الخيط الابيض من الاسود، على الاقل فيما يتعلق الامر بمدى قوة وتأثيرالعامل الخارجي ودره الرئيسي في وضع بداية الخروج من النفق المظلم حيث تجسد ذلك بقدرته على اعادة الحصان الجامح الى حضيرته بعد ان راهن البعض على انفلاته من تلك الحضيره وتمرده الذي لم يدم طويلا، حيث عندما جد الجد لم يحتاج الامرالاّ اشارة حازمة من المرجع لاعادة ضبط المواقف وتحجيم الجنوح، وهذا الامر سيسري عاجلا ام آجلا على بقية فصائل التحالف الوطني والتي لا زالت تترنح تحت شدة الصدمة نتيجة الخذلان المفاجئ لحلفاء البارحة.
وربما يتسائل البعض عن الخلفية التي يؤسس عليها المجلس الاسلامي الاعلى مواقفه المتشددة وهو الخاسر والمنهزم في دورتين انتخابيتين متتاليتين في المحافظات والبرلمان نتيجة لخطابه السياسي المتخلف والذي اعرب عن موقفه بعيد اعلان نتائج الانتخابات مباشرة انه سوف لايدخل حلبة الصراع على منصب رئيس الوزراء وانما سيشترك بحكومة تضم الجميع ،وما تشدده ومطالبته برئاسة مجلس الوزراء انما هي متأتية من قوة حلفاءه الصدريين والذين اداروا بوجوههم الى الناحية الاخرى وسحبوا البساط من تحت قدميه فلماذا كل هذا التعنت والاصرار يا ترى..وهل هذا يجري من اجل حفظ ماء الوجه كما يقال؟. ام انهم يحتاجون الى اشارة مرجعية كما الاخرين ليبرروا عودتهم المرتقبة.
قد لا يختلف اثنان على ان هناك ثلاثة عوامل اثرت ولعبت دورا حازما في بلورة ما نجم عنه الوضع السياسي لحد الان وهذه العوامل اشرت بوضوح 1- الدورالامريكي الذي حاول البعض التقليل من تأثيره. 2 –المحيط الاقليمي والذي حاول البعض تجاوزه دون جدوى 3- التأثير الجماهيري والذي اتى بالدرجة الثالثة بسبب ضعف شعور القادة السياسيين بمعانات الجماهير الكادحة واهمالهم لما تعانيه بالرغم من عدم قدرتهم على تجاهله.
يبدو ان الاجماع السياسي على رئيس الوزراء القادم امر ليس بالسهل فها نحن نتابع تحركات الكتل السياسية على المستويين الداخلي والخارجي على حد سواء فالمجلس الاعلى والذي لاتؤهله مقاعده البرلمانية بالحصول على وزارة دولة اصبح ينافس دولة القانون على رئاسة الوزراء وبذلك حل محل القائمة العراقية وما كان ذلك ليتم لولا اللعبة الخبيثة التي تلعبها القائمة العراقية بدفع المجلس للعب هذا الدور وذلك من خلال اعلانها بانها تؤيد ترشيح الدكتور عادل عبدالمهدي وما هذا الّا نفاق سياسي مكشوف..في الوقت الذي حضي التحالف الوطني بتأييد القائمة الكردستانية وحزب الفضيلة وهكذا يقترب المالكي من الحصول على النسبة المطلوبة للمرور بسلام.
ان القائمة العراقية مطالبة بتوضيح موقفها ووضع حد للملابسات والغموض الذي يحيط بها فلا يمكن ان تغازل البعث والبعثيين وكسب ودهم وتاييدهم واصواتهم وذلك باطلاق التصريحات والوعود والتطمينات بأعادت المجد المفقود لهم ..وعلى القائمة العراقية ان تفهم جيدا ان الشعب العراقي لا يستطيع ولا يتحمل خطأ تاريخيا يؤدي الى عودة البعث الفاشي الى حكم العراق وهذه عقدة القائمة العراقية.
وكما هو الحال وعندما تشتد الازمة ويدخل الفرقاء في منعطف حاد نراهم يهرولون الى مسؤوليهم في الدول المجاورة عارضين غسيلهم بدون ادنى خجل طالبين المساعدة في ايجاد الحلول لقضاياهم الداخلية والمساعدة على تشكيل حكومة الشراكة الوطنية وفي الوقت ذاته يصرحون بعدم السماح بالتدخل في شؤون العراق الداخلية (انها مهزلة بأمتياز)..لم تمضي ساعات على اعلان ترشيح المالكي لرئاسة الوزراء حتى طار الحكيم الى سوريا وطار علاوي الى القاهرة وذهب وفدا الى تركيا وقطر والكويت ..الخ .
خلاصة القول اذا كانت القوى السياسية قد رمت مصالح الشعب وراء ظهورها واذا كانت مصرة على جعل مصالحها الانانية الضيقة فوق مصالح الامة فما امام الشعب العراقي غير طريق العصيان المدني لكنس كل من يعترض طريقه نحو الحرية والديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية.


احمد عبد مراد /2010/10 /07








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مرض عضال
البراق احمد ( 2010 / 10 / 7 - 12:20 )
عدم عرض الامور بحيادية اصبح مرضا عضال لدى بعض الكتاب مع الاسف الشديد . السيد الكاتب يتناسى ان اول من ارسل الوفود هو السيد المالكي فقد توجهت وفود منه الى ايران عدة مرات رأسها علي الاديب مرة والزهيري مرات ثم رأس الزهيري وفدا الى سوريا فيما كان علي الدباغ يطمئن الكويت بتوقيع اتفاقية الحدود وكان انقلاب المالكي نفسه على مواقفه السابقة من سوريا الارهاب والتي قدم شكوى لتشكيل محكمة دولية لمحاسبتها الى سوريا الحريصة على وحدة العراق واستقلاله ويوقع معها الاتفاقيات الاقتصادية ... من هذا يتضح ان الجميع لهم علاقاتهم بدول الجوار وتلقوا الدعم منها باشكاله المختلفة والبرهان الواضح والاخير كان في الضغط الذي تعرض له الصدر وفق ما اعلنه هو نفسه من اجل تأييد المالكي وهذا ما حصل فعلا مما يعني بدون الدعم الايراني ماكان الترشيح ليمر .الكتابة بحيادية هي وحدها التي تخدم العراق وشعبه وغيرها يخدم مصالح المتربصين بالتجربة الديمقراطية الجديدة

اخر الافلام

.. فرنسا: القضاء يصادق على مذكرة توقيف بحق الرئيس الأسد بشأن هج


.. بعد صعود اليمين.. أي تحول في العلاقات المغربية الفرنسية؟ • ف




.. أسانج يصبح -رجلا حرا- بقرار قضائي أمريكي ويعود إلى بلاده أست


.. المباني سويت بالأرض.. مشاهد من البحر تظهر الدمار الهائل بساح




.. مسن فلسطيني: راجعون راجعون لن نتحول عن فلسطين